أيار 17
  بعد أن عصفت رياح (الربيع العربي) في دول عربية عديدة، لم تكن عملية استبدال الانظمة الشمولية الاستبدادية قد سارت بخطوات طبيعية، فالربيع العربي بدأ مع انتحار بائع الفاكهة التونسي، ولنا أن نتصور أن الربيع يبدأ بحالة موت بشعة لإنسان همه الوحيد أن يكسب قوت يومه، في حين أخذ (البعض) يرى في (محمد البوعزيزي) بفعل الإحْراق ذاك، انتقل من مجرد بطل، الى "ايقونة حياة وتحرر"*، وأثبت صحّة الافتراض الذي طالما رفضه العقل والمنطق، والقاضي بإمكان انبثاق الحياة من الموت والدمار؛ كما في أسطورة الفينيق أو العنقاء، وفي الأساطير المُشابهة لها في التراثين اليوناني والعربي وعلى الرغم من هذا (التعظيم) لفعل الانتحار فلن يغفر للذين اعتادوا تلوين المآسي بألوان زاهية أن موته بهذه الصورة هو عقاب لنا لما يسود من إستبداد سياسي وإجتماعي وديني في مجتمعاتنا العربية. لقد طرق هذا الربيع ابواب العرب بعنف جعلهم يفيقون من سبات عميق عاشوا خلاله تحت سلطات شمولية مضطربة جعلت من دولهم تتأرجح بين اوضاع خلفتها مشكلات داخلية (اقتصادية، واجتماعية، وثقافية..)، ومشكلات خارجية خلفتها السلطات من جراء حروب كثيرة وأخرى لا حصر لها دفعت أثمانها مجتمعات هذه الدول. وبما أننا آثرنا بحث موضوع دور المثقف العربي في الربيع (أنموذج إنتفاضة تشرين في العراق) فسيكون بحثنا مخصصا في اطار هذا الدور عن طريق بحث النقاط الآتية:
 أولا/ في مفهوم المثقفين وأدوارهم:
إن الفعل (ثقف) بمعنى حذق وفهم وادرك(1). والمتعلم والدارس المتمرس والمثقف المطلع والمفكر النشيط وانتلجنسيا في الكثير من الكتابات المختلفة(2). تستخدم مفردة (Intellectual) للدلالة على كل من يستخدم فكره مقابل مفردة (اليدوي) وهذا ما ذهب اليه (روجيه غارودي)(3). في حين يرفض (انطونيو غرامشي) فكرة حصر اهتمامات المثقف في العمل الفكري فقط إذ يستحيل عزل الإنسان العالم عن الإنسان العامل.. اذ كلاهما يستخدم فكره على نحو أو آخر وعليه يجد (غرامشي) "أن جميع الافراد في مجتمع ما مثقفون مع الاستدراك، بأن جميع الافراد لا يمارسون وظيفة المثقفين في ذلك المجتمع"(4). فعموم المثقفين يبقون حاملين حيازة من المعرفة التي يكسبونها بوصفهم أعضاء في مجتمع ما، ولكن أدوار المثقفين تختلف من خلال التميز الفردي الذي يؤهل صاحبه للتمتع بأدوار قيادية في المجتمع. وفي الواقع أن محاولة التمييز بين العمل الذهني واليدوي تبقى قاصرة، فمن المستبعد أن يطلق على المثقف أن مهنته تنحصر في (التفكير)، فربما تطلق هذه التسمية على فلاسفة اليونان مثلاً فحوارات (جمهورية أفلاطون) خير مثال على ذلك، أما في العصر الحديث فتسمية المثقف أخذت تقترن بالممارسة العملية، بنشاطات كثيرة حاول فيها المثقف ترجمة أفكاره، فمنهم من أصاب في ترجمة هذا الفكر وكثير منهم قد خاب في نقل ما يفكر به الى واقع الممارسة العملية. فمفردة المثقف أخذت تخرج من هيمنة لفظة المفكر أي الفكر لتقترب من نشاط عملي (Active) للفرد الذي يطلق عليه المثقف المطلع ((Cultured، فالممارسة أضحت هي السمة الغالبة على من يطلق عليهم بالمثقفين.
لقد ارتبطت مفاهيم المثقف بأدوار المثقفين فبين مثقف (لينين) الثوري الذي يتحالف مع القوى الاجتماعية المهيأة تأريخياً من أجل تحقيق التغيرات الكبرى في مجتمعه. فهو ليس ذلك المنتمي الى الطبقة المضطهدة، ولا ذلك المعدم اقتصادياً مادام الاغتراب (الانسلاخ) الطبقي وارداً بحكم (التثقف) فقد يتبنى فرد من طبقة ما فكر طبقة أخرى، ولو مضادة لانتمائه وهذا ما يمكن تسميته بتبادل الاغتراب(5). ويميز (غرامشي) مفهوم المثقف بالتفريق بين المثقف (التقليدي) الذي يواصل ويكرر فعل الاشياء نفسها من جيل الى آخر مثل المدرسين والكهنة، والمثقف (العضوي) الذي يحقق ارتباطه العضوي بطبقته عن طريق تنظيم سياسي، وهو الحزب الذي يمثل (المثقف الجماعي(6)).  فيما يجد (سارتر) أن مفهوم المثقف التقني الذي ينحصر دوره في عمل تقني معين كعالم الذرة وعالم القانون ولن يكون هؤلاء مثقفين الا إذا أضافوا الى عملهم فعلاً سياسياً أو اجتماعياً يجعلهم جزءاً من الرأي العام الذي يوجه السلطة السياسية(7). ويجد المفكر الفرنسي (ريمون آرون) أنه ليس من شأن المثقف الدخول في السياسة لأن المثقف رجل الافكار ورجل العلم، فالمثقف يميل الى طرح الافكار بصورة تجريدية وذلك بحلول غير واقعية متجاهلاً الامور الجوهرية ومختلقاً مشكلات زائفة(8). ويمكن تلخيص دور المثقف في ضوء الآراء أعلاه في دلالتين مزدوجتين هما:
الدلالة الاولى: ترى في المثقف مدافعاً عن حقوق مجتمعه عن طريق سلطة غير معنونة يمارس المثقف عبرها (نفوذه)، مصدر هذه السلطة المعرفة التي يتحلى بها، ووسيلته الدور الذي يمارسه، وهدفه التغيير. فيما تحمل الدلالة الثانية: فكرة ابعاد المثقف عن مشكلات مجتمعه وضرورة محافظته على استقلاله العلمي.
 ثانيا/ التنظير العربي لأدوار المثقفين: 
يعد علي حرب من المفكرين الذين أنكروا أن يكون للمثقف أي دور عن طريق تساؤلاته التي طرحها في كتبه (أوهام النخبة)(9) حيث يعلن فشل  المثقفين في ترجمة شعاراتهم، فضلا عن تحولهم الى  مجرد باعة للأوهام، فلم يتمكنوا من تجديد عالم الفكر. أما دعوة المثقف الى حرية فقدها مجتمعه فقد جاءت عبر ممارسته الاستبداد في تبني طروحات الحرية ويعلن علي حرب (نهاية المثقف) فأنهم ليسوا "قدس الأقداس ولا رسل الهداية"، بل هم أصحاب مصلحة وسلطة، بل "إن السياسي المحترف هو أقل من المثقف ممارسة للعنف، وأقدر منه على تسيير الأمور وتدبير الشؤون العامة"(10). فيما حمل الدكتور أبو يعرب المرزوقي الفكر العربي الحديث من سيطرة النماذج السقراطية والوجودية والنتشوية والماركسية حول وجوب الكف عن تأويل العالم المجرد من الموقف الحياتي. فما "الفائدة من الالتزام بعمل يقدم عليه من ليست لعمله فاعلية مباشرة أو قيادة غير مجرد الالتزام الموقفي؟(11) ويرى عبد الإله بلقزيز في كتابه "نهاية الداعية"(12) أمراض المثقفين المتمثلة  في (مفارقات اللاتوازن) وهي: 1) النرجسية الثقافية. 2) السادية الثقافية. 3) المازوشية الثقافية. 4) المؤامرة. 5) الفوبياء الثقافية. (فالمثقف) شغوف بنفسه مولع بإعجاب الناس به. ولا يختلف فهمي جدعان عن الاراء التي تعلن عن نهاية المثقف من خلال تساؤله: "إذا كان النظر في واقع المثقفين، يكشف في الجملة عن هذه الأحوال والعوارض الذاتية التي لا تبعث على السرور كثيراً، فما جدوى هؤلاء المثقفين في حياتنا؟ وما الذي يمكن أن ننشده لدى أناس تعرض علينا "أفعالهم"، خارج "مستوى الوعي"، هذا الحشد الجسيم من المثالب والنقائص وضروب الضعف؟(13) وينتقد برهان غليون سلوك المثقف النبوي عن طريق سعيه  في توفيق وهمي وحالم به، لا حقيقي، بين ثقافة عالمية معيارها ومصدرها هو الغرب، وثقافة شعبية محلية ترتبط بالتراث، في حين أن الهوية الثقافية لا تتحقق مع نظرية تبحث عن التوفيق بين الماضي والحاضر، نظرية يصونها مثقفون بصيانتهم للتراث، فالهوية الثقافية لا تتحقق إلا بالتفاعل الذي يؤهل كل ثقافة لأن تكون مبدعة ومنتجة(14).  
    إن نزعة التشاؤم التي تناولت دور المثقف عند حرب والمرزوقي وبلقزيز وجدعان وغليون تقابلها  نزعات التفاؤل عند إدوارد سعيد في بحثه عن المثقف البطل والمثالي الذي من شأنه أن يقول كلمة الحق، وأن يتصدى لاستبدادية المؤسسات الحديثة، فمن الصعوبة تجاهل دور المثقف الى مهنة محضة، لا يهتم إلا باداء عمل معين، فان الموهبة الحقيقية للمثقف تمكنه من توضيح رسالة، أو موقف أو فلسفة، بالفاظ واضحة لجمهور ما، ونيابة عن هذا الجمهور، كما تجد السلطة والجهات الاخرى الصعوبة في استيعاب المثقف الذي يؤمن بالمبادئ العمومية التي هي من حق البشر ومحاربة الانتهاكات التي تقف ضد هذه المبادئ(15)، ولا تختلف نظرة التفاؤل هذه عن مفهوم دور المثقف عند محمد عابد الجابري فالمثقف هو "ذلك الشخص الذي يتجاوز العوائق التي تحول دون نظام اجتماعي أفضل، نظاما أكثر فاعلية، نظام أكثر إنسانية ، وأكثر عقلانية "(16). أما علي أومليل فيرى أن المثقف العربي يطالب بسلطة ثقافية مفقودة، حالم بها، تحققت في مجتمعات أخرى ناضل سياسيوها كما مثقفوها نضالا سياسيا وثقافيا تراكميا، استمر لبضعة قرون منذ فجر الحداثة وفترة هجرة أفكار القرون الوسطى. لا يعني هذا أن المثقف العربي لا يمتلك وسائل النضال بل والمواجهة أحيانا للسلطة السياسية الحاكمة، بل كل ما هنالـك وحسب علي أومليل أن نضال المثقف لم يكن نضالا ثقافيا من أجل الديمقراطية، فالذي "يثير الانتباه هو أن قضية الكتاب الالتزاميين العرب في الخمسينات والستينات لم تكن هي الديمقراطية، بل قضايا أخرى أعطوها الأسبقية مثل الوحدة العربية والاشتراكية وهكذا عولوا ضمنيا على الانقلابية"(17). وهكذا جاء التنظير العربي لادوار المثقفين بين نظرة متشائمة تحاول أن تلغي ادوار المثقفين وأخرى متفائلة تحاول جاهدة البحث عن ادوار مهمة للمثقف.
 ثالثا/ المثقف في مواجهة الربيع العربي:
اما (الربيع العربي) الذي غدا مفهوما مألوفاً لدى وسائل الاعلام (في حينها) بمختلف أصنافها حتى عُد مفتاح حديث المناسبات الثقافية والسياسية، فلا حديثَ مسموعا أو مقروءاً يخلو منه فأصبح دلالة على مدى تفاعل الكاتب او المتحدث مع أحداث (هذا الربيع) في حينها. باغتت تداعياته المتسرعة المثقف فلم تسعفه بلاغته (اللغوية) أو تنظيراته (الفكرية) في تحديد موقفٍ واضحٍ منه بل صدرت مواقف عن بعض المثقفين تضاد المواقف التي دافع عنها عقوداً طويلة وكأن هذه الاحداث حطمت شرنقته التي تحصن بها وربما حل الربيع العربي ليثبت صحة الافكار التي تناولت ادوار المثقفين على اختلاف انتماءاتهم العقائدية. وهناك سؤال لماذا أطلقت تسمية الربيع العربي على مجموع الانتفاضات التي شهدتها دولٌ عربية متعددة على الرغم من أن أحداثها وقعت في أشهر الشتاء العربي وبالتحديد شتاء 2010؟ لقد جاء اقتباس المصطلح من أحداث اوربية عدت تواريخ حاسمة في تاريخ دولها ومنها ثورات (ربيع الشعوب الاوربية لعام 1848) التي شملت فرنسا، والمانيا، وايطاليا، والمجر، والدنمارك، وبولندا وغيرها من الدول الأخرى. وكذلك (ربيع براغ ـ 1968) عند دخول القوات السوفيتية براغ، وكذلك أحداث ربيع (أوربا الشرقية) بعد انهيار (الاتحاد السوفيتي).
لقد تباينت مواقف المثقفين من أحداث الربيع العربي باشكال مختلفة ولنقف أولا: عند كتاب «الى اين يذهب العرب.. رؤية 30 مفكراً فى مستقبل الثورات العربية»(18)، فقد استحضر هؤلاء المفكرون (التجربة العراقية) على الرغم من التجاهل المقصود في شمول العراق بالربيع العربي الذي سبق ربيعهم بعقود طويلة وفي التحديد (آذار/1991) فجعلوا من أحداث وتداعيات الاحتلال الامريكي وسقوط بغداد (9/4/2003 ) الاساس في تخوفهم من التغيرات التي رافقت التجربة العراقية، وكان منطلق الخوف وكما جاء في مقدمة الكتاب هو:
الغزو الاجنبي فالاحتلال والصراع الداخلي الذي كاد يصل إلى حد الحرب الاهلية.
 ازمة الثقة التى تعانيها الذات العربية متمثلة في التدفق الفوري والحر للمعلومات سواء على شبكة الانترنت ام من خلال الفضائيات التي يتعرف العرب عبرها على الهوة الحضارية الواسعة التى تفصلهم عن الغرب وعن بعض القوى الآسيوية التى فرضت وجودها على الساحة العالمية.
لقد انقسمت آراء المثقفين التي عكست (التيارات الليبرالية واليسارية والإسلامية والعروبية)، بين نجاح الثورات الربيعية بسبب الاخذ بالوسائل الديمقراطية في بعض دول الربيع التي تتلخص بـ (قيام الانتخابات وتشكيل هيئة لكتابة الدستور والاستفتاء عليه..) وبين الجزم القاطع بفشل هذه الثورات بسبب سيطرة التيارات الاسلامية وإحتمالات إنهيار هذه الدولة جراء التعديات القومية والمذهبية للمكونات المجتمعية والصراع على السلطة. فلم تحمل آراء هؤلاء المفكرين شيئا جديدا عما تناولته وسائل الاعلام أو لنقل آراء الرجل (العادي) في الشارع العربي بل حملت بعض الآراء بحثها عن (قائد) لهذه الثورات وكأنها تبحث عمن يحمل المسؤولية عنها وهنا نعود الى القيادة (الفذة) و(القائد الضرورة)...
في حين يستبعد علي حرب دور المثقف في الربيع العربي في كتابه «ثورات القوة الناعمة في العالم العربي»(19) حيث يجدّد ثقته بقدرة التقنيات المعلوماتية الحديثة، وشبكات التواصل الإلكتروني، على دفع هذه الثورات إلى الأمام، بما تحمل من امكانيات يستثمرها الجيل العربي الشاب بكفاءة منقطعة النظير، تتيح له أن يتجاوز ما قصّرت عنه الأجيال النهضوية السابقة، حينما وقفت من الحداثة ومكتسباتها وآلياتها وقفة المحتار المتردد والمتخوّف. بينما ينخرط هذا الجيل بسهولة، في مسار الحداثة وتقنياتها الرقمية ومعطياتها، وترجمتها عملياً وواقعياً. من تعاقب الانتفاضات وتمدّدها وانتشارها والتعاطف معها، فأن نجاح الثورات العربية التي يقودها اليوم الشباب، بمختلف مناحيهم ومشاربهم ومرجعياتهم، يعد انتصاراً لثقافة العصر على الموروث الأيديولوجي الأصولي النضالي الجهادي، والنموذج النخبوي والبيروقراطي. وبهذا يعلن حرب نهاية المثقف العربي النرجسي الأحادي الرسالي الذي تنبأ به في كتاباته السابقة فالحاكم والمثقف كلاهما متأله وعاشق لذاته نابذ لغيره، الأول ينفرد بالسلطة والثاني يحتكر الحقيقة، وبالتالي فإن ما جرى في تونس ومصر وغيرهما من البلدان العربية، إنما يفكك ثنائية النخبة والجماهير بقدر ما يكسر عقلية الوصاية على القيم والمجتمعات بعقل نرجسي وفكر أحادي. في الوقت ذاته ينتقد المثقفين العرب المزدوجي الولاء الذين ينحازون إلى الانتفاضة الشعبية في بلد، ويرفضونها في بلد آخر، على وفق أهوائهم السياسية، وارتباطاتهم المشبوهة. وبذلك عملت هذه الثورات على خلع عباءة الأيديولوجيات المقدسة بثوراتها ومقاومتها وانقلاباتها وأحزابها. وكسر عقلية النخبة والانتقال إلى المجتمع التداولي حيث كل الناس فاعلون ومشاركون في أعمال البناء والإنماء، كل من موقعه وبأدوات اختصاصه وإبداعاته في مجال عمله. واخيراً التخلي عن منطق العنف للعمل على تغيير الأوضاع وتحسين الأحوال بأساليب ووسائل سلمية مدنية وتواصلية، خاصة أن الميل إلى السلم يقوى يوما بعد يوم على وقع الأزمات وعلى نحو تزداد معه القناعة بحاجة البشرية إلى الانضواء تحت سقف رمزي خلقي يستبقي أو يستنجد بقيم التقى والتواضع والاعتراف والزهد(20).
وكما عودنا دائما من خلال قراءته الدقيقة والرصينة لتاريخ الفكر الاسلامي ينطلق الدكتور الحبيب الجنحاني بموضوع حيوي يحدد من خلاله موقفه من أحداث الربيع العربي متسائلاً (ما هي طبيعة الدولة الجديدة التي ستشيّد على أنقاض مرحلة الاستبدادية العربية؟) ولا سيما بعد (سيطرة) التيارات الاسلامية على صناديق الاقتراع وأفول التيارات المدنية (الليبرالية) والاشتراكية (الماركسية) على مختلف تسميتها. وتبدو دعوته واضحة برفض قيام دولة دينية تحت أي مسمى وبضرورة قيام دولة مدنية(21).
 ويجد سماح ادريس أن الربيع العربي يجعل الناشر أمام مسؤولية كبيرة في كل ما ينشر ويذاع وضرورة الانفتاح على آداب عالميّة ونقلها إلى العربيّة. وثورة في نشر أدب أطفال جديد بعيداً عن الوعظ، والتلقين، واستغباء الأطفال، والتقعّرِ في اللغة، فضلاً عن ثورة في توزيع المطبوعات المختلفة الوصول إلى أقصى أقاصي الوطن العربيّ الكبير، ولاسيّما في مواجهة زحف النشر المعولم إلى المنطقة ومحاولته استقطاب كتّابنا و"شرائهم". وثورة في التقنيّات فالحق أنّ النشر العالمي يتجه حثيثاً إلى الكتاب الإلكتروني (الإي بوك)، ولا مهْربَ بعد اليوم من أن تسعى دور النشر العربية إلى ولوج هذا الميدان(22).
ولآراء الدكتور مراد وهبة أهمية كبيرة في تقويمه للربيع العربي حيث ينطلق من رأي جريء طالما أثارت مناقشته جدالات واسعة على جميع الاصعدة المعرفية ألا وهو أن العرب لا يمتلكون  فلاسفة وإنما هناك أساتذة للفلسفة وعليه جاءت الثورات العربية مفتقرة للقيادة الفكرية فيصعب نجاح أي ثورة من دون فلاسفة، فالثورات الفرنسية والانجليزية والامريكية كان المحرك الرئيسي لها هم الفلاسفة لأن الثورة على مستوى رجل الشارع تكون في اطار الانفعال والعاطفة في حين أن الثورة على مستوى العقل والنقد المؤديين الى التغيير الجذري تكون مهمة الفلاسفة، كما أن النسق الثقافي الأصولي المسيطر والمهيمن لن يسمح بأي فكرة إبداعية، لأن الإبداع من البدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. والأمل معقود على المثقفين في فتح ثغرة في هذا النسق الثقافي الأصولي، على أن يكثف كل المثقفين جهودهم لنقد فكر ابن تيمية، والعمل على إحياء فكر ابن رشد والتنوير(23).
اما د.علاء الاسواني مؤلف رواية (عمارة يعقوبيان) التي تنبئ شخصياتها المقهورة عن الابطال الواقعيين للثورة فلم يكن علاء الاسواني بعيدا عن ساحة التحرير وهو من المثقفين الذين امتزجت رؤيتهم النظرية مع ممارستهم العملية بل أن مواقفه من أحداث الربيع العربي جاءت متصاعدة عبر مقالاته التي تزامنت مع أحداث الثورة المصرية لتصل الى رفض الاعلان الدستوري الذي اصدره الرئيس المنتخب محمد مرسي، رافضا اي صيغة من صيغ الاستبداد وليعلن أن للاستبداد صورة واحدة لا تتغير وأن اختلفت تسمياتها(24).
وربما يسأل أحد لماذا تم اختيار هذه الأسماء مع أن الساحة الثقافية شهدت مؤلفات كثيرة تجاوزت العشرات التي تناولت موضوعاتها أحداث الربيع العربي؟
 رابعاً/ المثقف العراقي وانتفاضة تشرين:
إن الأركان الرئيسية لانتفاضة (1 تشرين الأول 2019) هي:
اولا/ الشباب بوصفهم مادة الانتفاضة: أن الفترة التي تنتهي فيها مرحلة الشباب غير محددة وقد يحددها بعضهم حوالي نهاية سن الثلاثين التي تقع بين (16 سنة) وحتى بداية الأربعين تعد مرحلة شباب. إن تعريف مرحلة الشباب هي مرحلة مواجهة أعمال رئيسية وهي التربية والنضج والانتظار للقيام بدور الكبار في الحياة. إن مواجهة تحديات الانتقال المزدوج تضع الشباب أمام تحديات، فلا غرابة من أن ترتفع لديهم مستويات التوتر والقلق وعدم اليقين. إن التعليم والصحة والعمل وتكوين الأسرة وممارسة الأنشطة الحياتية المختلفة، وهي مكونات أساسية في المرحلة الانتقالية من عمر الشباب. وان إدارة هذا الانتقال إلى المرحلة اللاحقة مسألة شخصية لكل فرد لكنها في الوقت ذاته تتأثر بالأسرة وبالمجتمع والدولة، وفي بلدان الأزمة المزمنة (العراق) يصبح الشباب فئة معرضة للخطر وتتعمق الصلة بين الخطر والإقصاء الاجتماعي، فحالة الإقصاء تنتج معوقات لبناء المواطنة، وبناء القدرات للاندماج ومن ثم تعميق انجاز التنمية البشرية(25). ويمكن إيجاز المشكلات التي تواجهها فئات الشباب العراقي وهي البطالة، والعنف (الطائفي) وفقدان الأمن الذي رافق التغيير السياسي منذ نيسان2003، والهجرة الى خارج العراق، وتفشي الفساد في جميع مرافق مؤسسات الدولة، حيث تقف حجراً في نيل أبسط مقومات حقوق المواطنة فهذه المطالب لا تخرج عن قيم إنسانية عامة وهي (الحرية، والكرامة، والعدالة الاجتماعية، وحكم القانون). ففي انتفاضة تشرين /2019 كانت مطالب المنتفضين واضحة وقد تمثلت في إنهاء نظام المحاصصة وتعديل الدستور والمطالبة بالقوانين المهمة، وتصحيح أسس النظام الديمقراطي مثل قانون الانتخاب وقانون الأحزاب وقانون المفوضية المستقلة للانتخابات. وليس هناك اختلاف في هذه المطالب في جميع ساحات الاعتصام. ويذكر عزمي بشارة: أن الشبان الذين يمثلون نواة الحركة الاحتجاجية في العراق، ضد الطائفية والفساد، قد أدركوا أن تعامل القائمين على النظام الطائفي مع البلاد كغنيمة، يتقاسمونها باسم طوائفهم، التي لا تحصل في النهاية على شيء، لتنتج زعماء طوائف يورثون زعاماتهم جيلاً بعد جيل، وتنشأ حولهم مجاميع زبائنية تتقاسم كل شيء في الدولة، ليحل الولاء الطائفي محل الكفاءة، وتصل الأضرار حتى إلى قطاع الوظائف، ليغيب الإنتاج والتطوير(26).
ثانيا/ دور شبكات التواصل الاجتماعي: تشمل (الفيس بوك وتويتر واليوتيوب..). أصبحت من ضرورات الحياة، إذ تؤدي دوراً بالغ الأهمية والخطورة في تشكيل الرأي العام، وفي تعبئة الجماعات، وحشدها حول أفكار وآراء واتجاهات معينة، زادت التطورات التكنولوجية الهائلة وقدرة وسائل الإتصال الرقمية في تحقيق المزيد من التأثير في الجماهير، وتوجيهها نحو آراء وأفكار معينة، في خلق إمكانية كبيرة للتحرك الشعبي على أساس معرفة واسعة ودقيقة بالأحداث السياسية، ومن التأثير في تصور المواطن للسياسة. وتتخذ هذه الشبكات موقفاً فريداً في هذه العملية إذ تمارس تأثيرات قوية في صانعي القرار، وفي تشكيل الرأي العام، فوسائل الاتصال تمثل حلقة وصل بين الرأي العام وصانعي القرار. وقد تميزت وسائل شبكات التواصل الإجتماعي الرقمية بقوة التأثير لأنها جمعت كل مزايا وسائل الإتصال التقليدية (المقروءة والمرئية) في الرسالة التي تقدمها. إن هناك اتجاهين مختلفين في دراسة تأثير وسائل الاتصال: الاتجاه الأول يربط بين التغيرات التي تحدث في الرأي العام على المستوى الجمعي والتغيرات التي تحدث في محتوى وسائل الإعلام التقليدية باعتمادها مصادر للأخبار والمعلومات(27). لقد أتاحت هذه الوسائل مجالاً أوسع للحرية أكثر من الإعلام التقليدي المكفول بالنظم والقوانين، وأصبح العالم يتحدث عن دور هذه الشبكات، فبعد أن كانت وسائل إجتماعية للتواصل بين الناس فقط، ادرك الشباب أهميتها فقلبوها وحولوها وسيلة للتواصل السياسي فأصبحت أداة سياسية للتغيير. كما تتميز هذه الوسائل بسهولة الاستخدام، وانخفاض الكلفة، فلا يتطلب الأمر من مستخدم تلك الشبكات غير معلومات حاسوبية طفيفة، لكي يقوم بنقل ونشر وعرض ما يريد، وإرساله الى نقاط مختلفة. كما أن سرعة تأثير شبكات التواصل تفوق وتتجاوز تأثير وسائل الإعلام التقليدية، ولا سيما التدفق الحر للمعلومات الحديثة ليس بالنص وحسب، بل بالصوت والصورة، وأصبحت لدى الغالبية الساحقة منها، إن لم تكن جميعها المادة الأساسية والأكثر صدقية بخصوص أحداث الحرك السياسي. لقد نجحت شبكات التواصل في التعبئة السياسية في تحويل الغضب في العالم الافتراضي لهذه الشبكات الى غضب واقعي، عن طريق الدعوات التي تبادلها الشباب لتلبية نداء التظاهر والتجمع بجمع آلاف الشباب وبمئات الصفحات و(الكروبات) تحت مظلة واحدة ومطالب عادلة. وتوجيه الرأي العام لجعلهم أكثر إيجابية، والعمل على تحريك الطاقات، والقدرات الشعبية وبروز قادة من الشباب لهم القدرة على التأثير على الرأي العام. كما ادت شبكات التواصل الإجتماعي دوراً في التنظيم والتنسيق وتنفيذ المظاهرات وذلك بالتنسيق بين القيادات الميدانية والفئات في الحملات الاحتجاجية. كما أصبحت الشبكات واجهة إعلامية بديلة عن الإعلام السائد، يتابع من خلالها الشباب كل ما يحدث من تطورات على ساحة الأحداث كما عملت على تعرية إعلام السلطة أو الأحزاب بنشر سلبياتهما، معززاً بالوثائق الصحيحة. كما تمكنت هذه الشبكات من الحصول على الدعم المحلي والدولي (غير الحكومي) لحركة الاحتجاجات السلمية(28).
ثالثا/ دور المثقف العراقي في انتفاضة تشرين: لم يكن دور المثقف في انتفاضة تشرين واضحاً، على الرغم من نصب خيم في ساحة التحرير، تحمل مسميات منظمات مجتمعية ثقافية، مثلت المثقفين. لقد مثلت إنتفاضة تشرين في العراق منعطفاً كبيراً جداً في حياة المجتمع العراقي، ولاسيما المثقفين فقد هيّأت الظروف التاريخية وسيلة كان من الممكن أن تحمل الحياة الثقافية الى نقلة في جميع صنوفها المعرفية والابداعية. لقد تميزت انتفاضة تشرين التي تجمعها مع ثورات وانتفاضات أخرى في العالم مشتركات عديدة. عند محاولتنا الجمع بين خصائص هذه الإنتفاضة ومميزات الحركات الثورية في كتاب (المؤمن الصادق... أفكار حول طبيعة الحركات الجماهيرية)(29) لـ (إيرك هوفر) نلخص خصائصها في النقاط الآتية: 
  1. الرغبة في التغيير: إن الانتفاضة هي أداة واضحة من أدوات التغيير، فأن جميع من انضموا الى الانتفاضة يتطلعون الى تغيير الوضع القائم، وكما مرّ معنا حيث يشمل التغيير (إنهاء نظام المحاصصة وتعديل الدستور والمطالبة بالقوانين المهمة، وتصحيح أسس النظام الديمقراطي مثل قانون الانتخاب وقانون الأحزاب وقانون المفوضية المستقلة للانتخابات). إن تحقيق هذه المطاليب يقود حتماً الى تحسين الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي بجميع مفاصله الرئيسية والثانوية التي لها مساس مباشر بحياة أفراد المجتمع العراقي ولا سيما فئات الشباب.
  2. الرغبة في بدائل: كانت حالة التماهي متوفرة لدى المتظاهرين مع قدسية القضية. لكن كانت البدائل التي تطرح مبعثرة وبها حاجة الى تنظيم واضح، ما جعلها عرضة الى الاختراق بدعوات باطلة، أضعفت من خلالها صيرورة الانتفاضة، فقد كانت الإنتفاضة مخترقة من قبل المحبطين الذين يجدون في الانتفاضة بدائل لأنفسهم أو لبعض مكوناتهم.
  3. التبادلية بين الحركات الجماهيرية: إن ما يميز انضمام الأفراد الى الحركات الجماهيرية الثورية أنهم يصبحون جاهزين للالتحاق بأي حركة فاعلة إذا لم تحقق أهدافها، وبوسع أي حركة منها أن تحول نفسها، بسهولة الى حركة أخرى. وقد تتحول الحركات الإجتماعية الى حركات دينية متطرفة، وهنا تجدر الإشارة الى أن السبيل الوحيد أحياناً في ايقاف حركة جماهيرية ناجحة تقترب الى تحقيق أهدافها، هو إيجاد حركة بديلة عنها. لذا فأن عدم تحقيق أهداف إنتفاضة تشرين في العراق يؤدي الى ما يأتي: -
                  -الإنتماء الى حركات متطرفة تحت مسميات كثيرة.
                  -الهجرة خارج البلد بعد حالة اليأس من تحقيق الأهداف.
  1. دور المهمشين في الحركات الثورية: إن الجزء من أي أمة هو وسطها، الذي يتكون من المواطنين العاديين، الذين يقومون بأعمالهم في المدن والأرياف، كثيراً ما تتحكم فيه أقليتان، الصفوة (النخبة) و(المهمشون). إن المهمشين لا يكنون أي احترام للأوضاع القائمة. فإنهم على استعداد، دوماً لتحطيم كل شيء ولنشر الفوضى والقلاقل، وصهر أنفسهم في مجهود جماعي خارق، فهم في مقدمة الأتباع، سواء في ثورة أو هجرة جماعية. إن المهمشين هم المادة الخام التي يصنع منها مستقبل الأمة، أي أن الحجر المطروح في الشارع يصبح حجر الزاوية في بناء عالم جديد. فهم خميرة التغيير. وهنا لنا وقفة مع المهمشين الذين انصهروا مع انتفاضة تشرين، فالمكونات الاجتماعية الاساسية للانتفاضة كانت من الشباب وكما مرّ معنا، فلم يشمل المكون فئة اجتماعية واحدة من حيث (التحصيل الدراسي أو المهنة أو العمر أو الانحدار الطبقي..) فكانوا خليطا إجتماعيا منصهرا تحت مسمى واحد هو (منتفضون) إن المهمشين الذين ينتمون الى إنحدار طبقي وإجتماعي (فقير) وجدوا لهم فرصة في الاستماع إليهم، وتكليفهم بمهام تطوعية لخدمة المجتمع الجديد الذي ولد في ساحات التظاهر، لقد تحقق الكيان الاجتماعي لهذه الفئة من أصحاب (توك توك) وهم شبان ومراهقون من الطبقات الكادحة، الذين يكسبون قوت يومهم في أزقة المدن العراقية الى عمال (المسطر) الذين ينتظرون قوت يومهم من فجر كل يوم الى ما بعد الظهيرة، الى أصحاب (البسطات) وفئات أخرى فغاية الشراء هي مساعدتهم فقط. هؤلاء المهمشون اندمجوا مع أصحاب الشهادات العليا التي أنفضت مظاهراتهم من أجل التعيين (بماء حار) يلقى عليهم من خراطيم سيارات (قوات الأمن). فنحن أمام خيارين في إيجاد حل لهذه الفئات وهي:
              -  يوظف هذا المكون الإجتماعي في اقتصاد البلد وذلك بتشغيلهم في معامل وقطاعات اقتصادية لا تحتاج إِلا الى مهارات يدوية.
              -  واذا لم يتحقق ما جاء في النقطة أعلاه فالكيان الاجتماعي مهدد بالانهيار التام.
وإذا أردنا أن نبحث عن دور المثقف في النقاط أعلاه لا نعثر على دور عملي يمكن ان يحتسب لصالح المثقفين، فقد حملت وسائل الاعلام مبررات غياب هذا الدور بالنقاط الاتية:
  1. يعود صمت المثقفين للأجواء الغائمة التي تلقي بظلالها على الأيام المتأرجحة في العراق، والتي جعلت الناس في حيرة من أمرهم، ما دعا المثقفين للنظر الى المظاهرات من نافذة ليست واسعة بالمنظور المتعارف عليه في مثل أحداث هكذا، وزرعت داخلهم هواجس خوف مما ستؤول إليه الحال. إن سرعة المظاهرات الأخيرة بين نشوبها وتهدئتها كانت عاملا كبيرا لعزوف المثقفين عن الإدلاء بدلوهم فيها، لعدم نضج الفكرة حيالها، فضلا عن غياب المشهد أمامهم لأسباب عدة، منها جانب الثقة، وهي العامل المهم لدى المثقف؛ فهي المسؤولة عن تبلور الموقف عنده لإثارة المشاعر ليكون شعلة ناطقة بكل حدث مهم؛ لكن المؤسف أن هذه الثقة أصبحت مهزوزة في مخيلة المثقفين لتجعلهم مترددين، تتجاذبهم المخاوف والأوهام من الغد المجهول.
  2. تفشي المحسوبية بتوزيع المناصب لعب دورا خطيرا أجبر المثقفين على التنحي جانبا حين تقلدت المناصب الثقافية والإعلامية شخصيات تابعة للأحزاب الحكومية، ليصبح حكم المنصب والانتماء صناعات لشخصيات تتحدث باسم السلطة، لتجعل جميع التصرفات صوابا لجهة واحدة، من دون أدنى اعتبار لصواب الأطراف الأخرى.
  3. المثقف العراقي (بنموذجه السائد) تقليدي في كل شيء: لغته، أفكاره، نتاجه وحضوره حتى وإن بدا بعضه مدججاً بالحداثة أو ما بعدها، بينما انتفاضة تشرين غير تقليدية في كل شيء، وهذا ما جعلها تتقاطع مع مسار المثقف العراقي وتلفظه بسرعة وببلاغة عالية.
 الهوامش:
*    هذا ما ذهب اليه بالقول الروائي الجزائري واسيني الأعرج.
(1)        احمد الموصلي ولؤي الصافي: جذور أزمة المثقف في الوطن العربي، دار الفكر، دمشق، ط1، 2002، ص85.
(2)        A.K.Gella: The Intelligentsia and the Intellectual Theory، Method، and case study، New York، 1976، p.p 9-18.
(3)        روجيه غارودي: البديل، ترجمة جورج طرابشي، دار الاداب، بيروت، 1972، ص 147.
(4)        انطونيو غرامشي: قضايا المادية التاريخية، ترجمة فواز طرابلسي، دار الطليعة،1971، ص131.
(5)        ف. أ. لينين: في الثقافة والثورة الثقافية، دار التقدم، موسكو، 1968، ص37.
(6)        انطونيو غرامشي: من كراسات السجن، ترجمة عادل غنيم،  دار المستقبل العربي، القاهرة، 1994، ص87.
(7)        جان بول سارتر: دفاع عن المثقفين، دار الآداب، بيروت، 1973، ص 24 ـ  25.
(8)        ريمون آرون: أفيون المثقفين، ترجمة عاد ل زيتوني، المكتبة الاهلية، بيروت، ص 217.
(9)        أنظر: علي حرب: أوهام النخبة أو نقد المثقف، المركز الثقافي العربي، بيروت، 1996.، ص 36 ما بعدها.
(10)      المصدر السابق نفسه ص، 40، 41.
(11)      د. أبو يعرب المرزوقي: النظر والعمل والمأزق الحضاري الإسلامي الراهن، دار الفكر، دمشق ط1، 2003، ص228.
(12)      عبد الإله بلقزيز: نهاية الداعية، الممكن الممتنع في أدوار المثقفين، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء - بيروت، 2000، ص 37 - 60.
(13)      أنظر: د. فهمي جدعان: الطريق الى المستقبل، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت، 1996.
(14)      برهان غليون، مجتمع النخبة، معهد الإنماء العربي، بيروت، 1986، ص71 وما بعدها.
(15)      ادوارد سعيد: صور المثقف، ترجمة غسان غصن، دار النهار للنشر، بيروت، ط3، 1997، ص 28.
(16)      محمد عابد الجابري: المثقفون في الحضارة العربية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط2، 2000،ص25.
(17)      علي أومليل، السلطة الثقافية والسلطة السياسية، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1996، ص 229 و256.
(18)      أنظر: كتاب (الى اين يذهب العرب.. رؤية 30 مفكراً في مستقبل الثورات العربية)، العدد الخاص عن سلسلة «معارف» التابعة لمؤسسة الفكر العربى و المؤسسة العربية     للدراسات والنشر، بيروت،2011.
(19)      أنظر: علي حرب، ثورات القوة الناعمة في العالم العربي، الدار العربية للعلوم، بيروت، 2011.
(20)      أنظر: جريدة الأهرام، (الكاتب المصري محمد حسنين هيكل في لقاء مع الاهرام: في غياب مصر. خرائط جديدة.. من رسمها .. ومن يرسمها ) 11/ سبتمبر/ 2011.
(21)      الحبيب الجنحاني: على هامش الثورات العربية، (حراك الدولة المدنية) موقع الكاتب.
(22)      سماح إدريس: النشر في زمن الثورة ، (http://www.adabmag.com/).
(23)      أنظر: جريدة الاهالي، (المفكر الدكتور مراد وهبة لـ”الأهالي”: الإخوان قادوا الثورة المضادة وحولوا الربيع إلي خريف) ،1اغسطس/ 2012.
(24)      أنظر: مدونة الدكتور علاء مرسي، مقالاته في جريدة المصري اليوم للسنوات 2011، 2012.
(25)      د. فهيمة كريم: تمكين الشباب.. الفرص والتحديات، بحث، جامعة بغداد، كلية الآداب، قسم الاجتماع.
(26)      عزمي بشارة: ثورة العراق وطريق التحول من الطائفية إلى الديمقراطية، التراعراق،12 نوفمبر 2019.
(27)      أسامة غازي المدني: دور شبكات التواصل في تشكيل الرأي العام لدى طلبة الجامعات السعودية (جامعة أم القرى نموذجا)، بحث، جامعة أم القرى، كلية العلوم الاجتماعية، قسم الأعلام.
(28)      د. أحمد عبد الجبار عبد الله وفراس كوركيس عزيز: دور شبكات التواصل في ثورات الربيع العربي، مجلة العلوم السياسية، جامعة بغداد، كلية العلوم السياسية، العدد 44.
(29)      إيرك هوفر: المؤمن الصادق. أفكار حول طبيعة الحركات الجماهرية، ترجمة: د. غازي بن عبد الرحمن القصيبي، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث (كلمة)، أبو ظبي، ط1، 2010.
 
د. رهبة أسودي حسين: باحثة أكاديمية، مدير عام دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة – بغداد –  سابقاً.