أيار 17
توطئة
      بمناسبة الاحتفال بالذكرى السبعين لصدور العدد الأول من مجلة الثقافة الجديدة وقع اختياري على تناول ما نشرته المجلة لللمرة جردا لمرأة القاصة بعد عام 2003 وبعد أن أجريت جردا لهذه النتاجات وجدت أن ما كتبه الرجل كان يفوق بكثير ما كتبته المرأة من الناحية العددية ولكن منتجها لم يكن قاصرا بل بعضه كان يفوق أو لا يقل عما كتبه متقاربا زمنيا ونوعيا وما كتبته المرأة بتعددية الموضوعات التي لم تكن بعيدة عن الواقع.
   ووجدت أن كتابات الرجل في زمن الريادة للقص العراقي كانت هي الطاغية، وقد أكدت الدراسات التي صدرت بهذا الشأن على تحديد ريادة القصة في العراق على ما كتبه الرجل فقط بحجة أن المرأة قد تخلفت كثيرا عن أخيها الرجل. ولكني وجدت من خلال بحثي في هذا الموضوع كتابات للمرأة
    لنتوقف قليلا عند ريادة محمود أحمد السيد الذي بدأ في عام 1921ببدايات بسيطة تقترب من بداية القاصة هيام الوسواسي، التي نشرت قصتها الأولى (بين اليأس والرجاء) في مجلة الناشئة الجديدة العدد 4 السنة الأولى في 22كانون الثاني 1923أي أن البداية متقاربة وينبغي عدم نسيان الظروف الاجتماعية التي أعاقت كثيرا المرأة في هذا الجانب والظروف الاجتماعية والسياسية اللتان أعاقا كلا الجنسين في جميع النشاطات الثقافية والفكرية وعلى رأسها التخلف الذي كان سائدا في ذلك الوقت وما تزال تأثيراتها تفعل فعلها في الوقت الحالي.
كتابات المرأة القاصة العراقية في مجلة الثقافة الجديدة
      لا بد أن نذكر في البداية أن مساهمة المرأة في الثقافة الجديدة لم تقتصر على المرأة العراقية إنما نشرت بعض المساهمات للمرأة القاصة من بلدان عربية أخرى وهناك مساهمات للمرأة مترجمة من لغات أخرى، لكن بحثنا ركز على نشاط القاصة العراقية من باب الخصوصية وهي السائد. كما هو معروف أن الثقافة الجديدة ومنذ تأسيسها عام 1953فتحت أبوابها أمام كل الأدباء والمفكرين تحت شعار "فكر علمي ثقافة تقدمية" ولكننا سنركز على الحقبة التي جاءت بعد سقوط النظام الدكتاتوري الذي كان قامعا وبقوة متناهية كل رأي يخالفه مما حجم كل مجالات الإبداع وخاصة الثقافي. ومع أن العهد الحالي لا يخلو من العيوب الكثيرة، إلا أن مجالات النشر والإبداع مفتوحة على مصاريعها وهذا الواقع دفع الكثير للكتابة بحرية. وسوف أحاول التوقف عند نشاط المرأة القاصة من خلال ما نشرته في الثقافة الجديدة احتفاء بذكرى تأسيسها السبعين، ومن الممكن توسيع البحث مستقبلا على عموم ما نشرته المرأة القاصة في الصحف والمجلات الأخرى، إلى جانب الإصدارات الخاصة.               
      في الحقيقة أن القاصة العراقية تأخرت عن زميلاتها الشاعرات وغيرهن في المجالات الأخرى، إذ لم تتلق الثقافة الجديدة عند صدورها بعد الاحتلال وسقوط النظام الدكتاتوري نتاجا واحدا قبل العدد 328 في كانون الأول 2008 الذي نشرت فيه القاصة إيناس البدران مادة بعنوان " الليلة الأولى بعد الألف" وقد اقتربت كثيرا من قصص ألف ليلة وليلة وربما هذا السبب في عدم تجنيسها بالقصة القصيرة.
   وجاءت بعدها نعيمة مجيد بقصتها (سمك الرئيس) المنشورة في العدد 332في 2009 حيث جعلت من البحيرة مكانا للصراع الطبقي بين الفقراء وجنود حماية البحيرة ومن بينهم والد الراوية التي علمت أنه نجا، لكنه يعيش في فندق مهجور قذر لا يصلح للبشر، وأثناء بحثها عنه، يحل الاحتلال ويسقط النظام ويبقى والدها مفقودا كمعادل موضوعي لغياب الحل لمعاناة أبناء الوطن وتنهي قصتها بنهاية مفتوحة " لا زال البحث جاريا عن شيخي المفقود".
 وتأتي قصة (سندرلا الرمل) للقاصة فليحة حسن في العدد المزدوج (333- 334) سنة 2009، ومضمونها: امرأة تفقد طفليها في عاصفة رمل هوجاء يصعب مقاومتها، لكن الأم تتحداها وتخرج للبحث عنهما، فتجابه بمعوقات كبيرة، لا تستسلم حتى تعثر عليهما. وجدت في القصة من الفنتازيا وأحداث تبتعد عن الواقعية ولكن القاصة أرادتها أن تكون رمزا لمقاومة المرأة لكل الصعوبات التي تواجهها من أجل حماية أطفالها.
      ونشرت القاصة والشاعرة بلقيس خالد بالعدد 345 في 2011 قصتها (غفوة أخرى لحلم لم يكتمل) اتسمت القصة بلغة جميلة وقد اقتربت من الشعر المكثف وبصياغاتها الشاعرية واستهلتها بتساؤل معبر: "هل الماء والنور هما كل جذورنا؟ لماذا كلما غرزت الحرب صواعقها استهدفت تلك الجذور؟" ويبدأ سردها للأحداث سردا غير تقليدي وتطرح صورا لفتيات يملأن الماء بقدورهن وصورا لجنود مهزومين. وتظهر شخصية (فيء) وهي أبرز صوت نسوي في هذه القصة. ونرى صورا لآثار الحرب ودعوة النساء لما تبقى من الرجال أباء وأجدادا لمعالجة الجرحى بما لديهم من بقايا من شراشف ومعقمات وأعشاب برية وتحويل البيوت إلى ردهات... لقد استطاعت الكاتبة تصوير هذه المشاهد بأقل المفردات وقد أثبتت قدرتها على كتابة القصة بعيدا عن الأساليب القديمة وعلى الرغم أن صياغتها لا تخلو من زمان ومكان وشخصيات وحوارات.
     وجاءت (عبور) للقاصة سولاف هلال المنشورة في العدد المزدوج 353 - 354 سنة 2012، وهي خاطرة جميلة، فيها حوار مع الذات لكنها لم تصل إلى فن القصة.
     (بابان وقلب واحد) للقاصة دنيا سليم المنشورة في العدد المزدوج (357- 358) سنة 2013، موضوعها قصة حب سام بين شاب وفتاة وصل إلى الذروة وبدون مبرر يذكر يفترقان، وجرى السرد على لسان راو عليم أخذ الدور الأكبر إلى جانب الحبيب الذي عبر عن مشاعره بقوة، بينما كانت الحبيبة يائسة من عودته. ولذا قررت تركه وحزمت حقيبتها وقررت مغادرة الفندق ولكن الحبيب قرر الدخول لملاقاتها وبينما هي خرجت من باب دخل هو من باب ثان وكانت هذه نهاية القصة. سرد جميل، وراق، وحوارات مقنعة ولكن القاصة أرادة هذه النهاية الحزينة. 
     ونشرت قصة (للحكاية وجهان) للقاصة نهضة طه الكرطاني في العدد نفسه، وتعرف على الوجه الأول (مالك) وهو شخصية متفردة، غامضة، مهيبة ولها حضورها، ولأنه فقد في الحرب وبرصاصة طائشة، ترك أثرا كبيرا وحزينا على أمه وعلى كثيرين أخرين. وفي الوجه الثاني (علي) نشأ بسيطا بأفكاره وطموحاته، أحب جارتهم (أمل) وقرر الزواج منها. والغريب في نهاية القصة: إن الراوية جعلت من هذا الزواج سببا "في نزف دم الوجه الآخر للحكاية" والمقصود استشهاد (مالك). أرى أن هذه النهاية غير مقنعة للمتلقي. ولا علاقة لزواج علي  بمصير مالك. 
   ونشرت القاصة ميلاد رحيم مجيد الخياط في العدد ذاته قصتها (سُعدى واللص) وهي (القصة الفائزة بالمرتبة الثانية في مسابقة القصة القصيرة، أجراها البيت العراقي في الأندلس- بغداد من بين عدد من القاصات والقاصين من مختلف المحافظات العراقية). وتجري أحداث هذه القصة على لسان رجل وهو اللص الذي فقد أنفه أثناء سطوه على دار محمية من قبل سُعدى وزوجها كانا يتناوبان الحراسة، وربما أرادت القاصة أن تثبت جدارة المرأة سُعدى في عملها، وخطل أفكار اللص الذي استهان بها كثيرا...
  (عفو عام) للقاصة نادية الآلوسي وتميزت هذه القصة بواقعيتها وبوضوح شخصياتها وانتماءاتهم للطبقات المعدمة فدرويش يعمل موظف خدمة في إحدى الدوائر، أخذ مدفأة قديمة صدأة وبموافقة مديره، وكان فرحا بها لأنها حمت أولاده من برودة الجو القارص. لكن فرحته لم تدم، إذ جاءت لجنة جرد وسؤل عن المدفأة فنظر للمدير لكنه لم يدافع عنه، بل تركهم يأخذونه للسجن بعد اعترافه بأخذها وبيعها لمساعدة عياله. وعلى أثرها سجن، وحتما كل من يقرأ هذه القصة يتفاعل مع المسكين درويش وربما هذا هو الهدف الذي أرادته القاصة من قصتها. ولكي تثير القارئ أكثر جعلت درويش يشك في أن قرار العفو العام عن جميع السجناء لا يشمل درويشا.   
        ونشرت القصة الثانية (الجمداني) للقاصة نعيمة مجيد في العدد المزدوج 364- 365 سنة 2014 في الثقافة الجديدة وهي واحدة من القصص الواقعية الكثيرة التي ترافقت مع حركة الأنصار الشيوعيين في كردستان العراق والتي كانت خلال الفترة 1979- 1989. واستطاعت القاصة أن تصور معاناة أحد الأنصار وهو يحاول الهروب من العراق إلى كردستان وفرحته بالتحاق زوجته به، واستطاعت نعيمة مجيد أن تسرد هذا الحدث الصعب بدقة متناهية وتفاصيل دقيقة رغم عدم مشاركتها في حركة الأنصار.
      وفي العدد المزدوج 374 – 375 الصادر في تموز 2015 وجدت قصة (موت بالآجل) للقاصة رغد السهيل تبدأ قصتها بتضمين مقولة ميلان كونديرا وتتدخل في السرد بمقطوعة تضعها بين قوسين قبل أن يبدأ الراوي وهو الشخصية الرئيسة في القصة يستهل دخوله بوصف مشاجرة بينه وبين زوجته يضطره إلى مغادرة البيت بسيارته ويجوب الشوارع محاولا التخلص من الكدر الذي أصابه وتدخل القاصة بأقواسها التوضيحية مرات عديدة ويستمر الراوي بسرده وأثناء تجواله يوقفه رجل فقير سكير ويطلب منه الجلوس بجانبه للاستماع لأغنية ياس خضر التي كان يستمع إليها الراوي ويظهر أن هذا الرجل سكير وقذر ولص سرق محفظة صديقه وموبايله ثم أرجعهما إليه وهو ضحية امرأة أحبها أخذته مع أبيها إلى أربيل لغرض زرع كلية لها أخذتها منه ووعدته بدفع مبلغ من المال عند عودتها إلى بغداد، ومضت ثلاث سنوات دون أن تدفع شيئا. وتأتي نهاية القصة على لسان الراوي الذي يقرر مصالحة زوجته قبل أن تضيع كليته. أرى في هذه القصة كثيرا من العبر إلى جانب المتعة في القراءة من خلال قوة السرد وكثافته وقوة الإقناع بالحدث على الرغم من غرابته.         
        وتأتي بعدها القاصة أطياف رشيد وقصتها (الصمت البليغ) في العدد المزدوج 416- 417 تشرين الثاني 2020. لم يكن صمت الزوجة بليغا بل كان تخريبا للعائلة لأن تأثيراته على الزوج كانت كارثية، كان يحس بكل نبض وتصرف يصدر منها. ويقابله بتصرف مؤذ للعلاقة الزوجية إذ بدأ تدريجيا يتراجع عن مشاعره اتجاهها لدرجة كان في داخله فرحا لسقوط جنينها الأول والثاني، وكان سعيدا بحصوله على التقاعد المبكر لأن كل الحسابات التي أشتغل عليها بدقة كمحاسب تتغير بعده.    
وينشر في العدد 438 سنة 2023 خمس قصص تحت عنوان "أقلام نسوية قصصية (ملف خاص) " وحسب التسلسل الذي وردت:
 
  • تعاسات من ورق للقاصة إيمان المحمداوي تجد القاصة نفسها دائما ضعيفة أمام الواقع، فتهرب إلى المتخيل ولا تهدأ إلا عندما تتعايش مع شخصيات روايتها، واتصلت بـ (أحلام) صديقتها وطلبت منها الموافقة على تناول جزء من عشقها في قصة جديدة، لكنها رفضت قائلة أنت لست أفضل مني " كلانا شخصيتان من ورق في الرواية التي عشنا أغلب أحداثها سوية" ولكنها في الآخر وافقت على كتابة يومياتها بضمير المتكلم. عند ذلك كتبت القاصة قصة حب بين خالد وأحلام لم تدم طويلا إذ تكتشف أحلام علاقة أخرى لخالد مع سوسن، ويتراجع خالد ويحاول اقناعها بالعدول عن مقاطعته دون جدوى. وتتدخل الراوية القاصة باعتبارها هي من صنعتهم من ورق وباعتبارها لا تحب سوى النهايات السعيد إذن ينبغي أن يعود خالد لأحلام. وهذه النهاية لا علاقة لها بفن سرد القصص، الذي يسمح بغياب النهايات وتركها للمتلقي أو تكون النهاية مقنعة ومنسجمة مع الحدث بشكل كامل.
  • أوراق امرأة للقاصة حسينة بنيان، لم تبتعد حسينة عن أوراقها المعروفة سواء في الشعر أو القصة أو المقالة، في تجربة السرد أخذت دور الراوية لموضوعها. وركزت على معاناة المرأة واضطهادها من قبل الرجل ابتداء من الوالد إلى الأخوة إلى الآخرين، عبرت عن معاناتها ومعاناة الأخريات من صديقاتها حيث ازدادت مآسيهن في زمن الحروب والاضطهاد بسبب أفكارهن المغايرة وينته بفجيعتها بولدها الإنسان المدني، الطالب الجامعي والذي قتلوه بسبب الطائفية وتقارن بين مأساتها وصديقتها التي ترملت مبكرا قائلة: " ستتحملين العبء كله لكنك ستبحثين عن الحب" وكان يفترض أن لا تنهي قصتها بوضع نهاية أكيدة بعبارة: " لقد وجدتيه مرة أخرى بعد رحيل السنين" وأن تترك هذا الاحتمال للمتلقي ليكون طرفا في السرد.   
  • إيلا للقاصة تماضر كريم تتجسد الرمزية في الزمان والمكان والحدث في قصة (إيلا) فحينما تبدأ القاصة بتصوير بيت عمار سائق التكتك المتواضع، عائلته وصعوبة المعيشة، والدته التي تشتري له سترة مستعملة بخمسة آلاف والمعلومة التي قالتها عن اسم الحي الذي يسكنونه (سبع قصور) " يمه هاي منطقتكم شو ما بيها ولا قصر". وبيوت الحواسم، والمزابل والمياه الآسنة ... هذه الصورة عبرت عن الواقع العراقي المتخلف ذو البعد السياسي، ودخول ايلا اليهودية التي استأجرت تكتك عمار للبحث عن بيت أبيها وأمها في بغداد بجانب الإعدادية المركزية التي كان والدها مدرسا فيها. وإيلا تعطينا رمزية الزمان إذ تكشف عن مضي أكثر من 75 سنة على هذا المكان الذي يزداد تخلفا في ظل كل الحكومات المتعاقبة التي حكمت العراق دون أن تقدم شيئا يذكر عن هذا الواقع بينما إسرائيل اللقيطة بنت وطورت الواقع ويتجسد هذا التطور في (إيلا) الفتاة الحاصلة على بكالوريوس بالتاريخ وتدرسه في الجامعة. ومقتدرة ماليا، مقابلها (عمار) الحاصل على شهادة جامعية ولم يحصل على وظيفة مناسبة.
  • زمن الشُّرفة شميسة غربي وهي قاصة من الجزائر، تناولت حالة شاب مقعد. يطل من الشرفة ليتنفس هواء نقيا، فتلوح له حوادث وحكايات كثيرة ومنها ظاهرة التسول، التي تمارسه فتاة سوداء أفريقية وكانت شاطرة بحيلها الكثيرة فأطلق عليها اسم " ندى الصباح" ويشاهد حادثة اعتداء من قبل أحدهم على صيدلانية ويدميها بضرباته فتقبض عليه الشرطة، وتنتهي القصة ببقاء (أيمن) وهذا اسم الشاب المقعد مطلا من شرفته ليرى " ندى الصباح" متمنيا لو تنظر إليه، ليلوح بيده إليها.
  • الوجه الثاني منال الأخرس من مصر. أخذت هذه القصة منذ بدايتها الطابع الفلسفي في تفسير الظواهر الطبيعية؛ الأرض والسماء وتأثيراتهما على شخصيات القصة ومن ضمنهما الراوية التي أخذت بنظر الاعتبار الحالات الراسخة والأخرى الطارئة مثلا حالة الفرح تأتي عندما تلصق في الأرض، وأحيانا تشعر بها عندما تكون طائرة في السماء... وأحيانا يكون هناك توازن، جزء منها في الأرض والآخر في السماء، أي عذاب الأرض وسعادة السماء، وربطت القاصة بين فقدان الثورة خلال سنة واحدة عندما استولى الإخوان المسلمين على الحكم في مصر، مما أدى إلى إصرار الشعب المصري على استعادة الثورة، وبعودتها عادت كل الأوضاع إلى سابقها بما فيها حالات الظلم. هذا ما أرادت القاصة توصيله للمتلقي في وجهها الثاني.
        ما تناولته يعد جزءا يسيرا ساهمت فيه المرأة العراقية القاصة، تمنيت لو كان أكبر من هذا العدد بكثير ويتناسب مع إبداعها وتطور تجربتها وتبقى صفحات الثقافة الجديدة مفتوحة لكل الكتابات النيرة والمنسجمة مع توجه هذه المجلة العريقة من أجل بناء ثقافة تستند على فكر علمي وتوجه تقدمي لإعادة بناء العراق وتقدم شعبه الأصيل.