أيار 02
خلاصة ما يتناوله مقالنا هذا هو تصاعد التوتر الدولي الراهن، الذي يهدد العالم بخطر نشوب حرب عالمية ثالثة، واحتمال ان يُستخدم خلالها الأسلحة النووية. والمطلوب لدرء هذا الخطر الماثل ان تفعّل القوى المحبة للسلام، والمناوئة للحروب، وحامية البشرية من الفناء، جهودها الحثيثة الضاغطة، وبضمنها تنظيم حملة عالمية واسعة ومتواصلة.
 
تعزيز الترسانة النووية وتحديثها
 في ظل استمرار التوتر الدولي وتصاعده، والتدهور العام للوضع الأمني في العالم، خاصة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، لم تتوقف الولايات المتحدة وروسيا عن تعزيز ترساناتهما النووية. أكد ذلك معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ((SIPRI في تقريره السنوي الأخير، مشيراً إلى ان المخزون العالمي من الرؤوس الحربية النووية لم ينخفض سوى 200 رأس، حتى بداية عام 2023، بينما ارتفع عدد الأسلحة النووية التشغيلية بمقدار 86 وحدة، ليصل إلى نحو 9576 .
   وكان العدد الإجمالي للرؤوس الحربية النووية بين القوى النووية التسع: أمريكا وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان - قد انخفض إلى 12512 في بداية عام 2023 مقابل 12710 في بداية عام 2022 - وفقا لـمعهد ستوكهولم، الذي أوضح رئيسه دان سميث بأن "الاحتياطي يتكون من رؤوس حربية نووية قابلة للاستخدام، وهذه الأرقام بدأت في الزيادة "(1). وأكدت تقديرات اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS) في حزيران/ يونيو 2023، ان مستويات مخزون الرؤوس الحربية النووية حول العالم ما زالت مرتفعة للغاية في ظل ما تمتلكه الدول التسع المالكة للترسانة النووية، أكثر من 12,700 رأس حربي، حتى مطلع عام 2023(2).
   وحسب المُعلن، ما تزال روسيا والولايات المتحدة تمتلكان  قرابة 90% من الترسانة النووية العالمية، حيث تملك الولايات المتحدة أكبر ترسانة بـ 7 آلاف قنبلة، تليها روسيا 6500، ثم الصين 460، وبريطانيا 300 وفرنسا 300 وباكستان والهند 150 لكل منهما، وإسرائيل 90، وكوريا الشمالية 20 قنبلة.
    وتضم الترسانة النووية الأميركية 1644 رأسا حربيا في وضع الإطلاق الاستراتيجي و 3665 رأسا حربيا في وضع التخزين أو التقاعد .أما الترسانة النووية الروسية فتضم 1588 رأسا حربيا في وضع الإطلاق الاستراتيجي و 4390 رأسا حربيا في وضع التخزين أو التقاعد(3)
    ولفت الخبراء الى أنه يظهر تراجع في المخزون العام للأسلحة النووية، على المستوى العالمي، بيد ان وتيرة التخفيض تباطأت مقارنة بالسنوات الـ 30 الماضية. وعدا ذلك، تتم التخفيضات فقط بالرؤوس الحربية التي تم سحبها من الخدمة سابقًا، والتي ما تزال الولايات المتحدة وروسيا تقومان بتفكيكها.
   وأكد معهد ستوكهولم ان الدول النووية في الواقع تواصل عملياً تحديث ترسانتها، بدلا من نزعها، خلافاً لرغبة المجتمع الدولي، وان واشنطن وموسكو منخرطتان في برامج تحديث ضخمة ومكلفة، تستهدف الأنظمة الناقلة والرؤوس النووية وإنتاجها. وهو ما شجع بقية الدول التي تمتلك أسلحة نووية على توسيع ترساناتها.
    ولا يقتصر انتشار السلاح النووي على الدول الـ 9 المالكة له، إذ توجد 5 دول أوروبية، لا تملك برنامجا نوويا، لكنها تنشر أسلحة نووية أمريكية على أراضيها في إطار اتفاقية "الناتو". وثمة 23 دولة أخرى أعطت موافقتها بنشر الأسلحة النووية الأمريكية على أراضيها "كوسيلة لتعزيز أمنها القومي". وهناك فئة ثالثة من الدول التي تمتلك مفاعلات نووية للأغراض السلمية قابلة للتطوير لتصنع قنابل ذرية فتاكة.
    أما روسيا، فهي تبرر وجود ترسانتها النووية لـ"حماية أمنها القومي"، ودليلها ان سلاحها النووي "لا يوجد خارج أراضيها"، كما فعلت أمريكا، لكنها "مضطرة أن توجهه نحو أتباع أمريكا، التي انضمت الى حلف الناتو، وأصبحت أداة للسياسة الخارجية الأمريكية". وهي تعتبر "تمدد حلف الناتو الى حدودها، ونشره لصواريخ "باتريوت" في بولونيا ورومانيا وأوكرانيا هو "جزء من الخطة الاستراتيجية الأمريكية لتطويق روسيا بالقواعد العسكرية وبأنظمة الدفاع الصاروخي".
وبذريعة حماية أمنها القومي، صعدت الصين الى المرتبة الثالثة في الترسانة النووية (350 قنبلة)(4)، وتؤكد تسريبات من داخل إسرائيل امتلاكها لـ 90 – 200، وليس 20 رأسا نوويا، وحكومتها لا تنفي ولا تؤكد ذلك(5).
ومع استمرار سباق التسلح، وتعزيز وتحديث الترسانة النووية، والتهديد بالردع النووي، يتواصل تصعيد التوتر الدولي المهدد للسلم والأمن الدوليين. حيال هذا أعرب الخبراء عن قلقهم البالغ. فقال مات كوردا من معهد ستوكهولم: "معظم الدول المسلحة نووياً تشدد لهجتها حول أهمية الأسلحة النووية، حتى أن بعضها يصدر تهديدات صريحة أو ضمنية بشأن احتمال استخدامها، وقد زادت المنافسة النووية المغالية بشكل كبير من خطر استخدام الأسلحة النووية في حالة الغضب، وذلك للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية"(6).
 
عواقب مرعبة
 لا يتسع المجال هنا لتفاصيل وافية توضح ما ستحدثه الحرب النووية بالبشرية وبكوكبنا، في ظل تطور وتنوع ترسانة الأسلحة النووية. نكتفي بعدد من الإشارات البليغة، وأولها تحذير العالم البارز في منظمة "أطباء من أجل المسؤولية الاجتماعية  (PSR)ستيفن ستار، من أنه بمجرد بدء عملية تبادل نووي بين واشنطن وموسكو ، فإن عدد القتلى خلال الساعة الأولى سيكون عشرات الملايين، وستكون هذه مجرد بداية مروعة. وهناك "الشتاء النووي" أحد العواقب البيئية الطويلة الأجل للحرب، حيث ستحجب طبقة الدخان الستراتوسفيرية (اخر طبقات الغلاف الجوي)، التي تولدها العواصف النووية، معظم أشعة الشمس من الوصول إلى سطح الأرض، وستحدث حالة "طقس العصر الجليدي"، التي ستستمر لمدة 10 سنوات على الأقل. ومن شأن "الشتاء النووي" أن يهدد معظم البشر بالموت بسبب المجاعة وانتشار الأمراض والأوبئة.
    وأكد "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا"(MIT)، الذي يتعاون على نحو نشط مع البنتاغون، من خلال مقطع فيديو مدته 3 دقائق، نشره في أواخر حزيران 2023 ، ما يمكن أن يحدثه اندلاع حرب نووية شاملة بين روسيا والولايات المتحدة، مبيناً ان المدن الكبيرة ستكون الهدف الرئيسي للضربات النووية الأولى، بسبب وجود منشآت عسكرية واقتصادية هامة فيها. وسوف لن يتمتع الدفاع الجوي لدى الجانبين المتناحرين، بأية فعالية ملحوظة. وستطير الصواريخ بحرية، وتضرب في كل مكان، ولا مفر ولا خلاص منها. وستسفر الانفجارات النووية الأولى عن موجات كهرومغناطيسية شديدة تعطل عمل كل الاتصالات والمعدات. وفي لحظة الانفجار، تنزل كرات النار مباشرة إلى شوارع المدن الكبيرة، وتكون درجة حرارتها مماثلة لدرجة جرارة أعماق الشمس، ويتحول الأسفلت إلى سائل بحر ساخن يجرف ويذيب كل شيء(7).
    الى هذا، حذر محررو أكثر من 100 مجلة علمية في العالم، في مطلع تشرين الثاني 2023، من إنّ أي استخدام للأسلحة النووية سيكون كارثيّاً على البشرية. فحتى الحرب النووية "المحدودة" التي تشتمل على إستخدام 250 سلاحاً نوويّاً فقط، من أصل 13 ألف في العالم، يمكن أن تقتل 120 مليون شخص على الفور، وتُسبب اضطراباً في المناخ العالمي؛ مما يؤدي إلى مجاعة نووية، وتعريض مليارَي شخص للخطر. وأوضحوا بان نشوب أيّ حرب نووية واسعة النطاق يمكن أن تقتل 200 مليون شخص أو أكثر في فترة وجيزة، ومن المحتمل أن تتسبّب في "شتاء نووي عالمي" قد يقتل ما بين 5 إلى 6 مليارات نسمة، الأمر الذي يهدّد بقاء البشرية(8).
 
تحذيرات جدية ومسؤولة
 إدراكاً للكوارث الوخيمة التي ستنتجها، نبه الأمين العام للأمم المتحدة إنطونيو غوتيريش، في رسالته الى الاجتماع الأول للدول الأطراف في معاهدة حظر الأسلحة النووية، في فيينا، في 20/ 6/2022، الى أن "الأسلحة النووية هي تذكير قاتل، يُعرقل الدول عن حل المشاكل بالحوار والتعاون". وحثّ المجتمع الدولي على التخلي عن هذه الأسلحة الفتاكة بشكل نهائي. وقال: "دعونا نقضي على هذه الأسلحة قبل أن تقضي علينا". ولفت الى ان: "الدروس المرعبة لهيروشيما وناغازاكي تتلاشى من الذاكرة"، محذرا "مع وجود أكثر من 13 ألف رأس نووي حول العالم، فإن احتمال نشوب نزاع نووي - لم يكن من الممكن تصوره في السابق- قد عاد الآن إلى عالم الاحتمالات ."وأضاف "في عالم تسوده التوترات الجيوسياسية وانعدام الثقة، هذه وصفة للإبادة". واختتم رسالته: "لا يمكننا أن نسمح للأسلحة النووية التي تمتلكها حفنة من الدول بتعريض الحياة على كوكبنا للخطر. يجب أن نتوقف عن طرق باب ’يوم القيامة’"!
    وفي آب 2022، حذّر غوتيريش من أن العالم الآن يمرّ "في زمن خطر نووي لم نشهده منذ ذروة الحرب الباردة" . وقد برز هذا الخطر وتصاعد مع تصاعد التوترات بين العديد من الدول المسلحة نوويّا(9).
   وحذرت المفوضة السامية للأمم المتحدة لشؤون نزع السلاح إيزومي ناكاميتسو، من أن خطر استخدام السلاح النووي وصل إلى أعلى مستوياته منذ انتهاء الحرب الباردة. وقالت خلال اجتماع لجنة الأمم المتحدة لنزع السلاح، في 3/4/2023: أن "المخاطر النووية حقيقية جدا." وأضافت أن "خطر استخدام السلاح النووي بشكل متعمد أو بنتيجة الخطأ أو سوء الفهم، أعلى مما كان في أي وقت منذ الحرب الباردة". ونبهت الى "وجود عوامل كثيرة تزيد من تلك المخاطر"(10).
    من جانبه، نبّه قائد الجيش البريطاني، الجنرال نيكولاس كارتر، الى "أن خطر اندلاع حرب بالصدفة بين روسيا والغرب هو حالياً أكبر من أي وقت مضى". وحذر السياسيين من "إثارة التوترات غير الضرورية التي تؤدي الى تصعيد يفضي إلى تقديرات خاطئة "(11).
   ولمثل هذه التحذيرات الجدية والمسؤولة ما يبررها، لا سيما وان التصعيد يأتي في وقت عانت فيه الدبلوماسية النووية من انتكاسات كبيرة منذ نشوب الحرب الروسية الأوكرانية في 2022، وتعليق القيادة الروسية في 2023 "معاهدة ستارت الجديدة لنزع السلاح" مع الولايات المتحدة، وهي المعاهدة الرئيسة الوحيدة المتبقية للحد من الأسلحة النووية.
 
عوامل محرضة فاقمت المخاطر
  ثمة عوامل محرضة خطيرة فاقمت خطر التهديد بالترسانة النووية العالمية. من أبرزها في الوقت الراهن: الحرب الروسية الأوكرانية، المستمر سعيرها منذ 22 شهراً بفعل التدخلات الخارجية، والتي لم تجلب للشعب الأوكراني سوى المزيد من الموت والفواجع والرعب المتواصل تحت وابل القصف، وفي ظل الخراب الشامل والدمار الهائل الناجم عن تحويل أوكرانيا الى ساحة "استعراض" للقوة العسكرية و"حقل تجارب" لأحدث الأسلحة الصاروخية والمدرعة والمدفعية، بما فيها المحرمة دولياً، كالقنابل العنقودية، والفوسفورية، وذخائر اليورانيوم، التي تستخدم دون مراعاة لمخاطرها عليه.
    ولم يعد سراً ان المستفيد الأكبر من إطالة أمد الحرب هو المجمع الصناعي العسكري الأمريكي، الذي جنى المليارات، وتخلص من ترسانته الحربية القديمة فيها، لينتج بدلا منها أسلحة أحدث وأشد فتكاً وتدميراً، بينما خسر الاتحاد الأوربي، نتيجة تحول قيادته الى تابع للإدارة الأمريكية، أكثر من 250 مليار يورو، حتى الآن، إلى جانب تعمق الأزمة الإقتصادية العامة في جميع بلدانه.
    وقد فاقمت التوتر الدولي، الذي بلغ حد التهديد باستخدام الأسلحة النووية، ووضع قوات الردع النووي الروسية في حالة تأهب. وإعلان الكرملين: ان "روسيا سترد بالشكل المناسب على أي نشر إضافي للأسلحة النووية الأمريكية في أوروبا"(12). وفعلا ردت، بإعلان نيتها نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا، وبذلك حذت حذو الولايات المتحدة، التي تمتلك أسلحة نووية منتشرة في بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا. وأوضح الرئيس الروسي بوتين: "فعلنا ما كانوا يفعلون منذ عقود". وأعلن: "نحن لا نريد حدوث مواجهة بين روسيا وحلف الناتو، لكن إذا أرادوا ذلك، فنحن مستعدون"(13).
     واستغلالا للحرب انطلقت عمليات استعراض متهور، مستفز، ومستهتر، للقوة الحربية، من قبل حلف الناتو وروسيا، ما جعل الخطر يتعاظم باتجاه إندلاع حرب عالمية ثالثة، وتزايد احتمالات استخدام أحدث وأخطر أسلحة الدمار الشامل - الترسانة النووية، المهددة لفناء البشرية.
 
ما قامت به الولايات المتحدة وحلفاؤها في عام 2003 وحده
 لم تكتف الإدارة الأمريكية وحلف الناتو بإطالة أمد الحرب في أوكرانيا بشكل محموم، بهدف إنهاك روسيا، ولم يسعوا إطلاقاً للتخفيف من حدة التوتر الدولي، وإنما بالعكس، قاموا باستفزازات سافرة.
    فنشرت واشنطن قدرات ردع عسكرية استراتيجية نووية قرب الصين، في شبه الجزيرة الكورية، في مقدمتها غواصة نووية أميركية، مزودة بصواريخ باليستية، في استعراض للقوة، هدفه: "ردع أي هجمات عسكرية أو نووية"(14).
   وأجرى حلف الناتو أكبر مناورات جوية في تاريخه، شاركت فيها 25 دولة، بقيادة ألمانيا، وشهدت مشاركة 250 طائرة، من بينها القاذفات الإستراتيجية "بي - 1"، ومقاتلات متطورة من طراز "إف - 35" ومسيّرات طويلة المدى، بالإضافة إلى أكثر من 10 آلاف جندي. وقد أظهر الحلف خلالها استعداده "لردع العدوان الروسي بأوروبا"- حسب صحيفة "وول ستريت جورنال". وأعلن أنه سيسلم أوكرانيا مقاتلات "إف-16"، وبدأ في تدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادتها في الدنمارك(15).
    وأرسل الأسطول الخامس الأميركي تعزيزات كبيرة إلى الشرق الأوسط، مع أكثر من 3 آلاف بحّار وجندي من مشاة البحرية. وأرسل البنتاغون حاملة الطائرات "يو اس اس أيزنهاور" ومجموعة السفن الحربية التابعة لها، لتكون الى جانب نظيرتها جيرالد فورد، في شرق البحر المتوسط، في إطار "ردع الأعمال العدائية ضد إسرائيل أو أي جهود لتوسيع الحرب "- كما أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن(16).
    وقد شجع الدعم الأمريكي السافر لإسرائيل، والتغطية على مجازرها البشعة في غزة، ان يطلب الوزير الصهيوني عميحاي إلياهو من حكومته، برئاسة الصهيوني الفاشي بنيامين نتنياهو، علناً، إلقاء قنبلة نووية إسرائيلية للقضاء على سكان غزة. وهو ما يؤكد امتلاك إسرائيل للأسلحة النووية.
    وفي تشرين الثاني 2023 وصلت غواصة أميركية من طراز "أوهايو" إلى المنطقة، لتنضم إلى عدد من أسطول البحرية الأميركية الأخرى الموجودة بالفعل، بما في ذلك مجموعتان هجوميتان من حاملات الطائرات ومجموعة برمائية جاهزة، ضمن الحشد الأميركي لردع قوى أخرى من الدخول في حرب غزة.
وهذا النوع من السفن ينقسم إلى قسمين، أحدهما من صنف  (SSGNs)، ويحمل صواريخ موجهة مثل صاروخ "توماهوك كروز". والثاني من صنف (SSBNs) ويحمل صواريخ باليستية ذات قدرات نووية.  وهذه تعد جزءاً مما يسمى "الثالوث النووي" الأميركي للأسلحة الذرية، والذي يتضمن أيضًا صواريخ باليستية أرضية وقنابل نووية على متن قاذفات استراتيجية.
    وتملك الولايات المتحدة 18 غواصة من فئة "أوهايو"، 14 منها للصواريخ الباليستية، و4 لصواريخ "كروز". وتعد غواصات "أوهايو" أكبر الغواصات التي تم بناؤها على الإطلاق للبحرية الأميركية.  وتحمل غواصات (SSBNs) الـ14 حوالي نصف الرؤوس الحربية النووية الحرارية الاستراتيجية الأميركية النشطة. ويمكن لكل غواصة أن تحمل ما يصل إلى 24 صاروخًا باليستيًا تُطلق برؤوس حربية متعددة الأهداف بشكل مستقل.  ويُعتبر صاروخ "تاريدنت 2" السلاح الاستراتيجي لهذه الغواصات، الذي يصل مداه إلى 7800 كيلومتر بحمولة كاملة و12000 كيلومتر بحمولة منخفضة. ويمكن لكل صاروخ أن يحمل ما يصل إلى 14 رأسا حربيا بقوة 475 كيلوغراماً لكل منها(17) (18).
 
ما قامت به روسيا
 يبدو ان الموقف الدولي السلبي من حرب روسيا على أوكرانيا، واعتبارها غزوا، وليس "عملية عسكرية خاصة" لردع النازية الجديدة والإبادة الجماعية ضد القومية الروسية في أوكرانيا - كما أعلن الكرملين مراراً، من جهة، وإطالة أمد الحرب، وتزايد الخسائر، بما فيها اَلاف العسكريين، واستمرار الحصار الأوربي الخانق، وتفاقم أزمتها الإقتصادية، الخ.. اضطر روسيا للانجرار وراء "مهرجان إبراز العضلات" للقوة الحربية الفتاكة، فانخرطت باستعراض أحدث ما لديها من أسلحة "لردع من يهدد أمنها القومي".
   فلم تكتف بوضع قوات الردع النووي الروسية في حالة تأهب، وإنما وضعت أسطول المحيط الهادئ الروسي بأكمله في حالة تأهب قصوى، وأجرت تدريبات مفاجئة لاختبار قدرة القوات المسلحة الروسية "على شن رد على أي عدوان"(19). وعززت وجودها هناك بأحدث غواصاتها النووية.
   وأرسلت غواصاتها النووية من طراز "كيلو" الى قبالة السواحل الأمريكية، وفي البحر الأبيض المتوسط.
   وأجرت مناورات عسكرية في بحر البلطيق بعد يوم من مناورات الـ " ناتو" بالمنطقة(20).
   وأجرت تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ باليستي "متقدم" عابر للقارات (آي سي بي إم) من نظام صاروخي أرضي متحرك من موقع التجارب في كابوستين يار، وذلك بعد أسابيع على تعليق مشاركتها في آخر اتفاق للحد من الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة(21).
 ونقلت مجلة "نيوزويك" الأميركية، عن وسائل إعلام روسية، قيام موسكو باختبار نسخة مطورة من القاذفة الإستراتيجية "توبوليف تو -160 إم"  وهي أكبر قاذفة قنابل نووية في العالم، وأسرع من الصوت، وتحمل صواريخ " وايت سوان" (البجعة البيضاء) لضرب أهداف بعيدة. وتشكل هذه القاذفة - إلى جانب القاذفات الروسية من طراز "تو-95 إم إس " جزءا رئيسيا من قدرات موسكو بعيدة المدى(22).
   وكشفت عن غواصتها النووية (بيلغورود) المعروفة أيضاً بغواصة "يوم القيامة"، ذات القدرة على توليد موجات تسونامي إشعاعية يفوق ارتفاعها نصف كيلومتر، وتحمل سلاح  – Poseidon القادر على السفر تحت الماء لمسافات تصل إلى 9650 كيلومتراً تقريباً، ويستخدم لتفجير رأس حربي نووي مثبّت في مقدمته، بقوة 2 ميغا طن، أي أكثر من 130 ضعفَ حجم القنبلة التي ألقيت على هيروشيما.
   وفي آب تسلمت القوات البحرية الروسية طراد "الأدميرال ناخيموف"، الملقب بـ"وحش المحيطات"، ويُعدُ هذا الطراد من أقوى البوارج الحربية في التاريخ، ويمكنه إغراق جميع أنواع السفن وذلك بعد خضوعه لعمليات تطوير كبيرة.(23)
   وفي أيلول أعلن يوري بوريسوف - مدير وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” عن وضع نظام الصواريخ الاستراتيجية “سارمات” الروسي في حالة التأهب القتالي(24).
   الى هذا، ألغت روسيا مصادقتها على "الاتفاقية الدولية لحظر التجارب النووية"، معتبرة إياها "خطوة ضرورية لتحقيق التكافؤ مع الولايات المتحدة".
   وفي 5/ 11/ 2023، أعلن الجيش الروسي نجاحه في تجربة إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات مصمم لحمل رؤوس نووية من غواصة نووية جديدة. وتبين ان قدرات صاروخ "بولافا" رهيبة، حيث بإمكانه محو مدن بكاملها. فهو مصمم لحمل نحو 10 رؤوس نووية فوق صوتية، وهو موجه ذاتيا وقابل لتغيير مسار التحليق عموديا وأفقيا. ويصيب أهدافه على مسافة 8 آلاف كيلومتراً(25).
    وبعد أسبوعين، نشرت روسيا صاروخ بالستي عابر للقارات من طراز "يارس"، في قاعدة كوزلسكي، وهو قادر على حمل رؤوس نووية حرارية متعددة، ويمكن إطلاقه من صومعة إطلاق تحت الأرض ومن أخرى متنقلة. ويعتبر أحد الأسلحة النووية القادرة على اختراق الدرع الصاروخي الذي تمتلكه الولايات المتحدة وحلفاؤها(26).
   على صعيد اَخر، كثرت تهديدات أطلقها عسكريون واستراتيجيون وإعلاميون روس، من قبيل: "روسيا ستمحي من الوجود دول حلف الناتو بالسلاح النووي"، رغم ان موسكو استبعدت رسمياً وبشدة احتمال استخدامها للأسلحة النووية، مشترطة اللجوء إليها فقط في حالة تعرض وجودها كدولة لخطر الفناء.
    لكل ما مر، أعرب خبراء وسياسيون ووسائل إعلام غربية عن قلقهم من أن موسكو، وعلى خلفية تكثيف الغرب ضخ كييف بأنواع ذات نوعية جديدة من الأسلحة، تجعل النزاع يدخل في مرحلة خطيرة ومهددة، قد يدفعها لاستخدام الأسلحة النووية لتعزيز قوتها القتالية وحل مهامها.
 
مبادرة عالمية هامة
 لعدم كفاية المساعي الدولية الراهنة في منع طرق "باب يوم القيامة"، تواصلت فعاليات ومبادرات أعداء الحروب، آخرها قيام محرري أكثر من 100 مجلة علمية في العالم ، مؤخراً، بنشر مجلاتهم افتتاحية مشتركة، في يوم واحد، نبهوا فيها، باسم ذوي المهن الطبية والصحية، الرأي العام العالمي، وقادة الدول، للخطر النووي القائم والمهدد للحياة على كوكب الأرض، وحثوا المجتمع الدولي للتحرك نحو الحد من مخاطر الترسانة النووية ومنع استخدامها، والضغط على الدول المسلحة نووياَ لتتبنّى سياسات عدم البدء في الاستخدام، وإلغاء حالة التأهب لأسلحتها النووية، وأن تتعهد جميع الدول المنخرطة في النزاعات الحالية علناً بشكلٍ لا لبس فيه، بأنها لن تستخدم الأسلحة النووية في هذه النزاعات، وأن تعمل من أجل إنهاءٍ نهائي للتهديد النووي تمهيداً لإزالة الأسلحة النووية كلياً. 
    من المحررين الموقعين عليها: كامران عباسي، رئيس تحرير المجلة الطبية البريطانية؛ وريتشارد هورتون، رئيس تحرير مجلة The Lancet؛ وبارفين علي، رئيس تحرير مجلة التمريض الدولية؛ وفيرجينيا بربور، رئيسة تحرير "المجلة الطبية الأسترالية"؛ وكيرستن بيبينز دومينغو، رئيسة تحرير JAMA؛ ومارسيل جي إم أولدي ريكيرت، رئيس تحرير "المجلة الهولندية للطب"؛ وآندي هينز، كلية لندن للصحة والطب الاستوائي؛ وإيرا هلفاند، الرئيس السابق لمنظمة "الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية"( (IPPNW؛ وبوب ماش، رئيس تحرير "المجلة الأفريقية للرعاية الصحية الأولية وطب الأسرة"؛ وأرون ميترا، الرئيس السابق لمنظمة الأطباء الدوليين ؛ وكارلوس مونتيرو، رئيس تحرير مجلة Revista de Saúde Pública؛ وإيلينا إن نوموفا، رئيسة تحرير "مجلة سياسة الصحة العامة"؛ وإريك ج. روبين، رئيس تحرير "مجلة إنكلترا الجديدة للطب"؛ وتيلمان راف، الرئيس السابق لمنظمة الأطباء الدوليين؛ وبوش ساهني، رئيس تحرير "المجلة الطبية الوطنية في الهند"؛ وجيمس توموين، رئيس تحرير "مجلة العلوم الصحية الأفريقية"؛ وبول يونجا، رئيس تحرير "مجلة شرق أفريقيا الطبية"؛ وكريس زيلينسكي، جامعة وينشستر، الرابطة العالمية للمحررين الطبيين.
    واعتبر المحررون الجهود الحالية المبذولة للحدّ من الأسلحة النووية، ولضمان عدم انتشارها، غير كافية لحماية سكان العالم من خطر نشوب حرب نووية، محذرين من احتمال ان ينجم نشوبها عن التصميم، أو الخطأ، أو عن سوء التقدير. وإنّ منع أي استخدام للأسلحة النووية يمثل أولوية عاجلة للمهنيين الصحيين ويجب أيضاً اتخاذ خطوات أساسية دولية لمواجهة السبب الجذري للمشكلة، بإزالة الأسلحة النووية كلياً.
    ودعوا إلى الانضمام إلى "رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية" ودعم جهودها الرامية للحدّ من مخاطر الحرب النووية في الأجل القريب، والتي تشمل ثلاث خطوات فورية من جانب الدول المسلحة نوويّاً وحلفائها:
أولا- تبنّي سياسة عدم البدء في الاستخدام؛  
ثانياً- رفع الدول أسلحتها النووية من حالة التأهب؛
ثالثاً- حثّ جميع الدول المنخرطة في النزاعات الحالية على التعهّد علناً بشكلٍ لا لبس فيه بأنها لن تستخدم الأسلحة النووية في هذه النزاعات.
   وطالب المحررون الدول المعنية العمل لأجل وضع حدّ نهائي للتهديد النووي من خلال دعم البدء العاجل بالمفاوضات بين الدول المسلحة نوويّاً، بغية التوصّل إلى اتفاقٍ قابل للتحقّيق، ومحدد زمنيّاً، لإزالة أسلحتها النووية، وفقاً للالتزامات الواردة في (معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية)، الأمر الذي يفتح الطريق أمام انضمام جميع الدول إلى (معاهدة حظر الأسلحة النووية).
   واختتموا افتتاحيتهم منبهين إلى ان الخطر كبيرٌ ومتنامِ. فيجب على الدول المسلحة نوويّاً أن تزيل ترساناتها النووية قبل أن تقضي علينا!
 
طموح مشروع وتحديات كبيرة 
 طموح أعداء الحروب بحماية البشرية من خطر الفناء، طموح أممي مشروع ونبيل لكونه يلبي إرادة شعوب العالم أجمع. بيد ان بلوغه يصطدم بمعوقات كثيرة، كبيرة، وشائكة، من الصعب جداً تجاوزها، وتجعل من تحقيق الهدف بعيد المنال في الوقت الراهن، رغم الخطر الداهم، الذي يقره الجميع، بمن فيهم كبير خبراء السياسة الدولية ووزير الخارجية الأمريكية الأسبق، السياسي هنري كيسينجر (توفي في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني ـ 2023)، الذي أعلن في مقابلة مع "ديلي سكيب" الأمريكية: "ان الحرب العالمية الثالثة على الأبواب !"(27).
     ولعل الأخطر هو ان الوضع الدولي الراهن ذاته يؤشر ان خطر الحرب قائم فعلا. واحتمال إستخدام الترسانة النووية قائم إيضاً.
   ان مهمة درء المخاطر الماثلة تصطدم في الواقع بالعديد من المعوقات الكبيرة، ومن أبرزها:
أولاً- لم توقع جميع الدول المالكة للأسلحة النووية، والدول الأعضاء  في حلف الناتو، على إتفاقية الأمم المتحدة لحظر الأسلحة النووية، النافذة منذ مطلع عام 2021. وبذلك جعلتها منقوصة، بل ومشلولة تماماً. وهذا عائق كبير لا يمكن تجاوزه إلا بإنضمام الدول المذكورة، دون إستثناء. وعندئذ فقط تُثبت للعالم بأنها تسعى فعلا وبجد للتخفيف من حدة التوتر الدولي الراهن، وبالحفاظ على السلم والأمن الدوليين، واستدامتهما، كضمان لحماية البشرية من الفناء. والانضمام للإتفاقية والإلتزام بها هو خطوة هامة جداً نحو الإنفراج الدولي، ولدرء المخاطر، وتمهد أيضاً لتفعيلها وتطويرها بما من شأنه الشروع بالتخلص الفعلي من الترسانة النووية، وصولا للقضاء التام عليها.
 ثانياً- التوقف فوراً عن تعزيز وتحديث الترسانة النووية، والعودة لإتمام عملية خفض عدد الرؤوس النووية في العالم، التي تقع مسؤوليتها بالدرجة الأولى على عاتق روسيا وامريكا، لكونهما تمتلكان نحو 90 في المائة من هذه الرؤوس. وتلكم خطوة هامة جداً.
 ثالثا- كإثبات لحسن النوايا، المطلوب من حلف الناتو إيقافه فوراً لمساعيه المحمومة الرامية لتمدده الى الحدود الروسية وتطويقها بالقواعد العسكرية وتهديد أمنها. وعقد إتفاقية سلام مستدام بينهما، يسبقها إقدام إلغاء حلف الناتو، إسوة بحلف وارشو، إلتزاما بإتفاق الإدارة الأمريكية مع الرئيس غورباتشوف، الذي نفذ الاتفاق وحل حلف وارشو، بينما بقي حلف الناتو، وراح صول ويجول.
 رابعا- لعل الخطوة الأكثر آنية وإلحاحاً، والمطلوب تنفيذها عاجلا، هي إيقاف الحرب الروسية الأوكرانية فوراً، والمباشرة بمفاوضات بين الحكومتين، برعاية وإشراف الأمم المتحدة، للتوصل لحل سلمي دائم بين البلدين. وحال الشروع بذلك، يتم إنشاء صندوق دولي لإعادة إعمار أوكرانيا، تموله روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي.
 خامساً- وضمن التحضير الجدي والحريص لإيقاف الحرب في أوكرانيا، يجب إيقاف حلف الناتو وروسيا فوراً لكافة أشكال "استعراض القوة" لترسانة قدراتهما الحربية، والتوجه لتفعيل جهود الأمم المتحدة الرامية لنزع السلاح المتعدد الأطراف، والحد من الأسلحة في صميم جهودها للحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
 
 ينبغي تجاوز العقبات
 يشكل الوضع الدولي الراهن لوحة سوداوية، شئنا أم أبينا، فرضتها الظروف الجيوسياسية، والتوتر الدولي المتواصل، ورفض "معاهدة حظر الأسلحة النووية"، والاعتقاد الخاطئ للبعض بين الدول العظمى والمهيمنة بـ "ضرورة" وجود المزيد من الأسلحة النووية، والمزيد من العقوبات، وبـ"إمكانية " كسب حرب نووية (كذا !!!)، متناسيا ومتجاهلا الآثار الوخيمة الشاخصة حتى يومنا هذا لكارثتي هيروشيما وناغازاكي الرهيبتين، اللتين خلفهما أول استخدام للسلاح الذري قبل 78 عاماً.
    أمام هذا الواقع الصارخ، لا يمكن التفاؤل بإمكانية تغييره قريباً، لاسيما وأنه لا مؤشرات ولو بسيطة على وجود نية حقيقية لدى الأطراف المعنية لتحقيق ولو خطوة واحدة من الخطوات المذكورة أعلاه، رغم علمها جيداً بانها خطوات هامة وضرورية تمليها رغبة شعوب العالم بدرء مخاطر نشوب حرب عالمية ثالثة، واحتمال تحولها الى حرب نووية، تستخدم خلالها أخطر أسلحة الدمار الشامل، التي ستُفنى البشرية تماماً. وهذا ما أكدته مؤسسات وعلماء وقادة عسكريون وخبراء أمنيون وستراتيجيون مختصون.
  على ان اللوحة السوداوية للوضع الدولي الراهن لا ينبغي ان تفت من عضد القوى الخيرة في العالم في كفاحها ضد الحرب، لا بل بالعكس، يتعين ان تحثها على مواصلته وتعزيزه وتوسيعه بتظاهرات وتجمعات ومسيرات جماهيرية حاشدة ومتواصلة، تطالب الحكومات، وتضغط عليها سلمياً، للانخراط في الجهود الدولية التي من شأنها الحدّ من مخاطر الأسلحة النووية ولمنع استخدامها. وتجبر الدول المسلحة نوويًا على إلغاء حالة تأهب الردع النووي الراهنة. والضغط على جميع الدول المنخرطة في النزاعات الحالية وتجبرها على توقيع تعهد علني، بأنها لن تستخدم الأسلحة النووية في هذه النزاعات، وتتعهد وتلتزم بعدم البدء في استخدامها في أي نزاع قادم، ان لا تهدد بالنووي، الى جانب العودة لمواصلة خفض عدد الرؤوس النووية الحالية، لحين القضاء التام على الترسانة النووية.
    وفي هذا المضمار، نرى ضرورة تشكيل لجنة دولية تحضيرية، تقوم بالإعداد لعقد مؤتمر عالمي في القريب العاجل، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، يشارك فيه مندوبو المنظمات والاتحادات والجمعيات الأكاديمية والمهنية والنقابية والشبابية والطلابية، ونشطاء البيئة، والمؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية المعنية، ويُكرس المؤتمر لمهمة التحضير والإعداد لحملة عالمية واسعة ومتواصلة، وسبل إدامتها، وتحقيق نجاحها. والمطلوب من المؤتمر ان يضع خطة للأنشطة الجماهيرية وبرنامج عمل. وعليه ان يوجه الناشطين بكيفية استنهاض الملايين من المؤيدين في أرجاء العالم للمشاركة في الحملة العالمية ونشاطاتها الجماهيرية الفاعلة والمُطالِبةُ بصوت ملاييني هادر: امنعوا التهديد باستخدام الأسلحة النووية، وأزيلوها من على كوكب الأرض، ولترفرف رايات السلام الدائم خفاقة عالياً بدلا منها!
    وأسوة بمحرري المجلات العلمية المذكورة، نقترح ان يبادر المثقفون والمؤسسات والاتحادات والمنظمات والروابط المناوئة للحرب بحملة نشر باللغات التي يجيدونها، يطرحون فيها آراءهم ومقترحاتهم بشأن تشكيل اللجنة التحضيرية، وكذلك لما سينهض به المؤتمر الأممي من مهمات على الصعيد الدولي والإقليمي والوطني، ولاستنهاض مجبي السلام وأعداء الحروب في أرجاء العالم للمشاركة في حملة عالمية واسعة وقوية. وتشكيل قيادة للتنظيم والتنسيق والتوجيه وتحديد الفعاليات وإدارتها.
    وندعو "رابطة الأطباء الدوليين لمنع الحرب النووية" الى تشكيل لجنة إعلامية تقوم بجمع الآراء والمقترحات التي تنشر، وتوحيدها، ورفعها لها لدراستها. ومن ثم تقوم هي، في ضوء ما ينشر وما تصلها من طلبات ومقترحات، بالتحرك لتشكيل اللجنة التحضيرية العالمية لتقوم بالتحرك على الأمم المتحدة، وعلى المؤسسات والإتحادات والمنظمات والوكالات الدولية المعنية، تحضيراً لعقد المؤتمر الأممي.
  تلكم مقترحات أولية سريعة نطرحها للمناقشة، آملين من قراء "الثقافة الجديدة" الغراء إغناءها وايصالها للمعنيين، كل في مكان إقامته وعمله، وباللغة التي يجيدها. وحبذا لو تتشكل لجان تحضيرية محلية تنهض بذلك.
 
المصادر
1- التوترات العالمية تزيد الأسلحة النووية النشطة في العالم، وكالات –" سكاي نيوز عربية"، 12 /6/2023.
2- من يملك المخزون الأكبر من الرؤوس النووية؟ إليك أحدث التقديرات،"العربية.نت"، 15/6/2023.
3- روسيا والولايات المتحدة.. القدرات النووية،" سكاي نيوز عربية"، 11/4/2023.
4- "فرانس برس"، 5/3/2023.
5- وزير التراث فضح "سر" إسرائيل النووي من حيث لا تدري، "سكاي نيوز عربية"، 6/11/2023.
6- كونور إيكولس ، الترسانات النووية تتضخم مع تضاؤل الجهود الدبلوماسية،، ترجمة: أنيس الصفار: "الصباح"، 20/6/2023.
7- الحرب النووية الكل سيخسر.. هذا ما سيحل بالأرض في حال اندلاع حرب نووية !"الكومبس"، عن مجلة Time: ، 1/7/2023.
8- "الحدّ من مخاطر الحرب النووية – دور المهنيين الصحيين، المؤلفون (مجموعة من رؤساء تحرير الدوريات الصحية والطبية) "المجلة العربية للبحث العلمي"،2/11/2023.
10- متابعة: "المدى"، 3/4/2023.
11- طبول الحرب تدق.. تحذير من حرب مدمرة مع روسيا، "سكاي نيوز عربية"، 14/11/2021.
12- الكرملين روسيا سترد بالشكل المناسب على نشر واشنطن أسلحة نووية في أوروبا، موسكو-وكالات،6/4/2023.
13- روسيا للغرب: لا نريد تصعيداً نووياً لكن لا تختبروا صبرنا، موسكو - بروكسل: «الشرق الأوسط"، 28/4/2023.
14- أميركا ترسل غواصة نووية إلى شبه الجزيرة الكورية، "سكاي نيوز عربية"،16/6/2023.
15-"استعراض القوة".. الناتو وشركاؤه يجرون أكبر مناورات جوية في تاريخ الحلف، ترجمات: "الحرة"،15//6/2023.
16- الأسطول الخامس الأميركي يرسل تعزيزات كبيرة إلى الشرق الأوسط، "الشرق الأوسط"،7/8/2023.
17- الغواصة "أوهايو" في الشرق الأوسط.. مزايا هجومية فائقة ورسالة ردع أميركية، واشنطن- "الحرة"، 6/11/2023.
18- لماذا أرسلت أميركا أكبر غواصاتها النووية للشرق الأوسط؟، "سكاي نيوز عربية"، 6/11/2023.
19- روسيا تبدأ مناورات في بحر البلطيق بعد يوم من مناورات الـ«ناتو» بالمنطقة، موسكو-" الشرق الأوسط"، 5/6/2023.
20- روسيا تبدأ مناورات في بحر البلطيق بعد يوم من مناورات الـ«ناتو» بالمنطقة، موسكو، الشرق الأوسط" 5/6/2023.
21-"الشيطان 2".. روسيا تختبر بنجاح صاروخا فتاكا "لا يقهر"، وكالات-"سكاي نيوز عربية"، 12/4/2023.
23- روسيا والولايات المتحدة.. القدرات النووية، "سكاي نيوز عربية"، 11/4/2023.
24- مدير وكالة الفضاء الروسية: تم وضع صاروخ “سارمات” الروسي في حالة التأهب القتالي موسكو ـ "تاس": "رأي اليوم" ،1/9/2023.
25- يمحو مدنا كاملة.. ما قدرات صاروخ "بولافا" الروسي الرهيب؟، "سكاي نيوز عربية"، 5/11/2023.
26- روسيا.. ثاني صاروخ باليستي عابر للقارات يدخل الخدمة في يومين، وكالات – أبوظبي- "سكاي نيوز عربية"، 15 /12/2022.
27- ليلى بديع، كيسنجر والحرب العالمية الثالثة، "اللواء"، 29/10/2023.