أيار 18
 
لست على يقين أني سأضيف الكثير حينما أكتب عن الشاعر...؟  الظاهرة مظفر النواب فقد كتب عنه الكثير الكثير، وطوال نصف قرن كانت تجربته الشعرية الاستثنائية الجديدة الكبيرة المستفزة الظافرة علامة هامة بل عتبة حداثية في الشعر العامي العراقي لم يسبقها أو يحايثها شاعر آخر.... فضلا عن كونها درسا كبيرا وتجليا شديد الوضوح عن مهمة المثقف العضوي وموقفه الإنساني والأخلاقي والوطني من محيطه والعالم وبشكل بالغ الجدة والجمال والدهشة... إذ يشكل ترجمة إبداعية لارتباط المبدع بهموم شعبه وموقفه أيدلوجيا وجماليا ومعرفيا...  ما وضع الشاعر النواب كحد مفصلي فاصل مع ما سبق من كل ما تراكم من الشعر العامي العراقي.. والذي وضعه على طاولة الدرس والبحث والتأثير والتغلغل والتوغل الجمالي في الوجدان والذاكرة العراقييْن، للحد الذي تحولت ثيماته وصوره ولغته أيقونات حاكمة مهيمنة وساحرة لم تتجاوزها التجارب الشعرية العامية المحايثة و اللاحقة، بل لم تصل إلى مستواها الجمالي والتعبيري وفضاءاتها الثرة والثرية لغة ووعيا وانزياحا وتجددا، بالقدر ذاته يسكنني شعور غامض وملح بأنّي يجب أن أحاول الانفكاك والتجرد أو التخلي عن انحيازي للشاعر والابتعاد عن عواطفي القارة المتكلسة منذ نحو نصف قرن و القارة في وجداني وذائقتي الشعرية،  ومن المجدي الاعتراف بأني وجيلي الذين شهدنا بداية انحسار الاستعمار .. وسمعنا الطرقات الصاخبة لثورة 58 على أبواب الاستعمار والجهل والتخلف، كان مظفر أهم قنوات فكرنا الجديد المفارق بما يمثله من وعي ورؤيا وثورة جمالية في الشعر العامي والنسق الثقافي الذي يجعلنا ننجذب لا إراديا لسطوة وجدة وحداثة شعره واشتغالاته... لا أبالغ ان قلت كان شعر مظفر ما يشبه مانفستو أيدلوجيانا الثورية وأدبياتنا اليسارية، وقد تزاوج فكرنا اليساري الشيوعي بروح قصائده التي كانت تجري في أرواحنا وتآصر وعينا، وكنا نمتاح منه دماء وجودنا العاطفي الثوري وحساسيتنا الجمالية، حتى غدا مظفر والحزب الشيوعي وجهين لعملة واحدة، وجدير بالإشارة ان ثورة مظفر في الشعر العامي.. ما عزز هذا ورسخه، أن تجربة مظفر لم تكن مسبوقة بتجارب يمكن الإشارة اليها، فليس هناك تراتبية تراكمية أو مرحلة تأسيس أو تنامي أو شروع أو محايثة أو تطور تدريجي او تراكم، بل كان شعره أشبه بنبوءة جديدة... مقطوعة الصلة بمن سبقها...إذ كانت اشتغالاته وصوره وموضوعاته ولغته كأنها سفر جديد ..يفترق ويفارق كثيرا ما سبقه، قد تجد صعوبة بالغة في البحث عن شاعر تأثر به مظفر أن لم تجد على الإطلاق... وتكون مفردة (الإبداع) في تجربة الشاعر صحيحة ومناسبة تماما... بل تصح عليها بدرجة كبيرة ... وهنا الإبداع بمعنى الجديد المفارق المبتدع الذي لم يسبقه اليه أحد ..والذي لم يتعكز على ما قبله من النصوص، ولعلي أميل إلى أن أحسب ما قام به مظفر هو أشبه بالنبوءة وليس التنامي التدريجي او التراكم الإبداعي ... فقد خلق الشاعر مناخا شعريا لا ينتمي لسواه.. ولا يحتاج المرء للكثير من النباهة والمعرفة ليميز شعر مظفر أو يفرقه عن سواه بيسر وسهولة بالغين.. وأول الأسباب التي تقودني لهذا الاعتقاد ... هو تفرد وفرادة منجزه الشعري في كل مناحيه ... والمبني على الوعي السياسي والجمالي واللغوي والتجربة الاجتماعية العميقة التي نفذت الى أعمق أعماق الشخصية العراقية الجديدة والتي لم تتوقف عند حد .. وتجاوزت باشتغالاتها الصور والمفردات والانزياحات والثيمات الروتينية المستهلكة، فكانت ثورة بحق  وجاءت بكل ما هو جديد فكرا ووعيا وجمالا ..بل جاءت بالمفاجئ والمستفز ...، لقد ظل الشعر الشعبي العامي العراقي لعصور طويلة ومنذ ان انحسرت الفصحى او تراجعت بعد عصور الظلام، ظل النسق العام للقصيدة العامية نسقا بدائيا أو تلقائيا روتينيا بعيدا تماما عن الحداثة والتجريب والتطور وبالتالي عن التجدد بسبب عدم امتلاك الشعر العامي لشريعته ضمن نسق ثقافي معترف به ..إذ ينظر له بعين الريبة والاستجناب والدونية وعدم الرفعة، بل ان الكثير من ينظر له بحكم الشعر الدخيل والشاذ والذي هو نتاج الانتهاك القومي والغزو الثقافي الذي مورِس من قبل الغزاة المتعددين للعراق، إذ شاعت الكثير من المفردات الأجنبية في اللغة العربية وتحديدا من الفارسية والتركية،  ووسط هذه الرؤى والمحددات الإشكالية.. لم يسجل احد شعراء العامية في محاولات التجديد والتجريب.. وهذا ما فعله مظفر على وجه التحديد وعلى نحو يتميز بالقوة والوضوح والجذرية... ليس في المنهج او الطريق حسب .. بل في روح الشعر بأسره، فقد كان الشعر العربي عموما يرتكز على مهيمن واحد يتحكم بكل مفاصله بسلطوية قاهرة لا تمنح أي فرصة لمهيمنات محايثة ، “حيث يبسط نفوذه على قالب الشعر وأدب العرب. فالشاعر يستطيع دائماً وفق روعة فائقة أن يوظف كل تفنن فى وصف جمال المرأة ومحاسنها ورقتها وسطوتها على قلب الرجل، وذلك عبر سبك فى التعبير والبلاغة والمبالغة”. و هذا طبعاً يعود إلى أن الشخصية العربية عاطفية بشكل عام. وهذا ما يجعل الفرد العربى يتسامح وينبسط بالقدر الذي يغضب ويحتد. كان الحب وعلى وجه التحديد حب الحبيبة أي حب الرجل للمرأة والفحولة الشعرية أو الفحل الشعري هو الأمر الحاسم والمهيمن في الشعر العربي... وتبعا له الشعر العامي،  فكان هو منهجه الوجودي والمعرفي ، وكانت خطوات مظفر الظافرة ..هي خلخلة هذا المنهج أو قلب هذه الثيمة الحاكمة المتحكمة، صحيح أنه لم يخرج من ثيمة الحب الذي كان نهجا ومنهجا.. سياقا ونسقا ...  لكنه تخلص من المحددات الذاتية والشخصية والفطرية للحب... وقلب القاعدة لينتقل بها إلى فضاءات وعوالم أوسع وأكثر رحابة، فلم يعد حب المرأة والعشق الذاتي ووصف الجسد والتغني به أو التغني بصفات الحبيبة والبكاء على الأطلال من مهمات شعر مظفر النواب البتة بل تحول الحب الى ثيمة كبيرة مفتوحة ..ثيمة معرفية زاخرة .. تتسع لحب أكبر....؟  حب الوطن والناس وقيم التضحية والنوازع الاخلاقية والجمالية والسياسية، ووسط هذا الاحتشاد الجديد اكتسبت المرأة ملمحا جديدا ابتعدت فيه كثيرا عن نداء الجسد وشبقية الحسي ..فكانت المرأة ..الأم ...الأخت ...المناضلة...المحاربة ..المرأة التي تساهم في رسم مستقبل وطن او حتى مستقبل العالم ...المرأة التي تحتفي بالدم والرصاص والبنادق والمقاومة والتي تقف ضد المستعمر وضد المضطهدين والقامعين ..وتبتعد كثيرا عن جسدها وزينتها وكل المفردات التي تحتفي بالانوثة...كما ورد في قصائد :
 
(حجام البريس):
أفه ياكاعنه   الوكحة
حلاة الليل،  واهل الليل
والنار
ابمرابعها
أفه يا كاعنه
السحكتها
وانسحكت عليها
جيوش يا بو جيوش ومابدلت طبايعها
أفه يا كاع
ينبت بيج للواوي عنب
ياطيبة
ويعرس عليج الذيب
أمد صبري اعلى صبرج واحفر سراديب
 
  وقصيدة (صويحب):
مَيلن . لا تنكَطن كحل فوكَ الدم
مَيلن . وردة الخزّامة تنكَط سم
جرح صويحب بعطابه ما يلتم
لا تفرح ابدمنه لا يلگطاعي
صويحب من يموت المنجل يداعي.
و(حسن الشموس)
أطرن هورها امصكك
 واصحيهن علك اجروح
يجحلن چالمطبجات الزرگ صلهن يشوغ الروح
 واجٌيك اشراع ... ماهو اشراع
عرٌيانه السفٌينة تنوح
 
 وقصيدة (جد ازيرج):
زلمنه تخوض مي تشرين
حدر البردى تتنطّر
زلمنه اتحز ظلام الليل
تشتل ذبحة الخنجر
زلمنه الماتهاب الذبح
تضحك ساعة المنحر
يساگي الشمس من عينك
ابعز الشمس حب اخضر
لون حلت نسمة ليل
شعرك تنشگ العنبر
أحط الحجل للثوار كمره
زغيره على المعبر 
 
و(براءة) والكثير من القصائد الأخرى، وحتى قصائد الحب الذاتي او العشق وهي قليلة جدا في سفر مظفر ..تجدها تشتغل بطريقة حداثية مفارقة عن النمط الذي السائد ..فكرا ولغة وانزياحات، والتي يهيمن عليها الشعور بالفقدان والغياب ..بسبب الظروف القمعية و السياسية التي عانى منها العراق في تلك الفترة، كقصائد (الريل وحمد) و(ريحان) و(التبرزل) و(البنفسج) و(جنح غنيدة) وغيرها من القصائد المكتنزة بالحب والتضحية والوعي الاجتماعي ولكن بصور وأفكار ولغة وقاموس جديدين لم يعهده القاموس العامي الشائع، إذ أصبح المعادل الموضوعي للحبيب أو المحبوب ..هو النضال ومقارعة الطغيان والثبات بوجه الحكومات الاستبدادية وتحمل وحشية القمع وعذابات السجون ..والتضحية للوطن والانحياز إلى قضايا الناس.... رسم مظفر بشعره ميكانزمات وجدانية وعاطفية جديدة كل الجدة...خالصة ومبتكرة مقطوعة الصلة بما سبقها من اشعار سائدة حينها، ولعل قصيدة الريل وحمد التي تتحدث عن امرأة هربت من أهلها بسبب القمع الاجتماعي أو العائلي ولجأت إلى مدينة اضطهدتها هي الأخرى .. ما اضطرها للرحيل الى مدينة أخرى عبر قطار يمر على قرية أهلها...وذلك الحوار الحزين المدمر بين المرأة والقطار، وبينها وبين الذكريات التي تطير على أجنحة القطا ... ومصيرها المجهول البارد الذي يجمد نهدين يلملمهما برد الصباح ويرجفهما اهتزاز عربات القطار (السفر)، وقصائد أخرى تتفتق عنها صور جميلة رائعة  ..وتطل من خلال نوافذها نساء جميلات بطلات مقبلات على الحياة ، ينتزعن فرصهن للحياة الكريمة انتزاعا، جاء مظفر فاتحا ومكتشفا ومعلما حداثويا للحد الذي صار يؤرخ به الشعر العامي العراقي، ويكون القطيعة لما سبق والعتبة لما جاء، وفي ظله تفتحت الكثير من التجارب التي لم تتجاوزه حتى الآن رغم مرور أكثر من نصف قرن، وقد كان محفزا ومحرضا للكثير من الشعراء الذين انخرطوا ضمن مفهوم الحداثة الذي شرعنه مظفر في القصيدة والأغنية، وكان حصيلة فاخرة وزاخرة وحية ..لكنها توقفت عند مشارف عتبة مظفر، بل تراجعت كثيرا في زمن الطغيان والدكتاتورية ، وتراجع الشعر العامي تراجعيا مريعا، بعد أن احكم نظام صدام حسين قبضته على السلطة وجميع مؤسساتها، وحول الشعراء بالترغيب والترهيب الى زمرة من المداحين المنتفعين الذين فقدوا الاتجاه والبوصلة .. وروح الشعر وهدفه وتحول الشعر العامي الى مجرد مدائح واهازيج تمجد الطاغية وتسبح بحمده، وبعد أن كسر مظفر العمود الشعري للقصيدة وشرعن القصيدة الجديدة بكل موحياتها وأبعادها الحداثوية ..تسابق الشعراء السلطويون الى إرجاعها إلى حضيرة الكلاسيكية والتقليدية والى القاموس العشائري البدائي والمنحط الديني والطائفي والى الصياغات الدونية، بل عاقبوها وسجنوها في متاهات جهلهم المعرفي والجمالي،  واسرفوا كثيرا في تعميق سوداوية القصيدة وزحارها بالطاغية وأزلامه وتكريس نرجسيتها وفرديتها وتسميم فضاءاتها بسحب الموت والطغيان، وبعد ان كان الملمح الأبرز وغير المسبوق ابدا في شعر مظفر.. هو النفس الملحمي في الشخوص والمكان واللغة .. إذ أن مظفر لا يثق ولا يستكين الا مع أبطاله الملحميين المخصبين بهموم وتطلعات الناس والذين يتميزون بقوة وديناميكية الشعب، لذا كان (حجام البريس ..وسعود...وصويحب ..وصلاح ...وحسن الشموس وجد ازيرج ...وغيرهم ) ، مكان مظفر وتأثيثاته تخرج عن الجغرافية والمكان المباشر.. بل تهفو نحو المكان الملحمي وتشتغل بروح تقترب من الاسطورة، فضلا عن أبطاله فليس بين هؤلاء بطل غير ملحمي، رغم محلية الشخوص اسما وتاريخا واحلاما.. فكلهم شخوص خرجوا من إطار ذواتهم وانطلقوا الى الفضاءات الرحبة ..من دهاليز الذات إلى فضاء الآخر، من ربقة الأنا الى سماء النحن، امتزجا مع الفكرة والوعي والمنهج... لا ليبحثوا عن سر الخلود وتجنب الأفعى التي سرقته من كلكامش، بل لانتزاع الحياة البسيطة والخبز والحرية من أيدي المستغلين، فكانوا ملحمة بحق ..؟  خرجوا من ذواتهم ومصائرهم الخاصة ليتحولوا إلى ذات ومصائر الجماعة والشعب ، وبدلا من أن يعبروا عن آمالهم وأحلامهم الشخصية عبروا عن أحلام وطموحات شعب، وكان من الحتمي والقطعي أن يتحدثوا بلغة ملحمية ويهجروا لغتهم الخاصة وهذا ما فعله مظفر ببراعة منقطعة النظير في معظم قصائده .. فلغتها لغة حارة ديناميكية متفجرة تحريضية أخلاقية ..وفوق كل هذا تمثل اللهجة العراقية في كل محيط اشتغل فيه ، من المستحيل ان ترصد مظفر وهو يتحدث بلغة متداعية أو منهارة او مستكينة او مساومة بل لغة عالية مقاومة ومشاكسة أيضا، ولا نحتاج لنضرب مثلا او نختار نموذجا عن هذا فكل خطاب مظفر الشعري العامي لا يخرج عن هذه المحددات، كان مظفر ملحميا بحق ملحميا حتى في الحب ، ليس هذا حسب ، فحتى مكانه الذي تشتغل فيه قصيدته مكان ملحمي، فمن المستحيل أن تفاجئ شخوص مظفر في مكان غير ملحمي، بمعنى ان تجد من شخوص مظفر من يموت حتف أنفه...أو بحادث عارض...كلهم يموتون ويعيشون في ميدان الملحمة ..أغلبهم يموتون تحت ازيز الرصاص وآخرون تحت سياط الطغاة وفي سجونهم ..يموتون ويحيون ويعشقون ويربحون ويخسرون في مكانهم الملحمي.. حتى وان كان افتراضيا...ليس هناك وقت كاف سوى الخوض في فصول الملحمة،  الشعب والناس واللغة،   كل أبطال وفضاءات مظفر لا تغادر الملحمي  وتتميز بقوة وديناميكية وروح الوعي والجماعة، وقد تجافينا الحديث عن شعره الفصيح لاني أرى ومعي الكثير، أن شعر مظفر العامي أهم بكثير من فصيحه ..وهو الأهم في منجزه الشعري، أن رسوخ مظفر كظاهرة وكمدرسة وكحالة شعرية نبوئية جاءت من خلال شعره العامي الذي كتبه في الوطن وفي المنفى على حد سواء..
ومظفر النواب، ولــد في بغداد عــام 1934م، ترجع أصوله إلی النبي محمد (ص) «هــو مظفر بــن عبد المجيد أصوله من الجزيرة العربية، فهو من ســلالة الإمام موســى الكاظم (ع) تخرج من كلية الآداب من جامعة بغداد في ظــروف اقتصادية صعبة، حيث تابــع دراســته بعد تعرض والده الثري إلی هزة مالية أفقدته ثروته. بعد عام 1958م، أي بعد انهيار النظام الملکي في العراق، تم تعيينه مفتشاً فنياً بوزارة التربية في بغداد، وفي عام 1963م، اضطر وبسبب انتمائه إلى الحزب الشــيوعي الى مغادرة العراق... بعد اشــتداد التنافس الدامي بين القوميين والشيوعيين أدى إلــی الملاحقة والمراقبة الشــديدة من قبل النظام الحاکم، فــکان هروبه إلی إيران عن طريق البصرة، إلا أن المخابرات الإيرانية (السافاك)، ألقت القبض عليه، وهو في طريقه الى إيران وتعرض للسجن والتعذيب الجســدي وخضع للتحقيق البوليســي.. وبعدها سُلم للسلطات العراقية فســجن في “نقرة الســلمان” ومن ثم في سجن آخر وحكم عليه بالإعدام، ثم خفف الحكم إلى المؤبد ومن ثم نُقل الى سجن الحلة وقام بالعملية الجريئة مع عدد من السجناء، حيث دبر عملية هروب بعد حفر خندق طويل يتجاوز خمسة عشر متراً من أرض السجن إلی خارجه، وظل بعد هربه متخفيا حتى عــام 1968م، وبعد صدور العفو عن السجناء أعيد بعدها إلی السجن بعد حملة الاعتقالات التي شملت الهاربين، وعاد إلی وظيفته مدرساً لکنه بعد خروجه منه خرج من العراق، وأخذ ينتقل في البلاد ومن منفى إلى منفى.