أيار 18
 
نحاول برغبة أبستمولوجية ان ندخل الى زمن الحداثة في قراءة التجمعات الفلسفية لأهمية المتحول الكبير بين الحداثة وما قبلها، ويمكن ان نبدأ مع الشكلانية الروسية التي نضجت بعد مخاضات جدلية لامست بدايات القرن العشرين في موسكو عن طريق تجمعات لغوية ادبية عملت على اعادة الفهم والمعنى لماهية النتاج الابداعي في الادب والفن.
ان هذه التجمعات المسماة بـ (الشكلانية الروسية) تمثل مجموعة حركات فكرية فلسفية نقدية، بدأت رؤيتها تتلاقح وتتداخل وتتشابه في احيان كُثر وفي تفاصيلها:
  • حلقة موسكو او مدرسة تارتو السيميائية(1)
  • حلقة ابراغ اللغوية(2)
  • جماعة سان بتروسبورغ او جماعة (ابوياز)
  • هذه الجماعات يمكن ان تتفرد في خصوصيات جزئية، الا انها بأجمعها تمثل تقاربا في ماهية انطلاقاتها ومنطلقاتها في كليات افكارها.  
فهذه الشكلانية التي يؤشر بداياتها مع عام 1915 ومتسلسل في نهاية انتشارها من عام 1930 الى ستينيات القرن العشرين، مرت خلال هذه الفترة بثلاث مراحل:
  • النشوء والارتقاء 1915 - 1922
  • الذروة والانتشار 1922- 1930
  • الانحلال والتراجع 1930- وما بعدها
بينما انتشرت افكارها بعد ان استلهمته الحلقات الادبية والنقدية ذات البعد الفلسفي في اوربا الغربية، حتى ان البعض من الكتاب والنقاد تفاعلوا مع ارائها بالدعم والتطوير، كما هو حال ما اشتغل عليه (باختين(3) وتودورف غريماس(4) و وجيرار جينيت(5)). وفي قراءتنا لهذه الحركة نجد ان نشأتها تناغم مع  المخاض الابستمولوجي المعرفي الذي اجتاح الفن والادب، بدءاً من تحولات الانطباعية وصولا الى تلك الصراعات الكبرى التي تلاقح بها النسيج المعرفي بين الفلسفة والادب والفن والعلم مع اطلالة القرن العشرين، والذي في فحواه  ومنطلقاته حالة رفض لثوابت ايقونية اسستها الراديكالية الرومانتيكية وقبلها الكلاسيكية، هذا الرفض ومحاولة التبديل والانتقال الى عوالم جديدة اسس لموضوع اعتمدتها الشكلانية الروسية ويتلخص في ان الشكل وتقنيات اظهاره واليته وصورة تلمسه والتفاعل معه في لحظة الاندماج بين النص(6) ومتلقيه، هو في حقيقته المركز الاهم والاقوى من كل المرجعيات والاسس النسقية التي تسبق النص وتحاول الهيمنة عليه، اي بمعنى ابسط ان قيمة الشكل في مباشرة الوعي للاشياء والاشكال والظواهر اذ تعد الاهم من المضامين الفكرية العميقة التي توجهها، اذ اشتغل الفنانون والادباء بطاقة عالية لتقويض الايقونات الرومانتيكية المتداولة والسائبة ففي فن التشكيل نجد تحول واضحا في اعلى مراحل القصدية عمل عليه الشباب المبدع المشاكس ابتداءً من (فان كوخ وماتيس وسيزان وبيكاسو وبراك)،  بعد تقويضهم لفكرة التعالي الدراماتيكي في ما يصدره النص التشكيلي من معاني وافكار سامية، تمثل جل البناء الرومانتيكي كما هو حال لوحة قسم الاخوة هوراس وغرق الميدوزة وطوف دانتي وغيرها. 
  اذ حقق فان كوخ وسيزان وماتيس نتاج اسلوبي مشاكس بقصدية تقوض سلطة المعنى في النص التشكيلي، كما في زوج من الاحذية لفان كوخ والساعة السوداء لسيزان وامرأة امام شباك لماتيس وهكذا الامر يستمر بتسارع هدفه تعظيم قيمة الشكل وتقويض قيمة المعنى، ان هذا النتاج المكثف اسس لاساليب جمالية كما اسست حركات أسلوبية جديدة كالتكعيبة والسريالية والتجريدية.
  ان مخاضات الجدل الفكري الذي اجتاح اوربا كان متنوعا بين العلم والفلسفة والادب وفنون المسرح والتشكيل ، اجمعها اشتغلت على تقويض وتفكيك قيم سائدة هيمنت على العقل البشري ابتدأ بها فيلسوف الحداثة وما بعدها (فريدريك نيتشه) المتوفى عام 1900 اذ كانت مشاكساته ساعة سوداء /سيزان الكبرى ولا سيما في نتاجاته الفكرية عام  1883-1900  المسماة بفترة الجنون لديه والمؤسسة الاهم في جماليات التقويض ، والامر يتناغم مع انتشار نظرية  (جارلس دارون) عن طريق كتابه (اصل الانواع) ومن ثم انتشار اراء (سيجموند فرويد) المثيرة للجدل والجريئة في المساس بأيقونات تعد اخلاقية ، ولا سيما في الامراض الجنسية المحتوى ومراحل نمو الشخصية ، فضلا عن  جرأة الادب في الشعر الذي قدم له (كريستيان تازارا(7) وارثر رامبو(8) واندريه بريتون(9))، اثر مهم في تحفيز واشاعة التحول نحو الحداثة،  التي اعتمدت فكرة مباشرة الشكل للوعي من دون معنى مبالغ فيه قبل الحداثة. انه مدخل الزمن التحول يؤسس لقيم جمالية وادائية مختلفة، والامر يعني ان الشكل المباشر بوعي المتلقي هو المركز الذي لابد ان نعمل عليه ونكشف طاقته، هذا الذي تنبه اليه الشكلانيون الروس عن طريق مدرستي موسكو وبطروس براغ.
في موسكو كان (رومان جاكوبسون(10)) المؤسس لفكرة (الوظيفية)التي تتصف بها كل منظومة إبداعية، والمسماة بالوظيفة الجمالية، اما في جامعة (بتروس براغ) فكان (شكلوفسكي)(11) موقف يؤكد ضرورة التوجه نحو الشكل وإظهار قيمة النص على نحو أوسع كثيراً من فكرة المضمون والمعنى والمفهوم.
ان القراءتين الشكلانيتين التي قدم لهما (جاكوبسن وشكلوفسكي). تؤمن ان الشكل يمثل القيمة العليا، بل انه يسقط الثنائية التي هيمنت على عقولنا والفاصلة بين الشكل والمضمون، اذ وصفو ان الشكل بالمؤسسة الأوسع التي يتبعها المعنى والمفهوم. 
ان اشتغالات هذه الحركة الفنية الجمالية تؤسس الضرورة (الفونولوجية)(12) التي تعمل بآلية بناء الصورة وتلقيها وتقبلها عن طريق رصد مستويات او طبقات الدلالة وتركيبها في الصورة ذاتها،  الامر اسس لإخفاء المرجع او مجموعة المراجع المكبلة للقراءات الجمالية و للأداء الفني الابداعي، واهمها:   
  • اقصاء المرجع التاريخي (الآركولوجي)
  • اقصاء المرجع النفسي (السيكولوجي)
  • اقصاء المرجع الاجتماعي (السيسيولوجي)
  • اقصاه المرجع العقائدي (الايدلوجي)
 هذه التي اثرت على نحو واسع في الدراسات البنيوية اللاحقة المنطلقة من ارضية ألسنية اسس لها (فردينان دي سوسير(13)).
واعتمدها (رومان جاكبسون) وحقق لها منطلقات مهمة تلقفتها البنوية ولاسيما ثلاثينيات واربعينيات القرن العشرين.
ان الشكلانية الروسية ان كانت على مبدأ (رومان جاكوبسن او شكلوفسكي) فقد اعتمدت:
أ: مبدئي التحوير والابدال، انها محاولة الى التجديد وتأسيس بمنطق الاختلاف الذي يتخطى الضاغط الاجتماعي والتاريخي والنفسي والعقائدي،
ب: الامر الذي قدم لصورة مفاهيمية جديدة للفن اساسها: ان الفن ليس بالضرورة اسير نسخ الواقع والوجود كما نتلقاه فيزيائياً بصفاته الحسية ، بل ضرورته التي تكمن في رؤية جديدة لما نسميه في الواقع والوجود المادي، رؤية نفترضها على أمل ان يكون هذا الوجود اجمل وانقى وافضل. وعليه فأن الفنان المبدع هو القادر على التحوير والابدال، يعمل على تحول في قراءة للوجود السائد المتداول الى وجود يتخيله، يتخطى الواقع ليبني واقعا جديداً مفترضا، فمهمة الفنان ليس إعادة صورة الموجودات كما هي بل في صناعة موجودات اخرى ليؤسس لشكل جديد لها او مجموعة اشكال مغايرة، فليس مهمة الفن ان يكون ناسخاً، بل مهمته ان يكون صانعا وبانياً للجديد.
ج: ان رؤيتهم للجمال تكمن في حركة الافتراض المتحركة له، انهم (الشكلانيون) يؤمنون باللاواقع الجمالي، واللامادي الثابت المنطلق من الحس المباشر للمادة، هذا الذي نجده عند كازمير مالفيتش وفاسيلي كاندنسكي وبيت موندريان والكثير من فنانين الحداثة.                                        
د: وعليه فأن الشكلانيون يدعون الى التغريب بفعل معرفة قصدية عن الواقع المعاش، رافضين لقوانين الوجود المادية الفيزيائية، مفترضين قوانين اخرى تتخطى هذا الوجود المادي الذي يؤسر ذواتنا.
ان التجديد ضرورة، واستمرارية التجديد في نفي الاول للانتقال الى الثاني يعد ضروة في الوعي الجمالي وتحطيم الواقع المتاح امام النظر.
هـ: ان قراءات جاكوبسن تعد استمرارية متلاقحة مع قراءات اخرى متوازية معه في بدايات القرن العشرين، نتلمسها في كل الحركات الفنية التي ظهرت مع التكعيبية والسريالية والتجريدية والمستقبلية وصولا الى التعبيرية التجريدية التي فتحت ابواب زمن نسميه بـ ما بعد الحداثة.
و: ان فكرة الشكلانيين تؤمن بطاقة الفعل الابداعي الذي يؤسس فناً لابد ان يمتلك وظيفة جمالية تتخطى كل الضواغط الاخلاقية والاجتماعية والنفسية والتاريخية والعقائدية، وعدو الفن علم يمكن تسميته بعلم الفن والجمال ينطلق من خصوصيته المتجددة في طاقة فنية ترفض ان تهيمن عليها القيم المجاورة التي ذكرناها آنفا.
ز:  هذا بأجمعه الذي قدم له( جاكوبسن ) يعد استمرارية تاثير( الفينومينولوجيا) (الظاهراتية) لـ(ادموند هوسرل) التي دعت الى قراءة الفلسفة وصناعتها بذات الطاقة والأسلوب والنظم العلمية، اي بمحاولة ان تكون الفلسفة ذات مؤسسات علمية كالرياضيات والكيمياء والهندسة واثر (هوسرل) على (جاكوبسن) واضح عن طريق استدعاء المباشرة للحس في ادراك الصورة او الشكل (القصدية وهي فكرة محوريّة في فلسفته الظاهراتيّة، إذ لم يقصرها على مجال الأحكام المنطقية، بل عمّمها لتشمل مجالات الإدراك والعواطف والانفعالات والقيم، وهو يعرّفها بأنّها خاصّيّة كلّ شعور أن يكون شعوراً بشيء"، ممّا يتيح وصفه مباشرة. ووفق المنهج الظاهراتي حسب هوسرل يتوجب الكشف عن "الأحوال النموذجيّة للوجود المعطى، أو ظهور الموضوع: الموضوع كما يُدرك، والموضوع كما يُتخيّل، والموضوع كما يُراد، والموضوع كما يُحكم عليه(13)".
لقد انتشرت الشكلانية ودعمت من دعاة التجديد في بنية النتاج الإبداعي، الا انها ما لبثت ان رفضت وحوربت من جهات تؤمن بضرورة ان يكون الفن جزءً من نسقية لا بد ان يتبعها ويخضع لمتطلباتها، منهم دعاة البحث والتمركز في الذات المنتجة للأبداع والمتلقية له كانوا في حالة ضد من موقف الشكلانيين الذي غيبوا ذات المنتج، واقصو ضواغط الواقع بمجاورات أساسها (التاريخ والأيديولوجية او العقائدية)
وإزاء ما قدمنا يمكن تلخيص المبادئ التي أسس لها الشكلانيون بما يأتي: 
  • ارساء رؤى ذات بعد نظري نحو اعادة بناء لفكرة الادب والفن تحاول تخطي تلك الايقونات المتزمتة في المرجعيات والعمل على ان للفن والادب والابداع خصوصيات ذاتية كما سميت بالادبية والجمالية الوظيفية.
  • محاولة التخلص من هيمنة المجاورات على الفن والتأكيد على خصوصية النص في ذاته ومن اجل ذاته ففكرة الفن للفن ومن اجل الفن هي التي اسست بمزاوجة حداثوية شكلانية.
  • محاولة الانغلاق على النص بوصفه مكتفياً بذاته لا يأثر بخارجه بل هو الذي يؤثر فيه هذا الذي اسس لدعوات بنوية لاحقة. 
  • دعت الشكلانية لذلك المنطق (الكانتي) الذي يدعو في لحظاته الاربع الى الكينونة الخاصة بالفن بوصفه بناءً حراً مستقلاً بذاته وكما ذكر (كانت) في وصفه للفن في كتابه (ملكة الحكم) (الا نسمي فنا الا ما ينتج عن الحرية اي عن ارادة تضع العقل اساسا لأفعالها(14)) (الفن الجميل هو ضرب من التمثل ذو غاية في ذاته(15)). 
  • الدعوات الشكلانية لإيقاعية وآلية النص الجمالي بوصفها الاهم للنتاج الإبداعي فهي تمثل الشكلي بطاقة اوسع من المحتوى متخطية المعنى والمفهوم. 
  • التأكيد على الوظيفة الجمالية التي تجتاح الذات من دون اي تحضير او ترتيب وكأنها صورة من دعوات (كانت) اذ يقول جاكبسون ان الأدبية في الادب هي التي تجعل منه عمل ابداعيا اي بمعنى ان في للفن طاقة تتخطى المفاهيمية والمعنى طاقة تؤسسها الوظيفة الجمالية.  
 وأزاء ما ذكرنا يمكن ان نقدم قراءات جمالية إجرائية للشكلانيين الروس: 
  • حاولت اعادة او تحويل في قراءة ماهية الجمال وصناعته في الاداء الفني الجمالي، هذه الدعوة الشكلانية اشتغلت عليها الحركات الفنية من الانطباعية عندما اعتمدوا فكرة اعادة رؤية للطبيعة والوجود المادي الحسي متماهياً مع دعوات (الانطباعية) في رسم الطبيعة بمتغيرات لونية وتكوينية، نصوص بيسارو وسيسلي. كما اعادت قراءة بناء الشكل الذي اعتمده التكعيبيون واعمال بيكاسو، دلالة على قصدية في التحول والابدال الذي نادى به الشكلانيون، على الرغم من ان بدايات التأسيس للشكلانية مع أواسط العقد الثاني من القرن العشرين الا ان افكارهم وحواراتهم سيقت هذا التاريخ المعلن بكثير وان فكرة الرفض للسائد المهيمن على الرؤى والفكر الجمالي أكد على ظاهرة أبستمولوجية اجتاحت العقل الغربي منذ العقود الاخيرة للقرن التاسع عشر، الا ان متحولات النتاج الفني الجمالي ولاسيما في فن التشكيل بدت متسارعة ودراماتيكية.
  • تطبيقات فكرة التخلص من هيمنة المجاورات على الفن والتأكيد على خصوصيه النص في ذاته ومن اجل ذاته ولذاته، نجدها على مستوى متسارع ومؤثر مع احذية فان كوخ ومع تجريدية كاندنسكي وموندريان، حتى اضحى التشكيل الحداثوي يقدم بقوة فكرة تسامي ذاتية الأداء وبنية الأساليب الفنية. مما غيب الضواغط التاريخية والاجتماعية والنفسية والعقائدية الأيدلوجية.
  • ان فكرة تمركز النص في كل ما يعد قيمية جمالية تتموضع في الاداء تماهياً مع ذاتية النص واقصاء المرجع بل تعد تكاملية حوارية نقدية، حتى أصبح النقد الفني الجمالي ينحو منحى التمركز في داخل النص، وهذا ما اشتغلت عليه البنيوية بعد الشكلانيون في العقود الوسطى من القرن العشرين.
  • اعادة قراءة اللحظات الاربع للحكم الجمالي التي اعتمدها الفكر الجمالي في تأسيس وعي جمالي متجدد ومن ثم اعادة صناعة الجمال في الاداء الفني، يمثل ظاهرة تحولية في فعل الابدال جاءت بعد حين من زمن (كانت) ولاسيما في فنون للحداثة وما بعدها.
ان قراءة انجازات الشكلانيين لماهية الادب والفن يعد ارساء لفكر الحداثة الذي ما لبث ان ينتشر وينمو بخطى متسارعة حتى وصلنا الى مفترق جدلي يعلن منطق تحولي لفكر نعيشه الان نسميه بـ (ما بعد الحداثة).
 
كورنيكا بيكاسو
 
نجم حيدر: باحث واكاديمي ومصمم ديكور/ متقاعد حالياً
الهوامش:
(1) مدرسة تارتو السيميائية اعتمدت البحث السيميائي وهتمت بنظم الإشارة المضمورة في الخطابات الأدبية من روادها - بوريس أوسبينسكي (1937- ) ، فياتشيسلاف إيفانوف (1929–2017) ، فلاديمير توبوروف (1928–2015)، ميخائيل جاسباروف (1935–2005)، الكسندر بياتيغورسكي (1929 - 2009) و اسحق Revzin (1923–1974) ، انتقلت بقية المدرسة إلى الغرب أو انتقلت إلى قضايا علمية أخر.....انظر: لوتمان .بعض الملاحظات حول الخلفية الفلسفية لمدرسة تارتو للسيميائية. المجلة الأوروبية لدراسات السيميائية،2000، ص12
(2) مدرسة براغ عام 1926: تعد من اهم المدارس الأدبية التي اسس لها الباحث اللسانـي التشيــــكي فيـــلام ما ثيسيوس، والتداول الشائع لها عرف بـمدرسة براغ، واشتغلت على ارساء قراءات نقدية وتحليل السني متميز، ومن اهم المشتغلين فيها ميكاروفسكي و رومان ياكوبسن.
(3) ميخائيل باختين (1895) في اورويل ابنا لعائلة ارستقراطية. درس فقه اللغة في جامعة اوديسا ثم في جامعة بتراغراد، وفي نيفيل تشكلت اول حلقة ضمت فاليريان نيكولاييفتش وهو شاعر وعالم موسيقى، وليف فاسليفتش بومبيانسكي وهو فيلسوف وباحث ادبي وحضر المحاضرات التي يلقيها كاسيرر. عبد الوهاب شعلان كلية الاداب والعلوم الانسانية والاجتماعية جامعة باجي مختار/ الجزائر. 2008، العدد الثاني، ص7.
(4) تزفتيان تودورف: فيلسوف فرنسي - بلغاري( 1939ــ 2017) في مدينة صوفيا البلغارية. يعيش في فرنسا منذ 1963، ويكتب عن النظرية الأدبية، تاريخ الفكر، ونظرية الثقافة .نشر تودوروف 21 كتابا، بما في ذلك «شعرية النثر (1971)»، «مقدمة الشاعرية (1981)»، ميخائيل باختين: «مبدأ الحوارية (1984«والحديقة المنقوصة: تركة الإنسانية (2002)». الشعرية.
غسان السيد. تودوروف من الشكلانية الروسية الى اخلاقيات التاريخ. مجلة جامعة دمشق المجلد 19ــ العدد (1+2)،2003، ص327
(5) جيرار جينيت (1930 ـ 2018) . ناقد ومنظّر أدبي فرنسي، صاحب منجز نقدي ضخم وفريد من نوعه في النقد والخطاب السردي وأنساقه وجماليات الحكاية والمتخيل وشعرية النصوص واللغة الأدبية. وإذا كان اسم جينيت لا يعني الكثير للجمهور العريض فهو يرن بوقع خاص وساحر لدى أجيال عديدة من طلبة وأساتذة الأدب والدراسات النقدية في العالم أجمع بما فيها المنطقة العربية، ذلك أنه كان إلى جانب صديقيه رولان بارت وتزيفتان تودوروف بمثابة ملك تربع على عرش السرديات وخلق موجة تجديدية خلاقة في النقد الجديد عبد الحق بلعابد، الجزائر: الدار العربية للعلوم ناشرون، ط1، 2008، ص10ــ 15.
(6) كان موضوع تسمية نتاجات الادب بين العمل الادبي والنص الادبي محور نقاش بين باختين وتودوروف وجوليا كرستيفا في الثبات على التسمية وتوصلوا الى تسميتين صحيحتين مع تفصيل يعد مهماً في قراءة النتاج الابداعي يتمثل: ان العمل الادبي يمثل الجانب الفيزيائي المادي منه كما في الصوت (الفونيم) ومادية واليات الكتابة وطرقها. اما النص فيحوي العمل بكل مادياته ويؤسس ما نسميه ادبية الادب او جماليته التي تتخطى ماديته. هذا الحوار يمكن مراجعته مع كتاب جوليا كرستيفا علم النص او محمد يوسف البقاعي في كتابه التناص.
(7) كريستيان تازارا: شاعرًا رائد وكاتب مقالات وممثل روماني فرنسي وقد عمل صحفيًا وكاتبًا مسرحيًا وناقدًا أدبيًا وناقدًا فنيًا وملحنًا ومخرجًا سينمائيًا، وعُرف بأنه أفضل المؤسسين لحركة دادا المناهضة واحد رؤساء الحركة كما أنه كان من شخصياتها البارزة. في ظل تأثره بأدريان مانيو بأسلوب الرمزية في الشعر وشارك في تأسيس مجلة سيمبولول مارس
(8) ارثر رامبو: ( 1854ــ1891) شاعرًا فرنسيًا معروفًا بتأثيره على الأدب والفنون الحداثية ورسمه للمعالم الأساسية للفنون السريالية، أنتج رامبو الجزء الأكبر من إنتاجاته الأدبية، ثم توقف في العشرين من عمره عن الكتابة بشكل كامل، بعد أن جمع آخر أعماله الأدبية التي حملت عنوان إضاءات .اشتهر رامبو بروحه بعد فقدانه الاهتمام بالأدب، سافر رامبو كثيرا عبر ثلاث قارات، بصفته تاجرا ومستكشفا، حتى توفي عام 1891 متأثرًا بإصابته بمرض السرطان عن عمر يناهز 37 عامًا.  بصفته شاعرا، اشتهر رامبو بإسهاماته في الحركة الرمزية، وكان من بين أعماله الأدبية الأكثر شهرة، كتاب موسم في الجحيم، الذي يعتبر مقدمة للأدب الحداثي. ميللر، هنري. رامبو وزمن القتلة، ترجمة سعدي يوسف، بغداد: دار الثقافة للنشر، 2014، ص5.
(9) اندريه بريتون (1896ــ 1966) كاتب وشاعر فرنسي ومناهض للفاشية .أبرز ما عُرف به أنه أحد مؤسسي السريالية وقائدها ومنظّرها الرئيسي وكبير المدافعين أسس اندريه برتون مع رفاقه مجلة ادب 1919 مع تعريفه للسريالية في اصدار بيانه الاول الية نفسية صافية، يمكننا ان نعبر بواسطتها اما كتابة واما شفويا واما باي طريقة اخرى عن سير عمل الفكر الحقيقي، انظر .امهز. محمود: التيارات الفنية المعاصرة. لبنان، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ،ط2، 2009ص265ــ267.
(10) رومان جاكوبسون :(1896 ــ1982) احد رواد المدرسة الشكلية الروسية . وقد كان أحد أهم علماء اللغة في القرن العشرين وذلك لجهوده الرائدة في تطوير التحليل التركيبي للغة والشعر والفن. وقد شارك في أنشطة جماعة الطلائع في الفن والشعر. انظر. بركة. فاطمة الطبال. النظرية اللسانية عند رومان جاكبسون. لبنان: مؤسسة الجامعة للدراسات والنشر،ط1، 1993،ص7 ـ 8
(11) فيكتور شكلوفسكي: (1893ــ1984) وكاتب وأديب روسي، قدم مساهمته إلى الشكلية الروسية بمقالته "الفن من أجل الفن"، الذي نشر في عام 1917، والعديد من المقالات النظرية. طرح بعض المفاهيم الأساسية للنظرية الشكلية، والأعمال الفنية ذات الطابع التقليدي رأى شكلوفسكي في فن الكلمة نسيجاً وبنياناً يقومان على قوانين تطور الموضوع في العمل الخاضع للتحليل، وهو حصيلة للطرائق والأساليب والأدوات التي قام بها هذا البنيان وشكل نسيج الصور وانبعاث الكلمة التي يحييها العمل الإبداعي
(12) الفونولوجية: علم وظائف الأصوات اللغوية أو علم الأصوات التشكيلي هو فرع من علم الأصوات يهتم بدراسة الصوت اللغوي داخل بنية الكلمة، أو بعبارة أخرى هو العلم الذي يدرس الأصوات اللغوية من حيث خصائصها الوظيفية، بغض النظر عن طابعها الفيزيائي والعضوي.
انظر: عصام نور الدين: علم وظائف الاصوات اللغوية (الفونولوجيا)، لبنان: دار الفكر اللبناني،ط1، 1992 ص35
(13) فردينان دي سوسير: (1857ـ 1913) : يعد من اشهر علماء اللغة الذي اسس لمتحولات هامة بعده وهو المؤسس للبنيوية اللسانية وعلم اللغة التحويلية من بناها التواصلية الى بناها التفاعلية المنتجة، ترجمت كتبه الى العربية.
(14) عبد الرحمن بدوي، الموسوعة الفلسفية، ج2، نشر ذي القربى، ايران: قم،ط1، 1427هـ ،ص541ـ543
(15) امانويل كانت، نقد ملكة الحكم، ترجمة غانم هنا، بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ط1، 2005،ص227