
يقولُ: صباحاً لدجلة َ،
أقول: صباحاً عـراق ْ
... معاً نحث ُالخطى عابرين َ الجسورَ الى المنتهى.
فنرى صبح َبغداد مغتسلا ًبالندى.
وسياج َحدائِقها مفعما ً خضـرة ً،
متخماً بالورودِ..
في الرصافةِ منشورنا السُري،
بساحات بغدادَ يعلنُ أنباءهُ.
رواقاتها...تشتتُ منا المخاوف َ
نقفُ الآن َ.. أنتَ،، أنا
ستون عاماً مشتها خــُـطانا/ عبرنا الجسورَ/ ومرسى الزوارقِ/
كنا معاً...أغنيةَ الحالمين َ،
عـراقاً يكللنا من جـديدْ.
تقـولُ وانتَ على الجسـرْ:
((تمضي المياه ُ، والنخلُ يمضي، وتمضي الحياة))
نركنُ دهشتنا/ خطوُها يهبُ الجسرَ أجنحةً/
بعباءتها غنجٌ/ نراها/ نعدُّ خطاها/
كما الريحُ عند المساءِ مهادنةٌ أرواحنا/
بكلِّ اعتدال "التبغددِ" رائيةً،
((نحو السماء العريضة))..!!
((تطيرُ الحمامات ُفي ساحة ِ الطيران ِ)) نحدق ُفيها/ ترفرف ُنحو السلام ِ/
أكادُ أجسُ وجيفا ً لها / وتمسدُ كفك َ ريشا ً مزدهيا ً بالبياض ِ/
((البنادقُ تتبعها)) تطيـر ُ
((تريدُ جدارا ً لها أو شجـراً للهديل ِ القديم ِ)) ...
غبـشاً تعاودُ تحـليقها / وترمقُ فـوهة ً للمصيرِ/
الجـداريةُ تصحـو/ نشيدا ً بطـوليا ًوسعَ البـلاد ْ
للحمائم ِ دهشتها /
دمعـة ً تستدين ُ الشواطئ َ والأرصفـة ْ
لدِماها / سماءٌ ونجمٌ وتدويـرةُ الأرغفـة ْ
يقـولُ: أتلك بلادي؟؟
خُـطانا تهدهدُ مخاوفنا /
رصاصٌ قريبٌ بعيــد ْ/
تغسـل ُ دهشتنا ((دموع ٌ تضحك ُ الشمس َ فيها))
.. نطل ُمـعا ًفي انحسارِ الدروب ِ/
((وفي ساحـة ِ الطيران ِ)) الحمامات ُمـذبوحةٌ،
ودم ٌ أسـودٌ....ودمٌ أحمـرٌ..
ودمٌ كابتهال ِ الحـرف ِقبيل َ الصـلاة ِ/
على جـدران ِ الكنيسة ِ..!!
(( تباركت َ ياوطني )) ...وبك َ أستعين ُ
سيـولد ُ من جـرحك َ النافرِ الآن َ((زهــر ُ القتيــل ْ))
ويصهل ُحـد ّ التخـوم ِحصانُ "جــواد "...
وثانيـة ً...وثالثـة ً..
تطيـرُ الحماماتُ في ساحةِ الطيران ِ،
سـلاماً، بلادَ النـدى
وسلاماً، ((لسعفِ النخيل ِوللسنبـل ِ الرطب ِ)) ...!!
هذا النص الشعري، هو تناصات مع قصيدتين للشاعر العراقي الكبير "سعدي يوسف"
من ديوانه الشعري "تحت جدارية فائق حسن" ـــ دار الفارابي / ط1 1974
ــ قصيدة "خاطرة غير متشجنة " ص 23.
ـــ قصيدة "للجبهة / تحت جدارية فائق حسن" ص61.