تشرين1/أكتوير 11
 1 - ماهية النظام الاجتماعي السائد
نقطة الانطلاق في تناول ميزان القوى في روسيا اليوم هي تقييم علاقات الملكية السائدة في الاتحاد الروسي، والتي تقوم عليها سلطة الدولة. بعد انهيار النظام الاشتراكي وتفكك الاتحاد السوفيتي، سرعان ما ترسخ نظام رأسمالي، له هياكل احتكارية بعيدة المدى على الأنقاض. ولم يكن ذلك نتيجة لعملية طويلة من التطور والتراكم، بل جاء كنتيجة لاستحواذ مجموعات كبيرة من المدراء أو ممثلي الشركات من أوساط قيادية سابقة، الذين كانوا قادرين على استخدام شبكاتهم السياسية والاقتصادية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية لخدمة مصالحهم الخاصة (1). تم تشكيل تكتلات مالية صناعية محلية كبيرة، كانت محمية من قبل الدولة في وقت تكوينها لأن الشركات الأجنبية لم تشارك في عمليات الخصخصة على نطاق واسع، ومن خلال صلاتهم الوثيقة مع عائلة يلتسين ونفوذهم المالي. لقد كان للأوليغارشية الناشئة تأثير كبير على السياسة الروسية في التسعينيات.
هذا التراكم الروسي التوربيني الخاص لرأس المال والشكل "الوحشي" لرأسمالية الدولة الاحتكارية الذي نشأ على أساسه ووصل إلى حدوده في نهاية التسعينيات، لأنه لا يمكن أن يمثل نموذجا تنمويا واعدا على المدى البعيد. بعد انتخاب بوتين رئيساً في 2000، بدأ احتكار الدولة يتطور إلى حد ما بطريقة منظمة. لقد شكل تحالفاً سياسياً سيمكنه من حل النزاعات التي نشأت بعد تفكك روسيا في فترة يلتسين وتحقيق الاستقرار في سياسة البلاد.
تمكن بوتين من إشراك السكان من خلال الوعد باستعادة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، وبالتالي تحسين الظروف المعيشية باستمرار، وكذلك استعادة مكانة روسيا وسمعتها في العالم، أي استعادة احترام الناس لذواتهم المفقودة في عهد يلتسين. لقد كانت هذه الاستراتيجية ناجحة إلى حد كبير. وانخفضت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر من 33,5 عام 1992 إلى 13,5 في المائة عام 2019 (2). ولم يكن هناك خطر لمقاومة ما.
من ناحية أخرى، نجح بوتين في فرض "سلطة عمودية"، وفق مبدأ لبناء الدولة تكون بموجبه جميع المؤسسات والهياكل والجهات الفاعلة في السياسة والاقتصاد موجهة نحو الرئيس. لقد كان تقليص سلطة حكام المناطق المؤثرين في عهد يلتسين وبناء الهيمنة غير المقيدة للمركز الاتحادي خطوة مهمة (3).
وبموازاة ذلك، تم تحجيم تأثير الأوليغارشية السياسي المباشر، وتحطيم إمبراطوريات الإعلام. وضمنت الدولة السيطرة على مناطق الاقتصاد المهمة استراتيجيًا. شمل ذلك أجزاء مهمة من إنتاج الغاز والنفط والطاقة، التي تتم خصخصة بعضها في التسعينيات، فضلاً عن الجزء الضروري من النظام المصرفي والمجمع الصناعي - العسكري. نتج ذلك أساسا من خلال الاستيلاء على ممتلكات عوائل الأوليغارشية الصغيرة. كان استيلاء شركة روسنفت المملوك معظمها للدولة على شركات نفط خودوركوفسكي- يوكوس لدوافع سياسية. ومن أجل تأمين نفوذ الدولة، استولى كبار المسؤولين وعملاء المخابرات (سلوفكي)، من دائرة أصدقاء بوتين على الإدارات التنفيذية للشركات الخاضعة لسيطرة الدولة. وأخذوا يلعبون دورا سياسيا واقتصاديا في البلاد كأوليغارشية نيابة عن الدولة واكتسبوا نفوذًا سياسيًا واسعا.
وافق معظم الأوليغارشية على الوضع الجديد. وبرعوا في الولاء للسلطة. لقد ارتفع عدد المليارديرية الروس في ولاية بوتين الثانية، من 25 إلى 87، ووصل العدد في بداية ولايته الرابعة في عام 2018 الى 101. وتلمس الذين لم يرغبوا بالالتزام بقواعد اللعب الجديدة، سطوة قبضة سلطة الدولة في عهد بوتين، ويمكن الإشارة على سبيل المثال الى خودوركوفسكي وبيريزوفسكي وجوزينسكي (4). في المقابل، أمّنت الدولة الروسية نظام التراكم القائم على المواد الخام، وأمّنت الأوليغارشية ظروف ممارسة الاستغلال وسياسة تراعي مصالحها.
تنشط الأوليغارشية "الخاصة" بشكل أساسي في مجال تعدين المواد الخام المربح، وإنتاج المعادن والأسمدة، يضاف الى ذلك قطاعا البنوك والاتصالات. ودمجوا رأس المال المالي والصناعي في تكتلات شركاتهم. إنهم يستثمرون في الخارج، وإن لم يكن بنفس القدر المعمول به في البلدان الصناعية الكبرى، وأنشأوا في الخارج فروعا لشركاتهم متشابكة مع الشركات الأجنبية في نواح كثيرة (5). في آب 2022 ذكر تقرير لجريدة فرانكفورتر روندشاو الالمانية: "وفقًا للدراسات الاقتصادية، يتم توظيف قرابة تريليون دولار من الأصول الروسية في الشركات الخارجية. وهو جزء مهم من الاقتصاد الروسي. وهناك فرضيات تقول إن أغنى أثرياء روسيا لديهم ثروة مالية في الخارج تعادل الثروة المالية لجميع السكان داخل روسيا" (6). دفع هذا التشبيك القوي بعض الأوليغارشية إلى الإقامة الرئيسية في خارج البلاد وامتلاك جنسية مزدوجة.
توصل تقرير صدر عام 2022 عن معهد الاقتصاد الألماني القريب من رجال الاعمال، على عكس تقديرات بعض أساتذة العلوم السياسية الذين يبالغون في تقدير خسارة الأوليغارشية الروسية للسلطة، إلى الاستنتاج التالي: "على الرغم من فقدان الأوليغارشية السابقة سلطتها، ما زالت تنظم السلطة في روسيا، حيث أن نخبة حصرية وبمساعدة المؤسسات السياسية والاقتصادية الاستخراجية الحصرية، تحدد إلى حد كبير محاور السياسة الاقتصادية والتجارة الخارجية الأساسية، وليس هناك تنويع للاقتصاد ولا قفزات تكنولوجية في قطاعات الابتكار، لأن إعادة الهيكلة هذه تتطلب إضافة خبرات خارجية جديدة فقط. وسيؤدي ذلك حتما إلى إعادة توزيع الموارد، وتنويع الأرباح وإعادة توزيع السلطة. وهذا لا يمكن أن يكون في مصلحة النخبة الحصرية، التي استمرت في تحقيق عوائد عالية من تصدير المواد الخام" (7).
وللتدليل على التشبيك العميق بين الدولة الأوليغارشية، نشير الى امثلة من عائدات الضرائب بالأرقام:
 - في عام 2016، بلغ حجم الإيرادات الضريبية 28.2 تريليون روبل، منها 11.4 تريليون روبل، أو قرابة 40 في المائة من ضرائب الشركات (8).
- كانت حصة أكبر 50 شركة 47 في المائة من مجموع ضرائب الشركات في روسيا، وبلغت حصة أكبر 10 شركات 38 في المائة، من بينها 7 شركات من قطاع النفط والغاز. وكانت حصة أكبر 3 منها 27 في المائة، وكانت روسنفت أكبر دافع لضرائب الشركات بنسبة 12 في المائة، تليها شركة غازبروم بنسبة 10 في المائة، ولوك أويل مساوية للشركة الأولى المملوكة للقطاع الخاص بنسبة 5 في المائة.
- توزع النسب حسب القطاعات المختلفة لأكبر شركة تدفع ضرائب، بالشكل التالي: 73 في المائة لقطاع صناعة النفط والغاز، وبعده بفارق كبير القطاع المالي بـ 6 في المائة، والباقي لقطاعات التعدين والمناجم والنقل وباقي قطاعات صناعة الطاقة غير النفطية(9).
وبهذا، تساهم صناعة النفط والغاز بنسبة جيدة تبلغ 34 في المائة من إجمالي واردات ضرائب الشركات وأقل قليلاً من 13 في المائة من إجمالي الإيرادات الضريبية.
تشير هذه البيانات إلى تركز رأس المال في روسيا، من ناحية الحصة المرتفعة لقطاع النفط والغاز الذي تسيطر عليه الدولة في إيراداتها، وبالتالي الأهمية البارزة للدولة، ومن ناحية أخرى الدور الضئيل للشركات المتوسطة والصغيرة. بشكل عام، يمكن القول إن أكبر دافعي الضرائب يخضعون كليًا أو جزئيًا لسيطرة الدولة. ومن خلال الدخل الذي يوفرونه يمكن للدولة أن تؤثر بشكل استراتيجي على تنمية الاقتصاد والمجتمع. والاتجاه هو حل مشكلة سد الفجوات في موازنة الدولة بشكل متزايد حتى الآن على حساب دافعي الضرائب الكبار في قطاع إنتاج النفط والغاز الذي تسيطر عليه الدولة (10)، في حين تبقى الأوليغارشية الخاصة بمنأى عن ذلك.
عندما تحصل الدولة على جزء كبير من دخلها من حفنة من الشركات التي تستخرج المواد الخام بشكل أساسي، فإنها تُرتهن لتقلبات السوق العالمية، تقلبات العملات، والضغط السياسي. منذ بداية حرب أوكرانيا، أتضحت مساوئ هذا النظام. في فترة كانون الثاني - نيسان 2023، تراجعت عائدات النفط والغاز الروسية بنسبة 52 في المائة لتصل إلى 2282 مليار روبل مقارنة بالعام السابق. ترجع وزارة المالية ذلك الى انخفاض سعر نفط الأورال وانخفاض صادرات الغاز الطبيعي. منذ ذلك الحين، ووفقًا للأرقام الصادرة عن مكتب الإحصاء الروسي، تراجعت أرباح الشركات التي تزيد حصة الدولة فيها عن 25 في المائة الى النصف في عام 2022، بينما انخفضت أرباح الشركات عموما بنسبة اقل من 13 في المائة، ومن الواضح أن الشركات الخاصة تتكبد خسائر أقل.
وظف رئيس الجمهورية ورئيس مجلس إدارة بنك التجارة الخارجية أندريه كوستين هذا الوضع للترويج لمرحلة أخرى من الخصخصة، والتي ينبغي أن توفر الأموال لإنشاء ممرات لوجستية جديدة، وإعادة فتح فروع الصناعة بأكملها وتعزز القدرة الدفاعية للبلاد (11). يتم تجاهل سبب التراجع الكبير في أرباح الشركات التي تسيطر عليها الدولة، والتي تنشط بشكل أساسي في استخراج المواد الخام. لكن المعضلة بدأت تتضح: في حين تضيق الفسحة الاقتصادية بالنسبة لكبار دافعي الضرائب، ترفض الشركات الخاصة الزيادات الضريبية.
على عكس القطاعات الاقتصادية التي تهيمن عليها الأوليغارشية، وخاصة في قطاع المواد الخام، فإن الصناعة التحويلية متخلفة. وأحد أسباب ذلك، من ناحية فتح السوق في التسعينيات، وإبعاد المنتجات المحلية منه لصالح المستورد من الخارج، ومن ناحية أخرى، انخفاض معدلات الربحية مقارنة بالمتحقق من عمليات استخراج المواد الخام. ولهذا كان الهيكل الصناعي للبلاد محدود التنوع، وكانت روسيا تعتمد على استيراد العديد من السلع المهمة، بما في ذلك المنتجات النهائية المعقدة مثل الآلات والإلكترونيات، حتى ما يرتبط بصناعة الأسلحة والسيارات. وحقيقة أن هجوم استبدال المستورد بالمنتج المحلي، الذي تم اعلانه، على الأقل منذ العقوبات الغربية بعد الاستيلاء على شبه جزيرة القرم لم يحقق نجاحا كبيرا، هو سبب هذه الربحية المنخفضة. لقد تمت متابعة السياسة المعلنة بفتور، وهو ما حذر منه الحزب الشيوعي في روسيا الإتحادية دوما (12).
على أساس وصف الهيكل الاقتصادي، يمكن القول إن روسيا ليس في عداد البلدان الإمبريالية عالية التطور.
 
2 - هياكل السلطة السياسية في روسيا
يمكن رؤية هياكل السلطة السياسية على خلفية نظام احتكار الدولة في الاتحاد الروسي، والذي يعكس بوضوح حالة اندماج السلطة السياسية لبيروقراطية الدولة مع الأوليغارشية، والذي وصفته دراسة أجرتها مجموعة مينشنكو الاستشارية في عام 2012، وحدّثتها في عام 2017، عبر ما أطلقت عليه الدراسة نموذج "المكتب السياسي 2.0" (أي النسخة الثانية من المكتب السياسي – المترجم). ان النخبة السياسية الحاكمة في روسيا هي تكتل من عوائل (عشائر) ومجموعات تتنافس على موارد البلاد.
تشكل المكتب السياسي 2.0، كهيئة غير رسمية بعد وصول بوتين إلى السلطة، لحل التناقضات القائمة. ويلعب بوتين فيه دور الحكم والوسيط. حول "المكتب السياسي 2.0" الذي يضم في عضويته ممثلين عن الدولة والأوليغارشية، هناك سلسلة يطلق عليهم اسم Silowik ينتمي أعضاؤها الى (الجيش والمخابرات والأجهزة الامنية الأخرى)، ورجال الأعمال، والسياسيين (الحكومة، والمعارضة "النظامية" والكنيسة) وأصحاب الاختصاص، ويشار إلى ممثليهم الأكثر نفوذاً "بالمرشحين" لعضوية المكتب السياسي 2.0، والباقي ينتمون الى محيط اللجنة المركزية (13) (واضح جدا هذا الاسقاط على هيكلية الحزب الشيوعي السوفيتي السابق - المترجم).
تجدر الإشارة إلى توقعين تم طرحهما في دراسة عام 2017، ثبت أنهما صحيحان لاحقا. يقول التوقع الأول: "في إطار المكتب السياسي 2.0، سيتم تشكيل ائتلافين عريضين: تحالف التعبئة (المجمع الصناعي العسكري + الخدمات الأمنية، وآخرين) وائتلاف التحديث (الكتلة الليبرالية الحكومية، القطاع الخاص، وآخرين). والتنبؤ الثاني هو: ان "حتمية المزيد من التدهور في العلاقات مع الغرب، ستؤدي عمليا إلى صراعات على أطراف روسيا. وهذا بدوره سيدفع المكتب السياسي 2.0 نحو سيناريو التعبئة"(14).
فيما يلي سوف أتناول قوى ائتلاف التعبئة، التي تلقت أيضًا بعد بداية الحرب دعمًا من "المحدثين" السابقين، على سبيل المثال ميدفيديف (15).
 
2.1- سيلوفيكي والجهات الفاعلة الجديدة على خلفية حرب أوكرانيا
لطالما لعبت السيلوفيكي دورًا رئيسيًا في هيكل السلطة الروسية. إنهم القوة الرئيسية في مجلس الأمن الرئاسي الروسي، المكلف باتخاذ قرارات مشتركة بشأن السياسات الخارجية والأمنية والدفاعية. العديد من أعضاء المجلس هم من المقربين من بوتين منذ أيام لينينغراد.
في 21 شباط 2022، اجتمع المجلس ليتخذ قرار الاعتراف بالجمهوريات في دونباس، والذي تم نقله مباشرة بشكل مقصود. قدم بوتين نفسه للحاضرين باعتباره الحاكم الوحيد. وبخ رئيس جهاز المخابرات الخارجية، سيرجي ناريشكين، مثل تلميذ غبي. ونتيجة لذلك، افترض بعض المراقبين أن رؤساء الأجهزة السرية سيفقدون مواقعهم، في تناقض مع حقيقة عدم حدوث تغييرات على مستوى الأفراد في قمة الأجهزة الامنية بعد الهجوم على اوكرانيا، على الرغم من سوء التقدير المدمر الذي تتحمله، من بين آخرين، الأجهزة السرية (16). هذا الاجتماع والاجتماع الذي تبعه مع الأوليغارشية، يمكن اعتباره سيناريو مقصود، يقدم بوتين نفسه فيه، باعتباره الحاكم الأوحد القوي، في ظل وضع متوتر ومواجهة عسكرية، يمسك بزمام الأمور بقوة في يده.
كممثلين عن الجيش، تضم هذه المجموعة حاليًا وزير الدفاع سيرجي شويغو، وهو صديق مقرب لبوتين، وفاليري غيراسيموف، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية والقائد العام للقوات الروسية في أوكرانيا منذ كانون الأول 2023. وبما أن "العملية العسكرية الخاصة" المزعومة لا تسير وفق الخطة، خلافا للتصريحات الرسمية، فإن ممثلي الجيش يتعرضون لضغوط جماهيرية متزايدة. في وسائل الإعلام الروسية، وعلى عكس القيود المعتادة على حرية التعبير في ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، يتم توجيه انتقادات صريحة، وبشكل مفاجئ لاستراتيجية وتكتيكات الحرب. ويمكن ملاحظة الضغط أيضًا في التغييرات العديدة المتسارعة في القيادة العليا للجيش (17). على هذه الخلفية، نما دور قيادة الجيش في أوقات الحرب من ناحية، ومن ناحية أخرى، أصبحت مكانة الافراد الذين يمثلونها أكثر غموضا، بفعل نمو المنافسة.
يبرز ممثلون جدد إلى جانب قيادة الجيش. على الرغم من أنهم لا ينتمون إلى دائرة القيادة الأقرب، إلا أنهم شهدوا نموا كبيرا في السلطة، على سبيل المثال من خلال وسائل الإعلام، ويجب دمجهم في نظام الحكم.
جدير بالذكر أن رمضان قديروف انتخب رئيساً من قبل البرلمان الشيشاني عام 2007 بعد ان رشحه بوتين، وأبقى الشيشان تحت السيطرة الروسية بقبضة من حديد. وفي تشرين الأول 2022، تمت ترقيته إلى رتبة كولونيل جنرال، ربما امتنانًا لنشر جزء من ميليشياته في أوكرانيا، والتي سبق وان اعتبرت كفوج من الحرس الوطني الروسي في عام 2006 (18). وتمثل رتبته الجديدة ثالث أعلى رتبة، وهي في الواقع ثاني أعلى رتبة في القوات المسلحة الروسية حاليا لعدم وجود رتبة المارشال.
والأهم من قديروف، الذي تم دمج مقاتليه في الهياكل الرسمية، هو رأس المال الخاص الحربي، وهي فرع سريع النمو من الاقتصاد في روسيا يعمل حتى الآن في منطقة رمادية دون أي أساس قانوني (19). تكمن أهميته بالنسبة للدولة قبل كل شيء في حقيقة أن هذه الشركات ترسل مرتزقة للقتال في أوكرانيا، وبالتالي تمنعها من حشد المزيد من الشباب. تربط شركات الحرب هذه بمصالحها الربحية الخاصة. وهذا هو سبب هجماتهم القاسية على ممثلي الجيش والدولة، الذين، في رأيهم، لا يعملون بجد كاف في ساحات القتال. إنهم يدعون بشكل متطرف الى تصعيد الحرب.
يفغيني بريغوزين، رئيس الشركة الأمنية والعسكرية الخاصة "فاغنر"، هو رجل أعمال مشبوه إلى حد ما، وله علاقات وثيقة ببوتين، ويعتبر أبرز ممثليه. ولا يقتصر الأمر على امتلاكه شركة كونكورد للتموين والعديد من الشركات الأخرى في قطاع التموين التي تزود مؤسسات الدولة، ولهذا يطلق عليه اسم طباخ بوتين، بل يمتلك أيضا شركات سلع، وفقًا لمجلة "كابيتال". وبحسب بحث أجرته "فاينانشيال تايمز"، حققت شبكة شركاته الدولية أرباحا بلغت 250 مليون دولار في عام 2021. تأتي الأموال بشكل أساسي من صفقات النفط والذهب والماس وسلع أخرى من إفريقيا والشرق الأوسط (20).
على أساس هذه الخلفية، فإن شركة "فاغنر" الأمنية والعسكرية الخاصة، التي تأسست عام 2014، تبدو منطقية، لأن مرتزقة هذه الشركة يقاتلون ليس فقط في أوكرانيا، ولكن أيضًا في البلدان الأفريقية وسوريا. وفقا لمقال نشره المركز الاتحادي للتأهيل السياسي في المانيا، لم يتم تسجيل المجموعة أبدا كشركة، لعدم وجود أساس قانوني في روسيا. هناك إمكانية لتسجيل شركة أمنية خاصة، الا ان الشركات العسكرية الخاصة التي تقدم خدمات عسكرية بواسطة مرتزقة، محظورة بموجب القانون الجنائي الروسي. ومع ذلك، ذكر بوتين نفسه مجموعة فاغنر في مؤتمر صحفي في عام 2018. وشدد بوتين على أن المجموعة تستطيع متابعة مصالحها التجارية في أي جزء من العالم طالما أنها لا تنتهك القوانين الروسية (21). ولعل عدم توضيح الوضع القانوني لهذه الشركات يساعد على تسهيل السيطرة عليها.
بشكل عام، يمكن افتراض أن المزيد من خصخصة الأمن السيادي والمهام العسكرية بات وشيكا. كما يشير كيريل سترينيكوف في جريدة ريا نوفستي بتاريخ 29/03/2023: "بالأمس في اجتماع مجلس الإدارة الأخير للوزارة، أعلن وزير الطاقة الروسية، نيكولاي شولجينوف، أن شركة لوك اويل أكملت تأسيس منظمة أمنية خاصة. تتمثل مهمتها في حماية مرافق مجمع الوقود والطاقة. وتعمل شركة "غازبروم نفت" أيضًا على إنشاء منظمة مماثلة، وتم منح تصريح مماثل لشركة غازبروم وترانس نفط في عام 2013. ويشدد رؤساء هياكل السلطة الجديدة على أن هذه ليست شركات عسكرية خاصة وأن هذه المنظمات يجب أن تخدم حصريًا في حماية منشآت الإنتاج المدنية. ومع ذلك، هناك انطباع بأننا على وشك زيادة حادة في هياكل الشركات وغيرها من الهياكل شبه العسكرية وتغيير أساسي في نهج استخدام القوة العسكرية، يشمل التخطيط العسكري والمشتريات والاستخبارات والحرب الفعلية التي تديرها حاليًا وزارة الدفاع وهيئة الأركان المشتركة" (22).
المعلومات تشير إلى أنه بالإضافة إلى "فاغنر"، تم في معركة أرتموفسك (باخموت)، أيضًا نشر كتيبة "بوتوك" المتطوعين التابعة للقوة العسكرية الخاصة الجديدة لشركة غازبروم. يؤدي الوضع التنافسي بين مختلف الجهات العسكرية في ساحة المعركة بشكل متكرر إلى مشاكل بسبب عدم الاتفاق (23). وهذا يثير السؤال التالي لدى سيرجي جونشاروف، الرئيس الفخري للرابطة الدولية للمحاربين القدامى لوحدة مكافحة الإرهاب "ألفا": "... لمن أقسمت غازبروم بالولاء لميللر؟ ولمن أقسم فاغنر اليمين؟ هم "جنود مرتزقة. وقد يكون هناك المزيد في القريب العاجل. وعلى اية حال دعم الرئيس فكرة إنشاء شركات عسكرية خاصة" (24).
يُهتم كل من الزعيم الشيشاني رمضان قديروف واتحاد متطوعي دونباس بتأسيس الشركات العسكرية الخاصة بهم. لا يمكن التحقق من المعلومات التي نشرتها قناة (إن تي في) نهاية كانون الأول الفائت، ولم تؤكدها الجهات الرسمية الروسية (25)، والتي تفيد بأن وزير الدفاع الروسي شويغو والشركة الأمنية والعسكرية الروسية الخاصة "باتريوت"، التي تعمل بشكل وثيق مع وزارة الدفاع الروسية وجهاز المخابرات العسكرية، يريدان زجها في أوكرانيا للحد من نفوذ مجموعة فاغنر (26).
وبمبادرة من وزارة الدفاع في حزيران 2023 لتنظيم التعاون بين الوزارة وتشكيلات المتطوعين (المليشيات)، أصبح معروفًا أن هناك الآن 40 تشكيلا. وبينما تم بالفعل إبرام العقود الأولى (27)، يرفض رئيس فاغنر التوقيع.
 
2.2 - الأوليغارشية على خلفية حرب أوكرانيا
بالإضافة إلى تطوير الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة، تنعكس خصخصة المهام العسكرية السيادية أيضا في توظيف هياكل الأوليغارشية في تمويل المهام الدفاعية. ومن الأمثلة على ذلك مطار ليفاشوفو بالقرب من سانت بطرسبرغ، والذي تم افتتاحه في كانون الأول الفائت، بعد أعمال إعادة الإعمار وهو القاعدة الرئيسية الجديدة للطيران البحري الروسي. لم يتم تمويل البناء من قبل وزارة الدفاع، ولكن من قبل شركة غازبروم. في وقت مبكر من عام 2021، أمر بوتين الشركة بالدخول في اتفاقية امتياز مع الوزارة. وحصلت الشركة المملوكة للدولة بالمقابل، على حق تشغيل المطار مع الجيش. كما أشار أليكسي أكسيونوف في صحيفة سوبودنيا برس في 26 مارس 2023، الى انه "تم وضع سابقة ناجحة للتعاون بين الشركات الكبرى والجيش من أجل تعزيز دفاع البلاد" (28).
يبدو أن هذه هي الطريقة الواعدة في نظام احتكار الدولة لكسب الأوليغارشية لتخفيف العبء عن ميزانية الدولة، مقارنة بالمحاولة التي قامت بها الحكومة الروسية في شباط 2023 عندما طلبت من الشركات الروسية الكبرى المساهمة على أساس تطوعي في الإنفاق الاجتماعي على البنية التحتية للميزانية بمبلغ 300 مليار روبل. كان جواب رئيس اتحاد الصناعيين ورجال الأعمال في روسيا، ألكسندر شوخين، متوقعا "الفكرة لم تكن مجدية" (29) لم تفكر الحكومة الروسية لحد الآن (حتى كتابة المقال – المحرر) في زيادة الضرائب العامة على الشركات.
إنّ الأهمية المتزايدة للشركات الأمنية والعسكرية الخاصة وتمويل مشاريع وزارة الدفاع للتخفيف من الضغط على ميزانية الدولة، تبين أن بعض أجزاء الأوليغارشية على الأقل كانت قادرة على توسيع نفوذها في الدولة خلال حرب أوكرانيا. وفي حين تنتقد دوائر الأوليغارشية المستفيدة من الحرب، أحيانًا ما تعتبره تقصيرا من قبل أجهزة الدولة خلال حالة الحرب، جاء النقد الحذر للحرب من أجزاء أخرى من الأوليغارشية (30). لم يكن لهذه التصريحات عواقب على اصحابها، ولم يسجل انخفاض في "استعدادهم للتبرع". على العكس من ذلك: يبدو أن الدولة تحمي مصالحها الاقتصادية بقدر ما تستطيع، حتى لو أدى ذلك إلى تناقضات في ضوء مسار الحرب.
لقد تمكنت روسيا من الحصول على مشترين لموادها الخام في العديد من البلدان غير المشاركة في العقوبات، بالإضافة إلى أسعار المواد الخام المرتفعة نسبيًا، يعني هذا أن تأثير العقوبات الغربية على الأوليغارشية الروسية أقل بكثير مما كان يأمل الغرب (31). في نهاية نيسان 2023، اشارت مجلة "شبيغل" الألمانية الى أن فاحشي الثراء في روسيا كان أداؤهم أفضل بكثير مما كان عليه في العام السابق، وإن لم يكن بنفس المستوى الذي كان عليه قبل اندلاع الحرب. ورفع صندوق النقد الدولي مؤخرًا توقعاته للنمو في روسيا من 0.3 إلى 0.7 في المائة (32).
لا تتحول التجارة الخارجية بالكامل بأي حال من الأحوال إلى البلدان التي لا تفرض عقوبات. بالإضافة إلى ذلك، تزدهر التجارة مع الدول التي تفرض عقوبات عبر دول ثالثة مثل تركيا وكازاخستان وغيرها أو بشكل مباشر، وكما كتب البروفيسور فالنتين كاتاسونو في مقال له في صحفية سوبادنيو في 19 ايلول 2022: "تُظهر أحدث الأرقام الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية أن صادرات الولايات المتحدة بين كانون الثاني وتموز، بلغت ما قيمته 1.3 مليار، في حين قدرت الواردات من روسيا إلى الولايات المتحدة خلال تلك الفترة بـ 11.64 مليار دولار، لذا، فإن التجارة الروسية الأمريكية هذا العام ستكون في اتجاه واحد. لقد تجاوزت شحناتنا عبر المحيط مشترياتنا في الخارج بنحو تسع مرات" (33). في حين كانت في العام السابق متساوية.
تتاجر الأوليغارشية الروسية مباشرة مع أوكرانيا، كما تشير "ايرو اكتيف" في كانون الثاني 2023. إن المصفاة الوحيدة في بلغاريا مملوكة لشركة النفط الروسية الخاصة لوك اويل. ومن كانون الثاني إلى تشرين الثاني 2022، صدرت البلاد ما قيمته 700 مليون يورو من الوقود إلى أوكرانيا. وبالمقارنة بفترة ما قبل الحرب، فإن هذه الزيادة تبلغ ألف ضعف، حيث بلغت صادرات الوقود البلغاري إلى أوكرانيا 750 ألف يورو فقط في عام 2021. أكد فلاديميروف، مدير برنامج الطاقة والمناخ في مركز الأبحاث البلغاري مركز دراسة الديمقراطية وأحد خبراء الطاقة البلغاريين الرائدين، "... أن جميع المنتجات المصدرة إلى أوكرانيا هي إما وقود يتم إنتاجه مباشرة في روسيا أو يجري تصنيعه في شركة لوك أويل" (34). تُظهر هذه الأمثلة مشاكل الدولة، من ناحية، الرغبة في دفع أهداف الحرب في أوكرانيا الى امام، ومن ناحية أخرى عدم تقييد نشاط الأوليغارشية كثيرًا، وبالتالي ربما أيضًا إبقاء الخيارات الممكنة لتجديد التعاون مفتوحة لفترة ما بعد الحرب.
 
2.3 - القوى السياسية على خلفية حرب أوكرانيا/ معارضة الحزب الشيوعي في روسيا الاتحادية نموذجا
حزب "روسيا الموحدة" هو أكبر حزب ممثل في البرلمان الروسي (مجلس الدوما)، ويتبنى سياسة الدولة التي تم وصفها آنفا، وبالتالي لا يحتاج هنا إلى مزيد من التناول. وعند تناول المنظمات السياسية سأقتصر على أكبر حزب معارض يمتلك أكبر كتلة برلمانية معارضة في الدوما، وهو الحزب الشيوعي الروسي بزعامة زيغانوف، الذي يلعب دورا مهما في هيكل السلطة في روسيا. اما الجماعات اليسارية الأخرى فصغيرة وليس لها تأثير. ونتيجة للقمع المسلط عليها، فقدت المعارضة البرجوازية المزيد من نفوذها، الذي لم يكن أصلا كبيرا.
حدد الحزب الشيوعي أهم المطالب في برنامج بعنوان "عشرون إجراءً عاجلا من أجل التحول في روسيا" (35). ويسعى الحزب إلى اقتصاد تعبئة وإعادة إدخال التخطيط الاستراتيجي قصير المدى على أساس خطة خمسية. ويلي ذلك مطالب تفصيلية بالسيطرة على الاقتصاد، وتوحيد الموازنة العامة للدولة في المجال الاجتماعي. علاوة على ذلك، ووفقًا لتصريحاتهم الخاصة، فهم يعملون على قانون انتخابي جديد وقانون عمل جديد بالإضافة إلى دستور جديد.
ومن المعتاد، أن جميع مشاريع القوانين العديدة التي قدمها الحزب الشيوعي رفضت من حزب الأغلبية "روسيا الموحدة" (36)، ولم يدفع هذا الأمر إلى قيام الحزب بتحويل الجزء الأكبر من نشاطه من البرلمان إلى الشارع، حيث تمارس اعمال القمع ضد العديد من أعضائه، حتى عند قيامهم بأنشطة صغيرة. في مقابلة، يبدو نائب رئيس الحزب الشيوعي يوري أوفنين داعما للدولة جدا: "أود أن أقول للأوليغارشية الروسية: عليكم ان تفهموا، اليوم سيتقرر مصيركم مع مصير روسيا. لقد عشتم لعقود في ترف مسرف، واستحوذتم على ممتلكات حكومية ضخمة مقابل مبالع تافهة. طوروا بلدكم، استثمروا أموالكم داخله. وافقوا على زيادة الضرائب. خذوا مثالاً من كبار الشخصيات الغربية التي طرحت في منتدى دافوس الأخير اقتراح زيادة الضرائب على الأغنياء" (37).
على الرغم من الرفض والقمع الحكومي، فإن الوقوف الى جانب بوتين مطلوب بشكل متكرر، خاصة بعد بدء الحرب ضد أوكرانيا، وتم الثناء على خطبه. قال غينادي زيوغانوف، رئيس الحزب الشيوعي، بعد اجتماع الكتل البرلمانية مع بوتين في 7 تموز 2022: "في كلمتي في الكرملين، شددت على أنه كان هناك مؤخرًا عدد من الخطب المهمة التي وجهها الرئيس الى البلاد. في مقدمتها الرسالة التي تتضمن أهم المهام. أنا أتفق معها تمامًا: أن نصبح إحدى القوى الخمس الرائدة في العالم، لوقف الانقراض والفقر، لتحقيق اختراق في أحدث التقنيات" (38).
لقد أشار زيوغانوف عدة مرات إلى تصريح بوتين أمام نادي فالداي (ملتقى عالمي سنوي للسياسيين والصحفيين والخبراء يعقد في روسيا منذ 2004 – المترجم) بأن الرأسمالية وصلت إلى طريق مسدود وأنه لا يوجد شيء يعارض فكرة الاشتراكية. يبدو أن هناك نموذجا: رئيس جيد، وإدارة سيئة. قال زيوغانوف في الاجتماع المذكور مع بوتين إن الشيء الرئيسي هو أن الرئيس يعلن عن مسار اشتراكي جديد. أضف الى ذلك قال في مقابلة: "التفت إلى الحاضرين: هناك يجلس بجواري فولودين (رئيس مجلس الدوما) ويبتسم، لم يعد لديه أي اعتراض. علينا إقناع الفريق الرئاسي والإدارة والحكومة بالحاجة إلى مسار جديد، عندها سيكون كل شيء على ما يرام" (39).
يلخص النائب الأول لرئيس الحزب الشيوعي الروسي يوري اوفنين موقف الحزب الشيوعي الروسي من النظام بالقول: "في المواجهة الحالية، سينتصر من يدير، من بين أمور أخرى، الحفاظ على الاستقرار الداخلي لبلاده بنجاح، يمكننا أن نرى الاحتجاجات التي تهز فرنسا في الوقت الحالي. يبدو المجتمع الروسي أكثر صلابة الآن، لكن يجب علينا فعل كل شيء للحفاظ على هذه الوحدة الاجتماعية" (40).
تستند وحدة المجتمع الروسي التي ذكرها أوفونين إلى حقيقة أن الحكام في روسيا تمكنوا من إخفاء قضايا عدم المساواة الاجتماعية بمشاعر مجتمع قيم قومي محافظ للغاية. اللغة والثقافة المشتركة، العقيدة الأرثوذكسية المشتركة، التقاليد المتوارثة، كل هذا يشكل مجتمع القيم الذي غالباً ما يوصف بـ "العالم الروسي" (41). منذ أن انخرط الحزب الشيوعي الروسي في دعاية مجتمع القيم وتمثلها بشكل حاسم، يدعم نظام الحكم الروسي الحالي. ويتم التعبير عن هذا أيضًا بواسطة رؤية الحزب الشيوعي الروسي للتاريخ.
طرح رئيس الحزب الشيوعي الروسي، غينادي زيوغانوف، ومنذ تأسيس الحزب الشيوعي الروسي قبل 30 عاما باستمرار أفكاره حول التاريخ الروسي وأساسه. يقول زيوغانوف: "إن الفهم الصحيح للتاريخ الروسي بشكل عام والفترة السوفيتية المتميزة فيه مستحيل دون إدراك أن الفكرة الاشتراكية متجذرة في المسيحية. في الوعظ الإنجيلي بالرحمة والمساواة والعدالة والإحسان ونبذ الأكاذيب والاستغلال، يكمن الأساس الأولي للنظرة الاشتراكية للعالم في هذا الاعتقاد الذي اتحد الروس باعتماده أخيرًا وشكلوا أمة سلكت طريق التكوين الفكري والثقافي والسياسي العام المنطقي" (42). لذلك ليس من المستغرب اعلان زيغانوف في عام 2013 أن كل ثالث عضو في الحزب الشيوعي الروسي مؤمن (43). وليس من المستغرب تقليد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية زيغانوف، بمناسبة عيد ميلاده السبعين، في عام 2014 "وسام الشرف والمجد" تكريما لعمله في حماية القيم الروحية والأخلاقية التقليدية (44).
على أساس هذا التوصيف للتاريخ الروسي، يتم تمجيد دور روسيا والشعب الروسي في تاريخ العالم، جاء في مقالة لزيغانوف: "الإمبراطورية التي أنشأها الروس هي الوحيدة في تاريخ العالم التي لم تتحقق من خلال غزو وسرقة وإبادة الشعوب الأخرى، بل من خلال التحالف معها، وفي العادة على أساس طوعي. وبهذه الطريقة، كان على الروس حمل السلاح لحماية شعوبهم المتحالفة ومساعدتهم في الدفاع عن أنفسهم ضد الغزاة المهددين"، ويضيف: "بدونهم، أي الروس سيبدو العالم مختلفًا تمامًا، ولن يكون هناك الكثير من الشعوب التي تسكنه اليوم. ولا يمكن قول الشيء نفسه عن أي قوة أخرى. لا يمكن قول مثل هذه الكلمات إلا عن الروس وروسيا" (45). حقيقة أن لينين أشار إلى روسيا القيصرية كسجن للأمم لم تعد موجودة في سردية الحزب الشيوعي الروسي هذه.
يصف فلاديمير نيكيتين، عضو هيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي ورئيس الحركة المجتمعية لعموم روسيا والمهتمة بإحياء تقاليد شعوب روسيا "الحركة الإبداعية لعموم روسيا روسكي لاد (الطريقة الروسية)" في تقريره المقدم للمؤتمر الثالث للحركة في نيسان 2023، نجاح عمل الحزب الشيوعي الروسي والقوى اليسارية  الوطنية: "تم الاعتراف بالجمهوريتين الشعبيتين (لوغانسك ودونيتسك)  ودمجهما بالاتحاد الروسي. وتجري الآن عملية عسكرية لاستعادة الحدود الحضارية للعالم الروسي. وتم تضمين التعديلات المقترحة من الحزب الشيوعي الروسي في دستور الاتحاد الروسي. وصدر مرسوم رئاسي "بشأن اعتماد سياسة الدولة الأساسية بشأن الحفاظ على القيم الروحية والأخلاقية التقليدية الروسية وتعزيزها. تم تمرير القوانين التي تحظر الدعاية لأفكار المثليين وتحمي اللغة الروسية من التأثير الاجنبي" (46). ومع عدم معرفة حقيقة حجم الضغط الذي مارسه الحزب الشيوعي الروسي لتنفيذ المبادرات المذكورة أعلاه، فمن الواضح ان الحزب الشيوعي يستخدم نفوذه بنجاح في التحول القومي والقيمي المحافظ الجاري في روسيا.
3 - خلاصة
 باختصار، إنّ النظام السياسي، بقيادة زمرة من الممثلين المؤثرين للأوليغارشية وقوات الأمن، مارس حتى الآن سلطة غير مقيدة في روسيا. وحتى يومنا هذا، نجح الرئيس بوتين في تحقيق التوازن بين مصالحهما، التي يختلف بعضها عن بعض، وكذلك لعب دور الوسيط بينهما. هذا النظام محاط بإيديولوجية قومية رجعية بشكل متزايد، تجد طريقها إلى وعي العديد من الروس وأيضًا أجزاء كبيرة من المعارضة السياسية، التي ترى نفسها على أنها يسارية. وفي أوقات المواجهة العسكرية، والحرب ضد أوكرانيا، والصراع ضد "الغرب المتعاون"، ينجح الحكام في إشراك أجزاء كبيرة من السكان والمعارضة في العمل على استقرار النظام.
إنّ الضجيج القومي يضعف النضال من أجل واقع اجتماعي واقتصادي أفضل. وتؤدي الحرب إلى تفكيك المزيد من الحقوق الديمقراطية المحدودة أصلا، والى تجريم جميع الاحتجاجات. إنّ تسلح أجزاء من الأوليغارشية أمر مقلق، بالنسبة لمستقبل مقاومة نظام الأوليغارشية الحاكم في روسيا، وان لم تكن ملموسة بعد.
اكد سيرجي أودالتسوف، منسق الجبهة اليسارية في روسيا، الذي حُكم عليه بالسجن لعدة سنوات بسبب تنظيمه احتجاجات ضد التزوير الهائل في انتخابات 2012، في مقال نُشر في سفوبودنايا برسا في نهاية كانون الثاني 2023: "لسوء الحظ، على المرء أن يعترف بأن السلطة والعديد من الجماعات في دوائر الاقتصادية المرتبطة بها تستفيد من عملية عسكرية خاصة طويلة الأمد. يجني البعض منه ربحا خرافيا، بينما يستخدمه آخرون لتوسيع وتعزيز موقعهم السياسي المهيمن في البلاد. لهذا السبب تظل أهداف العملية العسكرية الخاصة غير واضحة ويتم تعديلها باستمرار، ما يسمح لها نظريا بالاستمرار إلى أجل غير مسمى. وفي الوقت نفسه، وتحت ستار الوطنية، تُبذل محاولات لترهيب وإسكات نشطاء المجتمع المدني الذين يحاولون تحدي تجاوز مافيا الشركات والمسؤولين الفاسدين على القانون، والذي تكثف كجزء من العملية الخاصة" (47).
بسبب عدم نجاح الجيش الروسي في أوكرانيا، هناك خطر من أن المحرضين القوميين والعسكريين سيملكون اليد الطولى. وفي حالة وجود تعبئة واسعة النطاق في روسيا، لا يمكن استبعاد اندلاع احتجاجات بين السكان الروس. لقد تمكنت الحكومة، حتى الآن، من إبعاد الحرب عنها قدر الإمكان.
* محاضرة بعنوان "علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم" القيت في 17 حزيران في سيمينار بعنوان "السياسة الماركسية"، للمؤرخة والمختصة بالعلوم السياسية، والباحثة في شؤون الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا، وعضوة مجموعة عمل روسيا في مجلة "أوراق ماركسية" القريبة من الحزب الشيوعي الألماني، ديتا غيرنس. الترجمة لنص المحاضرة المنشور في موقع "شيوعيون" الألماني في 23 حزيران 2023، وستنشر المحاضرة أيضا في العدد المقبل من مجلة "أوراق ماركسية" الذي سيصدر في تشرين الأول المقبل.
 
الهوامش
(1) Vgl. dazu auch: Cécile Vaissié, Puti n, Chef der Oligarchen, in: Stéphane Courtois, Galia Ackerman (Hg.), Schwarzbuch Putin,Piper Verlag GmbH, München 2023, S. 389 ff.
على خلفية الصعوبات الاقتصادية الكبيرة في التسعينيات. وبالإضافة إلى المكائد الإجرامية العلنية في الأيام الأولى من الاستيلاء الوحشي على ممتلكات الدولة، تم إضفاء الشرعية عليها، بواسطة اصدار السندات والأسهم لموظفي الشركات، التي باعوها بدورهم الى الاوليغارشية الناشئة، وقدمت البنوك الخاصة المنشأة حديثًا قروضًا للدولة، تم تأمينها من خلال حصص في الشركات الكبيرة المملوكة للدولة في مجال استخراج المواد الخام والطاقة. وسرعان ما تمت المصادقة عليها من قبل الدولة المفلسة لصالح الدائنين.
(2) Vgl. dazu: Dieter Segert, Post-sowjetischer Kapitalismus als Gesellschaftsform – Russland und Ukraine im Vergleich. Ein Essay in Z, Zeitschrift marxistische Erneuerung, Nr. 133, März 2023, S. 30
في عام 1992، نظمت إضرابات في 6273 شركة، شارك فيها 357600 عامل وتوقف العمل لمدة 1،893،300 يوم تشير إحصائيات عام 2018 الى حدوث إضرابين فقط بمشاركة 100 عامل، وتوقف العمل لمدة 500 يوم عمل فقط.
 https://rosstat.gov.ru/folder/210/document/12993
على الرغم من حديث وسائل الاعلام عن إضراب سائقي البريد السريع في احدى الشركات في نهاية عام 2022، فإن الوضع العام لم يشهد تغييرا. لعب عاملان في غياب الاضراب واحتواء النشطاء وقمعهم بقسوة. على سبيل المثال، في شباط 2023، حُكم على رئيس نقابة "خدمة التوصيل"، كيريل أوكراينتسيف، بالسجن لمدة عام و 4 أشهر في معسكر عمل اجباري (مستعمرة جزائية) "لانتهاكاته المتكررة للوائح تنظيم التجمعات". وبسبب طول فترة الحبس الاحتياطي، أطلق سراحه بعد النطق بالحكم. اندلعت هذه الحملة بسبب احتجاجات البريد السريع في 25 أبريل 2022، حيث سار حوالي ثلاثين متظاهرًا إلى مكتب نادي خدمة التوصيل للاحتجاج على تخفيض الأجور، وتم اعتقال أكثر من عشرة منهم.
(3) Vgl. dazu: Andreas Heinemann-Grüder, Föderalismus in Russland, 26.03.2018; https://www.bpb.de/themen/europa/russland/47962/foederalismus-in-russland/
(4) Vgl. dazu: Heiko Pleines, Wirtschaftseliten und Politik, 31.03.2021; https://www.bpb.de/themen/europa/russland/283101/wirtschaftseliten-und-politik-in-russland/
(5) 2016 lag Russland mit seinen Nettodirektinvestitionen im Ausland auf dem 18 Platz weltweit. https://de.wikipedia.org/wiki/Liste_der_L%C3%A4nder_nach_gemachten_ausl%C3%A4ndischen_Direktinvestitionen
بشأن استثمارات 2020 مقارنة بالعام السابق انظر أيضا:
9.9. ПРЯМЫЕ ИНВЕСТИЦИИ ИЗ РОССИИ В ЭКОНОМИКУ СТРАН-КРУПНЕЙШИХ ПОЛУЧАТЕЛЕЙ ПРЯМЫХ ИНВЕСТИЦИЙ (сальдо операций платежного баланса Российской Федерации; млн долларов США) in: https://rosstat.gov.ru/folder/210/document/12993
(7) Gerards Iglesias, Simon / Hüther, Michael, 2022, Wirtschaftliche Entwicklung durch Rückschritt – zu den Perspektiven der russischen Volkswirtschaft, IW-Report, Nr. 51, Köln, S.11; https://www.iwkoeln.de/studien/simon-gerards-iglesias-michael-huether-wirtschaftliche-entwicklung-durch-rueckschritt-zu-den-perspektiven-der-russischen-volkswirtschaft.html
(8) In dieser Summe sind die Sozialabgaben, die in Russland allein von den Arbeitgebern zu tragen sind, nicht enthalten.
(9) RBC Research: Russlands größte Steuerzahler; https://www.rbc.ru/economics/15/08/2017/597724fd9a794714c9ac187c;.
(10) RBC Research: Russlands größte Steuerzahler; https://www.rbc.ru/economics/15/08/2017/597724fd9a794714c9ac187c;
توصلت دراسة لمؤسسة (ار بي سي) الإعلامية الروسية، على أساس البيانات المذكورة أعلاه عن العبء الضريبي للشركات الروسية، إلى استنتاج مفاده أنه "في عام 2016، زاد العبء الضريبي للشركات الرائدة في الاقتصاد الروسي بشكل كبير. مقارنة بعام 2015، وبلغ 12,9 في المائة، بزيادة قدرها 0,5 في المائة، وهي زيادة حادة للغاية بالنظر إلى أن العبء الضريبي على الاقتصاد ككل وفق دائرة الضرائب الفيدرالية قد انخفض بمقدار 0,1 في المائة، من 9,7 في عام 2015 إلى 9,6 في المائة في 2016. يبدو أن الضغط القوي على الشركات المتوسطة والصغيرة أصبح أخف: إما بشكل مقصود من قبل الحكومة، أو أنها ببساطة غير قادرة على تحصيل المزيد من المدفوعات من قطاع الاقتصاد الشامل خلال الأزمة.
 (11) https://finanzmarktwelt.de/russland-staatseinnahmen-im-sturzflug-aktuelle-daten-270468/
(12) طاولة مستديرة نظمها الحزب الشيوعي حول مشكلة تجاوز أزمة النظام القائم في البلاد: https://kprf.ru/dep/gosduma/activities/211335.html
oder auf Deutsch in den Marxistischen Blättern, 1/2023, Wladimir Kaschin, Mobilisiert für die Wiederbelebung des Landes, S. 110-116
"بلغ نمو الإنتاج الصناعي في عام 2021، 5.3 في المائة، مقارنة بالعام السابق، لكن مقارنة بعام 2019 (ما قبل كورونا) كانت نسبة النمو 3,1 في المائة. مقارنة بعام 2019، نما التعدين بنسبة 1,1 في المائة والصناعة التحويلية بنسبة 1,4 في المائة وقطاع الطاقة بنسبة 4,3 في المائة. ولكن حتى هذا النمو المجهري كان مدعومًا بارتفاع أسعار المنتجين بنسبة 24 في المائة، وتميزت القطاعات التالية بشكل ملحوظ: زادت الصناعات الاستخراجية بنسبة 43,1 في المائة والصناعة التحويلية بنسبة 21,4 في المائة وإنتاج الغذاء بنسبة 15 في المائة. وكذلك "في عام 2017، أنتجت البلاد 307 آلاف محرك احتراق، وفي عام 2020، 294 ألفا فقط. وانخفض إنتاج سيارات نقل الأفراد بمقدار 94 ألفا. وانخفض إنتاج الرافعات بمقدار 177 قطعة في السنة (2019/2020). انخفض إنتاج القاطرات الكهربائية الرئيسية بمقدار 56 وحدة. ومنذ عام 2017، انخفض إنتاج آلات النجارة بمقدار 556 وحدة، بينما انخفض إنتاج آلات الحدادة والضغط بمقدار 426 وحدة. ولا ينتج سوى 14 آلة غزل سنويا". اما الزراعة، وخاصة تربية الحيوانات، فهي أيضا في حالة سيئة. "ويتم حاليا استبدال الاستيراد على الورق فقط. لقد تحولت هذه الفكرة إلى صورة زائفة، حيث استبدلت الواردات من دول معينة بالواردات نفسها من دول أخرى".
(13) REPORT - Vladimir Putin’s Big Government and the "Politburo 2.0" ”https://minchenko.ru/netcat_files/File/Big%20Government%20and%20the%20Politburo%202_0.pdf;
Politburo 2.0: Renovation instead of dismantling https://www.minchenko.ru/netcat_files/userfiles/2/Dokumenty/Politburo_2.0_October_2017_ENG.pdf
Der Bericht fußt auf der anonymen Befragung von sechzig hochrangigen Vertretern aus Politik und Wirtschaft.
 (15) ديمتري ميدفيديف هو نائب رئيس مجلس الأمن. وبصفته رئيس وزراء سابق ورئيسا بديلا مؤقتا للاتحاد الروسي، فهو لا ينتمي إلى السيلوفيكي. في حين أنه اعتاد أن يكون إحدى القوى الأكثر ليبرالية في روسيا، إلا أنه يتولى اليوم، بخطابه المتطرف فيما يتعلق بحرب أوكرانيا وضد الغرب، دور السوط بين قادة البلاد. ويرى بعض المعلقين الروس أن هذه محاولة لتهيئة نفسه للترشح للرئاسة من جديد.
 (16) ويتعلق هذا، على سبيل المثال، بتقييم موقف السكان الأوكرانيين تجاه الهجوم الوشيك للقوات الروسية على بلادهم، ومدى قوة مقاومة الجيش الأوكراني ورد فعل الغرب على الهجوم.
 (17) Sergej Ischtschenko, Russlands Schlachtfeld in der Ukraine ist ein nicht enden wollender "Sternschnuppenfall" der Generäle
 (18) الحرس الوطني هو قوات درك، نظمت كخلف لقوات وزارة الداخلية في عام 2016. وتقدم تقاريرها مباشرة إلى رئيس الجمهورية.
(19) Siehe dazu auch den Artikel von Alexander Uralskij: Wagner stirbt außerhalb des Gesetzes vom 03.06.2023 in: https://svpressa.ru/war21/article/375110/
في عام 2022، تلقت الشركات التابعة ليفغيني بريغوزين وحدها 83,4 مليار روبل من عقود حكومية مدنية في روسيا. وهذا يزيد بمقدار 1,7 مرة عما كان عليه في عام 2021 (48,2 مليارًا) وضعف ما كان عليه في عام 2020 (40,4 مليارًا). نظرا لأن وزارة الدفاع، ومنذ عام 2017، تتمتع بحق في عدم كشف المعلومات المتعلقة بمشتريات الوكالات والشركات التابعة لها، فليس معروفا مقدار ما كسبه رجل الأعمال من الجيش.
حول جميع أنشطة بريغوزين الاقتصادية:
علاوة على ذلك، فإن بريغوزين مفيد للحكومة الروسية ليس فقط على الجبهة العسكرية، بل أيضًا على جبهة الدعاية. في أوائل عام 2023، اعترف رسميًا بتأسيس وإدارة شركة تيرول آي آر اي (وكالة أبحاث الإنترنت)، بالإضافة إلى دعم وكالة أخرى تسمى "سايبر فرونت زد"
(22) Kirill Strelnikow, Russland stellt private Armeen in seinen Dienst https://ria.ru/20230329/armiya-1861391302.html
(23) Sergej Ischtschenko, Wagner-Gruppe: Nicht zum ersten Mal trifft die "Artillerie" an der russisch-ukrainischen Front die eigenen Leute https://svpressa.ru/war21/article/375384/
(24) Vera Scherdjewa, Ein Skandal an vorderster Front https://svpressa.ru/war21/article/370611/
(25) Kirill Strelnikow, Russland stellt private Armeen in seinen Dienst https://ria.ru/20230329/armiya-1861391302.html
(27) Freiwillige Einheiten sollen Verträge mit dem Verteidigungsministerium unterzeichnen https://ria.ru/20230610/dobrovoltsy-1877381036.html
(28) Sergej Axjonow, Oligarchen - Schaufel in die Hand und Gräben graben. Im Gefolge von Gazprom https://svpressa.ru/war21/article/366793/
(30) كان أوليغ ديريباسكا، مؤسس شركة روسال المعنية بالألمنيوم، الأوضح في التعبير عن موقفه. في مؤتمر صحفي عقده في موسكو، في حزيران 2022، وصف الحرب في أوكرانيا بأنها "خطأ فادح". وفي وقت سابق من شباط، دعا ديريباسكا إلى السلام في أوكرانيا. وإلى جانبه، تحدث أيضًا الأوليغارشيان ميخائيل فريدمان وأوليغ تينكوف الذي يعيش منذ فترة طويلة خارج البلاد.
وصف فلاديمير ليسين، رئيس مجلس الإدارة والمساهم الرئيسي في شركة "أن ال ام كي" أكبر منتج للصلب، في بيان نشر على موقع الشركة، وأوردته جريدة كوميرسانت في أوائل اذار 2022، وصف ليسين الخسائر في الأرواح بأنها مأساة لا يمكن تبريرها بأي شيء. وأوضح أن مجلس إدارة الشركة يأمل أن ينتهي الصراع قريبًا. وجاء في النداء أن "الحل السلمي والدبلوماسي للنزاعات هو الأفضل دائمًا على العمل العنيف".
(31) Siehe dazu auch den Artikel von Anna Sedowa "Die Öleinnahmen fließen am Haushalt vorbei" in: https://svpressa.ru/economy/article/375112/
"وفقًا للنسخة الروسية لمجلة فوربس الأمريكية، فإن ثروات أغنى الروس قد تعافت من صدمة عقوبات عام 2022 وزادت ثرواتهم بما مجموعه 152 مليار دولار خلال الـ 12 شهرًا الماضية. وبلغ إجمالي أصولهم 505 مليارات دولار. في حين بلغ في العام الذي سبق الحرب 606 مليارات دولار.  لقد كان أداء فاحشي الثراء في روسيا أفضل بكثير مما كان عليه في العام السابق، وان كان ليس بنفس مستوى ما قبل اندلاع الحرب. وفق فوربس يبلغ عدد المليارديرية في روسيا حاليًا 110، أي بزيادة قدرها 22 عن العام الفائت. وستكون القائمة أطول: لكن وفقًا لمجلة فوربس، تخلى خمسة من أصحاب المليارات عن جنسيتهم الروسية. ويجني المليارديرية الروس الجدد ارباحهم في مجالات الوجبات الخفيفة ومحلات السوبر ماركت والبناء. ويبدو أن الطلب المحلي ظل قويا. وقطاع البناء، بدوره، يستفيد من التوسع في الإنفاق الحكومي الروسي.
(33) Valentin Katasonow, Was verkaufen wir an Amerika, und was versucht Washington vor der Welt zu verbergen? https://svpressa.ru/economy/article/346297/
يكتب فالنتين كاتازونوف: "للمقارنة، بلغت صادراتنا إلى الولايات المتحدة العام الماضي 16.88 مليار دولار ووارداتنا من الولايات المتحدة 17.54 مليار دولار. كانت التجارة متوازنة إلى حد ما". أهم مجموعات السلع الروسية التي صُدرت الى الولايات المتحدة في الفترة (24 شباط - 12 آب هي "الأخشاب وصفائح الخشب " تليها "المعادن" (المعادن الحديدية والألمنيوم والتيتانيوم ومسحوق الصلب، إلخ) و"المواد الغذائية". وفقًا لكاتازونوف، لم يتم ذكر جميع السلع في وسائل الإعلام، مثل: المواد المشعة، أقطاب الكربون والجرافيت، والذخيرة، وأنظمة استخراج النفط، وأنظمة معالجة البيانات، وكابلات الألياف الضوئية، والتوربينات، وما إلى ذلك، يمكن تصنيف بعض السلع على أنها "مهمة من الناحية الاستراتيجية".
(35)  تقرير البرافدا عن الطاولة المستديرة التي نظمها الحزب الشيوعي الروسي حول كيفية خروج البلاد من الأزمة.
قال نائب الرئيس فلاديمير كاشين: "لقد قدمت كتلة الحزب الشيوعي البرلمانية مشروع قانون بشأن "أطفال الحرب" تسع مرات من أجل تحسين وضع هذا الجيل البطولي، لكن كتلة حزب "روسيا الموحدة" الحاكم أعاق تمريره.
 (37) تصريح يوري أفونين لجريدة سوبودنيا: إذا استمرت الرأسمالية الأوليغارشية، فلن تتمكن روسيا من مواجهة تحديات العصر الصعبة.
(38)Andrej Polunin, Gennadi Sjuganow: Putin hat zugegeben, dass an der Idee des Sozialismus nichts falsch ist https://svpressa.ru/politic/article/339681/
(40) انظر الملاحظة رقم 37
(41) العالم الروسي: يمثل "العالم الروسي" خريطة ذهنية منتشرة. إنّ الطابع المنتشر بالتحديد هو الذي يمنح هذا المفهوم المرونة في توظيفه بشكل مختلف وحسب الظروف. تم تطوير هذا المفهوم في النصف الثاني من التسعينيات من قبل مجموعة من السياسيين والفلاسفة. اعتمد على فلاسفة القرن التاسع عشر الروس الذين قدموا روسيا على أنها حضارة فريدة من نوعها. تعاملت قيادة الكرملين، مع هذا المفهوم في البداية بتردد. ذكره الرئيس بوتين لأول مرة في عام 2001 قبل المؤتمر العالمي الأول لمواطنيه في الخارج: "يمتد مفهوم العالم الروسي إلى ما هو أبعد من الحدود الجغرافية لروسيا وأيضًا إلى ما هو أبعد من حدود العرق الروسي". ويعد إجابة على عمليات العولمة التي تهدد الثقافة القومية والهويات وحالة البحث عن الهوية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي". (اوفا هالباخ، الكنيسة والدولة.
(42)  العمود الفقري الروسي للسلطة. مقال بقلم جينادي زيوغانوف، رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي. الجزء الأول
(43)  قال زيغانوف إن كل ثالث عضو في الحزب الشيوعي الروسي مؤمن اليوم
(44)  زيوغانوف يتلقى التهاني من البطريرك كيريل. منحت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية وسام الشرف والمجد لرئيس الحزب الشيوعي الروسي
(45) انظر الملاحظة 42
(46) W.S. Nikitin: "Bringen wir den russischen Geist, die Völkerfreundschaft und den Sozialismus nach Russland zurück". https://kprf.ru/rusk/217845.html
نظمت كتلة الحزب الشيوعي في دوما الدولة و"الحركة الإبداعية لعموم روسيا روسكي لاد" طاولة مستديرة في 5 نيسان 2021 حول موضوع "الفكرة الروسية الأوراسية عن حضارة الأمير ألكسندر نيفسكي وأهميتها لروسيا اليوم". تم تطوير المطالب خلالها، ويتم تناول إمكانية تحقيقها هنا.
جميع وثائق هذه الفعالية يمكن الحصول عليها على الرابط أدناه
(47) Sergej Udalzow: Patriotische Slogans und eine rechte Diktatur in Russland  
Zur Linksfront vgl. auch: