نيسان/أبريل 25
  
1- تمهيد
لم تفترق المبادئ التي اعلنها الرئيس الامريكي جيمي كارتر في خطابه عن حالة الاتحاد في الثالث والعشرين من كانون الثاني1980 امام الكونغرس والتي سميت (بعقيدة كارتر Carter Doctrine) والتي جاءت بعد مرور شهر واحد من دخول الجيش الاحمر السوفياتي الأربعين أفغانستان واحتلاله (كابل) العاصمة وضم تلك البلاد ـ التي كانت و مازالت تسمى بسقف العالم ـ الى حظيرة المعسكر الاشتراكي، حيث تناول الرئيس كارتر يومها امن الخليج ... مشدداً على استخدام القوة العسكرية عند الضرورة في الدفاع عن المصالح القومية للولايات المتحدة في منطقة الخليج . تلك المنطقة الحيوية التي تمثل امداداتها النفطية الآصرة الاكثر تأثيراً في منطقة شرق المتوسط، حيث تختزن مواردها النفطية قرابة ثلثي الاحتياطي النفطي العالمي والمقدر حالياً بـ (تريليون ونيف) برميل من النفط. اقول لم يختلف خطاب الرئيس كارتر في اعلاه عن خطاب وزير خارجية بريطانيا (لاندزدون) في العام 1903عندما حذر روسيا والمانيا من اقامة اية قواعد عسكرية او نقاط بحرية حصينة في منطقة الخليج، منوهاً إذا ما تحقق ذلك فانه سيعرض مصالح بريطانيا القومية الى الخطر وان بلاده ستقاومه بكل ما لديها من قوة! وبغض النظر عن هذا وذاك، فان الحكم على اية حرب، من وجهة النظر التاريخية الحسية، يستلزم التحليل الشامل وينبغي ايضاً ان لا تقتصر الاحكام على جملة سمات او جملة حقائق منعزلة عن مجموع شروطها وارتباطاتها التي تؤدي الى انبثاق الحرب ونشؤها. وان الحكم على الحرب، كما يقول (هيرمان شيلر) في كتابه الموسوم: الماركسية والحرب الامبريالية (والذي نقله الى العربية العلامة الراحل الاستاذ الدكتور ابراهيم كبة في العام 1960) حيث يؤكد شيلر: ان الحكم على الحرب من وجهة النظر التاريخية الحسية، والذي ينطلق من شمول التحليل وتعميمه، يقتضي ان يدرس سياسة الدول القائمة بالحرب، قبل الحرب واثنائها في سياقها التاريخي، ولا يصح ان يكتفي - بغية حل الارتباط التاريخي- بمجرد رفض تبضيع الارتباطات المعقدة، بل الوقوف بحزم ضد جميع المحاولات التي تؤدي الى استحالة المعرفة الموضوعية للحقيقة عن طريق الخلط غير الواعي بين الجوهري وغير الجوهري وبين المهم والطارئ.
 
2- تخوم الحرب الباردة والصدمة النفطية
كان العام 1979 من اشد الاعوام التي تعرضت اليها (تخوم) الحرب الباردة في منطقة الخليج الى التغيير وأدت الى تحول المشهد السياسي فيها وبصورة انقلابية عنيفة! فعلى رحى الحرب الباردة، كان تاريخ انتصار الثورة الايرانية في 22شباط 1979على معاقل الحرس الشاهنشاهي القديم وإقامة الجمهورية الاسلامية الايرانية كقوة ثورية جديدة ولدت على انقاض الملكية القديمة، هو التغير المهم والمؤثر الذي دفع بالأحداث الاقليمية لتأخذ مسارين وباتجاهين مختلفين ،الاول: هو سعي النظام الايراني الثوري الجديد الى تفكيك خريطة المصالح الغربية القديمة في هذه البلاد ذات التاريخ الامبراطوري الموغل في الزمن واعادة هيكلة مجمل التحالفات التي اقامها نظام شاه ايران السابق مع المنظومة الغربية بما في ذلك ترتيبات الامن الاقليمي او أمن الخليج. والاتجاه الآخر: هو تعرض امدادات النفط الايراني اثناء الثورة الشعبية الايرانية الى التعثر والتوقف بسبب الظروف اللوجستية المتقلبة التي لازمت انتصار الثورة الايرانية، ما اربك التوقعات في اسواق الطاقة وتسببت في ارتفاعات مفاجئة بأسعار النفط العالمية، إذ بلغ سعر برميل نفط الخليج المصدر وقت ذاك، سقفاً لم يبلغه من قبل وبحوالي 40 دولارا للبرميل الواحد (او اقل بقليل وهو السعر الذي يعادل بمفهوم القوة الشرائية الراهنة للدولار بنحو 110 دولارات للبرميل من النفط الخام) ذلك في اسواق النفط الفورية والتي سميت يومها بالصدمة النفطية الثانية!
كما رافق ذلك وفي الطرف الآخر من منطقة الخليج ولادة تراكمات مالية ريعية عالية غير مسبوقة لدى البلدان الخليجية النفطية والتي ليس بمقدورها جميعاً استيعاب تلك العوائد النفطية الكبيرة، والتي شكلت يومها رقما مهما في معادلة الحرب الباردة وتطور توجهاتها وميولها الانفاقية نحو تمويل كلفة الأحداث العسكرية اللاحقة.
3- الحرب العراقية - الإيرانية
اندلعت الحرب العراقية الايرانية في ايلول 1980، بعد ان تبدلت التحالفات وتغيرت الميول السياسية مع أطراف الحرب الباردة ولاسيما في الطرف الشرقي لمنطقة الخليج. فالنظام السياسي العراقي، أمسى أكثر ميلاناً الى المعسكر الغربي في الحرب الباردة! وأكثر التصاقا بمبادئ الرئيس كارتر وعقيدته، يوم مد يد الصداقة الى الغرب للحصول على السلاح من خارج الكتلة الشرقية وللمرة الاولى منذ قيام الجمهورية العراقية في تموز 1958. فضلا عن تصفيته للحركة العمالية العراقية والتنكيل المفرط بكوادر وقيادات اليسار العراقي والقوى التقدمية والإسلامية المناصرة للثورة الإيرانية وتصفية الحزب الشيوعي العراقي المرتبط أيديولوجياً بالمعسكر الاشتراكي الدولي ومنظمات السلام في العالم. وفي الوقت الذي ابتعد فيه النظام السياسي العراقي عن اي تحالف ثوري مع الجمهورية الاسلامية الايرانية الوليدة فقد قطع روابطه الوحدوية التي كانت على وشك الإقامة مع سوريا، بل عظّم في الوقت نفسه من تحالفه مع الجناح الغربي لمنطقة الخليج. كان النظام السياسي العراقي يحاكي في ميلانه منظومة البلدان النفطية المطلة على الشاطئ الغربي من الخليج وتقربه لسياساتها الاقليمية والدولية، بالدرجة نفسها التي ابتعدت فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية في علاقاتها مع بلدان الخليج ذات الشاطئ الجيوسياسي الحساس المقابل لايران. ومع تضاؤل العلاقات السياسية الايرانية -الخليجية بما فيها العلاقات مع العراق نفسه، فان علاقات طهران مع واشنطن لم تستقر هي الاخرى مع الغرب بل تفاقمت مع احتجاز البعثة الدبلوماسية الامريكية في طهران وعدّ دبلوماسييها بحكم الرهائن!  هكذا بدأت خريطة الاستقطاب الاقليمي في منطقة تخوم الحرب الباردة قبل ان تندلع الحرب العراقية - الايرانية في ايلول 1980.اذ استطاعت (مباديْ كارتر وعقيدته) ان تبني في صلب السياسة الخارجية للولايات المتحدة محاور اقليمية جديدة في منطقة تخوم الحرب الباردة ولاسيما الجيوب القلقة (العراق وايران) وهما البلدان المتجاوران اللذان يقعان على الشاطئ الشرقي من حوض الخليج ...يوم اطلقت الدبلوماسية الامريكية استراتيجيتها في احتواء الحرب العراقية الايرانية ....وباتجاهين مختلفين، الاول: تمثل بخلق تكتل (امني خليجي) دشن في مطلع العام 1981 وضيفته ضمان الامن الإقليمي لبلدان منطقة الشاطئ الغربي من حوض الخليج وتحت مسمى (مجلس التعاون الخليجي) حيث تولى المجلس المذكور احتواء النظام الايراني الثوري الجديد من الامتداد خارج الجغرافية السياسية الايرانية ،ذلك من خلال جعل العراق منطقة حرب عازلة buffer zone  والعمل على استمرار تحفيز جموح النظام السياسي العراقي وتجميل رغبته المتزايدة في الحرب ضمن لعبة الاستبداد الشرقي كنظام اقتصاديٍ سياسي غدا وقتها شديد التعبير عن نمط تاريخي مستحدث من انماط الانتاج الاسيوي القديمة او بالاحرى بات مولعاً في ذلك النمط الذي يقوم على عناصر ثلاثة: الجباية (النهب الداخلي) واشعال الحروب الريعية (النهب الخارجي) وتوفير الاشغال العامة من بنية تحتية بما فيها عسكرة المجتمع لإدامة حياة السلطة المركزية ذات النمط الشرقي الذي يعتاش على نهب الاخرين كسلوك أيديولوجي ومنهج للحياة)). والآخر: هو جعل مجلس التعاون الخليجي بمثابة الرافعة المالية المستمرة في تمويل نشاط تجنيد صفوف ما سمي في حينه (بحركة المجاهدين) وهو تنظيم طالبان ممن دربوا على يد وكالة المخابرات المركزية لتقويض (الدب الروسي) في أفغانستان حيث اختار السوفييت الفخ نفسه الذي غرقت فيه امريكا من قبل وهو مستنقع الحرب الفيتنامية (1959-1975) والتي سميت بحروب التخوم او الحروب الساخنة بالإنابة ضمن لعبة الحرب الباردة او توازن الرعب النووي. فضلا عن ممارسة مجلس التعاون الخليجي تكتيك (السيطرة المالية) على تصرفات النظام السياسي العراقي واحتواء دوره النفطي واغراقه بديون بدلاً من تمكينه بيع نفطه الذي لم يتمكن من تصديره وتحصيل عوائده بنفسه بعد ان قطعت سوريا إمدادات النفط العراقي العابر من اراضيها في العام 1982 وانخفاض صادرات العراق النفطية من متوسط بلغ أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط يوميا قبل اندلاع الحرب الى اقل من 800 ألف برميل يومياً. وهكذا سخرت الرافعة المالية الخليجية، ذات القوة التراكمية العالية، دورها في سياسة الاحتواء بما يحقق دوام الحرب العراقية الايرانية حتى نهايات العقد الثمانيني ضمن استراتيجية صامتة، أطلق عليها حينذاك (بالحرب المنسية Forgettable war) كي تستمر الحرب الطاحنة بين البلدين الجارين بهدوء ويتاح للمعسكر الغربي إنجاح آخر سياساته في دبلوماسية احتوائه للمنظومة الاشتراكية عبر بوابة افغانستان والحاق الهزيمة بالجيش الاحمر وبلوغ هدف القطبية الاحادية في السياسة الدولية ومن ثم الهيمنة على الاقتصاد العالمي وقيادته بسوق ليبرالية واحدة. لذا، فقد عوض العراق من نصيب نفطه الهابط والمحذوف من سوق الطاقة او سقوف منظمة الاوبك، وقت ذاك، من خلال ارتفاع صادرات مجلس التعاون الخليجي من النفط والتي قدمت عائداته الى النظام العراقي بصورة ديون سيادية وبرافعة مالية مستمرة، كي يجري استهلاكها في ماكنة حرب التخوم (الحرب الساخنة) المستمرة بدون توقف والتي تساعده في تغطية أثمان مشترياته من السلاح الغربي او الشرقي احياناً في حربه مع ايران طوال ثمانينيات القرن الماضي.
4- النتائج الاقتصادية لحرب الخليج الأولى
خرج البلدان (العراق وإيران) في نهاية صيف عام 1988من حرب مدمرة كانت ضحاياها قرابة واحد مليون انسان من الأمتين العراقية والإيرانية، فضلا عن الخسائر المادية المباشرة التي تمثلت بخراب البنى التحتية ونزوح الملايين من السكان ودمار مدنهم وقراهم وتعطل مشاريع التنمية وتعطل الاستثمار في كلا البلدين وإحلال التسلح المفرط وتوسيع ماكنة الحرب محلهما. وكذلك تحمل خسائر إجمالية غير مباشرة تمثلت في كلفة الفرصة البديلة الناجمة عن توقف الانتاج والتقدم المادي والبشري وعلى مدار ثمان سنوات. وبهذا قدرت الخسائر المادية للحرب إجمالا ولكلا البلدين بتكاليف بلغت (واحد تريليون دولار) او ربما اكثر. ولم يحقق اي من البلدين اهدافهما من الحرب وعاد كل شيء الى وضعه السابق باستثناء خسارة مليون انسان ابتلعتهم ساحات الحرب!! ولم تجن البلدان المطلة على الخليج جميعها من حرب التخوم او الحرب العراقية- الايرانية وحروب طالبان او (المجاهدين المزعومة) سوى الدمار وتخصيص موارد نفطها للتسلح المفرط وإعادة التسلح الثقيل وتعظيم الكثافة العسكرية لبلدانها كبديل عن صنع اقتصاد السلام وتعظيم الاستثمار الحقيقي او النهوض بتنمية المنطقة او اقامة اقليم اقتصادي مزدهر بدلاً عن تكاليف واعباء تلك الحروب ، التي انتهينا فيها وقت ذاك بقطب دولي واحد ولدته نهايات الحرب الباردة، ولكن جاء يحمل بين أحضانه نظاماً سياسيا في (كابل) كان هجين الهوية ولد من رحم حرب التخوم (الحرب الساخنة).... وهو نظام طالبان!!
ختاماً، نتائج حروب التخوم ذات المجموعة السالبة: الدروس والعبر
  • انها لعبة الحرب العراقية - الايرانية ...!! انها اللعبة ذات المجموعة السالبة (Negative Sum Game) التي حازت على نتائج مظلمة وحصد البلدان من حربهما، حرب التخوم الساخنة، الافلاس والدمار، وكانت حصيلتها خسارة بلدان منطقة الخليج كلها، وبدون استثناء، مزيجا من الخسائر، سواء من موارد بشرية ومادية او مالية حصرياً، يوم قالها على سبيل المثال الملك فهد ابن عبد العزيز العاهل السعودي، قبل رحيله: بان بلاده حلبت حلباً! ولاسيما بعد ان جرى دمار افغانستان على يد طلبان او على النحو البديل الذي نراه اليوم او الذي سنراه غداً!! فضلا عن جرائم الحرب المروعة التي رافقها استعمال الاْسلحة الكيمياوية الظالمة التي طالت الشعب الكردي الاعزل شمال العراق لتؤكد كيف انتزع الضمير الانساني فوق جبال كردستان أمام الصمت الدولي.
 ب- الدروس المستقاة: توقفت الحرب العراقية الايرانية على وقع محاضرة جامعية مهمة القاها السفير (ريتشارد مورفي) مساعد وزير الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الاوسط في مدرج الجامعة التي كنت اعد فيها شخصياً درجة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية في المملكة المتحدة اواخر ثمانينيات القرن الماضي .حيث كان (مورفي) قد غادر وظيفته قبل اشهر في حينها، ليبشر بانتهاء حرب التخوم الساخنة في شرق المتوسط، اي الحرب العراقية - الإيرانية وهو ينذر في الوقت نفسه، وانا استمع اليه بدقة، منوهاً مورفي بنفسه... أن مخاطر قوية أخذت تفرزها التطورات الحاصلة في مجال تصنيع الأسلحة البالستية وتعاظم القوة الصاروخية لكلا البلدين المتحاربين (العراق وايران) والتي أضحت تشكل تهديداً للأمن والسلم في الشرق الأوسط! عندها قلت في سري ان حروب المنطقة هي حروب ممتدة ولم تنته، في معادلة اللعبة الحربية ذات المجموعة السالبة او اللعبة الخاسرة!! حقا ولم تمض سنوات لتعلن الولايات المتحدة عقيدتها الجديدة في الاحتواء والمسماة بسياسة الاحتواء المزدوج dual containment  صوب كل من ايران والعراق، ذلك في 24 شباط فبراير 1994 وجاءت بناءً على آراء تقدم بها السفير- مساعد وزير الخارجية الامريكية (مارتن أندك). واللافت في تطبيق سياسة الاحتواء المزدوج بأنها لم تمنح الفرصة للنظام العراقي السابق بتصدير نفطه بنفسه كي يتمكن مالياً مرة أخرى من تكرار ممارسة لعبة حرب الاستبداد، بل على العكس استمر فرض الانضباط المالي (او السيطرة المالية) ثانية على تصرفاته للحد من امكانية استخدام سلاح عوائد نفطه ضد جيرانه وحسب صرامة القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الامن والخاصة بغزوه الكويت في العام 1990 او ما سمي (بحرب الخليج الثانية) باستثناء تمكينه من توقيع مذكرة تفاهم مع الامم المتحدة في العام 1996 التي قضت بتصدير شحنات من نفط العراق، على ان تودع عوائده بحساب مصرفي تحت سيطرت و تصرف الامين العام للأمم المتحدة، لقاء الحصول على بعض السلع الضرورية لإدامة غذاء الشعب العراقي في برنامج سمي بالنفط مقابل الغذاء وكذلك لتمكين النظام العراقي من البدء بتسديد تعويضات حرب الكويت المفروضة عليه والبالغة قرابة 53 مليار دولار. في حين استمرت دول مجلس التعاون الخليجي تطالب العراق بديون الحرب العراقية -الايرانية ولم تبادر الى شطبها او الغائها بموجب اتفاقية نادي باريس الموقعة في العام 2004 وهي متمسكة بمخلفات السيطرة المالية على تصرفات النظام السياسي السابق في حرب الخليج الأولى والممتدة الى حربي الخليج الثانية 1990 والثالثة 2003.
جـ - العبرة التاريخية: تؤشر المادية التاريخية انه لا انفصام بين طابع عصر معين وطابع حروبه، ولهذا فليس من الممكن فهم اية حرب من الحروب فهماً صائباً من دون فهم الشروط العامة للعصر الذي انبثقت الحرب فيه. ففي عصر القطبية الثنائية، شكلت الحروب بالإنابة او حروب التخوم (الحرب الساخنة) التحول الاهم في دائرة (الحرب الباردة) لتكون المقدمة في انتصار آخر حروب مرحلة الاحتكار في تاريخ تطور الرأسمالية وبروز العولمة المالية والاستعداد النهائي والاخير لغلق دائرة الحرب الباردة. وبهذا مع انتهاء الحرب العراقية -الايرانية واحتواء الجيوب القلقة (العراق وايران) او تخوم الحرب الباردة في العام 1988، وانسحاب الجيش السوفياتي الاربعين من ميادين قتاله في أفغانستان في العام 1989انفردت الرأسمالية المالية الاممية، متحدة كلها هذه المرة تحت ذراع القطب الواحد، كي تلاحق ارباحها الحدية بحرية مفرطة وتواصل امتصاصها الرأسمالي المالي وتراكمه على الصعيد العالمي وقيادة العالم لوحدها ،بعد انتصار الحروب النموذجية للرأسمالية الاحتكارية (الحرب الباردة) وولادة عصر الليبرالية الجديدة يوم سقط جدار برلين في أواخر عام 1989 وتفككت المنظومة الاشتراكية على انقاض آخر حروب التخوم وهي (الحرب العراقية الايرانية) لتزول ميادين الحرب الباردة كلها وتسود العولمة المالية وقواها الرأسمالية العابرة للسيادة وبقطب سياسي واحد وبسوق واحد. أنها الحرب العراقية - الإيرانية او لعبة الحرب الباردة... إنها لعبة الامم ذات المجموعة السالبة!!