مجموعة الدراسات والأبحاث في مجلة (الثقافة الجديدة)
رغم مرور قرون على ظهوره، ما زال مصطلح "اليسار" عصيًّا على التعريف الشامل، فيما تضيف المتغيرات السريعة والدراماتيكية إلى الأمر تعقيدات مستمرة. فبعد أن عُرف اليسار بأنه كل تيار سياسي يناهض الاستبداد والتخلف والتبعية والملكية الخاصة وما تفرزه من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، صار مقتصرًا لعقود على من يتبنى الاقتصاد المركزي المُخطَّط والإدارة المجتمعية لوسائل الإنتاج، ويلتزم بمجموعة من القوانين المحددة للتحول الاجتماعي والاقتصادي نحو مجتمع عادل.
ثم جاء زلزال انهيار التجربة الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية، ليفرّق اليسار في أطياف مختلفة، يتبنى كل منها تعريفه المناسب لتوجهاته، فتعددت التصورات عن ماهية المجتمع المنشود، سواء في أشكال ملكية وسائل الإنتاج، ودور السوق والتخطيط المركزي في إدارة الاقتصاد، أو في الطرائق التي يمكن أن تُسلك للوصول إليه، ثورية كانت أم برلمانية أم إصلاحية.
لكن اليسار، المنحدر من تاريخ مجيد، رصّعته مفاخر الكفاح للخلاص من الاستغلال ولتحرير الشعوب من النير الاستعماري والنهب الإمبريالي، بقي متحديًا صلدًا للوحش النيوليبرالي وآليات السوق الرأسمالية وللفاشية الجديدة، رغم الجراح العميقة التي أثخنته تنظيمياً وفكرياً ومادياً. فأضاف لذلك التاريخ شرف الصمود والجرأة ووضوح الرؤية والتفاؤل بالغد، وواصل المسير، لا عبر التنكب بدرع الحتمية التاريخية أو إضفاء العصمة على النصّ وتعليل انهيار التجربة بارتكاب بعض الأخطاء التطبيقية، بل من خلال قراءة نقدية لكل ما مضى، والتعامل معه بالتغييرات والتجديد، بما يُمكّنه من التفاعل مع المشكلات الحقيقية التي تواجه مجتمعاته، سواء فيما يتعلق بحركة الفكر وسبل تغيير علاقات الإنتاج الرأسمالية ورفض أي إعادة لإنتاجها، أو البحث في الارتباط الإيجابي بين الفردي والجماعي، وفي شكل الدولة ودورها في مراحل الانتقال نحو المجتمع اللاطبقي، وفي دور القيم الروحية، ومنها الدين، وتأثيرها على الوعي وأدواته، والكشف عن مقومات قدرة الرأسمالية نفسها على تجاوز الأزمات الطويلة والعميقة التي تواجهها، و"تجديد" جوانب معينة في بنيتها وديناميتها، ودور الشغيلة، تقليدية كانت أم معاصرة، في التغيير المنشود.
وفي بلاد الرافدين، التي شكّل يسارها، وعلى مدى ما يزيد على قرن من تاريخها وما يزال، نهرًا ثالثًا روى ظمأ الناس للحرية والعدالة، بات استخلاص حلول علمية للمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تتخبط فيها البلاد، والتوصل إلى طرق تفكير وتخطيط منبثقة من إعمال العقل في متغيرات الواقع وقادرة على إحداث تغيير جذري فيه، مهمة وطنية وإنسانية كبيرة.
وكان هذا دافعنا، في مجلس وهيئة تحرير مجلة "الثقافة الجديدة"، عند شروعنا بالتحضير لإنشاء مركز للأبحاث يهتم بتحقيق هذا الهدف. ولكي تكون التحضيرات ناجعة، تقرر تشكيل مجموعة عمل تنفيذية، مكونة من مجلس أمناء يضم نخبة من الباحثين، وله مكتب تنفيذي من عدد من أعضائه للمتابعة وتنسيق الجهود، وصولًا إلى انبثاق المركز البحثي خلال ما لا يتجاوز العام القادم.
وإذ تحدونا الثقة بقدرة مجموعتنا على العمل لتعميق معرفتنا بالواقع العراقي وإعادة قراءة التاريخ الاجتماعي والاقتصادي ضمن رؤية علمية، والتوصل إلى أسلم الحلول لما تواجهه بلادنا من معضلات، نؤكد على أن عملنا سيكون فضاءً مفتوحًا للجميع، وورشة عمل مفعمة بالحركة والاختلاف الخلّاق، وبوابة مشرعة للهواء الطلق، لجميع المهتمين بتقدم اليسار وكل توجهاته الوطنية والإنسانية.
اعضاء مجموعة الدراسات والابحاث:
-
د. إبراهيم إسماعيل باحث متخصص بقضايا اليسار
-
د. ثامـــر الصــــفار باحث متخصص بقضايا الفكر الماركسي الايكولوجي
-
د. جاســـــــم الحلفي باحث متخصص بقضايا الحركات الاجتماعية
-
الأستاذ رائد فهمـــي سياسي وباحث متخصص بقضايا اليسار
-
الأستاذ رشيد غويلـب مترجم وكاتب متخصص بقضايا اليسار
-
الأستاذ رضـا الظاهـر كاتب متخصص في جماليات الادب وقضايا الثقافة
-
د. صالـــــــح ياســــر باحث اقتصادي - رئيس تحرير مجلة (الثقافة الجديدة)
-
د. عامر حسن فيـاض باحث في الفكر السياسي
-
د. علي عباس مـــراد باحث في الفكر السياسي
-
د. فاخــــــــر جاســــم باحث واستاذ أكاديمي
-
د. فــــــوزي الهيتـــي أستاذ جامعي متخصص في الفلسفة
-
د. ماجـــد الياســـــري باحث متخصص في مجال الطب النفسي
-
د. مظهر محمد صالح باحث وكاتب اقتصادي
-
الأستاذ هادي عزيــــز باحث متخصص بقضايا القانون والفكر القانوني
-
د. هاشـــــم نعمــــــــة باحث متخصص بالدراسات السكانية والجغرافية
-
الأستاذ ياسر السالــــم إعلامي
-
د. ســـــــوران قحطان منسق مجموعة الدراسات والابحاث