تشرين1/أكتوير 10
   
                                                                                 
    استفادت نماذج الذكاء الاصطناعي المنتجة أخيرا من عدد من التطورات التقنية، في العقدين الماضيين، المنشورة في الأدبيات العلمية "مفتوحة المصدر"، وبشكل خاص "البرمجيات مفتوحة المصدر". لكن أول هذه الابتكارات التي انفردت بها أوبن أي آي (OpenAI) الأمريكية في نهاية عام 2023 كانت سرية؛ لذلك فهي أقامت خندقا تقنيا وتجاريا لإبعاد الآخرين، لكن النموذج الصيني الرائد الأخير غيّر من هذه المعادلة، وأعاد دور "البرمجيات مفتوحة المصدر" الى الصدارة مرة ثانية.
 
نموذج الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي (ChatGPT)
في الماضي، كان التقدم في الذكاء الاصطناعي مصحوبًا بأدبيات تمت مراجعتها من قبل النظراء. في عام 2018، على سبيل المثال، عندما طور فريق كوكل شبكة بيرت (BERT) العصبية التي تعتمد عليها الآن معظم أنظمة معالجات اللغة الطبيعية (وهناك اعتقاد بأن تشات جي بي تي أيضًا)، تم نشر الأساليب في بحوث علمية تمت مراجعتها من قِبل النظراء وكانت اللغات المستخدمة في البرمجة مفتوحة المصدر.
في عام 2021، كان برنامج ألفافولد 2 (AlphaFold 2) من شركة ديب مايند، وهو برنامج استخدم في فك رموز "طي البروتين" المعقدة جدا، كان بمثابة اختراق للعلوم في ذلك العام. كانت البرنامج ونتائجه مفتوحة المصدر بحيث يمكن للعلماء في كل مكان استخدامه لتطوير علم الأحياء والطب.
بعد إصدار تشات جي بي تي، ليس هناك سوى منشور مدونة قصير يصف كيفية عمله. لم يكن هناك أي تلميح إلى إي منشور علمي مصاحب أو إن اللغة التي استخدمت في البرمجة هي مفتوحة المصدر.
لفهم سبب الاحتفاظ بسرية تشات جي بي تي، علينا أن نفهم قليلاً طبيعة الشركة التي تقف وراءه.
ربما تكون شركة أوبن أي آي واحدة من أغرب الشركات التي ظهرت في وادي السيليكون. تم تأسيسها كمنظمة غير ربحية في عام 2015 لتعزيز وتطوير ذكاء اصطناعي "صديق" بطريقة "سيفيد البشرية ككل". تعهد عدد من الشخصيات التقنية الرائدة بمليار دولار أمريكي لتحقيق أهدافها. كان تفكيرهم بأنه لا يمكننا الوثوق في الشركات الهادفة للربح لتطوير ذكاء اصطناعي قادر بشكل متزايد يتماشى مع ازدهار البشرية. لذلك، يجب أن يكون تطوير الذكاء الاصطناعي من قبل منظمة غير ربحية، وكما يوحي الاسم، بطريقة مفتوحة (OpenAI).
في عام 2019، انتقلت شركة أوبن أي آي إلى شركة ربحية محدودة (حيث يقتصر المستثمرون على أقصى عائد يبلغ 100 ضعف لاستثماراتهم) واستثمروا مليار دولار أمريكي آخر من مايكروسوفت. يبدو أن المال أعاق خطط أوبن أي آي الأولية للانفتاح وخدمة البشرية ككل!
 
نموذج الذكاء الاصطناعي الرائد ديب سيك (DeepSeek)
أعاد نموذج الذكاء الاصطناعي الرائد ديب سيك (DeepSeek) الى عالم التطورات التقنية في تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات أهمية موضوعة "البرمجيات مفتوحة المصدر" كنشاط علمي هدفه الأساسي خدمة الإنسانية، بعيدا عن الربح واضعا أولى الخطوات المتواضعة لمفهوم "من كل حسب كفاءاته، ولكل حسب حاجاته".
 
"من كل حسب كفاءاته، ولكل حسب حاجاته"
إنّ هذا المفهوم هو شعار روّجه كارل ماركس ورد في كتابه عام 1875 نقد برنامج غوتا. ويشير المبدأ إلى حرية الوصول، وتوزيع السلع، ورؤوس الأموال، والخدمات. من وجهة النظر الماركسية فإن مثل هذا الترتيب سيكون ممكنا من خلال وفرة السلع والخدمات التي سينتجها نظام متطور. والفكرة هي أنه مع التطور المجتمعي دون قيود القوى المنتجة، سوف يكون هناك ما يكفي لتلبية احتياجات الجميع.
وردت الفقرة الكاملة التي تحتوي على صياغة ماركس للمفهوم في نقد برنامج غوتا على النحو التالي: "حين تتنامى القوى المنتجة مع تطور الأفراد في جميع النواحي، وحين تتدفق جميع ينابيع الثروة العامة بفيض وغزارة، حينذاك فقط، يصبح بالإمكان تجاوز الأفق الضيق للحق البرجوازي تجاوزاً تاماً، ويصبح بإمكان المجتمع أن يهدف الى مفهوم: من كل حسب كفاءاته، ولكل حسب حاجاته"1)).
هناك اعتقاد بأن هذا المفهوم كان شائعا قبل ماركس. على سبيل المثال، استخدمه أوغست بيكر في عام 1844 ولويس بلان في عام 1851. أصل هذه الصيغة تعزى أيضا إلى المفكر المثالي الفرنسي إتيين-غابرئيل موريلي، الذي اقترح في كتابه "قانون الطبيعة" من عام 1755 "قوانين مقدسة وأساسية التي من شأنها أن تقتلع جذور الرذيلة وكافة شرور المجتمع"(2).
فما هي "البرمجيات مفتوحة المصدر" وما علاقتها بمفهوم "من كل حسب كفاءاته، ولكل حسب حاجاته"؟
يشير مصطلح "البرمجيات مفتوحة المصدر" إلى أي برنامج يُتاح بصيغته البرمجية (source code) للاستخدام المجاني ويمكن تعديله حسبما يراه المستخدمون أو المطورون الآخرون مناسبًا.
على عكس البرمجيات الخاصة المحتكرة (proprietary software) من الشركات المنتجة لها، فإن "البرمجيات مفتوحة المصدر" هي برمجيات حوسبة طُوّرت كتعاون عام مفتوح بين المبرمجين، ومتاحة في غالبيتها مجانًا للعامة.
فيما يأتي بعض الأسئلة الشائعة حول "البرمجيات مفتوحة المصدر"، ولماذا هي متوفرة بهذه الطريقة:
من يستخدمها؟
يُعد مبرمجو البرمجيات ومطورو التطبيقات المستخدمين الرئيسيين لـ "البرمجيات مفتوحة المصدر". وحسب البرنامج المختار، يمكن للمطورين استخدام صيغته البرمجية ولغة البرمجة ونظام التشغيل لإنشاء تطبيقات جديدة وموارد أخرى من دون الحاجة إلى استخدام برمجيات  تتطلب دفع اشتراكات وتراخيص. إن مرونة البرمجيات مفتوحة المصدر، هذه توفر إمكانية لإنشاء التطبيقات بتكلفة رمزية وتكييفها مع احتياجات المستخدم سواء كان فردا أو مؤسسة.
 
متى بدأت "البرمجيات مفتوحة المصدر"؟
خلال السنوات الأولى لتطوير البرمجيات، كان المبرمجون يتشاركون البرمجيات غالبًا للتعلم من بعضهم البعض وتنمية مجال برمجة الحواسيب، والمشاركة في إنشاء برمجيات قد تكون غاية في التعقيد أن تنجز من قبل مبرمج واحد أو عدد محدود من المبرمجين.
أدى هذا إلى إنشاء مؤسسة البرمجيات المجانية (Free Software Foundation FSF)، والتي شملت برنامج تنضيد تي أي أكس (TeX) عام 1979، ونظام التشغيل جي أن يو (GNU) عام 1983. في الواقع، كان متصفح الويب المبكر نيتسكب (Netscape) برنامجًا مفتوح المصدر بصيغته البرمجية، والذي ساهم لاحقًا في تطوير مشاريع مفتوحة المصدر مثل موزلا فايرفوكس (Mozilla Firefox)، وهو متصفح ويب لا يزال شائع الاستخدام حتى يومنا هذا.
مع تقدم حركة البرمجيات المجانية، استُبدلت FSF بـ "مبادرة المصدر المفتوح" (Open Source Initiative OSI)، وهي مجموعة من مطوري البرمجيات تُنشئ برمجيات مخصصة لمشاركتها وتحسينها وإعادة توزيعها مجانا من قِبل الآخرين.
لم تخلُ "مبادرة المصدر المفتوح" من منتقديها. على سبيل المثال، صرّح جيم ألتشين، المدير التنفيذي لشركة ويندوز لمايكروسوفت، عام 2001، بأن مبادرة المصدر المفتوح (OSI) كانت "مدمرة للملكية الفكرية"3)).
اليوم، انضمت مايكروسوفت والعديد من الشركات الأخرى إلى مجتمع البرمجيات المجانية والمفتوحة المصدر بطرق مختلفة. وقد أحدث هذا تحولاً كبيراً في كيفية النظر إلى البرمجيات مفتوحة المصدر.
من بين المساهمين والجهات الممولة والمنظمات غير الربحية الأخرى في مشاريع "البرمجيات مفتوحة المصدر": مؤسسة لينكس (Linux)، ومؤسسة وردبريس (WordPress)، ومؤسسة المشاع الإبداعي (Creative Commons)، ومشروع أندرويد (Android) مفتوح المصدر، ومؤسسة البرمجيات الحرة، ومعهد برمجيات المصدر المفتوح، ومؤسسة موزيلا (Mozilla).
في الشكل رقم 1: نموذج عن مخطط أحد المواقع الذي يعكس شعبية استخدام "البرمجيات مفتوحة المصدر"4 حول العالم.
الشكل رقم1
 
"في أوائل عام 2023، احتفلت جيت هاب (GitHub) بوصول عدد المطورين إلى 100 مليون، وقد ارتفع هذا العدد بوتيرة سريعة منذ ذلك الحين. في عام 2024، قدّم المطورون حول العالم أكثر من 5.2 مليار مساهمة لأكثر من 518 مليون مشروع مفتوح المصدر، عام وخاص"(4).
 
مميزات تراخيص البرمجيات مفتوحة المصدر
باختصار، يُشير تعريف البرمجيات مفتوحة المصدر إلى ما يأتي:
  • ترخيص البرمجيات مفتوحة المصدر مجاني، ويُسمح بإعادة توزيعه لأي شخص دون أي قيود.
  • يجب إتاحة البرمجيات بصيغتها البرمجية حتى يتمكن الطرف المتلقي من تحسينها أو تعديلها.
  • يمكن أن يتطلب الترخيص أن تحمل الإصدارات المُحسّنة من البرنامج اسماً أو إصداراً مختلفاً عن البرنامج الأصلي.
  • يمكن أن يتم نقل البرنامج إلى نظام تشغيل آخر جديد.
 
في أدناه بعض اتفاقيات ترخيص برمجيات المصدر المفتوح الشهيرة والمستخدمة على نطاق واسع، والتي اعتمدت تعريف المصدر المفتوح في السنوات الأخيرة:
  • ترخيص خادم الويب أباتشي (Apache).
  • ترخيص توزيع برمجيات بيركلي (Berkeley).
  • ترخيص جي أن يو العمومي.
  • ترخيص معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT).
  • ترخيص موزيلا العمومي (Mozilla).
  • إطار عمل مايكروسوفت دوت نت (.NET Framework).
  • مايكروسوفت فيجوال ستوديو كود (VisualStudio Code)
 
كيف يُستخدم المصدر المفتوح في تطوير البرمجيات؟
لعب المصدر المفتوح دورًا كبيرًا في مجتمع تطوير البرمجيات. في الواقع، طُوّر جيل من أدوات المصدر المفتوح، ويستخدمها المطورون اليوم خصيصًا لمساعدتهم على تحسين واستكشاف مشاكل الصيغ البرمجية المفتوحة وإصلاحها خلال المراحل الأولى من تطوير أي منتج برمجي.
من الأمثلة على ذلك:
  • إكليبس (Eclipse).
  • جيت هاب (GitHub).
  • لانش باد (Launchpad).
  • نت بينز (NetBeans).
  • سورس فورج (SourceForge).
 
ما هي بعض المنتجات الأخرى مفتوحة المصدر؟
لا تقتصر تقنية المصدر المفتوح على أدوات تطوير البرمجيات. فيما يأتي أمثلة على أنواع أخرى شائعة من أدوات وتطبيقات الأعمال مفتوحة المصدر:
  • رد هات سوفتور (Red Hat Software): منصة برمجيات مفتوحة المصدر، مشتقة من آي بي أم (IBM)، توفر هذه المنصة مجموعة متنوعة من تطبيقات الإنتاجية على مستوى المؤسسات.
  • لبريأوفيس (LibreOffice): حزمة إنتاجية مكتبية مفتوحة المصدر، مشابهة لبرامج لمايكروسوفت أوفس (Microsoft Office).
  • جي أن يو امج مانبيوليشن بروكرام (GNU Image Manipulation Program (GIMP)): أداة مفتوحة المصدر لمعالجة الصور بمكونات مشابهة لبرنامج أدوبي فوتوشوب (Adobe Photoshop).
  • في آل سي ميديا بلاير (VLC Media Player): مشغل ملفات صوت وفيديو مفتوح المصدر.
 
 ما هي إيجابيات البرمجيات مفتوحة المصدر وسلبياتها؟
في حين أن تراخيص البرمجيات مفتوحة المصدر جعلت البرمجيات في متناول الجميع بشكل عام، وساهمت بشكل كبير في نمو البرمجيات وتطويرها، إلا أن استخدامها على نطاق واسع اعتبر سلبيًا من قِبل الكثيرين.
غالبًا ما يُركز هذا النقد على غياب التنظيم الذي قد يفتح الباب أمام العديد من القضايا القانونية.
في محاولة لتسوية هذا الجدل، لجأ مجتمع البرمجيات مفتوحة المصدر إلى تطبيق مخططات تصنيف - تعتمد عادةً على أحكام حقوق النسخ كوبيليفت (copyleft) لتحديد حالات الاستخدام المناسبة لنموذج تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر.
 
تأثير الذكاء الاصطناعي على مستقبل البرمجيات مفتوحة المصدر
تتمتع البرمجيات مفتوحة المصدر بآفاق واعدة على المدى الطويل؛ فتأثير الذكاء الاصطناعي على هذا المفهوم يُحسّن من قيمتها. كما أن توافر أنظمة الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر يُتيح أداءً أفضل لقطاع أوسع.
عند استخدام الذكاء الاصطناعي مفتوح المصدر في سياق تطوير نظام بيئي برمجي جديد، يُمكن للذكاء الاصطناعي تبسيط عملية التطوير وتعزيز الابتكار، مع دعم مجتمع "البرمجيات مفتوحة المصدر". إن نموذج الذكاء الاصطناعي الرائد ديب سيك (DeepSeek) خير دليل على ذلك، حيث يختبر الباحثون مدى قدرة نماذج المصادر المفتوحة على أداء المهام العلمية - في مواضيع من الرياضيات إلى علم الأعصاب الإدراكي.
فقد طرحت ديب سيك نسخة من منتجها (ديب سيك-آر 1 (DeepSeek-R1)) كنموذج "استدلال" لذكاء اصطناعي رخيص وقوي؛ ما دفع العديد من الباحثين في تطوير تطبيقات للذكاء الاصطناعي لاستخدامه مجانا. دفع هذا الاستخدام الواسع الى ارتفاع حاد في سوق الأسهم الأمريكية، كونه يعمل على مصادر مفتوحة.
بالنسبة للباحثين، يمكن أن يكون رُخَص ديب سيك- آر 1 وانفتاحه بمثابة عوامل تغيير: باستخدام واجهة برمجة التطبيقات (API)، يمكنهم الاستعلام عن النموذج مقابل جزء بسيط جدا من تكلفة المنافسين، أو مجانًا باستخدام روبوت الدردشة عبر الإنترنت ديب ثنك (DeepThink). كما يمكنهم أيضًا تنزيل النموذج على خوادمهم الخاصة وتشغيله والبناء عليه مجانًا - وهو أمر غير ممكن مع النماذج المغلقة المتنافسة مثل آو وان من أوبن أي آي. 
إن هذا يشكل نموذجا ساطعا على ما يقدم لمطوري الذكاء الاصطناعي بحسب كفاءة وقدرات منتجي البرامج لتوفر للاستخدام المجاني حسب حاجات المطورين لوضع نماذج أكثر تطورا، لتدخل في دائرة التطور المستمر المجاني.
منذ إطلاق ديب سيك- آر 1، في 1 يوليو (تموز) من عام 2024، كان "الكثير من الباحثين" يحققون في تدريب نماذج التفكير الخاصة بهم، استنادًا إليه ومستوحاة منه، هذا مدعوم ببيانات من هاكنك فيس (Hugging Face)، المستودع مفتوح المصدر لعلوم الذكاء الاصطناعي الذي يستضيف برنامج ديب سيك- آر 1.
في الأسبوع الذي انقضى منذ إطلاقه، سجل الموقع أكثر من ثلاثة ملايين عملية تنزيل لإصدارات مختلفة من ديب سيك- آر 1، بما في ذلك تلك التي تم بناؤها بالفعل من قبل مستخدمين مستقلين.
يرجع الكثير من الإثارة حول ديب سيك- آر 1 إلى أنه تم إصداره كـ "تطبيق مفتوح"، مما يعني أن الاتصالات المكتسبة بين الأجزاء المختلفة من خوارزميته متاحة للبناء عليها. ويمكن للعلماء الذين يقومون بتنزيل ديب سيك- آر 1، أو أحد الإصدارات "المخففة" الأصغر حجمًا التي أصدرتها ديب سيك أيضًا، تحسين أدائه في مجالهم من خلال التدريب الإضافي، المعروف باسم الضبط الدقيق، وفي حالة وجود مجموعة بيانات مناسبة، يمكن للباحثين تدريب النموذج لتحسين مهام الترميز الخاصة بالعملية العلمية. 
إنّ القدرة على تنزيل ديب سيك- آر 1 ونشره على نظام محلي هي أيضًا ميزة إضافية للخصوصية، لأنها تسمح للعلماء بالحفاظ على السيطرة على بياناتهم ونتائجهم. إن هذا مهم بشكل خاص للتخصصات التي تنطوي على بيانات حساسة وخاصة، مثل البحث الطبي.
ابتكرت ديب سيك نماذجها المخففة من خلال تعليم قدراتها على "الاستدلال" لنماذج لغوية كبيرة أخرى، مثل ميتاز أل لاما (Meta's Llama). تكشف النسخة الأولية من ديب سيك، المنشورة على أركف (arXiv) في 22 تموز| يوليو 2024 أنها فعلت ذلك من خلال تدريب نماذج اللغة الكبيرة هذه على 800000 مثال منظم لاستجابات "سلسلة من الأفكار" خطوة بخطوة، والتي أنشأها ديب سيك- آر 1.
هناك الآن نموذج مفتوح المصدر يطفو حول الإنترنت يمكن استخدامه للتمهيد لأي نموذج أساسي آخر قوي بما فيه الكفاية ليكون مُستدلًا للذكاء الاصطناعي. لقد اتخذت قدرات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم خطوة واحدة للأمام.
كما يطبق الباحثون أيضًا التعلم التعزيزي - تقنية التجربة والخطأ والمكافأة المستخدمة لإنشاء ديب سيك- آر 1- ولكنهم يصقلونها لمهمتهم المحددة. 
 
ماذا سيحدث لاحقا؟
في العقد الماضي، كان التقدم السريع للذكاء الاصطناعي، في جزء كبير منه، بسبب الانفتاح من قبل الأكاديميين والشركات على حد سواء، حيث أن جميع أدوات الذكاء الاصطناعي الرئيسية لدينا هي مفتوحة المصدر.
لكن في السباق لتطوير ذكاء اصطناعي أكثر قدرة، أكد تطور ديب سيك على تأكيد مفهوم "من كل حسب كفاءاته، ولكل حسب حاجاته" عبر كفاءة ما يقدمه الأكاديميون عبر نشرياتهم مفتوحة المصدر والوصول المجاني لهذه المصادر من قبل منتجيها.
وإذا كان التاريخ هو أي شيء يجب أن نمر به، فنحن نعلم أن الافتقار إلى الشفافية هو محفز للسلوك السيئ في مجالات التكنولوجيا.
إن تواجد ديب سيك للاستخدام المجاني العام عالج الانحراف الجشع للشركات الاحتكارية، وهذا يمثل بداية العصر الذهبي للذكاء الاصطناعي.
 
المصادر