أيار 02
في الطيفِ الحُلُميْ
أَو في الصحو الفَجْريْ
لا أعرفُ بالضبطِ متى
أَفرشُ منديلاً أَزرقْ
بحجمِ البحرِ وأَعْمقْ
لكنَّهُ أَجملُ زرقةً
وفيروزاً ولا زوردْ؛
 أَفرشُهُ وأَعني المنديلَ
على رملِ الايام
فيَبْتَلُ بمياهِ حضورِكِ
حيثُ لا مسافات
ولا وحشة منفى
ولا هواجس غياب
لأنَّكِ حاضرةٌ وخالدةٌ
في القلبِ والروحِ والذاكرةْ
 
 
أَينَكِ الآنَ ؟
ياطفلةَ الماءِ
والقصائدِ الجريحة
والذكرياتِ الجارحة
والألوانِ القزحيةْ
والأحلامِ المنهوبة
والأَغاني الشجيةْ
 و (للناصريهْ
      للناصريهْ
بو جناغ أَروحْ وياك
للناصريهْ ...
وبثْنين إِديَّهْ ...
 بثْنين إِديَّهْ
تعطشْ وشَرْبَك مايْ
بثْنين إِديَّهْ )*
 
 
سلاماً سيدةُ الشغفِ
 والترفِ والعنفوانْ
وسلاماً يا إمرأَةَ المرايا
واللوحاتِ والهدايا
وأَميرةَ الألوانْ
سلاماً ...
سلاماً ...
سلاماً عليكْ
وعلى روحكِ السومريَّةْ
وهْيَ تتلألأُ في قلاعِ
وزقّورات : أُور
وأَريدو ولكَشْ ولارسا **
وفي المتاحفِ
والمنافي
والمراسِمِ
والكَاليريهاتْ
وسلاماً على اللونِ
 والكونِ والطينِ
وهوَ يُحَنّي يديكِ
فَتُضيءُ الحياةْ
 
 
إشارات :
* للناصرية: أُغنية من الفلكلور الشعبي العراقي؛ وقد تغنّتْ بها مجموعة من الفنانات والفنانين العراقيين والعرب القُدامى والمعاصرين والشباب؛ وكذلك ترنَّم بها وبصوته الشجي الشاعر الكبير مظفّر النواب.
 **  قلاع وزقّورات : أُور وأَريدو ولكَشْ ولارسا من آثار الحضارة السومرية الخالدة.