أيار 17
 
 
     -1-
 
غيمتانْ
ضَلّتا دربَهُما بين الغُيومْ
التقتا فوقَ جَبَلْ
قالتِ الأولى: دعينا وحدنا           
نتحرّى أمرنا
دونَ خوفٍ و هُمومْ.            
بعد إطراقةِ رأسٍ و  وجلْ
قالتِ الأخرى: دعينا نختفي
في مغارةْ
بين أحشاءِ الجبلْ
فأنا مثلكِ،
لا أرغبُ أَنْ يرشفني الدّمعُ
و  أخشى أَنْ أذوبْ.
عصفت ريحٌ غَضوبْ
هاجتْ الدنيا فما قاومتا
باِكتئابٍ واِختناقٍ بَكَتا
و بإغماضةِ جفنٍ،
ذابتا.. و  اِختفتا
 
  -2 -    
 
غَيْمَةٌ
قالتْ لها عاشقةٌ:
أتمنى أن أكونْ
غيمةً تُشبِهُكِ
أتهادى في الفضاءْ.
ردّتِ الغيمةُ: إنّي         
لا أرى عاشقةً أجملَ منّي     
و أنا غيريَ مثلي لا يكونْ.
قالتِ العاشقةُ الظمأى: اِرحميني
و اِغمريني
بحنانِكْ
طَهّريني، و اِطلقيني
في فضائِكْ
و دَعيني
أعشقُ الأرضَ، كما أهوى السماءْ
ردّتِ الغيمةُ: لا تنتظريني
فأنا ....!
قبلَ أنْ تَسْتكمِلَ الجملةَ
صارتْ مطرا