نيسان/أبريل 28
 
أيُّها الغريبُ .. .
موطنُ الأحبابِ موطنُكَ
والشوقُ والحنينُ يسكنُكَ
يمضي الزمانُ ويلي زمانٌ
وأنتَ كنشيدِ بلادي حزين
تَعُدُّ الخطواتِ وتمضي
لتُفتشَ في الطرقاتِ عنكَ
فترى فيكَ أحباءً يأتونَ ويمضونَ سائرين
ترمي وراءهم قبلةً وذكرى ومواعيد
وفي كلِّ بردٍ وشتاءٍ
تلعنُ العبءَ الذي
يجرحُ الصمتَ حتى البكاء
كما يشقى الحلمُ في نومِ الغريب
تشُمُّ روائحَ الأهلِ والحبيب
من حبٍّ طريٍّ
ومن نبعٍ سخيٍّ
من أعراسِ الفصولِ
ومن وطنٍ أمين
أستَبَدّت فيهِ حكاياتٌ جميلة
في كتابِ العشقِ والانتظار
فتشتاقُ وتحنُّ وتشتهي
ثمَّ يُدميكَ ولا تنتهي
شاحباً أنتَ كشمسِ الغروبِ
تهبُ ذراعيكَ للرياحِ
تعانِقُ نفسَكَ اليتيمةَ وتُكمِلُ
ومن منفى إلى منفى
يطويكَ العمرُ والذكرى
ولا تذكرُ من عيونِ الحبيبةِ
إلاّ مدناً ضائِعةً تأتي وتغيب
ولم تسألْ سوى عن صراعاتِ الشعوبِ
ومن أيِّ إلهٍ كافرٍ جاءنا هذا الخراب؟
ذاكَ أنتَ أيُّهُا الغريب
لا تعبأ بطرقاتٍ وترحال
تحمِلُ عبءَ وطنِكَ والفقراءَ وبؤسَكَ
ويقتادُكَ هذا النزيفُ
إلى مآسي الزمنِ البخيلِ
هكذا نحنُ، يا صاحبي
نعيشُ في مرارةِ ال(ما بين)
لا أرضَ لنا
ولم نعثرْ على وطنٍ
لنا فيهِ سماء
هكذا علينا حكمَ الأوغادُ
والذينَ سرقوا منّا أوطانَنا
وخبزَنا، وأرضَنا ، وأيامَنا
لم يكترثوا عندما قتلونا
لكنّهم لن يفلتوا من العقابِ
ما بينَ كلِّ حشرجةِ الحنينِ
وزفرةِ الشوقِ والآهِ
ما زالَ الوطنُ شامخاً فينا
والشمسُ فيهِ تولدُ ويتجدَّدُ
نقبِّلُ ترابَهُ ونُمجِّدُهُ
فالوطنُ أبداً لا يموتُ
من أولِ التأريخِ
حتى آخرِ التَّمني...
جُنينة گورگيس
 
جنينة كوركيس شاعرة مقيمة في كندا