أيار 14
 
   اعتقد أن لـ "الثقافة الجديدة" مكانة خاصة في المساحة المعرفية لعراقنا وفي ضمير الغالبية العظمى من مثقفي العراق منذ الخمسينات من القرن الماضي وحتى الآن . وواقعا فإن شعارها الخالد "فكر علمي... ثقافة تقدمية" ولوكو المجلة نفسه ظلا مطبوعين في ذهني من ايام قديمة ترجع الى المراهقة بل ان مكتبها، قبل اكثر من خمسين عاما، في ساحة التحرير في الباب الشرقي وزاويته ظل مطبوعا في ذاكرتي، اذ كنا، نحن الشباب، ننظر له باعتباره احدى منارات الثقافة التقدمية الممنوعة لسنوات عديدة.                                                                                                                                    
لعبت "الثقافة الجديدة" دورا بارزا في تشكيل وعي جيل واسع من الشباب طيلة عقود عديدة وصولا الى مرحلة تغييب الفكر التقدمي مع صعود الديكتاتورية والعسكريتاريا ودخول العراق طور الديكتاتورية الصارخة وحروبها العبثية.
 ظلت "الثقافة الجديدة" على مدى عقود عديدة المنبر الفكري الاكثر رصانة في المشهد الثقافي والفكري في العراق ولم تستطع الديكتاتورية بالرغم من كل امكانياتها ان تفرض بديلا فعالا ومؤثرا لها..  
كما ظلت" الثقافة الجديدة" امينة لشعارها في الفكر العلمي والثقافة التقدمية وحريصة على نشر كل ما هو رصين في الثقافة ويمثل الوجه الناصع من الفكر الانساني.
لم تفارق "الثقافة الجديدة" الالتزام بذلك التوازن الدقيق بين سعة مساحة المثقفين المعنيين برسائلها وبين المنهج الاكاديمي والعلمي في مفردات مساهماتها.                                           
 بعض المقترحات لتطوير مسار "الثقافة الجديدة"
  • مواكبة تطورات العلوم والتكنولوجيا في تأثيرها على مناحي الحياة المختلفة (البيئة ، الذكاء الاصطناعي، الجينوم، التغيرات المناخية، الطاقة النظيفة، الخ).
  • مواكبة تطورات المشهد الثقافي والفكري في بلدان العالم المختلفة.                                                                                         
  • توسيع شبكة المساهمين وخلق "بنك " للأسماء الفكرية والثقافية والعلمية وتأصيل الصلة بها وضمان ديمومة التواصل والدعوة للمساهمة.  
  • تنشيط وتكريس "الملفات" والطاولات المستديرة لتغطية مستجدات الأوضاع فكريا وسياسيا وعلميا.
  • تنشيط مساهمة العقول العلمية الثقافية والفكرية المنتشرة في الشتات، خاصة في الترجمة في الحقول المختلفة ونقل تجارب شعوب وحركات بلدان الشتات.