أيار 19
 
بالنسبة لي، تعني مجلة الثقافة الجديدة مصدرا ثريا للمعرفة والثقافة العلمية. أحب قراءة مقالات الاقتصاد والاجتماع والتاريخ القريب التي تنشرها المجلة، وأستفيد من رؤى وآراء الكتاب والنقاد الذين يشاركون فيها، وأعتبر المجلة منبرا للأفكار التقدمية والتحررية التي تسعى إلى التغيير الفاعل في المجتمع. أحترم التنوع والحوار الذي تتسم به المجلة، وأقدر جهودها في نشر الثقافة والاداب والفنون بين عامة ابناء الشعب. إنها مجلة فريدة من نوعها، لأنها ليست مجرد منبر للأدباء والمفكرين، بل انها جزءا لا يتجزأ من الحركة التقدمية الثقافية والسياسية والاجتماعية في العراق.
 
من بين الإسهامات التي قدمتها المجلة وبحسب معرفتي المحدودة، نذكر: نشر مؤلفات كبار المثقفين والأدباء والنقاد في العراق، مثل كاظم حبيب وزهير الجزائري وعزيز سباهي وكامل شياع ومصباح كمال وكاظم المقدادي، وغيرهم. كما نشرت ترجمات لأعمال أدبية وسياسية عالمية. وكانت المجلة من أولى المنابر التي أطلقت حوارات مع عدد من الشخصيات الثقافية والفكرية والادبية المتميزة.
 
من المهم أن أذكر أن تأثير المجلة على نفسي كان عميقا جدا عندما قامت بنشر مقابلة معي، وكان هذا هو أول حوار من نوعه مع عالم أكاديمي مهتم بالتربية والتعليم. كانت مقابلة مفيدة وممتعة، وأشكر المجلة على إتاحة هذه الفرصة لي.  كما أسعدني أيضا أن أرى موضوعا علميا حول الذكاء الصناعي من قبل الدكتور عادل مطلوب وحول الثورة الرقمية للدكتورة نزهة عمور، وأتمنى أن تواصل المجلة نشر هذه المواضيع العلمية لتوسيع نطاق اهتماماتها وتغطية المواضيع العلمية والتكنولوجية كجزء مهم من ثقافة القرن الواحد والعشرين. فالذكاء الصناعي هو مجال حديث ومتطور، يهدف إلى تحسين قدرات الإنسان وحل مشكلاته بطرق ذكية وفعالة ومثله مثل كثير من مجالات العلوم والتكنولوجيا.
 
أعتقد أن دور المجلة في المشهد الثقافي والسياسي والاقتصادي كان مهما للغاية على مدى العقود السبعة الماضية. فقد ساهمت في إثراء الحياة الثقافية في العراق، وأضافت لها بعدا نقديا وتحليليا. كما قامت برصد وتفسير الأحداث والظواهر التي شهدها العالم في هذه الفترة وقدمت رؤى وحلول لكثير من المشكلات التي تواجهنا. وكانت المجلة صوتا للحرية والعدالة والديمقراطية، ودافعت عن قضايا الشعوب والأمم، وخصوصا قضايا الشعب العراقي المهمة رغم كل محاولات السلطات المختلفة وما استخدمته من اليات القمع والمنع والارهاب.
 
وأود أن أذكر بعض المقترحات التي يمكن أن تساهم في تطوير المجلة لكي تبقى وفية لشعارها وتستمر في نشاطها. يمكن تضمين هذه المقترحات ولكن بشكل غير حصري:
 
- زيادة التفاعل مع الجمهور الثقافي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإطلاق استطلاعات للرأي ومسابقات ثقافية.
- توسيع نطاق التغطية لشمول الموضوعات والظواهر الجديدة التي تهم المجتمع، مثل العلوم والتكنولوجيا والبيئة والصحة.
- دعم المواهب الشابة في مجالات الإبداع والنقد والترجمة، وتشجيعهم على المشاركة في المجلة.
- تنظيم ندوات ومحاضرات وورش عمل ثقافية بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات الثقافية.
- تحسين جودة التصميم والطباعة والتوزيع للمجلة.
 
إن مجلة الثقافة الجديدة هي شاهد على تاريخ غني ومتنوع للثقافة العراقية. هي مجلة تستحق التقدير والإشادة، لأنها تحمل في صفحاتها قيما إنسانية وفكرية لا تزول بزوال الزمان. أعتقد أن قراءة هذه المجلة تفيد كل من يهتم بالثقافة والأدب والفكر، وتساعده على فهم جذور المشكلات التي نواجهها اليوم، وإيجاد حلول مبدعة لها. واخيرا، أود أن أشكر هيئة تحرير المجلة على جهودهم المتواصلة في إثراء المحتوى الثقافي والعلمي، وأتمنى لهم مزيدا من التقدم والنجاح.