أيار 19

    من ما يفتخر به تخطي عقود السنين بإنجازات اعتمدت الثقافة كهدف ممنهج يعتمد جدلا فكريا يعلن مشروعية التنوع بل ضرورته، لصناعة تداول ثقافي يثري الخاص في العام.

 هكذا كانت وما تزال (الثقافة الجديدة) تستهدف تقبلا معرفيا يعلن أن الاختلاف في جدل الفكر ينتج ولادات جديدة لا يمكن أن تتوقف عند حد ما،  فالحركة والتحول صورة بناء واستمرار حياة.

إن هذه العقود السبعة اثمرت انجازات اعتمدت فكرا يقدم التنوير كهدف ينطلق من جوهر بنيته الثقافية التي ابتنت وعيا متحركا يواكب متحولات الزمن الابستمولوجي.

(الثقافة الجديدة) مؤسسة تقدم الفلسفة والادب والفن وتقرأ المعارف بكل صور تخصصاتها ارست فكرة تجابه افرازات العولمة التي اعتمدت المادة بسعرية التجارة البخسة، انها صورة معرفة تعلن ان المستقبل هو الغاية، وهي بذلك حققت منطلقاتها في بناء وعي جماهيري لفضائها الفكري لتؤسس جدلية علاقة بينها وبين قرائها.

إنّ سنوات الانجاز الطويلة لم تكن سهلة ومعبدة الطريق لولا من تحمل مسؤولية مهامها بوعي استثنائي لمتغيرات الضواغط والعمل على تحييدها بإحالة الوعي الى منظومة عمل حققت تداولية استفزت العقول المكبلة بأيقونات الانغلاق المعرفي لتؤسس انفتاحا في الثقافة جعل من القارئ لها مشاركاً في طاقة جدل فكري يتلمسه كتابها. وها نحن أمام اضاءات تكشف ان طريق (الثقافة الجديدة) ينحت بعقول التنوير.