أيار 19
 
 
    تعد مجلة الثقافة الجديدة الوجه الحقيقي لمعنى اسم الثقافة الجديدة فهي جديدة في كل عدد يصدر منها، تقدم للقارئ العراقي وغير العراقي دراسات ومحطات ثقافية متنوعة ما بين الفن والجمال والأدب والدراسات التحليلية والسياسية والاقتصادية وقراءة لسير المفكرين العراقيين منهم وغير العراقيين في سرد يتميز بالحيادية والموضوعية واحترام الرأي والرأي الاخر وعدم فرض سلطة الكاتب الذاتية في كل ما يطرحه من آراء ونقاط معينة يريد ايصالها للقارئ. من هنا شكلت الثقافة الجديدة هويتها المتميزة في طرح الآراء كافة، ليبقى الحكم للقارئ في تقبل ما ورد فيها من نقد وتحليل. لقد طرحت تلك الموضوعات المتنوعة العديد من المنطلقات الفكرية المختلفة في شتى المجالات الحياتية والإنسانية، وتنوعت في كتابها الذين يشاركون فيها بمقالاتهم وبحوثهم المتنوعة من خارج وداخل العراق متواصلين مع ادارة التحرير التي جعلت لهم الابواب مشرعة من اجل ايصال صوت الحق والنقد البناء الذي من شانه تصحيح العديد من المسارات التي تحاول النيل من الثقافة والفكر العراقي بشكل خاص والإنساني العالمي بشكل عام.
خلال السنوات الاخيرة لاسيما في مراحل اتسمت بالتعقيد في المشهد العراقي بشكل خاص وعدم الاستقرار السياسي والمجتمعي مرورا بالتحولات السياسية المضطربة والاحتجاجات الشعبية وصولا الى جائحة كورونا وما نتج عنها من تغييرات واسعة وهائلة في ميدان الطباعة والنشر والتوجيه والسعي نحو احتواء الازمة القاتلة فضلا عن صعوبات النشر والطبع والتوزيع حتى غدت المجلة توزع الكترونيا حالها كسائر حالات النشر الالكتروني الذي نشط في خضم الجائحة بشكل قياسي وفاعل. وعلى الرغم من ذلك وبعد سنوات اضمحلال الجائحة بدأت الثقافة الجديدة تعاود النشر ورقيا، فضلا عن استمرارها الكترونيا لتوزع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي لجميع الكتاب والمثقفين داخل وخارج العراق، ويستمر التفاعل معهم بشكل متميز وجيد. واليوم تستمر الثقافة الجديدة بزهوها وارتباطها بمرجعياتها الفكرية والاجتماعية والأيدلوجية لتحقق وتتواصل مع هدفها النبيل السامي (فكر علمي.. ثقافة تقدمية).
من خلال اطلاعنا ومشاركتنا في كتابة العديد من الدراسات والمقالات في مجلة الثقافة الجديدة التي نؤكد أنها قد حققت مسارا تصاعديا متميزا في الحركة الثقافية داخل الوطن وخارجه ولاسيما في حجم موضوعاتها المتعددة والمتنوعة وحرص اسرة التحرير على نشر وجهات النظر والأفكار المتنوعة والمختلفة. فالطباعة بدأت ترتقي من حيث دقة التنفيذ والنشر وخصوصية الغلاف الذي يرتبط بالإرث الجمالي الفني للعراق وتنوع الاعمال الفنية فيه، والتي تبين لنا وللجمهور القدرة الإبداعية للفنان العراقي وأساليبه الفنية والجمالية والتعبيرية. كما تحتاج المجلة الى وضع العديد من الصور التي ترتبط بمضامين بعض الدراسات المختلفة ولاسيما النظرية منها، وبالإمكان ان تكون الصور التي يتحدث كتابها عن الدراسات الجمالية ملونة كي يكون الموضوع اكثر جمالا وذا قيمة تعبيرية تصل للقارئ بسهولة من خلال قيمة الصورة الجمالية كجذب بصري يحمل طاقة هائلة ومعبرة. كما تفتقر المجلة المهمة في حجم دراساتها وأسماء كتابها الى الترويج والانتشار والتسويق، اذ يقتصر وجودها حصرا في بعض الاماكن ولا تخرج المجلة المطبوعة اكثر من حدود بغداد الى المحافظات على اقل تقدير، اذ يقتصر الناشر على ارسالها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لذلك لا بد من تفعيل ودراسة عملية التسويق والتوزيع نظرا لما تمثله مجلة الثقافة الجديدة من ثقل فكري متميز، متمنين لها الازدهار والتقدم ولهيئة التحرير الموفقية والعمر المديد والتواصل الدائم والنشاط والحيوية التي عودتنا عليها.