تلقينا وبشكل مفاجئ وببالغ الأسى والحزن نباء رحيل الدكتور بارق شبرّ، المنسق العام لشبكة الاقتصاديين العراقيين. بادر الراحل بتأسيس نواة هذه الشبكة ونظامها الداخلي مع مجموعة من أصدقائه الاقتصاديين والمعنيين بالشأن العراقي والإقليمي والدولي، في عام 2009، بهدف جمع نخبة من الباحثين والكتاب للمساهمة في نشر انتاجاتهم المهنية والفنية والمعرفية على منبر هذه الشبكة، في مجال: التطوير الاقتصادي والاجتماعي والسياسات والبرامج التنموية، وتوسيع الآراء والمناقشات بشأن هذه المسائل المهمة والملحة، وتقديم خدمات وطنية في عملية التنمية المستدامة، ذات ابعاد اقتصادية واجتماعية في العراق اليوم.
كان الراحل مهتماً وحريصاً بدرجة عالية على تطوير وتحديث برامج الشبكة باستمرار، مع إرسال ما ينشر من المقالات والأبحاث الى الكتاب المشاركين في الشبكة، للاطلاع على محتوياتها و/أو المشاركة في كتابة تعليقات ومداخلات عليها، بهدف توسيع النقاشات في المواضيع المنشورة، وتحفيز أكبر عدد ممكن من المساهمين على الكتابة في موقع الشبكة، مع التأكيد على جودة نشر الأبحاث والمقالات. وكان الراحل يعمل باستمرار وخاصة في الفترات الأخيرة، وهو راقدّ في المستشفى في نشر وتحديث الموقع، وباستمرار التعاون والمساعدة الكريمة والقيمة من الزميل مصباح كمال والدكتور همام المسكوني في تحرير واعداد المواد للنشر.
أكمل الراحل مراحل دراسته الجامعية وحصل على درجة الدكتوراه في العام 1980، بتخصص فلسفة في اقتصاديات التنمية من جامعات في المانيا الغربية سابقاً. ساهم الفقيد بعدد كبير من المقالات والابحاث القيمة بالشأن الاقتصادي/ الاجتماعي العراقي والدولي والمنشورة على موقع الشبكة، كما وانجز مع آخرين عدد من البرامج التلفزيونية، كرست لمواضيع متنوعة عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية العراقية، وبالخصوص بعد الاحتلال عام 2003. وشارك في العديد من المنتديات والمؤتمرات المتنوعة، كما وعمل أيضا في عدة مؤسسات دولية كخبير دولي لإصلاح الاقتصاد، وفي بعض الدول العربية، منها: مصر، والامارات والسعودية، والاردن، والعراق وغيرها، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين بلد إقامته، ألمانيا، مع هذه الدول.
ورد في ميثاق تأسيس الشبكة في عام 2009، العمل على دعم وتنمية وتحفيز الباحثين الاقتصاديين الشباب، للمشاركة النشطة في المساهمة والكتابة على موقع الشبكة. وعليه بادر الراحل الى إعداد مشروع بذلك وبالتعاون مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي في عام 2020، وكذلك التنسيق مع مجلة الثقافة الجديدة بهذا الخصوص.
ان رحيل الدكتور بارق في هذا الوقت يعتبر خسارة كبيرة على تحقيق اهداف الشبكة النبيلة، الذي كرس الفقيد جزءاً كبيراً من وقته لذلك. لذا نتمنى من جميع المشاركين في تأسيس الشبكة التعاون لاختيار من هو راغب وقادر بأن يأخذ زمام الامر بيده، والسير قدما للحفاظ على استمرارية الموقع، وبالتآزر والتضامن من لدن الباحثين وكتاب الشبكة، لاختيار منسق عام وهيئة التحرير للموقع، وذلك امتدادا وتقديراً للراحل ومواصلة لإكمال إرثه في مشروعه المعرفي.
كما ونشكر هيئة تحرير مجلة (الثقافة الجديدة) على مبادرتها القيمة والجميلة في إعداد ملف خاص بالراحل،
تقديراً لمنجزاته في حقل الاقتصاد، وانشاء موقع خاص لجمع كتاباته الاقتصادية والاجتماعية على شبكة الاقتصاديين العراقيين تكريماً لموقعه كمنسق عام لها، منذ تأسيسها في عام 2009 وحتى يوم رحيله الأبدي.
وبهذه المناسبة الأليمة والحزينة، نشاطر عائلة واهل الفقيد بخالص مشاعر المواساة، ونقدم تضامننا الحار مع ذوي الفقيد، وجميل الصبر والسلوان للجميع، آملين ان تكون هذه الفاجعة الكبيرة نهاية مكروهم، والعمر المديد لهم. وتبقى دوماً ذكرى د.بارق طيبة في قلوب كل من تعرف وعاشره وعمل معه، والرحمة على روحه الطاهرة.
صباح قدوري
14 تموز/يوليو 2024