أيلول/سبتمبر 12
   
  ضع الكذبة الكبرى كي تنام
أنفقتُ عشر سنين من عمري بسبب كذبة كبيرة.
وفي عشرينيات عمري، تخلّيتُ عن حلمي هذا في أنْ أكون كاتبا، لأنه قيل لي: إن الكتابة لا يمكن تعلّمها. لأنّ الكتّاب يولدون، هكذا يقول الناس. فأنت إما تأخذ بهذا أو لا تأخذ. واعتقد أنني مأخوذ بهذا.
 وكانت جهود كتاباتي الأولى لم تأخذ بهذا، لأنني محكوم به. وفي مدرستي الثانوية في اللغة الانجليزية. وفي الكليّة، أخذت دورة تعليمية على يد راموند كارفر، واطلعت على المادة التي يكتبها، وقارنتها مع المادة التي في حوزتي. ولم اجد الى ما يؤشر ثمة تشابها بينهما، ذلك إنّ الكتابة لا يمكن أنْ تُعلّم. ورحت أصدّقها. وتوقعت أن أتعلّمها. وهكذا، اخترت مادة أخرى. كأن اذهب الى مدرسة الحقوق، واختار دراسة قانون صارم. وبذا، لنْ اتخلى عن ذلك، ففي الرابعة والثلاثين من عمري، قرأت مقابلة مع محام كان قد سبق له أنْ أصدر رواية. وما قاله لي كان كما لو أنّ سهما قطّع انفاسي. إذ كرر أنه تعرض لحادثة كادت أن تصيب مقتلا. وفي المستشفى وفروا له حياة أخرى. وقرر شيئا واحدا هو أنه يطمح أن يكون مبدعا بما يكتب، ويكتب، حتى وإنْ لم يطبع أي عمل من أعماله، وهذا ما يريده ايضا. حسنا ! انا ابغي هذا.
ولكن الكذبة الكبرى ما زالت هنالك، تحوم حول أّعماق تلافيف مخي، وتسخر مني. وبخاصة حين شرعت أمارس حرفة الكتابة. وفي الرابعة والثلاثين من عمري، قرأت مقابلة مع محام سبق له وأنْ طبع رواية، قال لي كما لو ضربة قطّعت أعماق تنفسي. حيث قال: إنه تعرّض الى حادثة كادت أنْ تطيح به. وفي المستشفى منحوه فرصة أخرى. وقرر شيئا واحدا هو ان يكون كاتبا. وسيكتب ويكتب حتى وإن لم يحصل على فرصة طبع النتاج، وهذا ما يريده، حسنا، ولكن انا أريده أيضا!
ولقد خرجت لشراء كتابي الأول عن هذه الحرفة، كما ابتعت رواية عقدة الرواية، كتابة لورنس. كما إشتريت كتاب حقل فيلد عن سيناريو الكتابة. ذلك أنّ أيّ شخص يسكن في لوس انجلز، والذي له إصبع منافس يتطلب منه أن يكتب عن سيناريو الكتابة. وخرجت لشراء كتابي الأول عن حرفة الكتابة. كما رواية Syd Field عن كتابة السيناريو، ذلك أنّ أيّ شخص يسكن في لوس انجلز ويملك ابهاما مناسبا يتطلب منه أن يكتب سيناريو. وقد اكتشفت اغلب الاشياء المعوقة. والكذبة الكبرى في الكتابة كانت كذبة كبرى حقا. وبامكان الشخص ان يتعلم كيف يكتب، لأنني متعلم وتحوّلت إلى مخطط سعيد، بينما كنت في وضع مخاض الكذبة الكبرى، فإنّ الشيء المحبط تعلّقا بي، كان هو الحبكة. لأن ّما كتبته لم يكن بالمستوى المطلوب. فقد قرأت القصص القصيرة، فضلا عن الروايات، وأني لمندهش كيف انجز الكتّاب اعمالهم، وكيف حصلوا على مادة هذه القصص القصيرة؟
ولكن، حين شرعت أتعلم الحرفة، رأيت أنّ الحبكة، تتضمن عناصر ينبغي تعلّمها، ووضعها في مكانها المناسب، كي تكون النتيجة قصة قوية. مازلت أتذكر، ذلك اليوم الذي هبط عليّ الوحي كما أزعم، وكنت مستوعبا له. وفجأة، شعرت أنّ ثمة شيئا ما ينقر في رأسي، وراحت الدرر تنثال متساوقة في أعماقي. وبعد مرور عام، إخترت شاشة، ومن ثم أخرى، وكتبت رواية. وطبعتها أيضا. وفجأة، تنفست الصعداء، وتطلّعت من حولي. وبطريقة ما، تساءلت، كيف قد تعلّمت كتابة سرد الرواية. وانتهت مباراتها، وشرعت بتدريس الآخرين ما قد درسته، وتعلّمت كيف اكتب روايات بعد ذلك. ورأيت أنْ يظهر كتّاب جدد، ليعرفوا أنهم ليس محكوم عليهم أن يراوحوا في مكانهم. فبإمكانهم أن يتعلموا الحرفة. كما تعلمتها انا. فأنا لا اعلم نظرية خيالية هي عبارة عن مصاميل ومسامير حسب، واشياء تعمل من اجلي، ولأولئك الكتاّب الجدد الذين استطاعوا أن يفهموا ويستخدموا بصورة صحيحة الان. وثمة شيء مضحك قد حدث. إنّ بعض طلابي شرعوا يبيعون نتاجاتهم المطبوعة. ما زلت أجد هذا، اكثر اقناعا للصفقة برمتها، وهذا ما آمله أنك ستتعلمه. ودعنا نحلّ محلّ الكذبة الكبرى محل الحقيقة، تلك الحقيقة هي الحرفة التي يمكن تدريسها، وتلك التي تتعلمها بإجتهاد وممارسة ومكابدة بامكانها أنْ تحسّن كتابتك. ويعد هذا أحد الكتب التي يمكن ان تكون ممارسة ونتيجة كما حدث لي. الحصول على الدافع: أتذكر التاريخ الدقيق الذي قررت فيه أن اكون كاتبا، ونقشت هذا في دفتر يومياتي.
إن مدرّستي لكرة السلة كانت صارمة، فإنْ كان الأمر يعود لي، فإنني سأنفق ممارسات لإطلاق إشارات القفز. بيد أنّ عربة القفز تطلبت منا أْن نقوم بتمارين رئيسة، مثل سباقات الركض السريع. ولكن العربة تجعلنا نقوم بتمارين أساسية مثل، دحرجة الكرة، مناولة الكرة، تحديد اللقطات، ولكن، بالطبع، ان سباقات الرياح المرعبة لا تني أن تكون عابثة. فأننا جميعا حين يحين وقت اللعبة فإننا جميعا نكره ما يسمى بالكدح، ولكن ماذا نفعل، فقد حان وقت اللعبة. ورغم ذلك، فإننا نعرف تماما نحن اللاعبون الافضل، وإنّ كل فرقه تنجز عملها. وإن كنت تريد تكسر من خلال هذا الشيء الذي يطلق عليه الحرفة او المنجز، فإن بك حاجة الى عربة التخطيط. اسحبهم ليناسب الافضلية. ولكن استخدمهم. إنك ترغب في الحصول على النتائج. انا اتذكر، كان هذا اليوم بالضبط الذي قررت فيه تماما ان اكون كاتبا في الكذبة الكبيرة. وهكذا، ففي عمل منقوش في المجلة التي اكتب : وفي هذا اليوم بالذات قررت، ان اكون كاتبا مستقلا. وانت، لماذا لا تفعل كما فعلت انا؟ وتُصدر بيانا توضح الهدف منه، فهذا يثير عواطفك، وتطبعه. وتعلقه على جدار بيتكم وستراه في كل يوم المارة، وبالطبع سيثير عواطفك.  والعمل الآخر الذي قمت به كان هو أنني اشتريت كمية من القهوة السوداء، وقدحا تزيّن جوانبه باللون الذهبي. وساتطلع الى هذا القدح في كل يوم يمر علي، ليذكّرني بالتزامي الذي اتخذته على نفسي. وفي الحقيقة، ففي الايام التي تجري، سانظر اليه مرة ثانية. اذ ستمنحني هذه الايام التزاما يتسم بالنشاط والحماس في آن. هيا، أقدم مصحوبا بمادتك التي هي دافع بصري أو مرئي، وربما تكون عبارات مرئية مطبوعة على آلتك الكاتبة وصورة لكاتب يعجب بها على جدار منزلي الذي اتخذت له لقطة صورة لستيفن كنك ومنضدته للكتابة وكلبه مستلق أسفل الكرسي، ومخطوطة محققة)، او مخطوطتك لأول غلاف رواية لك؟ كانت مسرفة في سعرها النقدي في الغلاف الثاني لها. وكنت ايضا مدفوعا مبكرا للذهاب الى مخزن الكتب لتصفح قسم افضل مبيعات الكتب. وسألقي نظرة على صور الكتّاب، وسأطلع على صورهم الشخصية وانفتاحهم واعتقد ان بإمكاني ذلك. وسأتخيّل كيف سيبدو وجهي خلف سترتي المغبرة، وبعد ذلك أعتقد أنّ هذا أمر حاسم). وسأعود سريعا الى مكتبي، وساشرع بالكتابة التي تجعل عصائرك تتدفق، ولا تفقدها. وحولّها الى عبارات على الصفحة. جرّب الاشياء. اقرأ كتابا حسب عن التحبيك فهو لن يجعلك افضل كاتب. وينبغي ان تجرب ماذا تعلمت. وفكر ان كنت قد فهمتها، وحاول ان تفهم اكثر. فإنك الان. تختبر. انك تختبر ايضا اكثر. فأنك تختبر النار من بين فراغات الصفحات. وانت تقرأ هذا الكتاب عن الكتابة. خذ الوقت للتطبيق، ومن ثم اختر الكثير والافضل. ومن ثم طبق ما قد تعلمته عن الحبكة والبناء في كتاباتك. فانا احب الكتب التي تتناول الكتابة. واملك رفا يحتويها. فأنا فضلا عن ذلك، اقرأ كل كتاب بحروف مميزة. وغالبا ما أعيد قراءة تلك الكتب كلها، التي تؤشر بالقلم الاحمر. ومن ثم، أسجل ملاحظاتي واطبعها. وما قد ألاحظه فإنه هضم للمادة بأعمق ما يمكن أنْ تكون. فأنا أريدها ان تكون جزءا مني. وانا اريدها هناك حين اقدم على كتابة روايتي القادمة. لذا، من فضلكم كونوا على انتباه للتقنيات الجديدة بما فيها الحرفة الجديدة للرواية وجربوها اولا. وهذا ما قد تتعلمونه. ولا ابق فضفاضا. ان الكتابة لم تبق فضفاضة هي الاخرى، ابدا محتفظة بجودتها حين تبقى بين مخالب القلق. إن العقل المتوتر يجمد الابداع. فإن حاولت او جربت الكتابة ايضا كثيرا كما تمارين وحدة عسكرية، فإن ذهبت بفك مشدود ومحموم، فإنك بهذا تعمل ضد نفسك. فخط القيادة في هذا الكتاب، يمنحك مادة للعمل مصحوبا بتقنيات بامكانها مساعدتك في العمل ؟ فعملك هو أن تكتب وقد قالها بريندا يولندا بحرية وبقوة. أولا اكتب ومن ثم نقّح..انا لا اتذكر بالضبط، من قال هذا. بيد أنّ هذه الكلمات هي كلمات حكمة. لا تنفق المزيد من الوقت، كي لا ينتابك القلق والترقيع مع مسودتك الأولى. فخطوط دليلك في هذا الكتاب ستساعدك ؛ ليس في عملية التخطيط حسب، بل، إنك ستشرع في كتابتها. ولكن في الاغلب الأعم، ستبدأ في تنقيحها، فانّ عملك مع المسودة الأولى، عليك ان تسكب نفسك في الصفحة. فخطوط القيادة في هذا الكتاب ستساعدك ليس في تخطيط حبكتك وكتابتها حسب، ولكن في الاغلب الاعم حين تقوم بتحقيقها. فعملك في مسودتك الاولى هو ان تسكب نفسك في محتويات الصفحة. ففي عمل لكتابة مقالات الابداع تاليف فري برادبري يقول: “دع العالم يحترق في اعماقك فهكذا نتعلم الكتابة اكتب كل يوم. من خلل منشور زجاجي شفيف، حرارة بيضاء، على الصفحة”. من خلل منشور زجاجي شفيف، تحديد الحصة سينظم حياتك. وهذا هو الطريق الوحيد في ان تتعلم الكتابة. ان معظم كتاب العمل السردي الناجحين يجعلون من الكلمة هدفا زمنيا من السهولة بمكان الالتزام به، كما تجلس وتتألم على الجمل او فقراتها. وتأكد تماما تماما انك تجلس على رحلة الكتابة لمدة ثلاث ساعات، ولكن، ماذا انتجت ؟ اكتب رقما ثابتا بدلا من الكلمات..وسجل جدول بيانات، يسجل الكلمات التي تكتبها عن مشروع. يسجل كلمات حسب الايام او الاسابيع أوتوماتيكيا. ومن ثم استعرض هذا الجدول كل يوم واسبوع. سجل الحصة الاسبوعية. وذلك ان الكتابة اليومية للكلمات، سرعان ما تتحول الى عادة، وستكون مثمرة ومنضبطة في كتاباتك في الحياة. وستشعر بمتعة كيف انك تحولت الى كاتب منتج، وكيف تعلمت الحرفة. ولكن، ان كنت احد أولاء الكتاب في حياتك الذي يفكر ان به حاجة الى ايحاء الكتابة، ومن ثم سأطرح عليك سؤالا ان تتبع نصيحة بيتر ديفرايس “انني اكتب حسب حين اشعر بالوحي. وتاكدت انا يوحى الي في كل صباح الساعة التاسعة!”.
إن الإختلاف الرئيس بين الكتّاب الناجحين وغيرهم من الكتاّب الفاشلين والمثابرين، أن هناك جحافل من الروايات الناجعة، والتي ما زالت في صدارة الكتب دون أن تحقق نجاحا. وما زالوا يثابرون لأنّ ما يكنّون في أعماقهم، كتابا، وما زالوا يكتبون اذ ثمة ما في دواخلهم، وهذا ما انت عليه الان. وهذا السبب الذي يدعوك الى ما أنت عليه. حينما سمعت من الطلبة إنني علمت في مؤتمرهم، وهذا السبب الذي يدعوك الى قراءة كتابي. وحين اسمع من الطلبة إنني القي محاضرات على الطلبة، وهذا ما اسمعه دائما. انني ادرّس طلبة في مؤتة خاصة، وغالبا ما أتواصل معهم وبكلمتين ليس ألا هما: واظبوا على الكتاب.