أيار 18
  
منذ أنْ تحوّلتُ إلى صدى
ما عادَ بمقدور مراصدِكَ الفلكية أنْ تتعقّبَني
فارفعْ سبّابتَكَ عن أزرار قنابلكَ النووية ، واسمعني :
لستُ بالذي يُصادُ بصندوق
وحتى إذا دُفنتْ قصائدي في بئر
فستنصلُ ماءً من صنابير حمّاماتكَ
وقبلَ أنْ ترمي الحمائم بالزنا
وتُخرجَ الصيّادين من المِلّة
عالجْ بندقيتَكَ بالمُنشّطات
فاستحواذُ الصيّادين دونَكَ على الحمائم
يعني أنّ سبطانتَكَ تُعاني من الضمور
 
***
أما الكلابُ التي زرعتَها تحت جلدي
وسمّدتَها بعيون مُخبريكَ
فلن تنبتَ لها في قصائدي أنياباً
لقد علمني نباحُها أن أنامَ داخل فمي
متّخذاً من أسناني مزاغلَ للرماية
بينما أنفي يشمّ نوايا الفوانيس
حتى الهواءَ الذي أتنفّسُهُ
ما عدتُ أبدّدُهُ
بل أنخلهُ
ليكونَ خطّ دفاعي الأخير
لم يدفعني أحدٌ إلى النار
هيَ التي اندفعتْ إليّ
طامعةً بما تنفثُهُ مزاميري من الوقود
فلا يغرّنكَ ما حَشّدتَ لها من النافخين
إنهم ينفخون في بطونهم
وسرعان ما ينفجرون
 
***
أيها السلطانُ المقهور بجبروتِهِ
مهما زوّدتَ كواسجكَ برادارات
عبثاً تمنعُ أسماكي من التسلل لأحواضِكَ
والتكاثرِ مع أسماكِك
غداً تحبَلُ الأسماكُ
وتُنجبُ دباباتٍ بليغة
ومدافعَ صالحةً للتلقيح
وما هي إلا إغفاءة
حتى تُهشّمَ الثورة أجفانَكَ الزجاجية
وتُجبِرَكَ أن تغادرَ دارَ العجزة
حاملاً رأسكَ في كيس الملابس الداخلية
 
***
والآن
سأسكرُ بالخمرة التي عصرتها أنتَ بيديك
فالصناديق الملقاة في البئر
كانت ملآى بشياطين وساوسك
كلما دفنتَ شيطاناً
نبتتْ له في لحمكَ أنيابٌ كالسكاكين
وغداً تخرج الشياطينُ أسراباً من ثقبي أنفكَ
ومن أذنيك
فتسلّحْ لها براجمات الصواريخ
واتركْ ينابيعيَ الساخنة
تتدفقُ في مصحّاتكَ العقلية
وعلى أمواجها
تذوبُ أفخاذ جواريكَ الشمعية
وتنفلقُ نهودهنّ المعبّأة بالعسل
 
 *شاعر وكاتب وفنان تشكيلي عراقي