أيار 15
 
نتفاءل كثيراً كلما اقتربت ايام آذار منا. ونجد انفسنا في حالة احتفاء مع أفراح نشارك فيها ابناء شعبنا، ذلك ان بيادر كلماتنا، انما تنطلق من حياة الناس وتتوجه اليهم كذلك.
ومن هنا نجد انفسنا في حالة مشاركة في أفراح شعبنا في هذا الشهر الربيعي المكلل بالخير والجمال.
ربيع الثورات الشعبية في العراق وأقطار الوطن العربي التي وأدتها السلطات القمعية، لكونها تنم عن وعي وارادة شعبية مضيئة.
 لقد كانت آمالا ربيعية مفتونة بالحياة والامل والرغبة في اعمام السلام والحياة الرغيدة بين الناس.
فيما المرأة صنو حياتنا، المرأة المضحية والمعطاءة والمناضلة التي يشرق يومها العظيم في الثامن من آذار الخالد، وهي تحتفي بعيدها العالمي، مختطة لنفسها دروباً بعيدة عن القمع والاضطهاد والعنف والتعسف التي ظلت تلقي بظلالها على حياتها الصعبة المليئة بالتضحية.
وفي الحادي عشر من ربيع آذار كانت حمامة السلام التي بعثت منطلقة في سماء كردستان، واحلال الحياة الآمنة والمستقرة في كردستان، ليعيش الكرد والعرب والتركمان والصابئة والآشوريون والمسيحيون جميعاً في وطن آمن ومستقر اسمه كردستان.
نعم.. توقف القتال الآثم ضد كردستان الخير والمحبة، وتوقفت معها حرب دامية ما كنا نريدها أبداً.
وضمن هذا المناخ السار جاء تأسيس حزب الكادحين/ الحزب الشيوعي العراقي عام 1934 ليسهم مساهمة فعالة في بناء الواقع الجديد لعراق آمن ومستقر تسوده الحرية والتآخي وتتحقق فيه آمال شعبنا في تحقيق الوطن الحر والشعب السعيد.
نقول هذا على سبيل المعطيات التي يحملها هذا الشهر العظيم بآماله وأفراحه إنما لنؤكد على حقيقة أساسية وهي ان نضال الشعوب لا يخضع لمناخ معين ولا لتوقيتات محدودة، وانما تأتي مسارات الشعوب مرهونة بالضغوط التي يواجهونها وغياب التفاعل من قبل الحكومات مع آمالها وطموحاتها في توجيه قوى الشعوب بمختلف مذاهبها وفئاتها وقومياتها.. ذلك ان الجميع يطمحون الى تحقيق سياسة وطنية تتخذ من كل الخطط التي ترسمها وتعد اليها، لتحقيق ارادة الشعب، وليست ارادة الحكام او فئات بعينها؛ فمثل هذه السياسة قد جربت وباءت بالفشل الذريع وبتنا نعدها العقبات التي نريد التخلص منها، بحثاً عن أفق جديد وعالم متغير ووجود ابهى مما كنا عليه في السنوات العجاف تلك، والتي كان طغيان السلطة السابقة فيها شاملاً على كل قطاعات الشعب، فيما جاءت السنوات المرة بعد 2003 لا لتغير من نهج الماضي السلبي الذي عشناه، وانما لتواصل مرحلة جديدة من المرارات التي شكلت ثقلاً على حياة شعبنا.
وامامنا سلسلة التظاهرات والاحتجاجات التي عمت أرجاء الوطن والتي تبحث عن سبيل للخلاص من نظام المحاصصة وتقاسم السلطات بين الفئات عينها من دون مراعاة لما يمتلكه شعبنا من كفاءات وقدرات، فضلاً عن الثروات وطاقات البلاد التي يمكن ان تحقق للعراق ربيعاً دائماً يكلل بالافراح والمنطلقات التي تفتح آفاقاً جديدة امام العراقيين من حيث تحقيق الامن والسلام والرعاية لكل فرد من افراد المجتمع، ليتحول العراق الى ربيع دائم الازهار والازدهار..
ترى هل نحن مقبلون على واقع جديد باستذكار ما كنا عليه وما نريد ان نكون؟
نعم.. نحتكم الى العقل والى الارادة لبناء وطن يتفاءل بالسلام والوحدة الوطنية والتآخي وتعزيز ارادة شعبنا في الاستقلال التام.