تشرين1/أكتوير 16
   
تدرك الدكتورة لاهاي عبد الحسين ما يعنيه اختيارها رواية (حبات الرمل.. حبات المطر) للروائي (فلاح رحيم)(1) في كتابها (من الأدب الى العلم) ضمن دراستها في (علم اجتماع القصة والرواية العراقية) من الفترة 1920ــ 2020(2) ما يمكن أن يضيفه هذا الاختيار من نهج إبداعي يشكل إلى جانب ما اختارته من نتاج القوة الناعمة، احتفاء بمئوية العراق ــ  بانوراما الإبداع العراقي عبر واقعية شخوصه لرسم الهوية الوطنية ولتسهم في إرساء رؤى تتسلل من السرد إلى القارئ ليكون مشاركاً في اقتناص ما يبعث به من شفرات، وبما يحقق من قوة التأثير والتأثّر، إلى جانب ما في فضاء النص من معاني مفتوحة تدعوه إلى تأمّل مدياتها ودلالاتها ليكون فاعلاً بحق. و(فلاح رحيم) كاتب ومترجم وروائي عراقي درس الأدب الإنجليزي ودرّسه في جامعات عراقية وعربية. ترجم العديد من الكتب المهمة منها: البحث عن ملاذ للشعر، مقالات في الشعر الغربي الحديث (2020) ، حكاية الجند، صموئيل هاينز (2016)، الذات تصف نفسها، جوديث  بتلر (2014)، قوة الدين في المجال العام، يورغن هابرماس وآخرون (2013)، الترجمة وإعادة الكتابة والتحكّم في السمعة الأدبية، أندريه فيغر (2011)، القراءات المتصارعة، بول ب أرمسترونغ (2009) ، الذاكرة في الفلسفة والأدب، ميري ورنوك (2007)، الزمان والسرد، بول ريكور ، الجزء الأول (بالاشتراك مع سعيد الغانمي ) و الجزء الثاني (2006) ، محاضرات في الأيديولوجيا واليوتوبيا، بول ريكور (2002) ، فضيحة ، رواية ، شوساكو أندو (1991)، بحر ساركاسو الواسع ، رواية (1978 ،2016).
    نشر أربع روايات هي: " القنافذ في يوم ساخن" (2012)، " حبات الرمل.. حبات المطر " (2017)، "صوت الطبول من بعيد" (2020)، " الشر الأخير في الصندوق" (2021)،  وله كتاب نقدي بعنوان "أزمه التنوير العراقي: دراسة في الفجوة بين المثقفين والمجتمع" (2018) ، كما ترجم إلى العربية عدداً كبيراً من الأعمال الأدبية والفكرية في الدوريات العراقية والعربية.
    تعرض رواية (حبات الرمل.. حبات المطر) كما ترى (الباحثة) "ظروف العمل السياسي والجبهة الوطنية.. والخدمة في الجيش.. تختلط المواقف السياسية بالحب والمشاعر الإنسانيّة. بطل الرواية (سليم) شيوعي ماركسي، يميل إلى زميلته (هدى).. تحول_ بينهما_ عوامل متعددة في مقدمتها التباين الطبقي الواضح.. فهو من عائلة تقرب من الفقيرة... بينما هي من الطبقة الوسطى العليا تقيم في شارع الأميرات، حي المنصور، فيما يقيم في حي البياع الشعبي." ص417
     يضاف إلى ذلك وازع سياسي يتمكّن من (سليم) حدّ التردد في إظهار ما في داخله من مشاعر "ويبقى السلوك المتردد كما ترى الباحثة_ هو الحاكم عليه على طول الرواية " ص419 إلى جانب رصدها ما يدور من حوار بين (سليم) وأبيه،  وكلاهما ينطلق بعفوية  ممّا يؤمن به ، وقد تمكن الروائي (فلاح رحيم) من رسم صورة حيّة لما تعيشه العائلة العراقية من تناقضات تشي بما عليه الواقع السياسي آنذاك حيث تنقل (الباحثة) " تعليقاً متهكماً من والد (سليم) حول درجة التبجح التي يدعي بها النظام السياسي آنذاك بشأن الإنجازات العظيمة من بناء المدارس والجسور ومعامل الأحذية ، و يتساءل : لم لا تتباهى القنوات الإذاعية البريطانية والأمريكية بإنجازاتها كما تفعل العراقية والروسية؟ ردّ على والده وفق النظرية السائدة آنذاك: لا يمكن مقارنة مشاغل السوفييت البناءة مع مشاغل المستعمرين المشبوهة." ص420
    ما الذي يمكن أن تقوله يا أبا سليم، لا لسليم فحسب بل وللعالم أجمع وأنت ترى ما يحدث في أوكرانيا؟ لقد غدت مكبّاً لقذائف وصواريخ تهوي بها مطارق روسيا، وهي ما تبقى من الاتحاد السوفيتي على مرآى ومسمع من العالم أجمع، وليس لأمريكا وبريطانيا ودول أخرى سوى التضامن مع أوكرانيا، وإن كانت ثمة إمدادات فهي تهدف إلى إطالة أمد الحرب لا غير، في حين تواصل مطارق الروس الضرب على السندان الأوكراني.
     ولحرص (الباحثة) على توثيق زمكانية الأحداث، تعمد إلى أن تتناول (الجامعة) خلال السبعينيات، تستعرض ما بين الأصدقاء الأعداء من أحداث، وفضح من بيده السلطة لتعويق مسيرة الآخر إذ تشير إلى ما تعرضه الرواية من سطوة المؤسسة التعليمية التي تمثل صوت السلطة حيث "توثّق الرواية على صعيد آخر لصولات إدارة الكلية باسم المحافظة على الأخلاق:- سرعان ما أصبحت تلك الصولات نمطاً إدارياً مألوفاً يضع الطلبة تحت مشرط الرقيب.. استهدف العميد في صولة من صولاته أربع طالبات من بينهن (هدى) وطلب منهن غسل وجوهن من المكياج." ص421/422
     وتستقرئ (الباحثة) في ما خصصته لـ (علاقات الطلبة) هواجس (سليم) المدرك كما يقول "حجم الهوة بيني وبينها من البداية "_ ثم تتساءل " أزادَ (سليم) شعوراً بالانقباض علمهُ أنّ (هدى) تنتمي الى عائلة غنية؟ وأنّ الثروة والمكانة الطبقية توفر حاجزاً؟" ص422-423
    تتناول (الباحثة) في فقرة (كوابيس 1963) الأحداث المأساوية التي جرت للعراقيين ممن عُرفوا بانتماءاتهم الوطنية وما يلاقونه من عذاب، على لسان (مالك) إحدى شخصيات الرواية وما يذكره ليس بخافٍ على المتابعين، وإن كان لابد من ذكر ما حدّث به فليس سوى تساؤله هذا: "هل تعرف كيف قتل (حسين الرضي)(3) عُذّب لأسبوعين وعُلق بكلّاب في السقف، وذرّوا الملح في جراحه، وكسروا كل عظامه ورُمي في شتاء شباط في زنزانة باردة عارياً محروماً من الطعام والنوم، و فقئت عيناه حتى نزفتا دماً ثم سُحق بحادلة ثقيلة." ص424
    ولإدراك الدكتورة لاهاي عبد الحسين ما للصحافة من دور في تشكيل وعي المواطن فقد أفردت لها حقلاً خاصاً من خلال متابعة عمل (سليم) في (طريق الشعب) منتصف السبعينيات "مكّنه من بلورة رأي يبدو الأقرب إلى واقع الحال : ".. كنت أعتقد أن الصحافة منبر محايد.. لكني أدركت تدريجيا أنها المختبر الذي تؤخذ إليه الحقائق لتخضع إلى عمليات الإعداد والتزويق والحذف والإضافة، بل وحتى التشويه المتعمد." ص425/426
    ولم يكن للأحياء الناجين بعد معاناة سطوة السلطة وبطشها إلاّ هامش الحياة. وها هو ذا (ستار) أحد زملاء (سليم) تنقل عنه (الباحثة) "رحلة عذاب استغرقت ما يقرب العقد من الزمان مّر بها أخوه الأكبر، كان منتمياً إلى الحزب الشيوعي العراقي منذ عام 1958، سجن عام 1963 وسجن في ما بعد، وأطلق سراحه عام 1968، اعتقل بعد ذلك بعدة أشهر.. تسبب كل هذا بعذابات لا حصر لها للعائلة وبخاصه الوالدة.. كان عليها زيارته في سجن الحلة ومن ثم سجن السماوة في نقرة السلمان، توفيت الأم مبكراً.. تعرض زوجَي أختيه إلى الاستدعاء والتحقيق.. عندما خرج أخيرا من السجن كان محطماً واجماً حزيناً.. التقط (ستار) الرسالة.. زرعت في نفسه ما أسماه " كره السياسة " .. لم تتعارض هذه النزعة مع حزب البعث ما دامت تضمن له البقاء.. الانتماء كوسيلة للخلاص". ص426/427
    تسعى الباحثة عبر تفكيك ما اصطلح عليه بـ(الجبهة الوطنية والقومية التقدمية) برصد " الأجواء التي سادت.. اتسمت بالإخلاص من جانب الشيوعيين، والتصيّد والتجبر من جانب البعثيين .. وكيف أنها شلّت الشيوعين وشرذمت تنظيماتهم، في ما سار البعث بتخطيطاته لتكريس السلطة وتطويق الخصوم المحتملين، وفي مقدمتهم الشيوعي العراقي."  ص428
ولو أجرينا معادلة رياضية طرفاها الشيوعي والبعثي وما ينتج عن خصائص كل منهما في ضوء التحالف لوجدنا أنّ
  • إخلاص الشيوعيين أنتج 1) الشلل 2) التشرذم .. وكلاهما يفضي الى التذمّر وخيبة الأمل.
  • تجبّر البعثيين أنتج 1) تكريس السلطة 2) تطويق الخصوم .. وكلاهما يفضي الى تصفية الحزب الشيوعي
      ولم يغفل الروائي (فلاح رحيم) العلاقات السائدة آنذاك بين الحزبين، وما يشوب تحالفهما من أحداث أفضت إلى شرخ واضح بين صفوف الحزب الشيوعي إزاء استفزازات النظام. وقد رصدت (الباحثة) جانباً من تلك الخلافات حين " انتقد (مالك) موقف الحزب الشيوعي والأنصار لميلهما إلى التعاون مع الحكومة لتصفية "البيشمركة" فكان أن تعرض إلى العقوبة. " ص430
    وبعين المؤرخ وبصيرة الباحث تواصل الدكتورة لاهاي عبد الحسين مسح الفضاءات التي تؤشر النوايا السيئة للسلطة وما تضمره من شرور في صندوقها الذي لم يفلح الشيوعيون في فك مغاليقه. وقد استحضرت (الباحثة) ما استذكره (سليم) في لقائه بـ (مالك):-  خيارنا واضح البعث اصطفّ مع قوى الاشتراكية ،  وتصدى للمصالح الأمريكية في العراق .. وهو بالتالي يقف معنا في خندق واحد.. ردّ مالك مذكّراً إياه بقيام المخابرات الأمريكية بتزويد البعثين في شباط 1963 بقوائم المطلوبين من الشيوعين والقاسمين.. وأنّ الحركة الشيوعية العالمية غير ملزمة بالتوقيع على كل ما يصدر من الاتحاد السوفيتي.. تذكّر أنّ فيدل كاسترو وجورج مارشيه هما يمثلان حزبين أصيلين أعلنا رفضهما للغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا.. عاد (سليم) مصححاً: لكن مارشيه نفسه أعلن تأييده القاطع لسياسة التحالفات والجبهات الوطنية..  تساءل (مالك): عّما إذا لم يكن كافياً أن يشهد العالم نهاية الليندي المأساوية؟ .. وتظهر الرواية كما تشير (الباحثة) الشعور بخيبة الأمل لدى هؤلاء الشيوعيين وشراسة البعث بتطويق شركائه بالجبهة.“ ص 430/431
    غالباً ما تستعين (الباحثة) بمبضع الجراح وهي تستعرض ما في الرواية من كشف عمّا في توجه السلطة من أورام خبيثة، ومنها " التوسع الحاصل في إضفاء الطابع العسكري على نشاطات الطلبة والشباب والطلائع، الخطورة في هذه النزعة قد تؤدي الى عسكرة البلد." ص433
إلى جانب سعي السلطة إلى إجهاض المشاريع الوطنية في ميدان الأدب والفنون. حدث هذا "بعد قيام (بديع) بإخراج فيلم وثائقي عن المرأة العراقية. لم يُمنع الفلم وحصل على الإجازة من قبل مديرية الرقابة، بيد أنهم عاقبوه "لأنهم يعرفون حقيقة ميوله وهم البعثيون لا يتحرجون من التصريح بأنّ الإعلام الرسمي يجب أن يكون مغلقاً هو الآخر وحكراً على فكر الحزب القائد.. بعد نقله إلى الأرشيف - صار قليل الابتسام كثير الانسحاب.. يشعر كما لو أنه أسير في قاعة الأرشيف." ما هي إلّا أشهر قليلة ويختفي (بديع) وتبيّن أنه رتب لنفسه عقداً مع مؤسسة السينما في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية_ فكان بذلك من أوائل المنسحبين والمهاجرين" ص434/435
   ( وأول الغيث قطر ثمّ ينهمر) لم يكن غيثاً بل هو ممّا يستصرخ الغوث، ولا من مغيث سوى الموت أو الهجرة وقد استنفرت (الباحثة) عدسة (المؤرخ) لرصد مؤشرات انهيار التحالف مشيرة إلى "أنّ انهيار التوافق بين القيادات الحزبية وقواعدها ينذر بانهيار جدّي على المستوى التحالف الجبهوي.. كان من الطبيعي أن يعمّ الشعور المتعاظم بالإحباط وخيبة الأمل باعتبارهما خطوة تمهيدية على طريق النهاية المحتومة." ص438/439
    بعد أن أرست الدكتورة لاهاي عبد الحسين إرهاصات واضحة لما قد يحدث لمسيرة التحالف فقد أفردت مساحة واسعة لـ (انفراط التحالف) وما رافقه من (إعدامات) تشي بـ"انفراط عقد الجبهة" أعلنت الحكومة عن "إعدام مجموعة من الجنود المكلفين بتهمة الانتماء إلى غير حزب البعث" ولم تنفع المناشدات الدولية بوقف الإعدامات بما في ذلك وساطة موسكو وبريجينيف. وإمعاناً في التعبير عن سياسة الإقصاء بادر الحزب الحاكم بإعدام مجموعة أخرى من هؤلاء العراقيين." ص439
    تواصل (الباحثة) متابعتها لأساليب النظام غير الإنسانية لفرض سطوته على المتحالفين معه عبر الملاحقات وما يبعثه من شفرات "تمهيدا للإعلان الرسمي لانهيار التحالف الجبهوي من جانب الحزب الحاكم." ص430
    لم يكن ما حدث قد دُبّر بليل بل في وضح النهار بدءاً من التهجم المباشر على الحزب الشيوعي بما نشر في صحيفة ا(لراصد) وقد أحدث ذلك الهجوم "جدلا انقسم إزاءه المتجادلون في أروقة جريدة (طريق الشعب) الى فئتين رئيسيتين فئة تدعو إلى ردّ عنيف وأخرى تدعو إلى التهدئة. بيد أنّ مجلة ألف باء الحكومية الرسمية سدّدت ضربة لا تخطئ لأنصار التهدئة، نشرت المجلة مقالة هجومية مباشرة تعرضت فيها إلى اجتماع الأحزاب الشيوعية العربية ومواقفها." ص442/443
    من أجل أن تقدم (الباحثة) صورة حيّة لما يتعرض له الشيوعيون آنذاك ممن تحالفوا معهم، ذلك الحليف الذي وضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إمّا الانتماء لحزب البعث وإمّا التصفية الجسدية والخيار صعب أمام أولئك الذين حرصوا على سيرهم النضالية من التلوث فابتكرت لهم السلطة الجائرة ما عُرف بـ(الصف الوطني) "يجري اعتقال الشخص بتهمة ..  التهجم على " الحكومة أو سبّ النائب(4)، تبدأ بعدها عمليات الترويض على الإهانة والإذلال بدءاً من التوقيع على ماده (200) ..  يتعهد بها المعتقل بالامتناع عن ممارسة أيّ نشاط معادٍ .. وبناء على تعهده فإنّ مصيره الإعدام أو أن يوافق على الانتماء للبعث .. _ ويتعرض _ لكل صنوف التعذيب في حالة إصراره على الرفض " ص448
    ولأنّ (الباحثة) تسعى إلى أن تكون دراستها وثيقة إدانة تستلمهما مّما وثقه الروائي (فلاح رحيم) عمّا جرى للكثيرين ممن رفضوا الانتماء لحزب البعث، حيث تلتقط "حكايات عن أشخاص تولوا قيادة الحزب في الحلة وجدت جثثهم مرمية على ضفاف النهر أو في الطرق الخارجية مع الطلب إلى أهاليهم ألا يقوموا بتأبينهم .. بيد أنّ وجبات لاحقة وقّعت على التعهد وأطلق سراحها بعد أن شاع أنّ التوقيع على التعهد نوع من (التقية). وصف (سليم) استمارة التعهد تلك في حديث مع أخته (إنعام) أنّها طريقة مصممة من قبل البعث لـ(خصي الرجال)" ص448/449
  تلاحق (الباحثة) أحلام الباحثين عن منفذ يشكل ملاذاً آمناً، وقد غدا صعباً إن لم يكن مستحيلاً فللنظام الحاكم أساليبه في سدّ تلك المنافذ من خلال "علاقاته بدول الجوار لتضييق الخناق على من رام مغادرة العراق عن طريق الهرب من منفذ (النخيب) الجنوبي في كربلاء، وإنّ هذا المنفذ لم يعد آمناً بسبب اتفاق أمني مع السعودية يقضي بإلقاء القبض على أي عراقي يُرصد هناك وتسليمه إلى السلطات العراقية." ص449
  تواصل الدكتورة لاهاي عبد الحسين خُطى (سليم) حتى مشهد الصفحة الاخيرة من الرواية بالحيوية ذاتها والحماس نفسه اللذين تسيّدا فصولها، ولا بأس بالإشارة إلى ما سبق ذلك المشهد حيث كُلّف (سليم) بمأمورية أخذ (راهي عطية) إلى محكمة أبي غريب لهروبه، وفي محطة القطار في بغداد "علت أصوات قرع الطبول وأصوات تردد: "شايف خير ومستاهله" ..  أحسّ سليم بأصابع تضغط على كتفه ..  أستدار فرأى ضابطاً أنيقاً، رشيقاً يمدّ يده: -  نقيب حارث مصطفى .. أنا من المشاركين في الزفة جئت مع خطيبتي وهي إحدى زميلاتك في الكلية.. رأتك مقيّداً فأصابها القلق، أشار نقيب حارث ناحيتها قائلا: - إنها هدى.. هدى عبد الحميد "  تختم الباحثة رصدها باستعارة وصف سليم لـ(هدى): " ذابت في الزحام كما تذوب همسه عذبة بين حشد صاخب." ص450
 
الهوامش
(1)          فلاح رحيم، حبات الرمل.. حبات المطر رواية (منشورات الجمل )2017.
(2)          د. لاهاي عبد الحسين، من الأدب إلى العلم: علم اجتماع القصة والرواية العراقية للفترة 1920 ـ 2020 (دار الشؤون الثقافية العامة، 2022).
(3)          (حسين الرضي) الاسم الحقيقي لسلام عادل سكرتير الحزب الشيوعي العراقي آنذاك.
(4)          المقصود صدام حسين الذي كان نائبا لرئيس الجمهورية آنذاك.