أيار 18
 
 وتظلُّ وحدَك تمتطي ظهرَ الجوادِ الحرِّ تبحثُ عن أملْ
وتخوض كل معارك العصر القديمِ،
وبين معركة وأخري
يراودك الحنينُ
فلا ترى إلا الجوادَ يصولُ يصهلُ لا يخبئُ ما بداخلهِ
فتنفجر السنون بعمقِ قلبك
تنزوي أشباح ماضيك المقيتْ
وتظل فوق السرج لا تجد الحنان
عفوا .. فقد مات الأمان
حتى الرفاق تفرقوا.
ويصيرُ مَن يبقى جوارَك غيرَ مهتمٍّ لما قد كان من عصر الذئابْ
هم كالذباب .. يطوف في نَهَمٍ بكعبة وجهك المملوءِ بالندبات
أو كالبعوضِ يطنُّ في أُذُنٍ تظُنُّ طنينَه لحناً حزيناً جاء
ينعى ما تبقى من شرايين الفؤاد
قالوا : كئيبٌ، بل مقيتٌ، بل معيب
نشروا مساويكَ الكبيرةَ
أضْرموا النيرانَ في حسناتكَ الصغرى
أهالوا فوق بصيصِ نورك ما تبقى من ترابْ
صاروا ملائكةً في عيون الناس.
إبليسُ أنتَ
وكلهم رضوانُ .. ميكائيلُ ..، بل جبريلْ
ماذا أقولُ ؟ وهل يفيد القول إن دافعتُ عن نفسي بألفاظٍ
 تئِن حروفُها
في عمق صدرٍ لا يُريدْ
لا .. لن أقولَ فكُلُّهم
أبناءُ قابيلَ الذي سَنَّ انتهاكَ دماءِ أمثالي
وها هو ذا يعود يُريقُ دمعي، بل دمائي من جديد
وأعود للفرس الأصيلْ.
هيا بنا ..
هيا نُسابقُ ما تبقى من سنينْ
أوَما مللتَ من الصهيلْ؟
هيّا انطلقْ
أوَلستَ مشتاقاً إلى خُضر السهولْ؟
هيا انطلِق

لا يستجيبْ .

هيّا نحاول مرة أخرى تضاف لما بدأنا !
مالي أراكَ وقد أصابكَ ما أصابَ القلبَ في زمن الخمول؟!

لا يستجيبْ

مات الحصانُ
وظل قلبي يلفظ النفس الأخير.