أيار 18
    في ذلك الصباح البارد في 29تشرين الثاني عام 2021، لم أستفق، اليوم السابق كان حاضراً في ذاكرتي بجلاء، قطعت مسافة طويلة، نحو الغرب البعيد في مينيسوتا، حاملاً معي مهمة استبدال بعض الصمامات التالفة في محول الطاقة المثبتة على القاعدة وتركيب أخرى جديدة، كانت المهمة سهلة بشرط أن تكون الصمامات المناسبة متوفرة، لم يكن لدي أدنى توقع في أنني سأضطر للوقوف في البرد القارس طوال اليوم.
 تصورت أن العملية لن تأخذ وقتاً طويلاً، في انتظار هذه الصمامات. أن الانتظار في هذا الجو يعد أصعب شيء يمكنك أن تفعله، وعلى الرغم من أنني قد قرأت أحوال الطقس في ذلك الصباح، إلا أنني رفضت الاعتراف بحلول فصل الثلج الذي يطلب ارتداء اللباس الحراري "لا تتحمل هذا البرد، أليس كذلك؟"، قال الرجل الذي ظهر من المتجر وهو يرتدي قبعة صوفية ومعطفاً ضخماً. "هل يتبرز الدب في الغابة؟"، كان ردي، وسط برودة الطقس، ارتجفت كل خلية في جسمي، وأسناني تصطك بعنف كأنها تلعب دورًا في أوركسترا مجنونة مؤدية رقصة الهنود الحمر الحربية.  كان من البديهي أني لا أقوى على تحمله.
عندما عدت إلى منزلي في وقت متأخر من تلك الليلة، كنت أشعر برغبة ملحة في النوم للأبد.
قيل لي إن ديب شقيقتي هي من اكتشفتني. كانت تمتلك موقفًا للسيارات في بروس، جنوب داكوتا، وكان يغلق في فصل الشتاء في اليوم السابق لقدومه. كنت خارج الخدمة في ذلك اليوم، ولذلك كان لدي الوقت الكافي لإلغاء التوصيل، وتجهيز العربة للشتاء، وربطها، وسحب مقطورتي إلى غرفة التخزين، ثم قررت الانتقال للعيش مع والدتي في سوو فولز لبقية الشتاء. لم يخطر ببالي أبدًا أن أقفل بابي في بروس، ولكني سعيد لأنني لم أفعل ذلك، حيث أتاح ذلك لديب الدخول مباشرة إلى منزلي حينما لاحظت عدم مغادرتي له كان ذلك في الأول من كانون الأول. تستمتع ديب دائمًا بفرصة سرد القصة. كم كانت مرتاحة لعدم شم رائحة جثة متعفنة، وكيف كانت تقف فوقي كما كانت تفعل مع أبنائها، وتطالبني بالنهوض. كيف كانت هي وزوجها يحاولان فعل أي شيء لإنقاذي قبل أن يستدعوا سيارة الإسعاف، الهزات، والركلات، والأواني، والمقالي، والماء البارد، وبعض الصفعات على الوجه.
والدتي تأخذ دورها في سرد ما حدث عندما وصلت المستشفى. هرعت إلى الطبيب. "هل ابني على قيد الحياة؟"
"أنا آسف، سيدة إيرفينغ"، قال، محطمًا والدتي، "ولكن في هذه المرحلة لسنا متأكدين تمامًا."
كررت مجددا بصوت مرتجف” لسنا متأكدين تمامًا؟ أتقول لي لا يمكنك معرفة ما إذا كان شخص ما على قيد الحياة أم ميت؟ أي نوع من الأطباء..." نظرت حولها في الممر وصاحت، "هل يمكنني الحصول على طبيب حقيقي هنا؟"
"سيدة إيرفينغ، حرارة جسم ابنك ومعدل ضربات قلبه منخفضان للغاية، وهو لا يستجيب لجهودنا لرفعهما، لكنه لم يمت بعد. لم أر من قبل شخص يتمسك بالحياة في هذه الحالة طويلًا كما فعل. نحن نفعل كل ما في وسعنا، ولكن يمكنني القول بتأكيد أنه إذا لم يبدأ في الاستجابة للعلاج فوراً، فلن يكون معنا لفترة طويلة، وإذا تعافى، فمن المرجح أن تكون لديه إصابة خطيرة في الدماغ."
استيقظت على أشعة الشمس تتسلل بلطف من خلال شقوق الستائر المصنوعة من الألومنيوم في غرفتي في المستشفى. حاولت النهوض ولكني شعرت بألم وصعوبة في الحركة وكأن جسدي كان مدفون في الرمال لفترة طويلة جداً، عندما دخلت الممرضة كانت معتادة على كوني ميتًا تقريبًا لدرجة أنها لم تلاحظ أن عيني كانتا مفتوحتين، عندما وصلت إلى جانب السرير لتثبيت أنبوب التغذية، أدرت رأسي نحوها، وتذمرت متألماً وكادت أن تقفز من جلدها. كانت أمي مستعدة لتقبل الأمر بشكل أفضل، كأنها كانت تنتظر هذه اللحظة بهدوء عندما ظهرت لاحقًا بزي عملها. ضمتني لصدرها بقوة آلمتني.
 كان ذلك في الثالث من كانون الثاني من العام الماضي. قالوا إنها معجزة طبية أنني استيقظت، ناهيك عن الشفاء التام. لم تخبرني أمي أبدًا بهذا، لكنني اكتشفت من إحدى الممرضات أن أمي جعلتهم يسحبون القابس مني في وقت ما، لكن الأمر لم يستغرق كثيراً، إذ سرعان ما وصلوني مجدداً، لم أحمل حقداً ضدها، كان الطبيب مقتنعًا بأنني كنت في غيبوبة طبيعية طوال الوقت، وكان معدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم طبيعية، لكن معدات المستشفى كانت معطلة، لذلك أرسلها كلها لإعادة المعايرة. "هذا هو التفسير الوحيد المعقول"، استمر في تكرر ذلك، على الرغم من أنه لم يكن راضياً تماماً بهذا التفسير.
 كان العمل لطيفًا بما يكفي لإعطائي إجازة مرضية تشبه حالة إعاقة قصيرة الأمد، مما يعني أنني حصلت على 60% من راتبي، وأبقيت على التأمين الخاص بي. وكأن هناك الكثير من الخير فعلته بإبقائي عليه!، فأن  هذا الإجراء لم يكن ذا فائدة كبيرة بشكل ملموس، فلقد اتضح أنه بينما كنت أنقر دون قصد على "فتح التسجيل" للحصول على تأميني الصحي، قد أهملت دفع تكاليف تغطية "الأمراض الخطيرة" التي لم تكن لتمنعني من الإفلاس تمامًا، ولكنها كانت ستعني أنني  سأبقى مدينًا لبقية حياتي بالديون الطبية،  أنا، الرجل الذي كان من الممكن أن يذهب إلى كلية مدتها أربع سنوات، ولكن عاش مع والدته، وعمل وحصل على درجة الزمالة في كلية المجتمع  التي تقدم برامج دراسية قصيرة الأمد، غالباً تستمر لعامين، وتمنح درجات الدراسات العليا عوضاً عن ذلك، والذي عاش في مقطورة سفر وادخر كل دولار ممكن لشراء منزله الأول يومًا ما نقدًا، لا يوجد رهن عقاري، ولم يكن يشرب كثيراً أو لديه أي هوايات باهظة التكاليف. هذا الرجل، إذا، كان الآن يغرق في الديون.
 لقد تبين أن العلاقة بين الديون والقلق ليست خطية. هناك نقطة حيث يكون دينك كبيرًا جدًا لدرجة أنك لم تعد تهتم حقًا بأي شيء اخر، المال لا يعني شيئا بالنسبة لك. إنه ليس لك أبداً ليس لديك أي حافز لكسب المال، ولا شيء تدخر من أجله، ولا شيء تتطلع إليه، ولا يوجد مخرج. أصبحت مقطورتي الآن منزلي للأبد. أصبحت حياة العزوبية مجرد جزء من الحياة بلا أمل أو طريقة للخروج من هذا الوضع، كنت أحب العمل، الآن أريد فقط أن أنام، على الأقل كان
النوم مجانياً، كل ما فعلته في ذلك الربيع الآخر والصيف والخريف هو النوم والعمل، حتى جاء اليوم البارد في منتصف تشرين الثاني عندما لم أستيقظ مجدداً. هذه المرة أسقطني العمل. وبما أنه لم يكن لدي أي دخل، كان على أمي أن تدفع أقساط كوبرا الخاصة بي(نظام COBRA هو تقديم الرعاية المستمرة للموظفين وعائلاتهم، أنه نظام في الولايات المتحدة يسمح للأفراد الذين يفقدون تأمينهم الصحي بسبب تغيير في وضع العمل (مثل فقدان الوظيفة أو تقاعد) بالاستمرار في التأمين الصحي نفسه لفترة محددة. يمكن للمستفيدين في نظام COBRA الاستمرار في تلقي التغطية الصحية على حسابهم الخاص، ولكنهم يتحملون تكاليف الأقساط فضلاً عن تكلفة الإدارة، هذا النظام يسمح بحماية الأفراد وعائلاتهم من فقدان التأمين الصحي فور فقدان الوظيفة أو تحول الظروف العملية بطريقة تقلل من التأثير الاقتصادي لهذه التغييرات) هذا هو الهدف الحقيقي لنظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، فهو لا يفلسك فحسب، بل يفلس أي شخص يحبك بما يكفي لإبقائك على قيد الحياة، خلاف ذلك، القصة نفسها كما في المرة السابقة، مع نفس الطبيب الحائر ونظرية المعدات المعيبة التي أثبتت خطأها بشكل متكرر، لقد أبقاه ظهور فيروس كورونا مجددًا هو والمجتمع الطبي منشغلون بذلك الشتاء، لذلك فكرت في الأمر لاحقًا. حتى إنني أخفت الممرضة نفسها بالطريقة نفسها عندما استيقظت بعد أربعة أشهر. "خدعني مرتين، عار علي!" قالت للمستشفى كله. لقد أصبح ديني الطبي الآن الناتج المحلي الإجمالي لدولة صغيرة. ما زلت لم أدفع تكاليف تغطية الأمراض الخطيرة، لأنه من يدخل في غيبوبة مرتين؟ انتهى العمل بتوظيفي مجدداً، رغم ذلك، من الواضح أن السبب أنهم لم يحالفهم الحظ في استبدالي. لقد طردوني مجدداً، عندما حدث ذلك في الشتاء الثالث على التوالي. الآن كان هناك نمط معين، يبدأ الأمر دائمًا في اليوم الأول من فصل الشتاء، وهو اليوم الذي نعرفه جميعًا، ولكنه يختلف في كل منطقة. أنا أتحدث عن أول يوم تشعر فيه بالشتاء. في اليوم الأول الذي تخشى فيه الخروج من بيتك الدافئ. ذلك اليوم الأول الذي يبدو فيه إخراج ملابس الشتاء والاختناق بها عمل روتيني لا يطاق. كان ذلك الانقلاب يشكل نقطة تحول كبير في حياتي، وهو اليوم الذي نزلت فيه في كل سنة من السنوات الثلاث الماضية غرفة المشفى ذاتها. وفي ذلك الشتاء، اعتقدت أمي والأطباء والممرضات، وكل من عرفني أنني سأستيقظ مجدداً على العكس من ذلك، ففي بداية الربيع وهو الوقت المتوقع للاستفاقة من حالتي تلك، وقبل أن يثبت صحة اعتقادهم، أصبحت الأمور جنونية بعض الشيء. لقد بدأ الأمر بوسائل الإعلام المحلية، وفي غضون 24 ساعة انتشر على نطاق واسع. ثم التقطته وسائل الإعلام الوطنية للتأكد من أن أي شخص حتى الذي يعيش في مكان معزول أو غير مطلع على الأحداث او يعيش تحت صخرة ما، قد رأى صوري فاقدًا للوعي وبالكاد على قيد الحياة في سريري في المستشفى. الآن كان على أمي أن تمر عبر مجموعة من الكاميرات والميكروفونات في موقف السيارات بالمستشفى للوصول إلى سيارتها والعودة منها. لم تكن اللقطات تسليها، لكنني طردتها لاحقًا. بالطبع، كان هناك الكثير من الاتهامات التي كنت أكذبها، ومعها كل أنواع الأفكار حول كيفية إثبات ذلك: ضع قداحة على قدمي، خنقني بالوسادة، أفتح عيني على شكل البرتقالة الآلية( يشير إلى مشهد في فيلم "A Clockwork Orange"، حيث يتم فيه تثبيت عيون الشخص المختارة مفتوحة بالقوة، في الفيلم، يتم تطبيق هذا الفعل كجزء من عملية تأديب قاسية. الإشارة إلى هذا المشهد تُستخدم هنا للتعبير بشكل مجازي عن تجربة صعبة أو قاسية قد يواجهها الشخص)، ثم استأجر راقصة، وانتظرني حتى أنصب خيمة. طُرِحَت كلمة "طفيلي" أكثر من أي كلمة أخرى مستخدمة لوصفي، وقال البعض إنني كنت استهلك موارد المستشفى القيمة. وبطبيعة الحال، أولئك الذين يقولون ذلك لم يكونوا مسؤولي الرعاية الصحية. ثم بدأ حشد "لا أحد يريد العمل من الآن فصاعداً" في التعامل معي كمنبوذ. لكن الاهتمام كان له جانب إيجابي. وكما هو الحال هنا في أمريكا، إذا كنت محظوظًا بما يكفي لإصابتك بمرض فيروسي (يجب عدم الخلط بينه وبين فيروس فعلي)، فيمكنك الاستعانة بمصادر خارجية لفواتيرك الطبية. لقد أحدثت تأثيرًا في الواقع. أعتقد أن كل "طفيلي" هو بطل الطبقة العاملة بالنسبة لشخص ما. تطور اتجاه جديد في اسمي: السبات. بدأ الإنترنت باستخدام الكلمة، على الرغم من رفض الأطباء والعلماء لذلك. كانت هناك العشرات من البرامج التعليمية حول السبات البشري عبر الإنترنت، والتي نصحت بشأن الوظائف والاعمال التي يجب الإقلاع عنها كل شتاء، وكيفية توفير الطعام وتخزينه، حتى لا تتمكن من فعل أي شيء سوى النوم واللعب لعدة أشهر متتالية. انتقدت صحيفة وول ستريت جورنال وما شابه ذلك السبات باعتباره أزمة الجيل الذي يلي جيل الألفية الكبرى القادمة. لم أكن متأكداً مما سأفعله في الربيع الثالث بعد أن استيقظت واستوعبت كل شيء. هل أصبحت من المشاهير الآن؟ لم تكن هناك طريقة لاستعادة وظيفتي القديمة. لقد اضطررت بالفعل إلى مشاهدة بعض هذه البرامج التعليمية لمعرفة ما يجب فعله. لم أتمكن من الحصول على وظيفة بدوام كامل، لذلك لا يوجد تأمين صحي من خلال العمل. وعلى الرغم من أنه من غير القانوني الآن رفض التغطية لشخص يعاني من حالة مرضية موجودة مسبقًا، إلا أنه لا يلزم أي شركة تأمين بتغطية الإقامة في المستشفى لمدة أربعة أشهر بسعر معقول. كانت الأمور تبدو قاتمة جدًا. ثم وجدني الملياردير التقني المشهور والمعروف بسلوكه المزعج أو المتعجرف. اعتقدت أنه سيأتي لاغتيالي نيابة عن الرأسمالية التي يمثلها، نظر إلي بحدة غريبة، مثل مشاعر جولوم المستقيمة (العبارة تستخدم مقارنة بين القرب الرأس مالي وشخصية "Gollum"، وهي شخصية خيالية من رواية "The Lord of the Rings"، للتعبير عن طابع غريب أو غير عادي. التعبير "مشاعر جولوم المستقيمة" يعني أن الشخص يبث إحساسًا أو طابعًا يشبه شخصية Gollum، والتي تُعتبر في القصة شخصية غريبة ومتقلبة،
وعبارة "بعينين بدت أكبر سنًا من بقية جسده" تشير إلى أن عينيه تبدو أكبر سناً مما هو عليه بالفعل، مما يضيف إلى الطابع غير الواقعي أو غير الطبيعي الذي يُراد التعبير عنه حول هذا الشخص)، بعينين بدت أكبر سنًا من بقية جسده. لقد بدا غير واقعي، مثل شخصية في قصة كاتب متهور كتب "رجل أبيض يبلغ من العمر 50 عامًا ويبدو 35 عامًا" في مولد صور يعمل بالذكاء الاصطناعي. قال أن اسمه ميشال.
"نعم، لقد قدمك "شعبك" لي بالفعل. انظر، أنا لم أبدأ عملية السبات عن قصد" قلتها مرتاباً.
 ضحك دون أن يكسر التواصل البصري. قال لي: "أعتقد أنك غير عادي". "أنت تحمل المفتاح."
 من الواضح أن السبات البشري ضروري للسفر إلى الفضاء، لأنه لا فائدة من الذهاب إلى أي مكان إذا لم تنجو بعد انتهاء الرحلة، ويعتقد هذا اللزج أنه سيكون أول من يفعل ذلك بمساعدتي. وفي مقابل محو ديوني الضخمة، أصبحت موضوع اختبار مايشال الشخصي. لقد أخذني إلى منزله في جاكسون هول (لا بد أن يكون هناك شتاء، وهذا ما أكدته التجربة)، وقام أطباؤه الخاصون بدراستي على مدار العام، لم يكن علي أن أعمل، كان إجراء المسح الضوئي والطعن والحث هو وظيفتي. وحصلت على أفضل رعاية يمكن شراؤها بالمال، لا مزيد من سرير المستشفى الكريه. لقد كنت أطفو في نوع من الجل في نوع ما من الكبسولة طوال فصل الشتاء. اكتشفوا أن السوائل الوريدية وأنبوب التغذية الذي أعطاني إياه المستشفى غير ضروريين. كان مجرد التبول والتغوط كافي فقط، كان ميشيل يتحكم بشكل كامل في إجراءات الحفاظ على حياتي ولم يكن هناك حاجة لتلك الإجراءات الطبية.
 سنتي الثانية في جاكسون هول لم يبد أن الشتاء سيأتي في الوقت المحدد له هذا العام، من منا لا يريد رؤية أول تساقط للثلوج على جبال تيتون؟  بالإضافة إلى ذلك، لم يكن لدي ما أفعله، لذلك لم يكن هناك ما يجبرني على الخروج إلى البرد.  يكون الشتاء رائعًا عندما تشاهده من خلال نافذة شقة فاخرة يمكن التحكم في مناخها بشكل مثالي، حافي القدمين على أرضيات دافئة.  لقد اكتشفت ذلك أمام الأطباء وتوصلت إلى خطة.
 "أنا راحل."
 "لكنك لا تستطيع ذلك“ اردف ميشال متوسلاً: "لا يزال أمامنا الكثير من العمل للقيام به".
 "وماذا سيحدث لي عندما تجدون يا رفاق الصلصة الخاصة، هاه؟  أنت فقط ستعيدني إلى البرد دون أن يكون هناك أي شيء باسمي، يجب أن أتوقف عن هذا بينما أنا قادر على ذلك"
 "سوف تكون بطلاً!  ستكون أسطورة."
 "سوف أكون مفلساً."
 لقد تفاوضت من أجل صندوق ائتماني وحصلت على واحد.
 سنتي الثالثة في جاكسون هول كانت تجربة رائعة، بقيت مستيقظًا لفترة كافية للاستمتاع ببداية موسم التزلج واستمتعت به بسرعة كبيرة.  ومنذ ذلك الحين، كنت أتطلع إلى فصل الشتاء.  ولم أكن بحاجة إلى العمل، ولا القلق، ولا الديون.  كنت سمين وسعيد، وفي هذه الأثناء كان ميشال وعلماؤه في حيرة من أمرهم.  لم يعرفوا كيفية تحفيزي على السبات أو إنهاءه عند الطلب، ولم يتمكنوا من تفسير سبب توقفي فجأة.  الآن يبدو أن وقتهم قد نفد.  ضحكت من وراء ظهورهم.  لا يوجد تداعيات على حالتي.  كما ترى، على الرغم من كل عبقريتهم، فقد أخطأ إخوانه في مجال التكنولوجيا وعلماؤه في فهم هذا الأمر الواضح: الدببة في حدائق الحيوان لا تدخل في سبات شتوي.
 
فاطمة حكمت حسن: كاتبة ومترجمة عراقية، تعمل مهندسة نفط