الوهم
امرأة شابة في المطبخ،
يرن جرس الهاتف الجوال
المرأة : " تفتح الجوال" نعم ماما ..
الزوج : " من الخارج بتوتر" من؟ من يتصل؟
المرأة : إنها ماما..
الرجل : " يدمدم" يا للكابوس ..
المرأة : "تهزّ رأسها" إنه زوجي، حازم،
اطمئني، لا أدري، منذ الأحداث الأخيرة،
وقلقه وتوتره يزدادان ، آمل أن لا
يتطور الأمر، تحياتي إلى بابا " تغلق
الهاتف الجوال " آه منذ أن بدأت
الاغتيالات والاختطاف ، وحالته تسوء
يوماً بعد آخر .
اطمئني، لا أدري، منذ الأحداث الأخيرة،
وقلقه وتوتره يزدادان ، آمل أن لا
يتطور الأمر، تحياتي إلى بابا " تغلق
الهاتف الجوال " آه منذ أن بدأت
الاغتيالات والاختطاف ، وحالته تسوء
يوماً بعد آخر .
حازم يدخل المطبخ،
يبدو خائفاً مضطرباً
الزوجة : خيراً، ما الأمر؟
حازم : هددني أحدهم في الموبايل ..
الزوجة : " تنظر إليه صامتة " ....
حازم : هددني الآن.
الزوجة : لكني لم أسمع موبايلك يرنّ.
حازم " منفعلاً " رنّ، وسمعته يهددني ..
الزوجة : " تأخذ الموبايل من يده، وتفتحه " لم
يحدثك أحد .
يحدثك أحد .
حازم : " متضايقًاً " حدثني، لقد سمعته،
صوته غريب، لم أسمعه من قبل ..
صوته غريب، لم أسمعه من قبل ..
الزوجة : "تنظر إليه صامتة" ....
حازم : قال لي، إياك أن تخرج من البيت ..
الزوجة : لا عليك، أنت لم تخرج منذ أكثر من
أسبوع ..
أسبوع ..
حازم : " يتمتم مضطرباً " لستُ جباناً،
سأخرج، وليكن ما يكون .
سأخرج، وليكن ما يكون .
الزوجة : "تحضنه" هذه كلها أوهام، لا تخرج،
إنها كما تقول .. كابوس ، وسينتهي
"تصمت" سنفيق في يوم قريب، وإذا كلّ
شيء على مل يرام ، وتعود الحياة إلى
ما كانت عليه من قبل .
إنها كما تقول .. كابوس ، وسينتهي
"تصمت" سنفيق في يوم قريب، وإذا كلّ
شيء على مل يرام ، وتعود الحياة إلى
ما كانت عليه من قبل .
حازم يخرج من المطبخ،
الزوجة تتابعه دامعة العينين
الزوجة: بعد ظهر ذاك اليوم، ارتدى حازم
ملابسه على مهل، دون أن ينطق بحرف
واحد، وحاول أن يبدو هادئاً متماسكاً،
سألته بصوت دامع : إلى أين؟
ملابسه على مهل، دون أن ينطق بحرف
واحد، وحاول أن يبدو هادئاً متماسكاً،
سألته بصوت دامع : إلى أين؟
فأجابني : سأخرج.
الزوجة : ونظر إليّ، ربما أرادني أن أعترض
على خروجه، لكني لم أتفوه بكلمة
واحدة، ليخرج، ويجرب ذلك بنفسه،
ليعرف أن ما يعانيه.. وهم .
على خروجه، لكني لم أتفوه بكلمة
واحدة، ليخرج، ويجرب ذلك بنفسه،
ليعرف أن ما يعانيه.. وهم .
إظلام، بقعة ضوء
على الزوجة وحدها
الزوجة : وخرج حازم في ذلك اليوم، على أمل
أن يعود مطمئناً، لكنه لم يعد إليّ أبداً.
أن يعود مطمئناً، لكنه لم يعد إليّ أبداً.
تنطفئ بقعة الضوء،
وتختفي الزوجة
إظلام
*****
الجرو الصغير
ظلام، ازيز طائرة، انفجار
شديد، يضاء طفل على الأرض
الطفل : "يتحرك" ماذا جرى؟ "يعتدل
ويتحسس جسمه" أظنّ أنني ما زلتُ حيّاً
"يقف ويتلفت حوله" أين أنا! يبدو إنني
وسط ركام من الحجارة، أهو بيتنا الذي
انهار بالانفجار؟ "يصمت" لقد سمعتُ
أزيز طائرة، بعد أن غادر أبواي البيت،
قالت ماما ، وهي تخرج مع أبي ، بنيّ،
ابقَ هنا حتى نعود، وقبل أن يغلق بابا
عليّ الباب، قال لي، الجرو في الفناء،
لا تدعه يدخل الغرفة، آه من بابا، لا
أدري لماذا يكره الجرو، من يدري، لعل
جرواً مجنوناً عضه، عندما كام طفلاً
صغيراً، ولم ينسَ تلك العضة ، حتى بعد
أن كبر ، وصار أباً "ينصت" آه هذا
صوته، كأنه يأتي من آخر الدنيا، نعم
إنه الجرو.. الجرو الصغير "يُسمع نباح
من بعيد عو عو عو"، هذا الجرو،
الذي ينبح الآن من بعيد، رأيته في يوم
ممطر، وكنت أسير مع أبي، نظر إليّ
بعينيه الصغيرتين اللامعتين، وكأنه يقول
لي، خذني معك، إنني وحيد ، توقفت،
وقلتُ لأبي، بابا، دعنا نأخذ هذا الجرو
المسكين، وردّ بابا بصوت قاطع.. كلا،
قلت محاولاً إقناعه، المسكين، إنه وحيد
، وثانية ردّ بابا ، كلا .. كلا، ونظرتُ
إلى بابا ، وقلتُ ، الله قال .. ، وحدق بابا
فيّ مندهشاً ، وقال ، ماذا قال الله؟ فأجبته
بلهجة معلمة الدين الست خولة، قال الله ،
إذا رأيتم جرواً خذوه.. ، ولا أدري لماذا
ابتسم بابا، لكنه جرني من يدي، وهو
يقول، الله لم يقل ذلك، هيّا ، وانقدتُ
لبابا مكرهاً، وداخلني شيء من الفرح،
حين رأيتُ الجرو الصعير يهرول ورائي،
وماء المطر يقطر من فرائه السميك "
يصغي ملياً" ها هو الجرو ينبح ثانية، يا
لصوته الجميل الحي "يُسمع نباح الجرو
يقترب شيئاً فشيئاً .. عو عو عو" إنه
لا ينبح من آخر الدنيا هذه المرة، بل إن
نباحه يقترب شيئاً فشيئاً "ينصت ثمّ يبدو
عليه الفرح" هذه مع النباح أصوات
معاول ومجارف، تعمل في الركام
المحيط بي، يبدو أن الجرو، الجرو
الصغير، قد دلهم عليّ، سأحكي هذا لبابا،
وسيحبه، سيحب الجرو الصغير، فهو
الذي دلّ العمال على مكاني، وسينقذونني
من موت محقق.
ويتحسس جسمه" أظنّ أنني ما زلتُ حيّاً
"يقف ويتلفت حوله" أين أنا! يبدو إنني
وسط ركام من الحجارة، أهو بيتنا الذي
انهار بالانفجار؟ "يصمت" لقد سمعتُ
أزيز طائرة، بعد أن غادر أبواي البيت،
قالت ماما ، وهي تخرج مع أبي ، بنيّ،
ابقَ هنا حتى نعود، وقبل أن يغلق بابا
عليّ الباب، قال لي، الجرو في الفناء،
لا تدعه يدخل الغرفة، آه من بابا، لا
أدري لماذا يكره الجرو، من يدري، لعل
جرواً مجنوناً عضه، عندما كام طفلاً
صغيراً، ولم ينسَ تلك العضة ، حتى بعد
أن كبر ، وصار أباً "ينصت" آه هذا
صوته، كأنه يأتي من آخر الدنيا، نعم
إنه الجرو.. الجرو الصغير "يُسمع نباح
من بعيد عو عو عو"، هذا الجرو،
الذي ينبح الآن من بعيد، رأيته في يوم
ممطر، وكنت أسير مع أبي، نظر إليّ
بعينيه الصغيرتين اللامعتين، وكأنه يقول
لي، خذني معك، إنني وحيد ، توقفت،
وقلتُ لأبي، بابا، دعنا نأخذ هذا الجرو
المسكين، وردّ بابا بصوت قاطع.. كلا،
قلت محاولاً إقناعه، المسكين، إنه وحيد
، وثانية ردّ بابا ، كلا .. كلا، ونظرتُ
إلى بابا ، وقلتُ ، الله قال .. ، وحدق بابا
فيّ مندهشاً ، وقال ، ماذا قال الله؟ فأجبته
بلهجة معلمة الدين الست خولة، قال الله ،
إذا رأيتم جرواً خذوه.. ، ولا أدري لماذا
ابتسم بابا، لكنه جرني من يدي، وهو
يقول، الله لم يقل ذلك، هيّا ، وانقدتُ
لبابا مكرهاً، وداخلني شيء من الفرح،
حين رأيتُ الجرو الصعير يهرول ورائي،
وماء المطر يقطر من فرائه السميك "
يصغي ملياً" ها هو الجرو ينبح ثانية، يا
لصوته الجميل الحي "يُسمع نباح الجرو
يقترب شيئاً فشيئاً .. عو عو عو" إنه
لا ينبح من آخر الدنيا هذه المرة، بل إن
نباحه يقترب شيئاً فشيئاً "ينصت ثمّ يبدو
عليه الفرح" هذه مع النباح أصوات
معاول ومجارف، تعمل في الركام
المحيط بي، يبدو أن الجرو، الجرو
الصغير، قد دلهم عليّ، سأحكي هذا لبابا،
وسيحبه، سيحب الجرو الصغير، فهو
الذي دلّ العمال على مكاني، وسينقذونني
من موت محقق.
الطفل يرفع رأسه منتظراً،
أصوات النباح والمعاول والمساحي
إظلام
21 / 7 / 2023