أيار 06
    تعذرت علينا الأزمنة السعيدة، وصار من الصعب علينا الاحتفاء بالحياة في أمنها وهنائها وابتسامتها الرغيدة.
بات عصياً علينا.. ذاك الألق الذي كناه في الأيام العصية.. عندما كنا نقطر تلك الأيام تقطيراً، ونكون سعداء مع هذه القطرات على ندرتها وبساطتها..
ولأننا مدججون بالأمل.. الذي يفتح أمامنا شهية الاحتفاء بكل صباح، أخذنا عهداً على أنفسنا، ان نستنطق الصعوبات، نتجاوز ونصرّ على تجاوزها.
من هنا وجدنا في آذار، شهر المناسبات البهية، والتي نحتفي بها، ونتفاءل بوجودها في بصمات حياتنا.
فالمرأة في عيدها الأممي، تشكل عندنا الجمال الأنيق والمضحي النبيل، ونوروز الربيع، يجعلنا نحتفي بخضرة الحياة وبهجتها وألقها.
وفي آذار المجد، هناك تاريخ ناصع، حفر مناسباته الخالدة في الصخور.
حتى تجاوز عمر هذه البصمات الحية تسعة عقود، هي صفحات ميلاد الحزب الشيوعي العراقي.
وما بين: المرأة ونوروز والشيوعي.. وشائج عميقة وثابتة، ومن الصعب قطع أواصرها الخالدة.
الشيوعيون، هم أول تنظيم سياسي، يشرع الأبواب أمام المرأة وحقوقها التي اغتصبتها السلطات الظالمة.
والشيوعيون، هم من وجد في الربيع عيداً خالداً، بوصفه رمز الحياة وانطلاق وجودها الخالد فيما كان مناسبة فولكلورية عابرة.
إذن.. آذار كل السنوات، كان إرادة الشعوب التي تتفاءل وتبحث عن كون سعيد يمنح الحرية والتآخي والمسرات للجميع، وعلى العكس من أولئك الظلاميين الذين كانوا يخشون وعي المرأة وإرادتها الحية.. لذلك عملوا على ابتكار يوم خاص للمرأة العراقية بمعزل عن نساء الكون وذلك بهدف إيقاف امتداد أممية النساء في كل مكان في العالم.
بوصف الامتداد يشكل تهديداً لكراسٍ مفرغة من المحبة، ومعتدة بالظلم والعنف والكراهية.
وكذا الربيع، كانوا يريدون ان لا يحصروا وجهه ولا يحضنوا نسائمه وألا تنمو براعمه..
لكن سلام الربيع لوّح لهم بالحياة في أبهى وجهها السلمي الفرح والمخزن بالآمال.
وغدا الشيوعيون حزباً لا قدرة لأحد على استئصاله من وعي الناس وعقولهم المضيئة.. مهما كتموا الأنفاس ولوثوا الأجواء وملأوا الزمان والمكان بالسجون والبطش والطغيان.
الشيوعيون ... بناة حضارة.
 من هنا.. سيظلُّ آذار شهر المحبة والخير والعطاءات المشرقة.