الأصابع وإضاءة الخلفية الأيديولوجية في قصص (أصابع الأوجاع العراقية) لحسب الله يحيى
قبل أن نعرج على قراءة الثيمة الاساسية للمجموعة القصصية المعنونة (اصابع الاوجاع العراقية) لحسب الله يحيى، تحتم علينا التطرق الى البدايات التي كونا فيها نظرتنا الاولى الى المجموعة والتي تمثل مرجعية لا بد ان نبحث فيها ذلك لما لها من تعالق واضح مع النصوص القصصية ككل، وهي المتمثلة بالعتبات النصية ولا سيما عتبة العنوان فهي اضافة الى ما يحتله من مساحة وبما يضفي عليه اللون من دلالات جمالية ويمنحه وصفة البروز على اللوحة الموضوع فوقها، فانه يحمل معناً دلالياً يحاول الكاتب والمصمم الذي يعد المتلقي الاول في البدء إيصال فكرة القصص عن طريقه ،وذلك بدءا من اختيار اللون الاحمرعن قصدية فهو اللون المثير الذي يشير ويحيل الى لون الدم والذي يهدف إلى لفت انتباه القارئ لهذه العتبة المهمة في قراءة النص القصصي ،كما نلحظ السبب القصدي والمتعمد في اختيار اللوحة ايضا بكل بما تحتويها من العلامات التي تضيء للقارئ ما سوف يرد في القصص لاحقاً، فهي تتكون من تراكم صوري جمع فيها المصمم بطريقة الفوتوشوب صورا عديدة لكي يوصل الفكرة..
جاعلا من مفردة اليد وهي ممسكة بالوجه وخلفها اشجار ومستند عليها هيكلا عظمياً علامات تحيل الى الدلالة التي تحملها القصص ككل والذي ادركها مصمم الغلاف حتما وهو يوزع المفردات التي تحيل على اكثر الفترات التي شهدت مظاهر العنف وأشدها تدميرا وشراسة، الفترة التي فتكت بالأبرياء على جميع المستويات في ظل دخول الارهاب الى الموصل ، وهذا ما عبر عنه الكاتب في الغلاف الاخير للمجموعة القصصية بقوله مضاف اليها أوجاع قديمة قد عاشها (انه خلاصة 73 عاما من الاوجاع العراقية التي عشت نبض كل لحظة منها اجدني امتحن تلك الاعوام بتجارب جريحة ومغرقة بالاحزان وثقل الزمن الذي عشته سواء على صعيد الواقع او المتخيل والتماس المباشر والتفاعل مع شخصيات ادرك طبيعة هواجسها ومرارتها الثقيلة) ، اما فيما يخص عناوين القصص فأول ما يستوقفنا فيها انها عناوين تجمعها مفردة الاصابع التي تمثل جوهر القصص وتحتل مكان الصدارة فيها، وهذا وان ما نلحظه من التأكيد على مبدأ الانتقائية والترابط الدلالي مع العنوان الرئيس واللوحة فهما معا يشكلان المفتاح الإجرائي الأول الذي يمكن الدخول عبره إلى عالم النص وفضح كل ما فيه من اسرار.
وهكذا فإذا كان هذا الحدث التاريخي الذي يستثمره القاص بدافع تشيد صورة لفترة من اكثر الفترات ظلما وتدميرا، فانه يكشف التتابع المأساوي للأحداث والأوليات المحتكمة في صيرورته فان تكرار مفردة (الاصابع) على كامل القصص بما يملكه من الثراء الدلالي والقدرة في تكوين الفضاء الايحائي يمنح القصص دلالة واضحة، فالقاص على امتداد القصص يستثمر مفردة (الاصابع) كعلامة سيميائية واصفاً اياها وصفاً دقيقاً، جاعلاً منها شاهدا يطرح عبره هموم تلك الفترة ومعاناتها بوصفها بديلاً رمزياً له مَحمولات لما حدث من اذى والم والذي من شأنه ان يجعل المتلقي يرد بان كل ما يحدث داخل القصص يعود الى القاص ذاته ، وذلك ربما للاجواء غير الطبيعية التي عاصرها في ظل الحروب والارهاب والتي اثرت بشكل مباشر على هذا الاختيار، ما راح يشتغل على هذه العلامة بقوة، متخذا اياها كدال متكامل مكتف بذاته وقادر على توليد سلسلة عديدة ومستمرة من الدلالات.
ان (الاصابع) هنا تعد وسيلة بيولوجية اولية تشترك فيها مع الكائنات الحية، و حين تنحاز عن هذا المعطى البيولوجي المشترك سوف تنتج في الأذهان معنى جديدا، أي انها تخرج من الوظيفة الطبيعة إلى وظيفة إنتاجها لمعنى مغاير ومختلف، وهي بهذا تمثل فعلا دلالياً جديداً متحررة فيه من وظائفها الفعلية، باسطة فيه فاعليتها في جميع الاتجاهات ما يضفي تنويعا دلاليا إلى اللغة لتنفذ فيه الى مسارب النص ولتوظفه في خدمة الفكرة الأساسية الحاملة هنا إيديولوجياً يريد القاص توصيلها (لا تتحدد إلا بوصفه، بنية عفوية بيولوجية كذلك بينة ثقافية و اجتماعية يتواصل فيها البدني بالتصوري، ويتعلق فيه البدن الجسد ببدن العالم)، وان هذه المفردة لا تقصر على قصة واحدة، بل تستحوذ على قصص المجموعة كلها ،فهي بما تمتلكه من غنى في مضمونها وشكلها تأتي محملة بمعاني عديدة فهي تحتل مكانة مركزية في قصة (اصابعي التي لم تعد اصابع) حيث تتكرر مفردة (الاصابع) في القصة حوالي (50 مرة ) تمثل وتحيل الى الموت والتشظي (انا لا املك اصابع اصابعي ليست لي اصابعي لم تعد اصابع انها كماشات مشوهة مقرفة نتنة لا تلمس شيئا الا وبعث فيه العفن) ص10، ونموذج آخر للاصابع يظهر في قصة (اصابع القتل والدفء) التي(تتكرر فيها مفردة الاصابع 8 مرات)، والتي تبدو هنا كمقارنات وتناقضات بما يطرحه الدفء فمرة يأتي كعلامة ينبه فيها ويشير الى الارهاب وقتل الحياة (فيما اصبعه يضغط على حزام عريض مملوء بالحشوات وقد بدا ممزقا وقد تحول الى اشلاء) ص19، ومرة اخرى يشير فيه الى الامومة والحنان (يا ناس كانت اصابعه تحضنني كانت اصابعي ممسكة به كنت اشده الى صدري نسيت دفا وحركات اصابعه)ص21.
واستمرارا لما يتعلق بمفردة الاصابع التي تتمتع بوضع اعتباري و على درجة كبيرة من الحضور والتنوع والتي تلعب دائما دورا أساسيا في جميع القصص بهدف تقديم الصورة المتوخاة التي يريد طرحها عبرها تتحول في قصة (اصابع الشهداء في كل مكان) الى رمز للشهادة (ترد مفردة الاصابع 10 مرات) (مقاتلا شجاعا لم تتخلى اصابعه عن حمل السلاح لمقاتلة العدو) ص28، و تتحول ايضا فيما بعد الى رمز الاشجار (ستتحول اصابع كل واحد منهم الى اشجار ترتوي بالمطر ثم تنمو وتملا المكان الذي سيتحول الى غابات نخيل) ص29.
وكلما تمعنا في القراءة نصل الى ادراك راسخ ،هو ان كل القصص ما هي الا ادانة صريحة للارهاب ولا شيء أدل على هذا بما اقترفوه من جرائم بشعة كما في قصة اصابع سبياكر، وان القاص بأسلوبه المباشر الذي يعبر فيه عن أفكاره وآرائه وقناعاته من دون مواربة يكرر مفردة الاصابع في القصة (14مرة) فتاتي تارة للفقد (بكى رابع وراح يقبل تلك الاشياء الجافة التي لم يعد اي واحد يدرك منا انها اصابع اولادنا الذين فقدناهم في ذلك المكان المشؤوم الذي يطلق عليه معسكر سبايكر)ص35، وتارة تأتي متوجه صوب القلق والحيرة (واندفعنا نحفر باصابع اللهفة والحيرة والتيه )ص35،وبتكرارها (9 مرات) في قصة (رغيف بدفء الاصابع) تأتي محملة بمعنين متناقضين يعزز التوجه الاول فيها ازاء معنى الحياة (كانت اصابعي وهي تعجن وتخبز اشبه باصابع عازف سعيد باداء اجمل الالحان) ص،42 والمعنى يحمل ويحيل الى معنى النهب والابتزاز والقتل ، (يأخذون باصابع صدئة ما توفر لدي من خبز) ص43،وحين يكون الجميع تحت مرمى الدمار والخراب والنار والتراب والدخان والرماد حتى التاريخ لم يسلم منهم فنجد علامة الاصابع في قصة اصابع حارس المتحف التي تتكرر حوالي 11مرة تجسد بامتيازمعنى الشهادة على هذا الخراب وطمس التاريخ (كانت اعصابي شاهدة على ما كان وما حدث وانا بكامل قواي العقلية والجسدية ممتلكا اعصابي وارادتي التي لا تقوى على شيء امام هذه الايادي الخشنة الصدئة)ص 49 (كانت المطارق الحديدية الثقيلة تنتقل بين اصابعهم كما لو انها ادوات منزلية اعتاد اصحابها على استخدامها في حياتهم اليومية كنت احدق في تلك الاصابع البشعة) ص50 .
كما وان القاص الذي اقتضى ان ندرك طبيعة قصصه في بعديها الشكلي والمضموني عن طريق (الاصابع) بكونها رمزاً وعلامة نحو فهم ما يروم توصيله ليجعل من (الاصابع) في قصة (اصابعي في سور نينوى) التي ترد المفردة فيها(26 مرة) منطلقاً تجاه الموت والتشظي وذلك حين تسقط الصخرة على الاصابع وتهشمها (كنت الكائن الوحيد الذي يزور قبره قبر اصابعي اصابعي التي ترقد بسلام غير معنية بما تبقى من اصابع في يدي)ص58.
ان الحقيقة التي تصرخ في كل قصة من المجموعة ما هي الا للكشف واستحضار صور ومشاعر متنوعة تدين الإرهاب وتضيء العلاقة بين جانبين متضادين جانب يحمل معنى الإنسانية وجانب يشير الى الموت والدمار هذا التصور المزدوج لمفهوم الإيصال عبر التضاد هو ما يحاول الكاتب التطرق إليه في اكثر من قصة وفي قصة (اصابع بهنام ابو الصوف) (تتكرر22 مرة) تأتي تارة لتفيد معنى الحب والتفاني (اعرف اصابعه جيدا اعرفها واجزم ان بمقدوري تمييزها عن جميع الاصابع التي اعرفها ولا اعرفها. نعم، اؤكد انني اعرف اصابع بهنام ابو الصوف الذهبية وامتياز الذهب في اصابعه يقترن بكل ذرة تراب حفر ونقب فيها طويلا)ص 65. وتارة تأتي معبراً عن (البلاء لم يعد عصيا على كائنات وحشية تحمل بين اصابعها وادراكها كل هذا الحقد الاعمى على ما انجزته البشرية بصمات اثارية)ص70، وان الكاتب باعتماده الاشتغال على ادوات مستمدة من حقل الجسد نجده في قصة اصابع الست باسمة (يتكرر31 مرة) يستمر في السعي وراء فكره تحمل الافتراق الرؤيوي بين جانبين جانب يمثل الشعور الطاغي بالقوة والجمال الذي تتفجر به (اصابع الست باسمة)، ازاء شعور يحمل مرارة الهزيمة والتخاذل تمثلها اصابع الحارس (الست باسمة لها اصابع درية قوية باسلة تفوق اصابعي الجبانة المتخاذلة الحمقاء)ص 75.
كما وان القاص في سعيه التركيز على جميع إحداثيات ابنية النص القصصي المتصالبة على نقطة تجمع بين مصير الانسان كفرد في مواجهته للظلم والقتل من قبل الجماعة هو حتما تاكيد مقصود عائد الى رسم صورة للتشاؤم المطلق الذي يمكن أن يمنحنا إياه الواقع في تلك الفترة والتي تكون قيمته في الاشتغال عليه من اجل تحفيز القارئ على التواصل بيسر وسهولة مع النص القصصي كما في قصة (اصابع خوبي الستة) يكرر الاصابع (15 مرة) (عندما وجدوا خوبي تقف بوجوههم قابلوها بضربات على راسها وعندما شاهدو قدميها بستة اصابع راحوا يضغطون عليها باحذيتهم الثقيلة وقد نجا احد قدميها فيما تهشمت اصابع الثانية) ص87.
ان ما يوطد المسار الذي ابتغاه القاص هو الوجود المهيمن والواضح في ادراج مفردة الاصابع في اغلب القصص حيث تاتي في قصة (اصابعي الخشنة) التي لا تتجاوز الخمس صفحات متكررة حوالي (مكررة كلمة الاصابع 49 مرة) وهي التي يريد القاص عن طريقها التضاد ما بين الخشونة التي وراءها العديد من المآسي والشؤون والشجون (كانت اصابعي الخشنة الجافة تمسك باصابع قدت من حرير) ص94، بالمقارنة مع الاصابع الناعمة (كانت اصابعه منحوتة طويلة ناعمة) ص98، ويومئ القاص على نحو مباشر في قصة (انفاس اصبع) مستعيناً الترميز كبقية القصص عبر مفردة الاصبع التي تتكرر (11 مرة) إلى دور الارهاب في التشظي والضياع (كتموا انفاسي وحالو بيني وبين الحركة رايت اصبعي مرميا ينزف دما ورمز عرسي داميا يبرق) ص107.
وعن طريق تمظهر الاشتغال الواضح لهذه المفردة ومن تأسيسها لارضية مشتركة على امتداد المجموعة متجلية دلالتها في اشكال متنوعة نجدها في القصة التي تحمل عنوان (كفن لها ولاصابعي) (تتكرر22 مرة)، جامعة بين الشباب والشيخوخة (ويخجلني ان اشيخ وانا امسك باصابع شابة مزهرة في ربيع بهيج مثلما يخجلني ان ترى طفولتها وهي تضيع في اصابع عبثت بها سنوات العمر المريرة) ص112.
ولا تتجلى الوظيفة التي تدين الظلم والقتل في القصص السابقة وحدها انما تتجلى ايضا وبشكل واضح في قصة (فجر اصابعها) التي تتكرر فيها مفردة الاصابع (11 مرة) (اعتدت ان اتخيل اصابعها تتحرك في كل مكان فجرا حال يقظتي من نومي قبل ان اراها) ص119 .
ان حسب الله يحيى الذي تفرد بتناول عدد من القصص واسند لها مهمة تبيان التناقض مستخدما الاصبع كعلامة دالة عليه نجده هنا في قصة (اصابع بلون الامنيات) (31مرة اصابع) يبدو التناقض واضحا ما بين الطفولة والهرم (كنت ارى رقة وجداني وشيخوختي وانا اراقب اصابع منى وهي تؤثث لحمها مثلما ارى شجرة الروز وهي تغازل الطبيعة) ص131 ، وما بين الفقر/ الغنى (ربما لانني كنت افتقد تلك الاصابع الحرة البهية كانت اصابعي مختلفة عن تلك الاصابع. كانت اصابعي جافة خشنة سمراء شاحبة) ص 132 .
والملاحظ في قصة (اصابع النساء) التي يعود زمن احداثها الى زمن نشوب الارهاب ودخول داعش الى سنجار، تشتغل الاصابع دلاليا على الشهادة في قصة (مهداة الى النساء الايزيديات (اصابع النساء الايزيديات) (35 مرة) لتوحي على ما ارتكب من البطش والقتل حين (اجتاحوا قضاء سنجار وشردوا سكانه وصاروا شتاتا بلا ماوى) ص151 (اشرق وجه نور وراحت اصابعها تتحرك في ارتباك وتستقر في حضنها امنة، وجدت فيها اصبع امي وهي تحنو علي)ص155.
هناك نقد يتطلب فيه من الكاتب ايراد صور جديدة في الرؤية، وهذا يأتي في قصة (اصابع القط) (تتكرر المفردة 5مرات) عبر الحيوان الذي يبدو حتى هو الآخر لم ينجُ منهم، وان القاص الذي يملك روحاً إنسانية والذي ضاق ذرعاً بالظلم والقهر والقمع، والذي حدد منطلقه المنهجي تجاه فضح الارهاب على كامل القصص اراد التنوع في ادانة الظلم والقتل هنا (اصابع تحمل مخالب حادة تمزق جسدي كما لو انها سكاكين تقطع لحمي) ص159.
ان الاشتغال على مفردة (الاصابع) والتي تقدم صورة واضحة على قدرة الكاتب وتمكنه على النفاذ على مناطق متنوعة.. تاتي ايضا في قصة (اصابع الحبر السماوي) (تتكرر13 مرة) برهاناً على الصداقة (امسك باصابعي اشدها الى اصابعه كانما كان يخشى انفلاتي من بين اصابعه مع انني كنت مسحورا بتلك الاصابع) ص165. وفي القصة المعنونة (اصابع اللذة) تتكرر المفردة (44مرة) والتي يبدو أن نمط الإيصال المهيمن للمضمون ياتي كبقية القصص عبر (الاصابع) التي استحوذت في هذه القصة على حيز نصي واسع تموضعت في الصفحات القليلة التي يتحدث فيها القاص عن الموضوع الذي يريد طرحه محاولا رسم صورة تحيل على اللذة (لم تعد اصابعي أصابعي التي اعرفها ولم تكن اصابعها تلك الاصابع التي تعرفها اصبعنا كانت تمضي في عوالم اخرى) ص179.
وهكذا نرى ان مفردة الاصابع لم تقحم بشكل اعتباطي في القصص، بل تنهض على اساس من العلاقات السببية من بين الموجودات، فنجد استغراق القاص بمتعة الاتجاه النفسي في قصة (اصابعي واصابع الديك) تتكرر (17 مرة) والتي يبدأ الحديث فيها عن الاضطهاد ثم يستتبعه بالمقارنة ما بين الشيخوخة والشباب (هل تريد لاصابع شيخوختك ان تماثل اصابع شباب الديك؟) ص189.
ولا بد ان نقول اخيرا من أن الحافز الأساسي لكتابة هذه القصص التي كانت تتمركز كلها على الموضوع نفسه، حتما كانت نابعة من احساس القاص بالولاء للوطن الذي هده القتل والارهاب، وفي سبيل ان يتخلص من المعاناة الضاغطة على نفسه وعقله، وان علامة (الاصبع) بما تحققه من اعلى مستوى من البروز تجاه ادانة الارهاب في اغلب القصص، الا انه مع ذلك يمكن استثناء القليل منها لما تحتويه من مضامين مختلفة متموضعة في اتجاه اخر للتخيل الا انها مع ذلك تؤول في نهاية المطاف الى ادانة غير مباشرة للارهاب، وايضا من المفيد القول من ان زخم الوجدان المقهور بهذه الخيبات للقاص ومن وقوعه تحت طائلة يأس عميق في تلك الفترة يفسر اعترافه في الغلاف الخارجي بانها ستكون اخر مجموعة في خاتمة حياته ولا يعتقد انه سيكتب سواها.
كما لا بد من القول اخيرا بان هذه المجموعة تضم عددا من القصص مضافة الى المجموعة في النهاية تحت مسمى (الملحق) ولكني لم اتناولها لضيق المساحة وكذلك لاختلافها عن الموضوع المطروحة قراءته هنا.