أيلول/سبتمبر 13

 في الوقت يحتفل فيه العالم، بيوم العمال العالمي في مطلع ايار، يغيب عن هذا العيد جملة من الأمور. مثلما تغيب عن كل الاعياد الشعبية التي تقع خارج السلطة ورقابتها وهيمنتها، بوصفها اعياداً تعني الشعب، لا السلطات.

الا ان هذه السلطات، يمكنها ان تتخذ من العيد الاممي للعمال، نموذجا حياً لأحياء الاعياد واحترام خصوصياتها، وذلك عن طريق خلق حوافز وسن قوانين ترعى ارادة الطبقة العاملة، بوصفها الطبقة التي تبني وتعمر وتسهم مساهمة فعالة في رسم الآفاق المستقبلية للبلاد..

غير اننا على العكس من ذلك، نجد البطالة منتشرة، ومن كان يعمل لا يجد ما يقابل هذا العمل الاستحقاق الذي يعادله، بل هناك استغلال لطاقة العمل مثلما هناك استغناء عن بعض القطاعات بدعوى انها فائضة.

وفي حقيقة الأمر، ان الجميع فائضون، عندما يتم ايقاف المعامل والمصانع عن العمل ويستبدل المعمل، بالاستيراد ومن ثم الاستهلاك.. ليكون العامل بلا عمل، والعمل متوقف، والاستهلاك الاسري مطلوب، من دون مقابل يسد ثمنه!!

هذا حال الطبقة العاملة العراقية اليوم.. حيث تواجه ثقل البطالة وارتفاع اسعار كل ما هو ضروري لسد الحاجات اليومية، ولا يكون زهيداً سوى الانسان نفسه!!

وكذا الحال في حياة شغيلة الفكر والثقافة والمعرفة والابداع، حيث تكون الآمال منطفئة بعد التخرج من الجامعات والمعاهد والمدارس – حتى المهنية فيها – وذلك عندما تجد هذه الشغيلة نفسها في حالة معاناة من ثقل البطالة.. حتى لتصبح الشهادات عبئاً جديداً على أصحابها وهم لا يتقنون سوى معارفهم والعلوم والخبرات التي اكتسبوها عن طريق الدراسة..

الدراسة والعلم.. لا تسعفهم، ولا تحقق لهم المستقبل المنشود الذي كانوا يبنون عليه آمالهم.

الجامعات والمعاهد والمدارس، لا تستقبل للتعيين حتى الاوائل، مع ان هناك حاجة ملحة لسد النقص في الملاكات التدريسية، واذا تم التعيين، فلا يكون حصراٍ الا لذوي النفوذ السياسي، وبدرجة أقل لذوي الشهداء.. شهداء بعينهم، يتم تمييزهم عن سواهم، من دون النظر الى كفاءاتهم.

من هنا نجد، ان شغيلة الثقافة، شغيلة باتت الاسوأ حالا، اذ هي لا تتقن حرفة بعينها، وانما تكمن خبرتها في خزين ما اكتسبته من معارف.. وهذه لم تعد تجد قبولاً، أما الجهل الذي بات يتمدد ويأخذ مساحة كبرى من الهيمنة والاستحواذ والاستقواء مالاً وسلطة ووجاهة وسعادة.. فيما شغيلة الثقافة لا تجد أمامها سوى بطالة، يتسع مداها يوماً بعد آخر.. من دون أن تجد حلولاً موضوعية وافقاً مستقبلياً ..!!.