
حينَ تغضبُ الرياحُ؛
تَصُبُّ نارها على أجنحةِ الغيمِ،
وهي تطيرُ بأحلامِها،
تَتَفتَتُ كأوراقِ الوردِ في السماءِ،
تَتَوزَّعُ في كُلِّ مكانٍ،
لكِنَها حينَ تُبصِرُ العطشَ؛
تُلَمْلِمُ نِثارَها،
تتعانَقُ عِناقَ عاشِقِينَ في مطارٍ غريبٍ،
وتبكي،
تبكي،
تبكي،
في هذا النظامِ العَظيمِ؛
ثمةَ قسوةٌ غيرُ مُبررةٍ،
غضبٌ ....
حينَ تبكي الغيومُ بِشدةٍ؛
تنسى سيولَها،
وحين تصحو من نوبةِ البكاءِ؛
تتوجعُ لِبُكاء الأرَضيين ،
وتُرددُ ثمةَ قسوةٌ لا مُبررَ لها،
فَتعتَذرُ الريحُ وتَصْرُخُ؛
عند الغضبِ أنسى ما أنا فاعِلٌ،
حينَ أضربُ الجبلَ؛
تجرحُني أسنتُها،
فأنزِفُ غضباً ،
حين أعاتبُها تضمني اليها فننسى؛
جرائمنَا الصغيرةَ،
ننسى كُلَّ (ما) من جَرّاءِ (ما) ...
وما تحفره الأسئلة (المبهمة) في يقيننا المبهم...
النسيانُ حِكمةُ الله؛
وسِرُّهُ الصامِتُ ...
حينَ يحلو مِزاجي ،
أحمِلُ الغيومَ في راحَتَيَّ ؛
وهي حُبلى بمائها العذبِ،
وأُرشِدُها الى الصحارى التي تفتحُ أفواهَها،
وتُغني،
كأننا نكتُبُ قصيدةَ عِشقٍ،
على صفحةٍ الأرضِ،
(فنمت وربت) وأينعَ صِلصالُها،
ثم حملتُ الموجَ فداعبتُ أثداءَ الرملِ،
موجاتٍ من الموسيقى تَناغَمَتْ،
مع ازدهارِ شوقي اليك أغنيةً،
كم نهدا من الرملِ،
أرضعتْ الأمواجَ خمرَ عشقِها؟
كمْ ساريةً تحطمتْ بِصفعةِ الريحِ؟
وغضبِ الموجِ،
بسهامِ الماءِ وهي تُفتِتُ الخشبَ،
ثم يعودُ البحرُ بريئاً،
موسيقى هادئةً؛
وعِناقَ عاشقينِ؛
ثمةَ قسوةٌ لا مُبرِرَ لها؛
أ لها ما يُبَرِرُها على الرُغمِ من الشُعراءِ،
وثمةَ ظهورٌ في المكانِ الخَطأ،
في الزمانِ الخَطأ ...
تملأ الريحُ غليونَها،
تنفثُ دخانَ حُزنِها القديمِ؛
وحروبِ (ابناءِ) الله الأغبياءِ،
وتنشغِلُ بالأشجارِ؛
تَشعُرُ برغبَةٍ في الاستمتاعِ بألسنةِ النارِ،
وهي تلتَهِمُ كُلَّ حيٍّ ،
فترمي بقايا غليونَها ،
وتنفخُ ،
تنفخُ ،
تنفخُ ،
حتى يغضبَ الماءُ ،
ويصفعُ هدوءَنا المؤقتِ ،
ثمةَ غضبٌ لا مُبررَ لهُ ،
لُعبةٌ ...
مِزاجٌ مُتقلِبٌ ،
مُداعبةٌ صاخِبةٌ ،
تنتهي بجريمةٍ ،
صرخةٍ ،
عتبُ عينين ،
ابتسامةٍ لا يُمكِنُ أنْ تفهمَها ،
ذاكرةٍ مُترعةٍ بِغضبِ شاعِرٍ ؛
يكتُبُ قصيدتَهُ ؛
كأنهُ أودعَ سِرَّهُ العظيمَ ،
وأنزَلَ حِجارةً عنْ كاهِلِهِ ...
تقيأَ كلماتِهِ ،
وارتاحَ من خمرَةِ الشِعرِ ،
ومن شياطينِهِ ،
وملائكتِهِ ،
وكؤوسِ طلاهُ ...
أقرئيني جيدا يا صخورُ ،
أنا الريحُ