لولا الجهل لجاع الكهنة وسقط الطغاة/ ماركس
نعم.. ثقافة التجهيل؟ وهل يحتاج الجهل إلى ثقافة؟
إن ما فعلته السياسية الثقافية بعد 2003 لا يخرج عن هذا الإطار وهذا التوجه.
إن انتشار الأمية وغياب التعليم الإلزامي، وهيمنة المدارس والكليات الأهلية، وانهيار منظومة التعليم والتربية، وسيادة الرشا واستسهال النجاح، والاعتماد على التلقين في كل المراحل الدراسية ونشر الكرامات والانتماء إلى الماضي بكل صفحاته المختلفة، من دون حتى الإشارة إلى الجوانب النيرة في حقول المعرفة التي أكدت عليها الكثير من الجذور الفلسفية والعلمية الإبداعية في تراثنا النير؛ هو الذي أشاع الجهل ونشر الأمية بين الناس .
وبات الاتكاء على الأدعية والرؤى الظلامية.. يأخذ قسطا وافرا من الأهمية، حتى وجدنا أنفسنا أمام (معالجات طبية) بالأعشاب و(الطب النبوي)، بعيداً عن الطب ومنجزاته العلمية، وصولاً الى الذكاء الاصطناعي وآفاقه.
إن انتشار الأمية وغياب التعليم الإلزامي، وهيمنة المدارس والكليات الأهلية، وانهيار منظومة التعليم والتربية، وسيادة الرشا واستسهال النجاح، والاعتماد على التلقين في كل المراحل الدراسية ونشر الكرامات والانتماء إلى الماضي بكل صفحاته المختلفة، من دون حتى الإشارة إلى الجوانب النيرة في حقول المعرفة التي أكدت عليها الكثير من الجذور الفلسفية والعلمية الإبداعية في تراثنا النير؛ هو الذي أشاع الجهل ونشر الأمية بين الناس .
وبات الاتكاء على الأدعية والرؤى الظلامية.. يأخذ قسطا وافرا من الأهمية، حتى وجدنا أنفسنا أمام (معالجات طبية) بالأعشاب و(الطب النبوي)، بعيداً عن الطب ومنجزاته العلمية، وصولاً الى الذكاء الاصطناعي وآفاقه.
ولم تعد الشهادات العليا موضوع ثقة علمية، بدليل ان هناك عددا غير قليل من الخريجين، يُخطئون في ابسط القضايا المطلوب توضيحها ونشرها.
وبات (الاستاذ الجامعي) مهمشا، لان السلطة السياسية باتت تهيمن على ارادته وخطابه المعرفي.
اما التعليم الابتدائي والثانوي، فقد وقع فيه المعلم تحت ضغوط عديدة وراتب ضئيل، ما جعل هذه الشريحة تعلّي صوتها في تظاهرات عارمة.. فيما تعمل الحكومة على توسيع رقعة المدارس الأهلية لأهداف ربحية وليست علمية ولا تربوية، ما أدى الى تدهور العملية التربوية.. فلا مدارس تمارس دوراً يليق بالمعلم والطالب، ولا مناهج مستقرة يعتمدها المعلم، ولا وجود لاحترام الدرجة التي يمنحها المعلم لطلبته باستحقاقاتهم.. ذلك ان وزارة التربية، تأمر بين فترة واخرى باعتبار السنة الدراسية "سنة عدم رسوب"، ومن ثم فتح أكثر من فرصة للغشاشين!
وبات فشل العراق على مستوى التربية والتعليم والدراسات الجامعية، من الدول (المتقدمة) في تدهورها وفشلها.
هذا الحال، انعكس على ظروف المواطن والمواطنة، وكان من جراء ذلك انتشار الجريمة والمخدرات وانهيار قيم المجتمع.. حتى أصبح الجهل هو السائد، تقريبا، في كل قطاعات الحياة.
وعندما ننتقل الى وزارة تحمل اسماً جامعاً لثلاث وزارات (الثقافة، السياحة، الآثار) نتبين ان هناك تهميشا واضحا لها وكان من المفترض ان تكون من الاهمية بحيث توازي وزارتي الدفاع والداخلية، بوصفها وزارة تعنى بوعي الانسان، ونظم الحياة، والارتقاء بوعي الانسان.
ما يحدث في الواقع، مثير للاستياء وللقرف، فلا قانون يلزم بمنظومة امنية وتربوية ومعرفية على الاصعدة كافة، ولا ثمة مؤسسات تؤسس لتثقيف الناس عن طريق السينما والمسرح والتشكيل والموسيقا والندوات والملتقيات الثقافية.
نعم.. هناك مهرجانات للتباهي والمتعة والتسلية وهدر الاموال، وهناك دوائر لا يشغلها من (الثقافة) سوى حصر الدوام الرسمي والالتزام به، من دون ان يحاسبها أحد على منجز حققته او مال سرقته!
إنّ الثقافة والتعليم والتربية.. كلها هوامش في (العملية السياسية الراهنة) وستظل عملية مكللة بالفشل، مصادرة للرأي، قمعية لكل فكر نيّر ولكل موقف سديد، مادام هناك من يروج ثقافة الجهل!