تشرين1/أكتوير 14
   

              

 ذلكَ السؤالُ الصغيرُ؛

الخجولُ،

المُتلعثمُ،

جوابُهُ مزيدٌ من الأسئلةِ الكُبرى ...

لا تسألْ ما زرعتُ جوابَهُ بين شفتيك،

لا تسأل شجرةً عن إجاصهِ ...

لا تسألْ طريقاً عن سالكيهِ،

لا تسألْ سؤالاً عن جوابِهِ المثالي،

يُمكنُ لصلاتِكَ لحظةَ تقواك،

لقُبلتِكَ على شفتي فنجانٍ لحظةَ وجدِكَ،

لذاكرةِ عسلِكَ على مُرِّ قهوتي،

يُمكنُ للذةِ أناملي في بساتينِك،

يمكنُ للطريق الصحيحِ أنْ يبتدئَ بِ أُحِبُكِ ...

ولا ينتهي بدمعٍ ممنوعٍ في محطةٍ للغُرباءِ ...

كيفَ ارتكبتُما جريمةَ الحُبِّ؟

من منكما البادئُ؟

***

 

ورق

اكتبني على ورقي،

اغضبُ امسحني،

تترك مِمحاتي بعضا منك،

ممتزجا بي،

اكذِّبُ ظني ...

ثم أعودُ فاكتبُني ...

خارج اسوارك،

اتبعني في النصِّ،

كي اقتلني ...

فأخطأُ،

واسمحُ للنصِّ انْ يقتلني

****

مُرُّ كالقهوةِ،

لكنني بشغفٍ ارتشفكِ يوميّا،

 عاصفٌ كحظي،

لكنني أعيش تقلبك اللذيذ،

 ابيض كحلم عاشق،

لكنني اعيش كابوس رحيلك،

ترفَّق بقلبي،

كأنه يعيشُ آخر ما أدخرَ من نبضٍ،

من غيرِ وداعٍ سأذهبُ،

كأنني ما كنتُ زوبعةً في ضحكتِك،

ما كنتُ المعنى في غموضك،

ماكنتُ الرحيل في انتظارك ...

خذني ،

لأنني أذوبُ صمتاً في صُر

*****

لو قرأتني،

لو جمعتَ اللغات في لغةٍ،

لو أجدتَ فكَّ غيومي،

حباتٍ من بخارٍ؛

تَتعانَقُ ماءً،

تُفشي عِطرا،

تقولُ

وتقولُ

لو قرأتني ....

حباتٍ من جمرٍ،

ووجدٍ من عطشٍ ورثناهُ ...

لو اكتشفتَ لونا بخلطةٍ سحريةٍ،

لو جربتَ فرشاة أمانيك،

على شفتي غيمةٍ،

تريد أن تخبركَ مطرا غاضبا،

عاصفا،

مشتاقا،

متلهفا،

محملاً بالهمسات،

لعشاقٍ فاتهُم الأملُ،

وبدأ اليأسُ يغازِلُ ظلماتهم المتراميةِ،

لو اعدتَ النوتاتِ،

وخربشتَ انتظار العود لعائدٍ اليك،

لو جربتَ ما لم يجرؤ عليه فارس،

لو أخذتني منك اليك،

لاكتملت اللوحة،

واندمجت البيانو،

وفاحتْ القصيدة طينا مرويا،

و لقَهقهَ الشاعرُ لأول مرةٍ،

ولوجد طريقا للهروبِ من المعنى،

الى اللا ... 

الى حريتهِ القصوى،

الى لا

ثم لا

ثم لا ...

لو قرأتني جيدا،

بلا مواقفَ مُسبقَةٍ،

بلا بِطنةٍ اعلاميّةٍ،

بلا ضوضاء ...

فتحتَ بحر اللوحة،

وموج القصيدة،

واعدتَ الى النبضِ اجنحةً،

لصعدت ارتقيتُ قمةَ سُلَّمِك،

ومنْ هناك،

نمطر،

نكتُبُ بالقُبلِ قصيدةً،

ربما يقرأُها سيارةٌ،

وينتشونَ بلهفتنا،

فقط اقرأ لتكونَ،

اقرأ،

لأكونَ خاطرةً

اقرأ

حينَ أغلقْتُ الكتابَ ؛

تسرَّبَ الأبطال من سجنِ الكاتبِ،

تسربَ القراءُ ...

تسربتْ الأفكارُ ...

بقي الوردُ مقتولا بين دفتيك ...

وردٌ للذكرى