الى قاسم عجام وموفق محمد حسب أسبقية الغياب
لو جمعنا الزمن من جديد
أنت بأناقتك المفرطة ووسامتك الدائمة
وانا بتهوري وعدم اكتراثي بالوقت
مثلما استيقظُ فجرا واسمعُ البلابل ولكني اخرج مسرعا
مثل جندي يخاف العقاب وانا التحق بالعمل
ستقول لي ارجع ليس من امر يستحق الانتباه
لان أخي علي بعيد
وابني ربيع منشغل بالعمل
وانا في الحلة مشغول بالسماء لأنها تريد نجوما اخرى
وبالشوارع لأنها ضيقة على العشاق
...هل رأيت الليل يشق الوقت في الحلة وانا وموفق نسعى للقاء مستحيل؟
هل عرفت من الذي وشى بنا ليلا لاننا كنا نفكر بالنهار؟
وماهر الربيعي يجمع دموعا سقطت على العتبة
وهو منشغل بموفق محمد
وحين سألهُ عنك
كانت الطرق متاهة
والجواب سؤال
والنهاية ابتداء الأسئلة
عليك ان تذهب للنهر
حتى تجد بقايا موفق ابو خمرة
ففي الضفة اليسرى بقايا تنور طيني مهجور
وفي اليمنى بقايا حروف خبزة محترقة
يا لهذا الرغيف المر
يتقلب بين شاعر ملتهب
وبين خباز يرمي بالحروف في اتون الحريق
في الحلة عملية إخلاء تشمل الشعراء والطيبين
وفي الطرقات نشيج ودموع واعين يابسة من الانتظار
لم يتبق غير طه عجام يرتب الحروف في ليلة معادة
وكأنه يعرف النهايات ومسرى الدم
الذي انطبع على قميص رشيد هارون
في الطب العدلي بالحلة
وهو يستقبل نهاية النهر حين فقد اسم ضفافه
كلنا نقف الأن لنأثث صورة جماعية
لم يظهر فيها احد
لان المصور انحنى ميتا برصاصة غادرة
ولم تظهر إلا الأقدام المختضة برعب الرصاص
في غرفة تحميض الصور