تشرين2/نوفمبر 28
   
 
أَحْمَرُ
يُشِيرُ إِلى مَا مَرَّ هُنَا
كَي نَتَذَكَّرَ
كَمْ مِنْ دِمَاءِ الأَبْرِيَاءِ
سَقَى شَجَرَ الرُّمَّانِ فِيهَا
 
حُلُوٌ
كَأَهْلِهَا حِينَ تَكُونُ
غَرِيبًا
بَيْنَهُمْ
طَيِّبُونَ
كَرُمَّانِهِمْ
مُتَفَانُونَ فِي الْمَوَدَّةِ
وَبِقَوْلٍ
بِخَيْرْ بِي كَاكَه
 
فَرْمُو فَرْمُو
 
وَأَنْتَ تُعِيدُ صُوَرَ الْقَتْلَى
صُوَرَ الْمَنْفِيِّينَ
صُوَرَ الْمَعْدُومِينَ
رَمْيًا
بِالشَّفْلَاتِ
جَنُوبَ الْبِلَادِ
 
رُمَّانُ حَلَبْجَة
مِثْلُ فَتَاةٍ جَمِيلَةٍ
تَقْطُرُ عَسَلًا
فِي الْكَلَامِ
شَاهِدٌ وَحِيدٌ
عَلَى الْحَيَاةِ
خُضْرَةُ الشَّجَرَةِ
 
يَوْمًا مَا كَتَبْتُ
 
دُمُوعُ حَلَبْجَة
 
لَمْ تَكُنْ مُنْتَبِهًا لِرُمَّانِهَا
كَانَتْ دُمُوعُ رُوحِكَ
تَقُولُ
 
عِنْدَمَا اغْتَسَلْنَا بِمَاءِ حَلَبْجَة
امْرَأَةٌ تُرَاقِبُنَا
عَجُوزٌ
تَرَمَّلَتْ فِي حُرُوبِنَا الْقَدِيمَةِ
 
أَتَذَكَّرُ أَبِي الَّذِي أَسَرَهُ الْكُرْدُ
كَانَ شُرْطِيًّا مُسَالِمًا
يَسَارِيًّا يَنْحَتُ فِي جَبَلٍ مَا أَحْلَامَهُ
وَيُحِبُّ الثُّوَّارَ كَثِيرًا
لِهَذَا
هِيَ لَا تَكْرَهُنَا
نَحْنُ الَّذِينَ نَغْتَسِلُ بِمَاءِ حَلَبْجَة
 
تَكْرَهُ الرَّصَاصَ
الَّذِي تَكَوَّمَ قُرْبَ قُرَاهَا
الْمَكَانُ قَبْرًا مَفْتُوحًا لِوَرْدِ حَيَاتِهَا
الرَّصَاصُ الَّذِي ثَقَبَ ظَهْرَ الْحَقِيقَةِ
اخْتَرَقَ رُؤُوسًا بَرِيئَةً
 
لِذَا
أَنَا لَا أَشُكُّ بِنَوَايَا الْمَكَانِ
بِنَوَايَا الْمُحَارِبِ الْقَدِيمِ
هُوَ يَضَعُ سِرْوَالَهُ الْجَبَلِيَّ
وَصُورَةً الْتُقِطَتْ عَلَى عَجَالَةٍ
فِي مُتْحَفٍ يَضُمُّ أَصْوَاتَهُمْ
وَهِيَ تَخْتَنِقُ
بَيْنَمَا أَنَا
أَقِفُ لِأَلْتَقِطَ صُورَةً لِلذِّكْرَى
 
هُوَ
فَقَدَ زَوْجَتَهُ
بَيْتَهُ
أَرْبَعَةَ أَوْلَادٍ
دُفِنُوا أَحْيَاءً فِي صَحْرَاءِ النَّجَفِ
بَيْنَمَا
أَنَا أَضَعُ يَدِي بِمَاءِ حَلَبْجَة
مُبْتَسِمًا لِلْمُصَوِّرِ
مُبْتَسِمًا لِلْمُحَارِبِ الْقَدِيمِ
كَيْ يَنْسَى جُرْحَهُ وَرِمَالَ الصَّحْرَاءِ
كَيْفَ……….؟
كَيْفَ……………..؟
كَيْفَ………………. يَنْسَى ؟
الْجَبَلُ يَنْزِفُ دِمَاءً سَاخِنَةً
 
آهْ
تَقُولُ الْأُغْنِيَةُ
أَنِينُ الْأُمَّهَاتِ فِي قُرَى هُورْمَانَ
صَرَخَاتُ الْبِيشْمَرْكَه وَهُمْ يَنْظُرُونَ
لِبُيُوتِهِمْ أَسْفَلَ الْجَبَلِ وَهِيَ تَحْتَرِقُ
بَيْنَمَا أَنْتَ
تَقُولُ لِسَائِقِ التَّكْسِي
نَازَانِمْ عَرَبِي كَاكَه
 
هُوَ لَا يَعْرِفُ سِوَى حِكَايَاتِ الْآبَاءِ
وَمَا تَرَكَهُ الرَّصَاصُ عَلَى الْجَبَلِ
هَكَذَا تَقُولُ الْأُغْنِيَةُ
الْفِدَائِيُّونَ حَمَلُوا الْبَنَادِقَ فِي الْجَبَلِ
قَبْلَ أَنْ تَضَعَ فَرَحَكَ هُنَا
اصْمُتْ قَلِيلًا
وَتَذَكَّرْ
مَنْ فَقَدَ زَوْجَتَهُ
بَيْتَهُ
وَأَرْبَعَةَ أَوْلَادٍ
دُفِنُوا أَحْيَاءً فِي صَحْرَاءِ النَّجَفِ
 
وَصَلَتْ رِسَالَتُكَ
لَا أَحَدٌ يَتَذَكَّرُ الْآنَ
 
مَا حَدَثَ فِي حَلَبْجَة
عِنْدَمَا اخْتَنَقَتْ يَاشِيرْكُو بِيكس
كَتَبَتْ رِسَالَةً مُطَوَّلَةً
إِلَى الله
لَكِنَّ
السِّكْرِتِيرَ الرَّابِعَ
مَنَعَ وُصُولَهَا
 
كَمْ سِكْرِتِيرًا
فِي الْأَرْضِ
يَمْنَعُ وُصُولَنَا إِلَى الله
يَمْنَعُ أَنْ نُحِبَّهُ
كَمَا نُرِيدُ
يَمْنَعُ أُغْنِيَةً
فِي قُلُوبِنَا
يَمْنَعُ ضَحْكَةً
لِأَنَّهُ سِكْرِتِيرًا
رَابِعًا مِثْلَ عَبِيدٍ
يَمْنَعُ
كُلَّ شَيْءٍ
حَتَّى اللُّغَةَ
 
حِينَ تَخْتَنِقُ
الأَشْيَاءُ
تَرْكُضُ مِثْلَ طِفْلٍ إِلَى الله
لَكِنَّ السِّكْرِتِيرَ الرَّابِعَ
يَمْنَعُهَا
مِنَ الْوُصُولِ إِلَى الْخَامِسِ
 
مَتَى نَشْعُرُ
أَنَّ الله
لَنَا وَحْدَنَا
دُونَ اسْتِعْلَامَاتٍ
وَحَرَسٍ
دُونَ سِكْرِتِيرًا
رَابِعًا
 
عِنْدَمَا
تَخْتَنِقُ الْمُدُنُ
أَكِيدٌ سَيَكُونُ الله
حَاضِرًا فِي أَحْلَامِ
النَّاسِ
يَا الله
مِنْ فَضْلِكَ
سَرِّحْ مِنَ الْخِدْمَةِ
كُلَّ سِكْرِتِيرٍ
لِكَي
نَفْتَحَ بَابَكَ
وَنَدْخُلَ
 
نَدْخُلَ كَعُشَّاقٍ بِسَلَاءٍ
وَنَنَامَ فِي حَضْرَتِكَ
 
مِنْ فَضْلِكَ
أَحِلْ عَلَى التَّقَاعُدِ
كُلَّ سِكْرِتِيرٍ
لَكَ فِي الأَرْضِ
 
وَاتْرُكْ لَنَا رُمَّانَ حَلَبْجَة
شَاهِدَ عَصْرٍ
يَرْوِي الْحِكَايَةَ عَنَّا