
1- محافظة بغداد
3- محافظة النجف
4 - محافظة البصرة
6- محافظة ميسان
8- محافظة واسط
9- محافظة بابل
10- محافظة ديالى
11- محافظة المثنى
استنتاجات
في ضوء الأحداث وحيثياتها، والمجازر الوحشية التي اقترفتها المنظومة السلطوية، نختتم بالاستنتاجات التالية:
- منظومة سلطوية فاشلة وجائرة
كشفت انتفاضة تشرين المجيدة طبيعة القوى المهيمنة، وفشل منهجها المتبع في إدارة الدولة، الذي أشاع الفوضى ونهب أموال الشعب، وتحول الى حاضن للفاشلين والقتلة والفاسدين، وحالة الاستقطاب الحاد في المجتمع، ودرجة الاحتقان فيه. وفشل الأحزاب المهيمنة بشكل ذريع في حل المشكلات الاقتصادية - الاجتماعية، حتى الساخنة منها، ناهيكم عن الشروع بالإعمار والبناء. وتتحمل المنظومة السلطوية المسؤولية الأولى عن الدمار والخراب في كافة مناحي حياة المجتمع العراقي.
وشددت انتفاضة تشرين على ان المطلوب ليس تطويق الأزمات واحتواءها، بل إيجاد حلول جذرية لها، بما يؤمن التصدي لأس الأزمات، أي منظومة المحاصصة والفساد، وبالخلاص التام من المنظومة السلطوية الفاسدة.
وأوصلت الانتفاضة رسالة وطنية واضحة وضوح الشمس، بدعوتها الى المواطنة الجامعة، المواطنة الحقة، المواطنة العابرة للقوميات والطوائف والأديان والتخندقات الفرعية والمناطقية، مقدمة في سبيل ذلك تضحيات جسام.
وبذلك استحقت الانتفاضة تشرين كل الاستحقاق موقعها الطبيعي بين اكبر مآثر شعبنا النضالية في تاريخه الحديث، وتستحق ان تُحيا ذكراها دوماً، وأن يُمجد شهداؤها، وان تتجدد المطالبة القوية بإنصاف عوائل الشهداء والمعوقين جسدياً، وبالكشف عن القتلة والجهات التي وقفت خلفهم، وتقديمهم الى القضاء العادل.
ب- قوات قمعية مشكوك في انتمائها للشعب العراقي
مارست الملايين من جماهير الشعب المنتفضة حقها الدستوري، معبرة عن إدانتها ورفضها لمنظومة الفساد والمحاصصة الطائفية والإثنية، بتظاهرات مليونية، واعتصامات مدنية واسعة، وإضرابات عامة، وغيرها من مظاهر الاحتجاج المدني السلمي. وبدلا من ان تقوم السلطة، كما يفترض، بمعالجة المشكلات القائمة، واجهت المتظاهرين السلميين بالعنف المفرط للغاية، بالقمع الدموي والقتل العمد، على أيدي القوات الأمنية والمليشيات الولائية، من الملثمين وبالزي الأسود، والمدججين بأنواع الأسلحة الفتاكة، ونشر القناصة في محيط أماكن التظاهر وساحات الاعتصام، واستخدام وسائل القمع الوحشية ضد المحتجين، بما في ذلك الرصاص الحي، والقنابل الغازية السامة والقاتلة، الى جانب الاختطاف، والاعتقال، والتعذيب، والتصفية الجسدية تحت التعذيب. وملاحقة حتى عوائل الشهداء لإسكات صوتها ومنع مطالبتها بالكشف عن قتلة أبنائها وبناتها.
وتبين للقاصي والداني ان التشكيلات القمعية التي أسستها المنظومة السلطوية الجائرة بعد عام 2003 لحماية نفسها، وإدامة تسلطها، التي عملت يدأ بيد وبالتنسيق مع المليشيات المسلحة.
لقد اقترفت القوات القمعية جرائم يندى لها الجبين، لم يسلم منها حتى الأطفال الصغار. مثلما لم يسلم من همجية القمع حتى المسعفين الطبيين، وهم يقومون بمهمتهم النبيلة - إسعاف الجرحى، ولا حملة العلم العراقي وراية الحسين، ولا من كان يسقي المعتصمين الماء، الخ، مستهدفة إياهم بالرصاص الحي المباشر بالرأس والصدر والظهر والبطن. وقد قُتلَ بعض الشهداء بأكثر من رصاصة، وغدراً، ومن الخلف.
وقد وثقت (المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان في العراق) ووكالات الأنباء الاستقصائية أعداد الشهداء والجرحى، يوماً بيوم. وأكدت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية استخدام قوات الأمن العراقية للقوة القاتلة في مواجهة المتظاهرين. ونقلت "العربية"، في 27/10/3019: "توصل تحقيق حكومي عن سبب الوفيات الى ان 70 في المائة من القتلى ماتوا جراء اعيرة نارية في الرأس والصدر".
ج-أعمال مشينة
قتلت الأجهزة القمعية وبلطجية المليشيات أكثر من 1100 شاب وشابة، وجرحت أكثر من 30 ألف آخرين، من بينهم أكثر من 7 اَلاف معوق بعاهات مستديمة، عدا الذين تم إخفاؤهم قسراً، من كافة المحافظات المنتفضة.
ملفنا هذا وثق 1035 شهيداً وشهيدة، عدا عدد الشهداء مجهولي الهوية، الذي لا يقل عن 70 شهيدا. ولا أدل على ذلك من مجزرة السنك ببغداد، التي اقترفتها القوات القمعية في كانون الأول 2019، وسقط فيها عشرات الشهداء، وسلمت جثامينهم الى الطب العدلي في بغداد، الذي اعتبر غالبيتها "مجهولة الهوية" لكون الجثامين مشوهة تماماً ولا يمكن معرفة أصحابها. وعدا بغداد، حصل ذلك في الناصرية وفي النجف. وأكدت فضائية "الحرة" في 15/12/ 2019، بأنه تم العثور على جثامين نشطاء في عدد من المدن العراقية لم تتم معرفة هويتهم.
واستكمالا للنهج القمعي ، أمرت وزارة الصحة دوائر الطب العدلي، في بغداد والمحافظات الأخرى، بعدم تسليم العوائل جثامين أبنائها الشهداء، إلا إذا وافقت على شهادة وفاة غير حقيقية، تقول بان سبب الوفاة "عادي"، وليس بالرصاص والقنابل والطعن. مثال: استشهد أحد الشهداء -موجود اسمه طياً - برصاصة بالرأس، أجبروا مستشفى الشيخ زايد في بغداد ان يعطي ذويه شهادة تقول ان سبب الوفاة هو "السُكر". فهجمت العائلة على ادارة المستشفى وكسرت الزجاج وأخذت شهيدها الى الطب العدلي، الذي أثبت سبب الوفاة الرصاص. للأسف، بدافع:" إكرام الميت دفنه"، وافقت عشرات العوائل على شهادة وفاة "عادية". وبذلك لم يتم تسجيلهم في السجلات الرسمية كشهداء، ولا يحق لذويهم تقديم شكوى ضد القتلة.
د- أقذر حملة
لعل أقذر الأعمال المشينة هو ان المنظومة السلطوية، لم تكتف بالقمع الدموي والقتل العمد للمتظاهرين السلميين، وإنما شنت أبواقها حملة مسعورة على ثورة تشرين، ووجهت للمنتفضين والمحتجين، افتراءات رخيصة، مثل "جوكرية" و"أبناء رفيقات" و"أولاد سفارات" و"مخربين"، و"بعثيين"، وغيرها من الاتهامات التخوينية. وبلغت الحملة التشويهية المسعورة حد الطعن بشرف ثوار تشرين وأعراضهم.
لليوم، ورغم مرور ستة أعوام، يقض اسم تشرين مضاجعهم ويرعبهم. "وما إن يعود صوت المحتجين يرتفع وتتوحّد شعاراتهم المطالِبة بالخلاص من منظومة المحاصصة وذيولها، حتى يظهر عجز القوى السياسية المهيمنة عن مواجهة تلك المطالب، فتلجأ إلى أساليب التسويف والمماطلة والى محاولات التشتيت، بدلاً من الاستجابة. وما ان تخفت حركة الاحتجاج أو يغيب صوتها، حتى تبدأ ما يمكن تسميتها "حفلة شتائم"، يعيد بعض المسؤولين في مجراها ترديد الاتهام التقليدي الهزيل والمتهافت، بأن الثورة "صنيعة للخارج" ومدعومة من سفارات أجنبية (راصد الطريق، "طريق الشعب"،2/9/2025).
في ملفنا هذا تبين المعلومات التي وثقناها عن الشهداء ما يفند الاتهامات والافتراءات المشينة. فهي تؤكد ان أكثر من ربع مجموع الشهداء هم من مدينة الثورة (الصدر) الفقيرة، والتي تفتقر الى الكثير من الخدمات. ومن بينهم ثمة أكثر من 20 % من مجموع الشهداء هم بعمر دون العشرين عاماً، ومنهم عدد غير قليل بعمر دون الـ 16 عاماً.. فمتى أصبح هؤلاء "جوكرية" و"أولاد سفارات" ؟!! وإذا كانوا "كذلك"، فلماذا يعيشون في مناطق فقيرة، وأسرهم تعاني من الفقر والحرمان ؟!!
وتؤكد المعلومات أيضاً ان غالبية أسر الشهداء هي كادحة وفقيرة. وثمة عدد غير قليل من الشهداء هم أيتام، واَغلبهم تركوا الدراسة مضطرين لإعالة أسرهم. وعدا هذا فان نحو 99 % من سكنة الثورة هم من الشيعة.. فما الذي قدمته لهم الأحزاب المتنفذة التي تحكم العراق منذ 22 عاماً باسم المظلومية والمذهب والطائفة، كي لا ينتفض عليهم أبناء وبنات طائفتهم ومذهبهم ؟!!
وذات المعلومات تنطبق على شهداء المحافظات الأخرى المنتفضة. ونجملها بالاتي:
يشكل الشهداء بعمر 20-25 عاماً 17.7 % من مجموع الشهداء الـ 1035. ومن هم دون سن الـ 20 عاماً يشكلون نسبة 16.5 %، ومن بينهم أقل من 16 عاماً، وحتى أطفال بعمر 14 و13 عاماً، وقد تم قتلهم بدم بارد بالرصاص الحي. وجميع الشهداء اليافعين قد تركوا الدراسة مضطرين للعمل لإعالة أُسرهم الفقيرة والكادحة.. فمتى "أصبح" هؤلاء جوكرية وأولاد سفارات ؟!!
رغم كل أفعالها المشينة، لم تفلح أحزاب السلطة ومليشياتها وأبواق إعلامها في تزييف الحقائق وتشويه أهداف تشرين والإساءة للمنتفضين، الى جانب سعيها المحموم لحرف الانتفاضة عن مسارها. وبالتالي فشلت فشلا ذريعا في حجب ما حققته ثورة تشرين المجيدة. وقد ارتدت حملتها المسعورة عليها، وعرتها على حقيقتها أكثر، ومرغت غطرستها بالوحل. وبعد ان كانت تستنكف عن لفظ تشرين والمدنية، صارت فيما بعد تذكرها مرغمة، وسعت بكل صلافة الى تشكيلات لها منتحلة لاسم تشرين والمدنية.
ونقول لأبواق الحملة المسعورة: ان المجازر البربرية التي اقترفتها القوات القمعية والمليشيات المارقة، على جسر الزيتون بالناصرية (أكثر من 70 شهيدا وجرح أكثر من 500 غيرهم)، وفي ساحات التحرير والخلاني والسنك، وعلى جسر الأحرار ببغداد، وفي الثورة (الصدر)، وأمام مقرات مجالس المحافظات في الناصرية والديوانية، وبالقرب من القنصلية الإيرانية في النجف وكربلاء، وأمام مقرات المليشيات، وفي ساحة الصدرين، وغيرها، ستبقى وصمة عار في جبين المنظومة السلطوية. ولن تذهب دماء الشهداء الزكية هدراً، وسيأتي اليوم الذي سينال القتلة جزاءهم العادل، عاجلا أم اَجلا.
ه- صمود وتحدٍ
من أبرز الدروس البالغة التي أعطتها ثورة تشرين المجيدة هي الثبات والصمود والتحدي ومجابهة القمع الدموي والقتل العمد الهمجي للقوات القمعية والمليشيات المسلحة، بصدور عارية، متحدية الرصاص الحي والقنابل الغازية السامة، والقامات، وبقية أسلحة القتل والشلل والإعاقة.
ورغم ضخامة أعداد القوى القمعية، ووحشية السلاح الفتاك الذي استخدمته ضد المتظاهرين السلميين، وسقوط آلاف الشهداء والجرحى والمختطفين والمغيبين، استطاعت الانتفاضة ليس فقط ان تصمد، وإنما حافظت على طابعها السلمي. وهو ما أبهر العالم بها. وفي هذا السياق، كشفت الثورة عن تواطؤ السلطة التشريعية والسلطة القضائية في جرائم السلطة التنفيذية النكراء.
وأثبتت شبيبة العراق، من الجنسين، أنها مفخرة الوطن وشعبه، وبرزت باستعدادها وشجاعتها وتحديها وصمودها وتضحياتها، كأيقونة حقيقية للثورة، ونبراس وهاج لها. وما زاد ثوار تشرين فخراً واعتزازاً اندماجهم الملحوظ مع روح الانصهار في الوطن، وفي العمل الجماعي، والتضحية والفداء من أجل الوطن والشعب. وبذلك أصبحت شبيبة العراق الأمل المعول عليه لتخليص العراق من منظومة الفساد والاستبداد والفوضى والخراب.
وفي هذا المضمار، لا تفوتنا الإشادة، أيضاً، بدور المرأة العراقية الكبير في انتفاضة تشرين، وتقديمها العديد من الشهيدات، وهي منتفضة على واقعها المزري الذي تعيشه مع اسرتها وأطفالها من بؤس المعيشة وضآلة فرص العمل، وضحية للعنف الأسري والمجتمعي، والمعاملة المهينة لكرامتها، الى جانب فقدانها للأبناء والأزواج والآباء والأخوة، في خضم الصراعات المنفلتة، والحرب الطائفية، والإرهاب، وانتشار العصابات، كاسرة حاجز الخوف، محطمة قيود العادات والتقاليد البالية، التي تمنع تمكينها وتهميش دورها في المجتمع، وتعيق نضالها من أجل حياة كريمة ومستقبل أفضل، مسجلة أروع صور البطولة والفداء والتضحية، فكانت المتظاهرة والمحتجة والطبيبة والمسعفة والمعلمة والمثقفة وحمامة السلام ورائدة السلمية.
ولا بد ان نشيد بدور المُسعفات والمسعفين، الذين تطوعوا بإرادتهم للقيام بمهمة نبيلة - إسعاف الجرحى وإنقاذهم، رغم الخطورة الكبيرة، تحت أزيز الرصاص، ورغم الإمكانيات المتواضعة. وقد سقط العديد منهم، من الجنسين، شهداء برصاص القوات القمعية والمليشياوية، أثناء تأدية مهمتهم.
ولن ننسى الإشادة والتقدير للشباب من أصحاب التكتك والستوتات ودورهم المشهود في إنقاذ الجرحى، بنقلهم بسرعة الى المسعفين والى المستشفيات، وقد سقط العديد منهم أثناء عملية نقل الجرحى برصاص القوات القمعية المتمرسة بالقمع الدموي والقتل العمد.
وسجل التأريخ للجماهير المنتفضة الباسلة، أنها رغم التضحيات الجسيمة، لم تتراجع، واستمرت بثورتها السلمية من أجل الوطن والحياة الحرة الكريمة والمستقبل الأفضل، في ظل دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية. وظلت متمسكة بالسلمية في التظاهرات المتواصلة، والاعتصامات الشبابية، والإضرابات العامة، وخوض المعارك الباسلة ضد القوات القمعية وأسلحتها المميتة، وضد عصابات القتل والتخريب، سلمياً وبصدور عارية.
وذلكم جزء مما سطرته شبيبة العراق التي انتفضت في الأول من تشرين الأول 2019 من مآثر، متحدية سلطة القتلة والولائيين لغير العراق بكل جبروتها وهمجيتها.
و-من منجزات انتفاضة تشرين
من أبرز الدروس البالغة التي أعطتها انتفاضة تشرين هي:
أولا- جاءت الانتفاضة عفوية، لا وصاية عليها من قبل الأحزاب السياسية، وبعيدة كل البعد عن التحزب والطائفية والعشائرية والتعصب المذهبي والطائفي والقومي. وبذلك لجمت أفواه من اتهموها بأنها "بتحريض" و"بدعم أجنبي" وما الى ذلك.
ثانياً- لأول مرة في تأريخ نضالات الشعب العراقي ان ترفع الجماهير بوجه الطغمة الحاكمة، مطلب نريد وطن- يتمتع فيه مواطنوه بالحياة والحرية والكرامة والمساواة، ويكون آمناً مستقراً وخاليا من الفساد والمليشيات والسلاح المنفلت، ومن كافة أشكال العنف والجريمة والاعتداء على حقوق الإنسان.
ثالثاً- على الرغم من افتقار غالبية جماهيرها للتنظيم وللقيادة الموحدة والمجربة، استطاعت الانتفاضة ان تجسد بأروع الأمثلة هويتها الوطنية الشعبية الشبابية العارمة، وعكست إرادة وتطلع غالبية الطيف العراقي والمواطنين غير المنتفعين من مغانم السلطة، متحدية أشرس هجمة مسعورة من جانب القوى المتنفذة والفاسدة، وإعلامها وأبواقها ووعاظ سلاطينها، التي مارست شتى صنوف الترهيب والتخوين والافتراءات لتزييف الحقائق وتشويه أهداف تشرين والإساءة للمنتفضين، الى جانب سعيها المحموم لحرف الثورة عن مسارها.
رابعاً- فشل كل جرائم القمع الدموي والقتل العمد في ان تحيد الثوار عن الثبات والصمود والتحدي ومجابهة القمع الهمجي للقوات القمعية والمليشيات المسلحة، بصدور عارية، متحدية الرصاص الحي والقنابل الغازية السامة، والقامات، والسكاكين، وبقية أسلحة القتل والشلل والإعاقة.
خامساً- رغم ضخامة أعداد القوى القمعية، ووحشية السلاح الفتاك الذي استخدمته ضد المتظاهرين السلميين، وسقوط الاف الشهداء والجرحى والمختطفين والمغيبين، استطاعت الانتفاضة ليس فقط ان تصمد، وإنما حافظت على طابعها السلمي رغم محاولات السلطة شيطنة هذه الانتفاضة. وهو ما أبهر العالم بها.
سادساً- كشفت الانتفاضة تواطؤ بعض أوساط السلطة التشريعية والسلطة القضائية في جرائم السلطة التنفيذية النكراء.
سابعاً-أثبتت شبيبة العراق، من الجنسين، أنها مفخرة الوطن وشعبه، وبرزت باستعدادها وشجاعتها وتحديها وصمودها وتضحياتها، كأيقونة حقيقية للثورة، ونبراس وهاج لها. وما زاد ثوار تشرين فخراً واعتزازا اندماجهم الملحوظ مع روح الانصهار في الوطن، وفي العمل الجماعي، والتضحية والفداء من أجل الوطن والشعب. وبذلك أصبحت شبيبة العراق الأمل المعول عليه لتخليص العراق من منظومة الفساد والاستبداد والفوضى والخراب.
ثامناً-أوصلت الانتفاضة رسالة وطنية واضحة وضوح الشمس، بدعوتها إلى المواطنة الجامعة، المواطنة الحقة، المواطنة العابرة للقوميات والطوائف والأديان والتخندقات الفرعية والمناطقية، مقدمة في سبيل ذلك تضحيات جسام.
تاسعاً- وبذلك استحقت انتفاضة تشرين كل الاستحقاق موقعها الطبيعي بين اكبر مآثر شعبنا النضالية في تاريخه الحديث، وتستحق ان تُحيا ذكراها دوماً، وأن يُمجد شهداؤها، وان تتجدد المطالبة القوية بإنصاف عوائل الشهداء والمعوقين جسدياً، وبالكشف عن القتلة والجهات التي وقفت خلفهم، وتقديمهم الى القضاء العادل.
المجد كل المجد للذكرى السادسة لانتفاضة تشرين الخالدة ... والنصر لشعبنا في معركته من اجل التغيير الشامل، ومن اجل الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والديمقراطية، وإزاحة نظام المحاصصات الطائفية والإثنية والقضاء على الفساد!